يعتبر أحد صقور جبهة الخلاص الوطني المعارضة إلى جانب المحامي علي صدر الدين البيانوني ونائب رئيس الجمهورية الأسبق المحامي عبد الحليم خدام ويشغل منصب عضو الأمانة العامة للجبهة.
بطاقة تعريف:
ولد صلاح بدر الدين في 11 آذار 1945 بقرية – نعمتلي – قضاء – القامشلي – سورية، ثم عاش مع اهله في قرية – جمعاية – .
انتسب مبكراً الى الحزب الديموقراطي الكردستاني في سورية وساهم مع الجناح الديموقراطي القومي عام 1965 في تدشين النهج القومي الديموقراطي في الحركة الكردية .
عاش السيد بدر الدين الجزء الأكبر من حياته في العمل السري بالتخفي والهجرة القسرية متنقلا بين لبنان وكردستان العراق وتونس وألمانيا فيما بعد.
سجن لعام واحد في سجن القلعة بدمشق ، وتم تحويله الى محكمة امن الدولة العليا بدمشق بعد تجريده من الحقوق المدنية .
منذ عام 1968 اصبح السكرتير الأول للبارتي الديموقراطي الكردي اليساري في سورية ثم أمينا عاما لحزب الاتحاد الشعبي الكردي بعد تبديل الاسم في المؤتمر الخامس عام 1975 .
التقى الراحل الملا مصطفى البارزاني قائد ثورة ايلول للمرة الاولى في حزيران 1967 بمنطقه – بالك – في كردستان العراق .
اسس في لبنان – رابطة كاوا للثقافة الكردية – كمؤسسة ثقافية في أعوام 1975 – 1978 .
وفي كردستان العراق عام 1999 .
ساهم مبكراً في بناء العلاقات الودية مع حركة التحرر العربية وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية كما شارك في اقامة عدد من جمعيات الصداقة بين الكرد والعرب وهو رئيس جمعية الصداقة الكردية – العربية .
المؤلفات: 1 – الاكراد شعبا وقضية 2 – موضوعات كردية 3 – القضية الكردية والنظام العالمي الجديد – 4 – غرب كردستان 5 – القضية الكردية أمام التحديات 6 – الحركة القومية الكردية في سورية – رؤية نقدية من الداخل 7 – الكرد والعرب : اتحاد اختياري وشراكة عادلة 8 – غرب كردستان …الربيع الدامي 9 – الكرد بين ارهاب الدولة القومية والاسلام السياسي 10 – حوار شامل مع صلاح بدرالدين .
– له مئات المساهمات في الصحف والمجلات والمواقع الكردية والعربية
للمزيد عن ضيف الحوار السيد صلاح بدر الدين راجع
نص الحوار:
حاوره علي الحاج حسين
●: شهدنا في الثمانينات من القرن المنصرم تعاظم دور وتأثير حزب الاتحاد الشعبي، ثم سقط بسرعة متزامنا مع سقوط الاشتراكية، لماذا؟
◙: بدون التوقف كثيرا على الأسماء والمسميات – التنظيمية – ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري من 1965 – 1975 وبعد ذلك حزب الاتحاد الشعبي الكردي ) فان الجوهري في المسألة هو انبثاق وتنامي مشروع قومي ديموقراطي يساري كردي منذ أواسط ستينات القرن الماضي تلبية لضرورات تاريخية وفكرية وسياسية وبالتالي تنظيمية عنوانه الرئيسي : اعادة تعريف الحركة الوطنية الكردية وتصحيح مسارها ووضع استراتيجية جديدة لها وقد تم انجاز الأساسي من المشروع : صياغة البرنامج الكردي بما هو قضية حقوق شعب بكامل المواصفات جزء وقسم بارادة الغير وواجبات وطنية بآليات واضحة وتحديد العلاقة العضوية المتوازنة بين القومي – الخاص – والوطني – السوري العام وابراز الجانب الاجتماعي والديموقراطي في النضال الكردي واختراق كل الحواجز التي كانت تعزل الكرد عن المسار الوطني بما في ذلك مكاشفة الشريك العربي بالطموحات الكردية بشفافية وصراحة ومنها مشروعية ومبدئية استحقاق تقرير المصير في اطار سورية ديموقراطية موحدة وموضوعية طرح مقولة مصطلح جغرافية غرب كردستان وقبولها في أوساط عربية ديموقراطية دون تحسس واستعادة المكانة الحقيقية للحركة الكردية في قلب الحركة الديموقراطية المعارضة بعد أن جرت محاولة – اختطافها – وتحييدها وتدجينها من دوائر السلطة وامتداداتها الكردية من أرباب النهج اليميني ولم يتوقف المشروع في الحدود الوطنية بل تجاوزها لتدشن نهجا تفاعليا تضامنيا بين الحركتين التحرريتين الكردية والعربية وللمرة الأولى في ما بعد مرحلة الاستقلال وبناء الدول القومية التي تجاهلت في تركيبتها الدستورية وبنيتها الاجتماعية – الثقافية كل العناصر الأخرى ماعدا العربية ذلك النهج الذي تميز أيضا بالصراحة والوضوح : مع الحقوق العربية وخاصة الفلسطينية الى أبعد الحدود وبدون تردد والمطالبة بنفس الوضوح في مراجعة عربية عميقة تجاه الكرد وجودا وحقوقا وابرام عقد وطني جديد في الشراكة والعيش المشترك .
لاشك أن تقدم ورسوخ مشروعنا تزامن مع حركة نهوض عربي في المنطقة وازدهار الفكر اليساري وانفتاح ملحوظ من جانب دول المعسكر الاشتراكي السابق .
وهنا يجب القول أن هدف المشروع قد تحقق في جوانبه الأساسية المطلوبة وأصبح كمضمون ومصطلحات وعناوين وشعارات وبرامج حقيقة محسوسة في أذهان الأوساط الواسعة الكردية بما فيها اضطرار خصومنا في الفكر والموقف السياسي من اليمين الى الأخذ ببعضها ومن الواضح أن المشروع لن يتحقق بشكله النهائي الا في التربة الديموقراطية بعد حصول التغيير المنشود أما القول أن هذا الاسم الحزبي أو ذاك قد سقط وانتهى فهذا لايغير من الأمر شيئا اذا علمنا أن الأطر الحزبية هي وسائل وليست هدفا والوسائل تتبدل وتتجدد .
●: يقول بعض الكورد أنكم انسحبتم من قيادة الحزب بعد أن بقي منه الاسم فقط وتحول مجموع الأعضاء والقيادة إلى حزب يكيتي، وبالتالي سيظهر أن الحزب انتهى بعد انسحاب صلاح بدر الدين من رئاسته وليس في عهده، ما تعليقك؟
◙: كنت قد فكرت في التخلي الطوعي عن رئاسة الحزب قبل حدوثه بأكثر من ثماني سنوات وأكثرية رفاقي في القيادة حينذاك يعلمون هذه الحقيقة لأسباب عديدة
ومنها : افساح المجال للدم الشاب الجديد لتبوؤ المسؤولية وضرب المثل في التواضع والاصلاح والتغيير قبل مطالبة الآخرين بذلك وكنت الأول بين أقراني في الحركة الكردية أقدمت على هذه الخطوة وكذلك عدم ارتياحي في قيادة الحزب عن بعد وعبر المراسلات بسبب بعدي القسري عن الوطن أما مسألة المصاعب والمشاكل والعراقيل التنظيمية ومحاولات التكتل والانقسامات فقد كانت شبه يومية لأننا كمشروع ونهج وتنظيم وخط سياسي على النقيض من مشروع السلطة – أمنيا وسياسيا – كنا في – اشتباك – متواصل وشكلنا الخطر الأول والأساسي على ثقافة وتوجهات الأوساط الشوفينية في النظام الحاكم ومن تحصيل حاصل أن نتعرض الى كل ما جاء على بال أجهزة الأمن وهناك الكثير للبوح به في هذا المجال بالوقت المناسب وكنا عندما نواجه معظم حالات محاولات اضعاف المشروع متأكدين على أننا نواجه السلطة مباشرة .
