لمنظمات الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) اذا كان نوروز بداية اشراقة زمن, وتفتح الحياة, واقبال الطبيعة مزهوة بحللها واريج رياحينها, وعبق النارنج والبابونج البري..
وتغريد البلابل, وسحر انغام السواقي وهي تتدفق عبر الوهاد والمنحدرات..
في ربوع تنضح بالعطر, وتتألق بأشعة الربيع الخافتة..
وهي تترنح من خلال براعم تتفتق عن معادن الأمل..
ورونق التباشير..
وسط مروج فسيحة..
وفضاءات كردستانية تنعش النفوس..
وتشرق في العيون أماني وآمالاً..
وطموحات..
ومتكئاً لغدٍ أكثر جمالاً وأكثر حيوية..
وهو يتطلع الى الأفق الوردي ورساً منمنماً..
واذا كان نوروز عيد أمة عشقت الحياة, واستهامت بالحرية..
وقدمت آلاف القرابين وهي تخوض الى حياة أكثر انعتاقاً من قيود الرهق والاذلال والعبودية..
فان لهذا اليوم أن يكون فاتحة خير..
ومرتع عشق..
وملتقى احبة..
وميراث نضال دام..
وتراث أمة عاشت مع الدهر على ارضها التاريخية , تواجه كل عذابات السنين بقدر ما حمل في آذاره..
وهو يرتع في مباهج الصبا..
وألق الفتوة, وميعة المرح..
بقدر ما حمل من مآس ونكبات وآلام..
كان رحيل البارزاني الخالد فاتحته واعدام القاضي محمد خاتمته..
وما بينهما نكسة الثورة اثر الحادي عشر من آذار واتفاقية الغدر والخيانة..
ووأد للاتفاقية التاريخية في السبعين من القرن الماضي..
كأول اعتراف دستوري يحق للكرد في كردستان العراق..
كما حمل آلام الحصاد الكيمياوي في حلبجة وخورمال وبهدينان..
وضاعف من مأساة الشعب الكردي في سوريا في الثاني عشر منه..
لتسقط قافلة من الشهداء في مجزرة تاريخية, ومؤامرة دنيئة استهدفت ضربة قاصمة للكرد في سوريا اضافة الى سياسة التنكر والاضطهاد والتمييز لتهب على اثرها شرارة أكبر تظاهرة قومية حملت طابع الانتفاضة العارمة من ديرك الى دمشق الى القامشلي والحسكة ورأس العين (سري كانيي) وعامودا والدرباسية وكل بقعة حمل فيها الكرد على أكفهم كل تضحية حتى تجاوز المألوف..
ليكون ربيعاً دامياً مضرجاً بالدماء صبغ قرى وجبال عفرين وكوباني..
ومناطقهما بلون أرجواني..
أضفى على الربيع المبهج كل معاني الفداء والتحدي, تحدي البقاء والوجود..
وحمل ولا يزال يحمل الهم الكردستاني الكبير في جزء من أجزائه الأربعة, وفي كل بقعة لا يزال يتعرض فيها للقهر والعبودية وعدم الاعتراف بوجوده بخلاف ما أنجز في كردستان العراق, ليكون النموذج الحي والأمثل لتجربة كردستانية فريدة, وعملية سياسية ناجحة, يمكن أن تنعكس على كل جزء لقد كان آذار جمالاً ضارباً..
وخضرة حمراء..
ورماداً وناراً..
ولكن ألقاً وتأهباً للحياة أيضاً..
وبعداً حضارياً, ورؤية جمالية, وطاقة على الابداع, ونمطاً انسانياً جديداً, يمكن أن يكون ثمرة نضال الكرد في كل مكان..
ونوروز منذ كان ومنذ وجد..
وجد مع النار والحمرة والدم..
ولكنه صبغ بالصفرة والاخضرار..
وتبسم للحياة مع كل نابٍ مضرج بفوهة دم مهراق زكي..
لا يزال معبراً قوياً عن قدرة هذا الشعب المقدام على التحدي ومقارعة الصعاب ومواجهة المحن استعداداً للحياة والبقاء والامتداد, والدفاع عن وجوده القومي, واقرار هذا الوجود دستورياً, ورفع كل أشكال الغبن والتمييز بحقه..
لقد كان ولا يزال أملاً وألماً..
أماني رائعات..
وبورات عطاء..
ورماد نكبة..
وكبد محترقة..
ليكون بحق شهراً كردياً..
يعكس آلاماً عريضة..
وآمالاً كبيرة, ورؤى مستقبلية زاهية..
ولكن الخطب مهما اشتد..
والنكبة مهما عظمت..
لا تزال تمدنا بالأمل بحياة سوف تزدهر وسط الآلام الكبار..
عاش نوروز رمزاً للحرية والانعتاق
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
أواسط آذار 2007
اللجنة القيادية لمنظمات