بيان لجنة التنسيق الثلاثي (الكردي): نوروز عيد الحرية والمحبة

معلوم أن نوروز تاريخيا يمتاز بأبعاده الإنسانية الواسعة لأنه يحل في 21 آذار من كل عام عيداً لشعوب الشرق عامة ، وللشعب الكردي بشكل خاص كونه دلالة بداية لجوانب من التاريخ المكتوب له منذ ست وعشرين قرن ونيف من الزمن أي أنه العلامة الفارقة في تاريخ تدشين عهد الدولة الميدية سنة 612 ق .

م حين بدأ انزياح الظلم والجور عنه ، ولكونه عيداً لرأس السنة الكردية وتوقيته..

وكلما ازداد هذا العيد عمراً وقدماً ، ازداد تعبيراً عن دوره في ترسيخ قيم الحياة والحرية ، ورفضه لكل ظلم أو استعباد ويزداد بمعانيه الحضارية السامية تألقا وبهجة حينما يندمج مع إطلالة الربيع وتفتق براعم الورود والأزهار، ليعطي مفهوما يعكس اتحاد الإنسان مع الطبيعة الخلابة في لوحة رومانسية رائعة ، تجدد الآمال وتعزز التطلعات المستقبلية وتبعث في الحياة دفأها وروح التجديد ومعانيها الإنسانية..
ولئن امتاز نوروز بهذه الأهمية عبر التاريخ فلا شك أنه أكثر أهمية في العصر الحديث لا لأنه حافظ على أصالته ونقاوة مسيرته فحسب بل لأنه يضفي بظلاله الساحرة مسحاً من القداسة على تنوع أيام آذار ولاسيما همومه وأحزانه بدءاً برحيل البارزاني الخالد وشهداء انتفاضة قامشلو وشهداء حلبجة وخورمال وغيرهم ..
وما يزيد في أهمية نوروز هذا العام هو تزامن الاحتفال به مع تفاعلات الوضع السياسي الكوني العام وانعكاساته على المنطقة عامة وانسحابه على الداخل السوري وما تفعله قوى المعارضة الوطنية من أسباب وعوامل هامة تدفع باتجاه التغيير نحو بناء حياة سياسية جديدة وفق القواعد الديمقراطية ، تنتفي بداخلها القوانين والمحاكم الاستثنائية كافة والسياسة الشوفينية الظالمة بحق الشعب الكردي في سورية وتؤسس لدولة القانون وتضمن التداول السلمي للسلطة ، وتضع دستورا عصرياجديداً يعترف صراحة بالتعددية القومية واعتبار الشعب الكردي قومية ثانية في البلاد ، وقانون جديد للمطبوعات وآخر للأحزاب ينظم الحياة السياسية وينص صراحة على التعددية السياسية والحزبية الحقيقية دون قيود ، ووضع قانون جديد للانتخابات التشريعية يضمن فوز ممثلي كل مكونات المجتمع السوري بالنسبة التي يشكلها إلى مجموع سكان البلاد..
لنحتفي بنوروز هذا العام ونتخذ من معانيه القومية حافزاً لنا جميعاً في لم شمل الحركة الكردية ووحدة صفها وموقفها السياسي عبر السعي الجاد والعملي لبناء المرجعية الكردية المنشودة على طريق النضال بكل الوسائل السلمية الديمقراطية نحو تحقيق الأماني القومية والوطنية وفق أسس تؤكد أن الشعب الكردي في سوريا يعيش على أرضه التاريخية وأن قضيته القومية هي قضية وطنية بامتياز ينبغي حلها حلا ديمقراطيا في إطار وحدة البلاد وبما يساهم في تطورها وتقدمها..
ولنشر عبق نوروز وجماله وشدو أناشيده وأغانيه والرقص على ألحانه ينبغي الحفاظ على دلالاته الحضارية وتطويرها ، ولنجعل من نوروز ومعانيه السامية عيداً يستقطب في احتفالاته الشعوب المتعايشة على المحبة والتسامح والسلام ، على طريق تعميق روح التفاعل الحضاري بينها..

ينبغي الحفاظ على معاني هذا العيد التاريخية وذلك بتجنب كل المظاهر التي تسيء إلى جماله ورونقه سواء بإثارة الأدخنة الضارة الملوثة للبيئة وطبيعة المدن وأجوائها كحرق الدواليب أو إيقاد الوقود المشابهة والعوادم الكريهة برائحتها أو المخلة بالمظهر العام ..

ويمكن الاستعادة عنها بالشموع والكهرباء أو إشعال المحتطب من أنواع الخشب الجاف..

الخ كما ينبغي الابتعاد عن كل مظاهر الاستفزاز أو الاساءة إلى مشاعر الآخرين ، وكل تصرف خلاف الوجه الحضاري إنما يعني تقصد إساءة متعمدة لمعاني ودلالات نوروز الحضارية التاريخية ..

وفي الختام..

نحيي شهداء الحرية في كل مكان وكل شهداء الوطن السوري ، وتحية إلى روح شهيد نوروز سليمان محمد أمين آدي ، وتحية إلى أرواح شهداء حلبجة وخورمال في كردستان العراق وتحية عطرة إلى أرواح شهداء انتفاضة 12 آذار 2004
وكل عام والشعب الكردي وعموم المجتمع السوري بألف خير
في 17 / 3 / 2007
لجنة التنسيق الثلاثي (الكردي)

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…

شادي حاجي في عالم يتزايد فيه الاضطراب، وتتصاعد فيه موجات النزوح القسري نتيجة الحروب والاضطهاد، تظلّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) طوق النجاة الأخير لملايين البشر الباحثين عن الأمان. فمنظمة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت اليوم إحدى أهم المؤسسات الإنسانية المعنية بحماية المهدَّدين في حياتهم وحقوقهم. كيف تعالج المفوضية طلبات اللجوء؟ ورغم أن الدول هي التي تمنح…