يقال أنك فلسطيني أكثر من كردي، وحزب اتحاد الشعبي انتهى وفقا لحيثيات تابعة لفتح، فما ردك؟
* – في مرحلة معينة كانت – الفلسطينية – تعني انتماء وطنيا واسعا ضد العنصرية والاستبداد وكانت تعني تحالف الأحرار ودعم قوى التحرر في آسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا بهذا المعنى كنت أكثر من فلسطيني ولم أخشى على كرديتي أما بشأن حركة – فتح – فهي لم تنشأ لها امتدادات تنظيمية على غرار – البعث – و- القوميين العرب – وبالتالي لم تهدد بالابتلاع التنظيمي والهيمنة خاصة وهي حركة عربية ونحن حركة كردية وساحات عملنا متباعدة أو غير متداخلة وهمومنا اليومية مختلفة .
طبعا – فتح – كحركة تحرر لها تجربة نضالية ثمينة ويمكننا الاستفادة من بعضها .
يجب أن لاننسى أن أول من اعترف علنا بحق تقرير مصير الكرد في الحركة التحررية العربية هم المناضلون الفلسطينييون من نايف حواتمة الى ياسر عرفات وغيرهما .
هل كنتم فصيل من فتح عند ياسر عرفات؟
* – الراحل الرئيس الصديق ياسر عرفات كان قائدا بارزا في حركة التحرر العربية ولم نلمس منه خلال علاقاتنا الا الحرص على الصداقة العربية الكردية وقد ساهم فعليا في تعزيزها ومثل أي انسان له أخطاؤه أيضا وهي ملك شعبه ومن باب الوفاء للمبادىء أستذكره بكل مودة وخير .
يكفي الرجل أنه رفض مرتين الاذعان لارادة نظامي سورية والعراق ( الوقائع موثقة ) في أوقات متباعدة بجلب الفلسطينيين الى المناطق الكردية في البلدين بهدف تنفيذ مخططات التعريب وفي جميع المراحل واصل علاقاته الكردية الودية وكان أول رئيس عربي يرعى اقامة جمعية للصداقة الفلسطينية – الكردية بعد أن عاد لوطنه وكمثال آخر يقول الرئيس الأخ مسعود بارزاني في كتابه الأخير أنه وفي ظروف جد صعبة تلقى مساعدة الرئيس عرفات عندما أرسل له وثيقة جواز سفر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من جانب أجهزة النظام العراقي في فيينا .
ألم يكن لكم جيشكم وحرسكم الخاص في لبنان؟
* – بحكم تواجدنا في لبنان حينذاك هربا من بطش النظام السوري ومن خلال منظمة حزبنا هناك كنا أحد الأطراف المؤسسة للحركة الوطنية اللبنانية وعضو مجلسها المركزي ومشاركين في مختلف المؤسسات التي انبثقت عنها بما فيها القيادة المشتركة ( العسكرية والسياسية والأمنية والمالية ) اللبنانية – الفلسطينية وكنا نحسب مشاركتنا تعبيرا رمزيا عن التضامن الكردي – العربي وتجسيدا لنضالنا المشترك في المنطقة وهكذا كان يقرؤه رفاقنا اللبنانييون والفلسطينييون .
●: يسميك بعض الشباب المهمش داهية الحرس القديم في الحركة الكردية، فلماذا لا تعطي دربا للجيل الشاب، وعلام تنتقدون مساوئ النظام وتأتون بمثلها؟
◙: أعتبر نفسي حارسا قديما – جديدا مخلصا للمفاهيم التي أحملها ولست غريبا عن الجيل الشاب من جهة التجديد واللحاق بركب التطوروكما هو معروف ومن ناحية الريادة الزمنية هناك جيل يسبقني بل أرى نفسي أقرب الى الشباب خاصة من الرعيل الأخير المبدع في مجال الكتابة السياسية والأدب والفن وأخص بالذكر منهم نساؤنا وفتياتنا ومن حقي أن أعتز بهم وأشعر أن ما زرعناه قبل أربعين عاما بدأ يعطي ثماره الآن .
●: ما ردك على من يقول أنك تمنح صكوك الشرعية لمن سيرث كونفرانس الخامس من آب 1965 وهناك رأي آخر يقول أنك أول من شق الحركة الكردية وفتتها واقتصر تعاملك على الموالين والحاشية من المقربين؟
◙: لمن يريد وراثة نهج كونفرانس الخامس من آب 1965 عليه أن يثبت جدارته الميدانية دون الحاجة الى صكوك , وشروط توفرالشرعية واضحة للجميع بجوانبها التاريخية والفكرية والمسلكية والسياسية طبعا يجب ايضاح بادىء ذي بدىء أن مبادىء نهج آب لم تظل جامدة والظروف التي أفرزتها قد تغيرت ولكن هناك حد أدنى مازال له دور خاصة في الأمور الاستراتيجية , فبعد التشرذم الحاصل منذ أكثر من أربعة عقود وحتى الآن لحزب آب – الأم – كنا ندعو بطيبةخاطر وبتجرد من الأفعال وردودها كل ( المتمردين و المترددين ) الى ضرورة العودة الى الجذورومعاودة التصالح مع نهج آب والكل يعلم أن أية عودة حميدة لها ثمنها – الذاتي – لصالح المجموع فهل هناك استعداد ؟ من جهة أخرى لاأخفي أن الهبة الكردية في آذار 2004 قد زعزعت قليلا تصوراتنا وتقييمنا السابقين في تشخيص – ورثة – نهج آب من حيث المجموعات والأفراد والدور والشروط أعتقد حصل – زلزال – مازالت موجاتها تفعل فعلها ولم تنته بعد وهنا يجب الاعتراف بأن تبدلا ما طرأ على خارطة الفعل السياسي في الساحة الكردية وهي مقبلة على تطورات فكرية وثقافية عميقة بفعل الهبة كماذكرنا والمعطيات المحلية والاقليمية وبخاصة ما حصل في العراق اذا يجب الانتظار قليلا للانتقال الى حالة يمكننا فيها تشخيص شروط الوراثة – اذا صح التعبير – للمرحلة القادمة وفرز الصالح من الطالح وتحديد المهام الآنية والمتوسطة ولاشك أن الاهتمام الأكبر سينصب في هذا المجال على العامل الذاتي , من الجهة الأخرى هناك البعض من تلك المجموعات الثلاث التي ذكرتها يحلو له امحاء اسم آب من ذاكرته حدثا وانعطافة وفعلا فكريا وسياسيا وثقافيا ويخرج بالتالي من جلده لكأن لسان حاله يقول : يبدأ التاريخ عندما بدأت أنا , وهذا جحود , ثم هل سمعت أن قام أحدهم باحياء ذكرى كونفرانس الخامس من آب ولو من باب الوفاء لتاريخنا ؟ هل السبب أناني ذاتي لانعدام أي دور يذكر لأي واحد منهم في انقاذ الحركة الكردية ووضع عربتها على السكة من جديد ؟ طبعا أنا أتقبل وأتفهم قوانين التطور والتطوير ولكن دلوني على من راجع من هؤلاء مسيرة آب نقدا وتحليلا وتمحيصا واستخلص منها العبر والدروس وصاغ برنامجا بديلا مكملا حينذاك سأرفع رايته وأقول له بوركت أيها الوريث الشرعي المبدع وهنيئا لك في استكمال تسطير التاريخ .
●: يقال انك شخصيا وراء حمل مئات الأكراد للشهادات الجامعية وتحصيلهم بمنح دراسية في الدول الاشتراكية، فهل كان ثمن ذلك تجييشكم الشباب الكردي لمنظمة فتح والراحل عرفات؟
◙: نعم ساهمنا في توفير الشروط اللازمة لايفاد المئات من الشباب والشابات من فقراء الأكراد الى دول المنظومة الاشتراكية – سابقا – بموجب منح دراسية تلقيناها مباشرة باسم الحزب والحركة الكردية أو عبر منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتلقى أعدادا هائلة وزائدة على احتياجاتها توزعها بدورها على القوى الصديقة لها في لبنان والبلدان العربية الأخرى وكان لنا نصيب منها بصورة رسمية وعبر مكتب البعثات المركزي .
من المفيد أن تسأل من درس عن طريقنا وهم متواجدون في سورية وخارجها هل تنظم أحد منهم في فتح وغيرها من المنظمات الفلسطينية ؟
●: أذكر مجلة “روهلات” تصدر بطبعة معقولة، لئلا نقل فاخرة أنذاك، بينما غيركم من الأحزاب الكردية والعربية بالكاد ينشر بياناته على الآلة الكاتبة اليدوية فمن أين لكم المال؟
◙: خلال مرحلة نضالنا في لبنان رأينا الواجب يدعونا الى شرح القضية الكردية بكل جوانبها للأصدقاء العرب حيث كان هناك تعتيم اعلامي رسمي وذلك كمساهمة في تعزيز اللحمة بين الشعبين وكانت مجلة – روهلات – بالعربية والكردية وكان هناك أيضا – رابطة كاوا للثقافة الكردية – المستمرة حتى الآن والتي قامت بدور رائد في هذا المجال حيث طبعت ووزعت ونشرت حتى الآن أكثر من مائة عمل باللغة العربية حول الكرد والقضية الكردية ويجب القول أن هذه الانجازات كانت بفضل دعم واسناد الأصدقاء الفلسطينيين واللبنانيين وكانت مخصصاتنا من الحركة الوطنية اللبنانية تغطي جزء من تلك التكاليف , أما سبب اهتمامنا بالجانب الثقافي فيعود أولا الى طبيعة نهجنا المكمل لمسيرة حركة – خويبون – السياسية – الثقافية والى صفة نضالنا السياسي وضرورة التسلح بالعلم والمعرفة واستيعاب برامج وخطط واستراتيجية وواجبات كفاحنا الوطني .
●: هل تتصل بالإسرائيليين، ولدى زياراتك المتكررة للراحل ياسر عرفات في رام الله، ألم تمر عبر إسرائيل، وهل تعرضت لمضايقات في المطارات الإسرائيلية؟
◙: أنا لم أمر بأي مطار اسرائيلي وخلال زياراتي الى فلسطين وأولها كانت من أجل المشاركة في المؤتمر التأسيسي الأول لجمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية في رام الله كنت ضيفا رسميا على رئاسة السلطة الوطنية أعبر من الأردن عبر معبر جسر الملك حسين الذي يتولاه الطرفان بترتيبات رسمية من دخول واستقبال وضيافة من الجانب الفلسطيني ومعلوم أن جواز سفري – الأوروبي – سهل علي السفر .
أعتقد من يريد التعامل مع اسرائيل ليس بالضرورة أن يسلك الطريق الذي سلكته وموقفنا السياسي واضح .
●: ما هو شكل العلاقة التي كانت تربطك بنائب رئيس الجمهورية السيد رفعت أسد أثناء اقامتك في لبنان؟
◙: مع احترامي للجميع لم أجتمع بحياتي مع السيد رفعت الأسد لافي لبنان ولا في خارج لبنان وهذا لايعني أنني أمتنع عن اللقاء بأي سوري كان فلكل دوره ومكانته مهما اختلفت المواقف .
●: يجمع المراقبون أن الحركة الكردية في أزمة وتفتقر لشخصيات مرمزة تقوم بدور ملكة النحل، في هذا الوقت يعلن صلاح بدر الدين الطلاق ثلاثا للعمل الحزبي والتنظيمي ولا عودة الى الوراء، فماذا سيحل بالحركة الكردية لو حذا حذوك كل أصحاب الخبرة والتجربة السياسية والتنظيمية؟
◙: الحركة الوطنية السورية برمتها وفي المقدمة الكردية في أزمة مستعصية ومتفاقمة وهي بالدرجة الأولى أزمة بنيوية تتعلق بواقعها الراهن من جهة الفكر السياسي والبرنامج والتنظيم والقيادة الكفوءة واساليب العمل ولاشك أن جزء من أسباب انسحابي الطوعي عن قيادة العمل الحزبي يعود الى عدم قدرتي على تخطي الأزمة وخوفا من التحول الى عالة اضافية أو جزء من أزمة أخرى قررت الانسحاب عسى أن أساهم من خارج صفوف التنظيم في اذلال العراقيل وعندما نقول ببنيوية الأزمة فهذا يستدعي عملية جذرية عميقة يعاد النظر فيها الى الكثيرمما هو قائم بصورة غير تقليدية كما كان متبعا في السابق والمقصود هنا عملية متكاملة لنقل( آب 2 ) حسب ظروف الواقع المستجد ومثل هذه العملية لايشترط نجاحها باستحضار – شخصيات مرمزة – أو ملكة نحل قد تكون عوراء – بقدر ما يحتاج الى أفراد وعمل جماعي مشترك طبقا لمواصفات قرننا الجديد .
نعم هناك أصحاب خبرة في الحركة الكردية ولكن يجب أن نتساءل في أي مجال ؟ فهناك من له خبرة في المناورات على أقرانه الكرد ومن له خبرة في صناعة الدسائس ومن له خبرة في تزويد الخصم بالارشادات حول كيفية تفتيت الحركة , نحن لسنا بحاجة الى هؤلاء – الخبراء – في هذا المجال أعود الى ما طرحته قبل أعوام بشأن معالجة الأزمة عندما اقترحت من خلال مشروع متكامل للانقاذ باستبعاد جميع – قيادات – الأحزاب والمجموعات خاصة المساهمة منها في الصراعات الشخصية أو المتورطة في – جنايات سياسية – الى الصفوف الخلفية وتحويلهم الى لجان استشارية اذا ارادت لتقدم مقترحات دورية غير ملزمة للقيادات الشابة الجديدة مازلت أعتقد أن الاقتراح ليس صعب التحقيق ومن شأنه حل جزء كبير من الأزمة وليس كلها .من جهة أخرى بات شائعا في زمننا الراهن أن العمل الوطني وتحقيق المنجزات ليسا حكرا على القنوات الحزبية وهذه خطوة كبرى نحو الأمام واستخلاص ثمين أفرزته التجربة الكردية المشخصة خاصة وأن النخبة الشابة السياسية – الثقافية باتت على قناعة أن – الحزبية – المعمولة بها في الوسط الكردي لم تعد تجدي نفعا وأصبحت مستهلكة لن يسعفها ترقيع من هنا وتعديل من هناك ويبدو أن – الكي – سيكون علاجها النهائي .
●: كان ماركسي الأمس صلاح بدر الدين على موقف عداء من العشائرية ويعارض قيادتها للحركة الكردية، فكيف استطاع اليوم التوفيق بين النقد اللاذع للسيد البرزاني، ومصطلح البرزانيزم والقائد الخالد، وكيف تبرر هذا التنقل المتناقض عبر مسيرتك السياسية للجيل الشاب، وما هي العبرة منه؟
◙: التزمنا الماركسية كجناح في حركة تحرر وطني وليس كحزب شيوعي كردي – والفرق كبير وشاسع – لأسباب وجيهة ومنها اعجابنا بالحل الاشتراكي للقضية القومية على الأقل نظريا والعداء السافر للغرب الاستعماري وفي ما بعد الامبريالي للكرد والقضية الكردية وتحالفهما مع مقسمي ومضطهدي الشعب الكردي وكون اليسار الماركسي العربي والتركي والايراني في مقدمة صفوف الأصدقاء منذ البدايات مقارنة بالاتجاهات الاسلامية والقومية والبعثية , وانطلاقنا من فهمنا للمبادىء الماركسية التي أخذناها بالواسطة من الحركة الشيوعية المحلية بكل قصورها النظري تعاملنا مع مختلف المظاهر والحالات السائدة في المجتمع الكردي من طبقية واجتماعية وثقافية وتناولنا تاريخ الحركة الكردية باسلوب نقدي موضوعي بعيدا عن العدمية الرافضة الطفولية وكنا ومازلنا وبنفس الطريقة في صراع فكري وسياسي وثقافي وفي اطار المصير المشترك وليس العداء التناحري مع دعاة العودة الى الوراء , نعم من دواعي اعتزازي أنني جاهرت بموقفي النقدي أمام القائد الخالد مصطفى البارزاني حول الثورة والحركة والمستقبل والشأن القومي من منطلق الحرص وبداعي الاصلاح والتطوير ولم أنل الا المزيد من التقدير والاحترام وأقولها اليوم علنا وبعد غيابه وفي ظروف مرحلة بناء الكيان الفدرالي في كردستان العراق ومخاطر تنامي أمراض جديدة مرافقة عادة للسلطة بأننا أحوج مانكون اليوم الى العودة الى نهج البارزاني لقطع الطريق على الكوارث ولانجاح التجربة الديموقراطية الكردستانية الفدرالية وخاصة في مجالات التعامل باحترام مع الشعب وصيانة مصالحه والتسامح القومي والديني والعدالة ومساءلة المذنب وأداء الالتزامات القومية والسلم الأهلي وانصاف المرأة والصداقة بين الشعوب والقوميات والتي أطلق عليها نهج البارزاني وباللغة الكردية –Barzanizim – .
●: اليوم صلاح بدر الدين يهادن العشائرية ولا يعارض قيادتها للحركة الكردية في العراق، فلماذا يستكثر على وجيه عشائري أو آغا كردي قيادة الحركة الكردية في سوريا؟
◙: أعتقد هناك نوع من التجني في سؤالك فالأمور في كردستان العراق تسير باتجاه تشييد البنى التحتية لاقامة الكيان الدولتي الفدرالي وهناك ثورة حقيقية تظهر في الانتقال من الحياة البسيطة التي كانت سائدة بفعل الاضطهاد والتهميش الى رحاب المجتمع المدني مع ظهور طبقة متوسطة ورجال أعمال ومطارات ومؤسسات ادارية وبنوك وفنادق وطرق مواصلات واستخراج النفط وتبوء المرأة مواقع وزارية وادارية وبلوغ نسبة المرأة الستين في الجامعات وقيام خمس جامعات ومعاهد وفضائيات فهل هذه المظاهر والتطورات من صنع ثقافة العشائر ؟ من جهة أخرى كل السلطات التنفيذية والتشريعية التي تدير شؤون كردستان جاءت عن طريق الانتخابات والثقة الشعبية كما أن رئيس اقليم كردستان انتخب بشكل ديموقراطي كما أنني لست ضد أي شخص تتوفر فيه صفات القائد من الطبقات الفقيرة كان أو الغنية سيان .
●: حضرت وشاركت بقوة في الاجتماع التحضيري للمجلس الوطني الكردستاني، وتبرأت لاحقا من الوثيقة التي صغتها في واشنطن وبذات القوة هاجمت المجلس ومن حضره في بروكسل، فما مدى صحة اعتراض الأحزاب المشاركة –انسحبت لاحقا- على تسلمك أي منصب قيادي فيه، فعارضته؟
◙: تصحيحا لمعلوماتكم شاركت في ما عرف باجتماع واشنطن بناء على دعوة لحضور لقاء ممثلي الجالية الكردية في أمريكا وكندا لغرض اقامة جمعية تعني بشؤونهم وليس لعقد – مجلس وطني كردستاني – والوثيقة التي قمت بصياغتها تؤكد ما أقوله لأن المجالس القومية أو الوطنية لاتتم دون دراسات وتحضيرات ودون مشاركة الأغلبية لكي لا أقول الجميع ثم أراد البعض – التلاعب – بوثيقة لقاء واشنطن لأغراض خاصة في بروكسل وفشلوا وانتهى الأمر أما وأن بعض – الحزبيين – هرولوا وتراكضوا وتزاحموا ثم انفضوا فهذا أحد أوجه الأزمة ودليل على المستوى الذي وصلوا اليه .
●: بدا تخوفك واضحا من استيلاء أبناء الأغوات وشيوخ العشائر والوجهاء على قيادة الحركة الكردية في سوريا، بنفس الوقت تراجعت القيادات البروليتارية، فمن ترون أهلا لحمل هذا الهم؟
◙: عموما مازالت الحركة الكردية في مرحلة التحرر الوطني التي لها شروطها وبرنامجها وطريقة عملها ومن سمات هذه المرحلة تكاتف كل الطبقات الاجتماعية والوطنية من أجل تحقيق الهدف المشترك وهو الخلاص من الاضطهاد القومي وانجاز حق تقرير المصير في اطار سورية ديموقراطية موحدة هذا من حيث المبدأ أما في التفاصيل فقد أثبتت تجربتنا الخاصة أن أغلبية الكرد تنتمي الى الطبقات والفئات الاجتماعية الكادحة والفقيرة وهي الجسم الأساسي في الحركة الكردية وبالتالي هي المعنية والمؤهلة أكثر في قيادة النضال وتقديم التضحيات .
●: يرى البعض أن الحركة الكردية التقليدية شاخت، وخلال أربعين سنة لم تقدم شيئا، وكانت بمجملها مخترقة أو مجيرة وتابعة داخليا أو خارجيا، ويرون الخروج ليس بمعافاة الأحزاب بل بإعادة الهيكلة جذريا ومنح دورا إصلاحيا للأغوات والوجهاء وشيوخ العشائر والاعتراف بانتهاء دكتاتورية البروليتاريا التي أنتم جزء منها فهل هذا ممكن برأيك؟
◙:يبدو أنني أجبت على هذا السؤال من خلال الاجابات السابقة ولكن أضيف وبايجاز شديد أننا في الحركة الكردية بحاجة ماسة الى تحقيق مهام أربع وهي :
حركيا الى كونفرانس آب 2 .
باعادة بناء الحزب السياسي المناضل برنامجا واستراتيجية وقيادة واطارا .
قوميا الى – ناوبردان 2 .
بحوار قومي كردي سوري صريح في العمق بين مختلف الأطياف والتوافق في اطار جبهوي بين التيارين الرئيسيين وفي ظل برنامج الممكن من التعاون والتنسيق .
وطنيا الى – مؤتمر دستوري تأسيسي 2 .
بمصالحة وطنية شاملة وتوافق حول دستور سوري جديد يتضمن وجود الكرد كقومية ثانية ويضمن حقوقهم القومية والديموقراطية .
اقليميا الى – صلاح الدين 2 .
بصيانة وتطوير التجربة الديموقراطية في كردستان العراق وتحويلها نموذجا في حل المسألة القومية للكرد والقوميات الكردستانية والتقدم الاقتصادي للتحول الى – نمر ميزوبوتاميا – على غرار نمور آسيا والتغيير الديموقراطي كمثال يحتذى به في الشرق الأوسط .
●: أنت صاحب مصطلح “شيوخ الشوارع”، حبذا لو تصرح لا أن تلمح من هم “أولاد وشيوخ الشوارع” في الحركة الكردية اليوم؟
◙:باعتبارنا جزء من المجتمع السوري فلنا أولاد شوارع الى جانب الآخرين وهم بدورهم يعانون الاضطهاد المزدوج أما شيوخ الشوارع كرديا – والمقصود أئمة الاسلام السياسي – فلم يظهروا بعد وسنكون لهم بالمرصاد لان الدين لله والوطن للجميع والشعب الكردي لايحتاج الى أحزاب اسلامية سياسية التي ستضر ولاتنفع ولنأخذ العبرة من حولنا ولنتخذ من التجربة الأوروبية الناجحة وانطلاقة النهضة واقامة الدول القومية الديموقراطية بعد حسم الصراع بين العلمانية المنتصرة والكنيسة نبراسا لنا في حاضرنا ومستقبلنا فالصراع في حالتنا يدور حول المسألة القومية ولسنا بصدد المواجهات ذات الطابع الديني – المذهبي وبالتالي نحن شعب متعدد الأديان .
●: أجريت مقابلة صحفية مع نجل المرحوم الدكتور معشوق الخزنوي أشار فيها بالبنان لقتلة أبيه ومنهم ماهر أسد شقيق رأس هرم السلطة.
فأصدروا قرارا باقتياده ولوحق خارج البلاد، فلماذا لم يقبل لاجئا في اقليم كردستان، فهل لكم دور شخصي بذلك سواء مساعدة أو إعاقة؟
◙:اكل وطني سوري معني بالكشف عن قتلة شيخ الشهداء معشوق الخزنوي وقضيته قومية – وطنية بامتياز والدلائل تشير الى صحة ما أشار اليه نجله وقد طالبت سابقا بضرورة العمل من أجل توفير مستلزمات عقد محكمة دولية بشأنه أما جواب الشق الأخير من سؤالكم أقول لست حاكم كردستان العراق ولست معنيا بهذا السؤال .
●: يراك بعض الكورد مغتنما فرصة انشقاق السيد خدام فتلقفته وتحالفت معه، ولم يعد يستوقفك أنه مشارك في النظام الذي غيب الأكراد في سوريا لعقود، وتناصره ليكون نبيا في الجاهلية والإسلام.
فماذا تجني من ذلك؟
◙: طبعا على الصعيد الشخصي جلبت لنفسي المتاعب وهي ضريبة الواجب الوطني ولم ولن أجن منفعة شخصية ولست بوارد حتى التفكير بذلك ولكن حسب ظني كل من يريد التغيير في سورية ويعتبر نفسه معارضا وطنيا ديموقراطيا عليه ليس أن يرحب فقط بالخارجين على النظام بل أن يمد اليهم يد التعاون والتنسيق لمجرد أن يعلنوا مواجهة النظام والالتزام بالعمل الديموقراطي السلمي وينحازوا الى صف الشعب ويرتضوا بحكم القضاء بعد اجراء التغيير وتحقيق البديل المنشود نحن لسنا في وارد الانتقام من أحد بل الفيصل هو حكم القضاء والقانون في ظل عهد حكم الشعب فالهدف الرئيسي اذا هو التغيير وكل شيء من أجل التغيير .
* * *
جبهة الخلاص:
●: ماذا عن نعتكم من حلفاء اليوم بالخنجر السامة في خاصرة الأمة العربية، وماذا عن مشروع كردستان الكبرى الموحدة واقلها حق تقرير المصير، وماذا عن مشروع محمد طلب هلال وماذا عن الدولة الاسلامية وتطبيق الشريعة في سوريا..
كيف توفقون بين كل هذه المتناقضات في تحالفكم؟
◙: لقد ذكرت مرارا وأعود أكرر أن برامج التحالفات الجبهوية بين القوى والعناصر المتباينةهي حصيلة التوافقات والتنازلات المتبادلة وهذا ما تجسد في برنامج جبهة الخلاص الوطني في سورية وبجردة بسيطة في حسابات الربح والخسارة على الصعيد السياسي أقول دون تردد أن الوحدة الوطنية هي المنتصرة في حالة جبهتنا وأن الجانب الكردي حقق أكثر المكاسب ولاأقول كلها , نعم لقد تعاملنا ومن ثم تحالفنا مع أكثر الأطراف السورية ابتعادا عن القضية الكردية حزب البعث بشخص الأستاذ عبد الحليم خدام ذلك الحزب الذي مازال ينكر وجودنا من خلال نظامه وينتهك حقوقنا ويعادي قضيتنا وحركة الاخوان المسلمين التي كانت تتجاهلنا وجودا وحقوقا لعقود من الزمن , لقد أعاد الطرفان النظر في الموقف وهذا يسجل لهما ايجابا وتم التوافق في بنود البرنامج حول القضية الكردية على أساس وجود شعب كردي مقيم على أرضه واحترام حقوقه القومية والديموقراطية وشراكته مع العرب في الوطن والمصير وفي الجانب الوطني وافق الطرفان على الاحتكام لصناديق الاقتراع والانخراط في العملية الديموقراطية السلمية فأهلا بالطرفين على هذه الأسس والمبادىء والقواعد .
●: في كتابك “الأكراد شعب وقضية” طرحت بجراة غير مسبوقة – حق تقرير المصير، بينما غيركم يناضل لولوج عتبة الجبهة الحاكمة، وبعضهم يطلب الآن حكما ذاتيا وربما الاستقلال، فهل تراجعتم عنه وأين أنتم اليوم في جبهة الخلاص من شعار الأمس؟
◙: لم أتراجع قيد أنملة عن قناعاتي الراسخة حول حق شعبنا في أن يقرر مصيره كما يشاء اسوة بأي شعب على الكرة الأرضية قبل قيام الجبهة وبعدها وسأناضل حتى يدرج المبدأ هذا في برنامج الجبهة وفي برامج القوى العربية السورية والحوار متواصل بهذا الشأن وأنا متفائل ولاتستغربن اذا تبنى قسم من شركائنا العرب الوطنيين الديموقراطيين هذا المبدأ قبل العديد من المجموعات الحزبية الكردية .
●: شكلتم جبهة الخلاص وقلتم النظام ساقط بعد شهور ولم يتغير شيء، بل القوى الخارجية تحاوره ونصح تقرير بيكر-هاملتون بشدة بمخاطبته، أي بقائه ومد عمره، فأين أقوالكم من التطبيق، فالنظام معافى وينتعش وهذا بعكس ما صرحتم به على قناة الجزيرة قبل أسابيع أنه في أصعب مراحل حياته، هل هي مجرد دعاية لتخدير الناس ان التغيير قادم فعلا ام ماذا؟
◙: حقيقة لم أحدد تاريخ سقوط النظام وهذا ليس من عادتي لأنني لست منجما بل ذكرت ومازلت على قناعة بأن النظام يعيش خريف العمر ويمر بأصعب الظروف داخليا وعربيا ودوليا فقط هناك تخوف من موقف اسرائيلي بات شائعا يرمي الى تفضيل نظام سوري مأزوم ورئيس ضعيف على عهد قادم غير معروف وبديل ديموقراطي شعبي لايتوافق مع مصالح اسرائيل وفي كثير من الشواهد التاريخية لوحظ انتصار الموقف الاسرائيلي في الشرق الأوسط رغم المواقف الأمريكية الخاصة التي تراجعت سريعا أمام ضغوط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن حتى لو صحت تلك التوقعات فالأمر ليس قدرا محتوما أمام ارادة الشعب السوري .لقد آن الوقت لكي تتضافر جهود أطراف ومجموعات المعارضة الوطنية في الداخل والخارج من أجل الخلاص والتغيير وهي شرط لابد منه .
●: ماذا عن الانسحابات المتتالية من الجبهة وعدم انضمام اسماء لامعة جديدو لها؟
◙:ليس غريبا حصول ارباكات بين الحين والآخر ضمن صفوف المعارضة الديموقراطية لأنها غرة وحديثة العهد تفتقر الى تقاليد العمل الديموقراطي أما عن الانسحابات وحسب علمي فقد ارتحت شخصيا بانسحاب شخصين كنت التقيت بهما في المؤتمر التأسيسي لأنهما يحملان أفكار ومواقف شوفينية لاتخدم الوحدة الوطنية وهما لم يحصلا على أي موقع في المسؤولية قبل الانسحاب شخص آخر انضم بالمراسلة وانسحب بذات الطريقة ولا أعرفه بخلاف ذلك لم يحصل شيء أما عن الأسماء اللامعة فهي كثيرة وستجد دورها ومكانتها اذا أرادت والقرار لها.
●: صرحت أن أحزاب يكيتي وآزادي والمستقبل الكردية مرشحة للدخول في جبهة الخلاص، لكن هذه الأحزاب أنكرت عليكم التخويل والتحدث باسمها، حتى زميلك في الجبهة السيد كاوا رشيد قيل أنه فصل من حزب يكيتي، فمن تمثلون في جبهة الخلاص؟
◙: الذين أخذوا على اعلان دمشق موقفه الضعيف والمتردد من القضية الكردية يمكن أن يجدوا المطلوب في موقف الجبهة اذا كانوا صادقين في مأخذهم وانا أرغب بصورة جدية في انخراط المجموعات الكردية التي ذكرتها وغيرها الى صفوف الجبهة وهناك العديد من المناضلين الكرد أعضاء فيها وسيزداد العدد قريبا حتى تستوعب مؤسسات الجبهة نسبة ال 15 % من الكرد حسب ما اتفق عليه وذلك حسب نسبتهم السكانية في البلاد من جهة أخرى هل تتخيل في لحظة من اللحظات أن أحتاج الى اذن أو تزكية من أحد حتى أقوم بواجبي القومي والوطني أوأن أستميت من أجل أن يخولني كائنا من كان لممارسة دوري في عملية التغيير ؟ وهل تعتقد أنه سيشرفني أن أمثل من هو مطعون في صدقيته ومسلكيته وماضيه ؟ خاصة وأن البعض لم يستوعب بعد الدرس ويمضي في غيه لقد تابعت مزايدات هذا البعض بطرح الفدرالية لكل المناطق السورية وطرح مصطلح كردستان سورية لأسباب تتعلق بالحفاظ على تسلطه على مقاليد حزبه وبعد انتفاء الحاجة طارت الفدرالية ومعها كردستان , فهل تعتقد أن هذا البعض يستحق الاحترام ؟ أما عن الأستاذ كاوا رشيد فهو كردي جسور خدماته لقضية شعبه الكردي ووطنه السوري كبيرة وهو وغيره من أقرانه يتقدمون أشواطا على قيادة حزبهم من حيث الوعي والشعور بالمسؤولية.
نحن نمثل الضمير الكردي في جبهة الخلاص ونعبر خير تعبير عن آمال وطموحات وأهداف الأغلبية الساحقة من الشعب الكردي وهذا هو الأهم .
من جهة أخرى بودي أن أوضح أن أجهزة الأمن السورية وباشراف مباشر من اللواء محمد منصورة بدأت باستدعاء ممثلي معظم المجموعات الكردية الحزبية مضافا اليها الشخصيات الاجتماعية والأغنياء بعد فترة وجيزة من ظهور جبهة الخلاص طالبة من الجميع ادانة رموز الجبهة والتركيز على شخصي فمنهم من نفذ الأوامر على الفور ومنهم من تريث باحثا عن ذريعة حتى وجدها ومنهم من رفض بشجاعة وأخص بالذكر منهم السيدان نصر الدين ابراهيم ومحمد موسى وغيرهما ممن لاأريد الافصاح عن هوياتهم الآن .
●: يأخذ عليك بعض الكرد تحالفك مع السيد عبد الحليم خدام والأخوان على أنه تحالف المفلسين في ظل غياب الثقة وأن كل طرف يعتبر نفسه الأقل ربحا من هذا التحالف وصاحب أكبر التنازلات، فما نصيبكم من ذلك كله؟
◙: الصراع من موقع الصداقة والعمل المشترك مستمر ومتواصل حتى في مؤسسات الجبهة وذلك بحثا عن الحقيقة التي لايمتلكها أحد بمفرده والأفضل والأمثل وهذه سنة الحياة وقوانين الديالكتيك .
●: هل سامحت السيد عبد الحليم خدام باسم الشعب الكردي في سوريا عن دوره في النظام الذي قمع وهمش الأكراد حتى اليوم؟
◙: القضاء والشرعية الدستورية في سورية الجديدة القادمة والارادة الشعبية هي المنوطة بمثل هذه الأمور ان وجدت والأستاذ عبد الحليم خدام زميل عزيز منفتح العقل والفكر ويتقبل النقد البناء بكل رحابة صدر .
●: يكاد السيد عبد الحليم خدام ينكر أنه كان جزءا من نظام الفساد السوري، وتاب توبة نصوحا وتحالف مع خصوم الأمس، فإلى أي مدى توافقه بتبنيه الديمقراطية التي كان يعارضها بالأمس، وهل سيوفق بجمع المعارضة حوله؟
◙: نحن نتعامل مع النصوص وليس مع ما تحمله النفوس وأرى الصدقية والحسم في توجه السيد خدام تجاه سورية الوطن والشعب والمعارضة وتصريحاته تدل على ذلك أما مدى النجاح في تحقيق هدف الجبهة أقول أن المسألة ليست باالسهولة في هذه الظروف الصعبة رغم تفاؤلي الحذر .
●: ما فائدة تشكيل حكومة/ات مؤقتة ولا أحد يتبنى اسقاط السلطة ويقتصر النشاط المعارض على ترميم النظام، وأمريكا تسعى لتغيير سلوكه فقط؟
◙: جبهة الخلاص تهدف الى اسقاط النظام وليس ترقيعه وهذا ما يميزها عن الآخرين أما بشأن الحكومة المؤقتة فمازالت فكرة لم تنضج بعد علما أن تحديد آلية شرعية لادارة شؤون البلد اذا سقط النظام أمر ضروري لقطع الطريق على الفوضى والحفاظ على أمن الوطن والمواطن .
●: زعمت المعارضة أن النظام يتساقط كأوراق الخريف، وبعد السيد خدام يستعد الضابط كنعان للإنشقاق عن النظام، فهل قتلوه لهذا السبب برايك، ولماذا لم يخرج أحد غيره حتى الآن؟
◙: نظام الاستبداد ومنظومته الأمنية لايسمح اذا استطاع بحصول أي انشقاق من الداخل خاصة من الدائرة المحيطة العائلية والمناطقية والأمنية لأنها مجاله الحيوي أما عن ما تردد عن نية انشقاق للراحل غازي كنعان فلا أعتقد أنه المثل الصالح علما أن كل المعلومات تشير الى احتمال حدوث انهيارات قريبة حتى من داخل – المجال الحيوي – وهناك العديد من المحسوبين على النظام بدأوا التواصل مع قادة الجبهة بأشكال مختلفة .
●: تنفون دور العامل الخارجي في عملية التغير ويبدو أنه تبخر وسقطت هذه الورقة التي راهن عليها كثر والغرب يحاور النظام، وتحاولون تغيير النظام من الداخل بشكل ديمقراطي فما هي الوسيلة أو الآليات التي تستخدمونها لتغيير النظام من الداخل علما أن أي شخص يكشف عن اتصاله بكم يسجن؟
◙:العامل الداخلي هو القاعدة في التغيير والعامل الخارجي مساعد بل وحاسم في المرحلة الراهنة التي تجتازها منطقة الشرق الأوسط والعالم ويجب أن لايغيب عن بالنا ما حصل في أفغانستان ويوغسلافيا السابقة والعراق وجورجيا واوكرايينا وما يحصل الآن في فلسطين ولبنان أما بشأن الغرب والنظام والحوار فلم يحصل جديد لأن العلاقات الدولية لاتنقطع حتى خلال الحروب , أعتقد أن حركة العصيان المدني كفيلة باسقاط النظام سلميا أما لهيبها فبانتظار الشرارة الأولى التي لن تتوفر الا بتوافق أطراف المعارضة الوطنية في الداخل والخارج وحسب برنامج متفق عليه ولا أخفي أن الجبهة تعمل بهذا الاتجاه .
* * *
الحركة الكردية:
●: لماذا تحبذون تسمية الحركة الكردية على المعارضة الكردية، وهل تعترضون على المعارضة، أم أنه في حال تصدق عليكم النظام ببعض حقوقكم ستهادنونه على حساب باقي فئات الشعب السوري؟
◙: لأن الحركة الكردية ليست كلها معارضة بل تتوزع بين معارضة وبين بين وموالية ونحن نعمل من أجل توحيد الموقف الكردي لمصلحة المعارضة الوطنية والصراع على أشده في هذا المجال مع السلطة وامتداداتها أما الموالاة فهي ليست كلها تقليدية كما كان سابقا حيث ظهرت في السنوات الأخيرة بفضل نجاحات اللواء منصورة نوع – بهلواني – جديد وهو موالاة في الليل ومعارضة في النهار .
●: هل يمكن أن تتكون جبهة أو حركة كردية على غرار منظمة التحرير الفلسطينية تضم شتى الأحزاب، وهل ستعود للعمل التنظيمي وقتذاك؟
◙: نعم كل الخيارات واردة من أجل تخطي الأزمة والأولوية برأيي لصياغة البرنامج السياسي الجديد ومعالجة العامل الذاتي وقد طرحت تصورا لاعادة بناء حركة وطنية كردية ونشرتها وسائل الاعلام وسأكون نصيرا وداعما بكل قواي لمثل هذه الجهود دون العودة عن قراري السابق لتسلم المسؤوليات التنظيمية .
●: الأكراد ممزقون وكل حزب انقسم لأحزاب، والخير لقدام، فما يحدث للكرد سببه قيادات الحركة الكردية أم الشعب الكردي، فماذا تقولون لمن شكل حكومات كردية في المنفى أو من يصوغ دستور الاقليم مثلا؟
◙: روى لي أحد الأصدقاء الفلسطينيين وهو مسؤول سياسي بأنه وبعد العودة الى الوطن كانوا يأملون باعادة النظر في القيادة القديمة وبعد محاولات اصطدموا بجدران صلبة ولم يتمكنوا من تحقيق طموحهم وبعد أن عجزوا عن تغيير القيادة باتوا يفكرون بتغيير الشعب ! طبعا أكرر أن الأولية لمعالجة العامل الذاتي أما بشأن رؤساء الحكومات والأقاليم فدعهم يهرجون .
●: أرتبط واقع الأكراد السوريين إلى حد بعيد باسماء موظفين كبار في الدولة أشهرهم محمد طلب هلال وعبد الله الأحمد واللواء محمد منصورة.
فهل لك ان تلخص دور كل منهم على حدة؟
* – طبعا القائمة أوسع بكثير تبدأ بزكي الأرسوزي وسعيد السيد والعقيد في المكتب الثاني حكمت مينة وضابط الأمن السياسي يوسف طحطوح وضابط الأمن منذر الموصللي وتنتهي بالثلاثة المذكورين والقضية ليست شخصية بل أن هؤلاء عبروا ويعبرون عن نهج شوفيني عنصري والأسماء الواردة تكمل بعضها فمنهم من قام بالتنظير بدوافع عنصرية وزعم بوجود الخطر الكردي وألب العرب على الكرد ومنهم من اقترح السبل للتخلص من الخطر الكردي بما فيها أساليب غير مشروعة ومحرمة دوليا ومنهم من نفذ المخططات وقتل الأبرياء وأحرق العباد بهذا الشأن ومنهم من أشرف أمنيا وتنفيذيا على الملف الكردي وسعر الصراع الكردي – الكردي وفتت الحركة الكردية في جميع الأحوال وثائق الادانة متوفرة ويمكن مساءلة الأحياء منهم في سورية الجديدة وعبر القضاء خاصة وحسب معلوماتي هناك من يعمل بصمت لجمع المعلومات والوثائق وتدوين الشهادات حول دور كل واحد من هؤلاء وغيرهم وان غدا لناظره قريب .
●: هل لي أن استخلص أن “حقبة ابو جاسم” –والتعبير لك- بأنه لما جاءكم منصورة كان في الجزيرة عدد قليل من الأحزا ب وغادر تاركا لكم عشرات الأحزاب، فهل خدم القضية الكردية من حيث لا يدري؟
* – كان الدكتاتور الراحل حافظ الأسد يسميه – كبش الجزيرة – وزوده بالصلاحيات المطلقة ليعيث ظلما وفسادا وافسادا وبحكم السلطة والثروة والنفوذ والأسلوب المرن في ظاهره وازدهار علاقاته الخاصة اعتقد بأنه نجح في تحقيق معظم أهدافه الخبيثة ولكنه عجز عن اخماد روح الشجاعة النضالية والجرأة في مواجهة الظلم في نفوس الشباب الكردي وفشل في القضاء على الارادة الوطنية الكردية التواقة الى التغيير والمتحدية لنظام الاستبداد وقد بانت له هذه الحقيقة المرة خلال الهبة الكردية في ربيع العام 2004 ودفعته الى اعادة النظر في العديد من مخططاته بما فيها الأزلام والمتعاونين .
●: هل تستخدم السلطة الأكراد لضرب الأكراد بشكل من الأشكال في سوريا، وما دور “اليمين” في ذلك؟
◙: نعم أجهزة السلطة باتت بارعة في تنفيذ مخططات ضرب الكرد ببعضهم وضرب العرب بالأكراد ومنذ أمد طويل نجحت السلطة في – تكريد – الصراع عبر الموالين لها وخاصة من اليمين الذي يقوم بدورالدليل الى درجة أن قيادته استلمت في وقت من الأوقات قطعا من السلاح لدعم السلطة خلال المواجهات بين الفلاحين الكرد والسلطات في بدايات تطبيق الحزام العربي وحرمان ابناء الشعب الكردي من الأرض وحق المواطنة ناهيك عن سيل الاتهامات المتواصل من قادة النهج اليميني ضد المناضلين الكرد من مختلف التنظيمات وخاصة من مجموعات نهج آب بالتطرف والانعزالية وتهديد وحدة البلاد لأنهم يتمسكون بأهداف شعبهم مما يضع ذرائع وحجج بأيدي الأوساط الشوفينية الحاكمة للمضي في مخططاتها العنصرية وملاحقة الناشطين الكرد وقد استطعنا الحد من اثارة الفتن في العديد من المراحل بعكس ارادة دوائر السلطة .
●: ما موقفكم من لقاء السيدة العطار مؤخرا مع الوفد الكردي؟
◙: وهل تصلح العطار ما أفسده الأسد ؟
●: هل ستراتيجيتكم لخدمة الأيديولوجيا أم تضعون الأيديولوجيا لخدمة القضية الكردية في سوريا، بينما البراغماتية لدى قيادات كردسات العراق اثمرت وفقا لما يقوله الكاتب الامريكي سيمون هيرش وذلك من خلال العلاقة الطيبة مع إسرائيل، فما تعليقك؟
◙: ودعنا الآيديولوجيا منذ توقف الحرب الباردة والبراغماتية هي الأسلوب السائد في العلاقات الدولية والغالب في الحياة السياسية أما بشأن صحافي – الفلاش – السيد سيمون هيرش فلا تأخذه محمل الجد فهو يقوم بدوره المرسوم بالاثارة وجس النبض وقياس ردود الفعل لصالح قوى خفية عظمى حفظنا الله واياكم من شرورها .
●: هل تجاوزت انتفاضة آذار الحركة الكردية، وهل اشتعلت بغفلة منها وكانت بمثابة امتحان لتقصيرها ولم تستطع الحركة توظيف نتائجها؟
◙: معظم المتابعين لسير الحركة الكردية يميلون الى الاعتقاد بأن الهبة الكردية الربيعية كانت ايذانا بانتهاء – موسم – الحزبية – بشكلها السائد في الساحة السياسية وبداية الشلل في بنية العامل الذاتي وشكلت سببا وجيها لكل من يعز عليه مصير قومه ووطنه أن يبدأ بمراجعة شاملة ويجب الاعتراف بأن الحدث لم يأخذ حقه بعد من جانب قيادات المجموعات الحزبية بل أنها تتهرب من مواجهة الحقائق والنتائج المترتبة وأولها تقدم وعي الشارع على أجندة الأحزاب وظهور جيل شاب جديد متسلح بالجرأة ومفعم بالايمان بقضيته العادلة ودليل ملموس على ما تختزنه الساحة الكردية من طاقات نضالية نتيجة الاضطهاد المزمن المزدوج القومي والاجتماعي واشارة واضحة الى سقوط النهج المهادن المتبع من القيادات وخاصة الصلات الأمنية التي لن تقود الى تحقيق حل القضية الكردية بقدر ما تشوهها وتفرغها من محتواها الوطني الديموقراطي , لم تكن القيادات الكردية لوحدها العاجزة عن توظيف نتائج الحدث بل أن القيادات الوطنية السورية بيسارها ويمينها عجزت عن ذلك بل أسهمت في ارباك روح التحدي والمواجهة لدى الناشطين الكرد عندما تحولت من موقع الحليف والشريك الى الضفة الأخرى تحت شعارات – الصلح – والتدخل الأخوي – وتحميل المسؤولية لطرفي النزاع بالتساوي .
●: ألا ترى إلحاق الصفة القومية بأي حزب يعيده إلى دائرة العصبية والاستعلاء القومي، وهل تقلدون حزب البعث العربي في ذلك؟
◙: من المشروع لأي شعب لم ينل حقه في تقرير المصير مثل الحالة الكردية أن يؤسس حركته القومية التحررية لانجاز مهام الانعتاق من نير القهر والاضطهاد ومن واجب أبناء القومية السائدة – العربية – أن يكونوا عونا وسندا اما بتأييد وتبني القضية في برامجهم ومواقفهم السياسية أو بالانخراط في تلك الحركة خاصة وأن برامج ودساتير أحزاب ومنظمات الحركة الكردية لاتشترط كردية العضو بل تتبنى القضايا الوطنية السورية وحتى العربية الى جانب قضيتها الخاصة هذا اذا علمنا أن الديموقراطية والتغيير شرطان لابد منهما لتحقيق الحل السلمي عبر الحوار .
●: كيف يمكن اعتبار الملف الكردي في سوريا قضية ارض وشعب وليس مسألة حقوق إنسان مغيبة، وهناك دراسة تاريخية وديموغرافية مشهورة عن الجزيرة تثبت أن معظم أكراد سوريا قدموا من تركيا، وتلحّون على توطينهم وتدّعون الأغلبية السكانية على حساب السريان-الآشوريين أصحاب الأرض الحقيقيين، أليس هذا استيطانا مبطنا؟
◙: لاأرى حاجة الى الدخول في كل مناسبة الى مسألة التاريخ والجغرافيا بما يتعلق بالكرد السوريين لأن القضية باتت معروفة وواضحة وهي يجب أن تبقى خارج اطار التأويلات والاجتهادات والنزعات والمشاعر لأن كرد سورية مع موطنهم ألحقوا بدولة سورية كمحصلة للتقسيم الاستعماري للمنطقة بما فيها كردستان التاريخية ومعاهدات الدول الحليفة واتفاقاتها من سان ريمو الى سايكس – بيكو وهكذا أصبحنا جزء من سورية دون ارادتنا ودون ارادة العرب السوريين ونحن الآن أمام أمر واقع وطني ارتضينا به دون أن نمنحه الشرعية الا برفع المظلمة واعادة النظر في دستوره وقوانينه وترسيخ قاعدته لتصبح صالحة للشراكة العادلة بين العرب والكرد في المصير والسلطة والثروة أما عن السريان السوريين فعلى حد علمي هم من العرب المسيحيين وليس لهم مشكلة قومية وبخصوص الاخوة الآشوريين الذين التجاوا الى بعض مناطق الجزيرة في أواسط القرن المنصرم فليطرحوا برنامجهم القومي ومطالبهم وسأكون أول المتضامنين معهم .
●: ألا تعتقد بانكم تبالغون بتعداد الأكراد الذين لا يزيد عددهم عن بضع قرى وافدة من تركيا وفي المدرسة التي علّم بها الأستاذ رياض الترك في أواسط القرن الماضي لم يكن أكثر من أربع تلاميذ كرد فمن أين أتيتم بكل هذه الأعداد إن لم يكونوا من المهاجرين؟
◙: هل تريدني أن أتحاور مع ” الطرشان ” ؟ .
●: ما موقفكم من الاستعانة بقوى أجنبية لحصول الشعب الكردي على حقوقه، وهل تتصلون بالإسرائيليين؟
◙: نرحب بكل من يقف مع قضيتنا المشروعة وأطمئنك مرة أخرى أن المشروع الكردي في المنطقة لا يتوافق مع المشروع الاسرائيلي .
●: ألا ترى أن البعد القومي للملف الكردي في سوريا، وامتداده خارجها بمثابة خنجر سامة في خاصرة الأمة العربية، وكيف يمكن للنظام في سوريا أن يعتبره قضية وطنية أو يعيره بعض الاهتمام؟
◙:كل قضايا المنطقة متداخلة ولها أبعاد متنوعة وبما أن الكرد السوريين شعب وقومية فانهم يتشاركون الكثير من العوامل مع أشقائهم في أجزاء كردستان الأخرى بتركيا والعراق وايران كما هو واقع العرب السوريين بالنسبة لعرب لبنان وفلسطين والاردن ومصر الخ … وبالنسبة لنا وبعد تحرير العراق وحل المسألة الكردية هناك بالصيغة الفدرالية نعتبر أن العامل القومي مصدر قوة لنا ولشركائنا في المعارضة الديموقراطية السورية ويعزز في الوقت ذاته العامل الوطني السوري وليس على حسابه وهنا لاننتظر تزكية النظام المستبد وبدورنا لانعيرموقفه أي اهتمام لأننا أصدقاء أوفياء للشعب العربي وقضاياه المصيرية قبل أن يظهر هذا النظام المعادي للوحدة الوطنية وما قبله .
●: كثيرا ما يردد بعض السياسيين الكرد مصطلحي: الكردي والكردستاني ما الفرق بينهما؟
◙: من الواضح أن هناك لغط قديما وحديثا وعدم فهم دقيق حتى من بعض المثقفين الكرد ومعظم المثقفين العرب حول هذا الموضوع فمصطلح الكرد قومي اشارة الى شعب يتمتع بعوامل وشروط الأمة المتعارفة عليها ومصطلح كردستان جغرافي اشارة الى مساحة من الأرض والكلمة تعني – موطن الكرد أو منزلهم – ونتيجة للحروب والمواجهات والموجات العنصرية التي وقعت على هذه البقعة الجغرافية منذ فجر التاريخ وحتى الآن أستطيع القول أن هناك – كردستان التاريخية – وكردستان الأمر الواقع – وفي العقود الأخيرة وخاصة بعد ثورة أيلول عام 1961 في كردستان العراق التي شارك فيها الكلدان والآشورييون والتركمان تحول مصطلح كردستان الى اطار جامع للكل كانتماء جغرافي نضالي وطني أوسع من القومي كأن تقول مثلا الكردي السوري وهكذا تجد الآن في أدبيات الأحزاب الكردية والسلطة التشريعية والحكومة والرئاسة والدستور وحتى الأحزاب غير الكردية مصطلح – القوميات الكردستانية اشارة الى – الكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والعرب والأرمن –
●: هل لك أن تقول للسوريين بوضوح بماذا تتلخص حقوق الأكراد في سوريا، وماذا تريدون من سوريا بالتحديد، غرب كردستان ام حكم ذاتي ام فيدرالية ام اقتطاع جزء من سوريا؟
◙: ببساطة وايجاز وصراحة نريد أن يتقبل العرب وجود الكرد السوريين كشعب يعيش على أرضه وموطنه القديم المسمى كردستان وأن يعترف له بحقه في تقرير مصيره في اطار سورية ديموقراطية تعددية موحدة .
●: ما موقفك من اسم الدولة: “الجمهورية العربية السورية”، وهل تريدون إضافة “العربية الكردية” إليها؟
◙: أنا لست متحسسا من كلمة العربية وأقترح العودة الى الاسم الذي ظهر فجر استقلال سورية وأؤيد اقتراح المناضل العربي السوري الكبير المعتقل الآن الأستاذ أنور البني بهذا الشأن .
●: هل تعتقد بان مهمة الاحزاب السياسية هو الشجب والاستنكار والتضامن الانترنيتي فقط ، والإنسان السوري بغالبيته لا يملك انترنيت.
وما جدوى نضالكم المثالي في ظل الاستبداد والقمع وقوانين اللاقانون في سوريا؟
◙: مهام الأحزاب كما في برامجها تهيئة الجماهير وتسليحها بالبرنامج السليم وقيادتها في نضالاتها السلمية من أجل الحقوق والديموقراطية والتغيير ومواجهة الاستبداد وكشف الحقائق عبر اعلام صادق مقروء ومسموع وتحديد الاستراتيجية والتكتيك في العملية السياسية والاعلام الانترنيتي له دوره وتأثيره أيضا في ظروفنا الراهنة خاصة في أوساط الشباب والنخبة الى جانب الفضائيات .
●: ما موقفك من الكفاح المسلح في سوريا؟ ومتى يمكن ان يكون مباحا؟ ألم تكن انتفاضة 12 آذار بمثابة حركة عنف مسلحة؟
◙: أنا مع العمل السياسي والجماهيري والثقافي والاعلامي والسمة العامة تاريخيا لنضال الحركة الوطنية السورية سلمية وبعيدة عن العنف وفي بعض المراحل تدفع أنظمة الاستبداد الناس وخاصة المعارضين الى التورط في ممارسة العنف بغية تجييش النفوس والصفوف وجر البلاد الى أجواء الاقتتال الداخلي ليتسنى لها اصدار المزيد من القوانين العرفية والأمنية والعسكرية وزيادة موجبات الأمن القومي وتصفية المعارضين , أما الهبة الكردية في آذار 2004 فكانت دفاعية سلمية ضد الفتنة والتجاوزات والقمع والقتل .
●: هناك اعتقاد أن المخابرات السورية عملت على تعويم شخصيات جندتها في المعارضة السورية، وبما أن أخطرها الحركة الكردية، خرقتها وزرعت فيها ما هب ودب، كم لديكم من هذه الشتلات وهل ترصدونها وترقبونها بصمت؟
◙: نعم لدينا الكثير من شتلات – الزؤان – وهي تنبت عادة على هامش الاستبداد والمنظومة الأمنية الحاكمة تذبل بزوال الاستبداد والمهم في الأمر أن هذه الشتلات لاتتأصل في التربة وهي بدون جذور وسهلة الاقتلاع وتحت السيطرة .
●: إن تأسيس حزب سياسي سوري لا يحتاج أكثر من جهاز كومبيوتر وموقع على الانترنيت، فكيف نميز بين الأحزاب وأشباهها؟
◙: طبعا ما زلت أؤمن بضرورة العمل التنظيمي في مواجهة منظومات سلطة الاستبداد والتنظيم السياسي في أوساط الشعب وطبقاته وفئاته الاجتماعية هو عمل له قدسيته وهيبته وجدواه اذا توفرت فيه شروط البقاء والاستمرارية من برامج وآليات وضبط وربط وقيادة كفوءة شجاعة ومشاركة من الوسط الشبابي والنسوي والثقافي وعلى ضوء هذه المعايير نصطدم بالخيبة أمام الواقع الحزبي في بلادنا .
●: تكاد معظم وثائق أحزاب الحركة الكوردية تنسخ بعضها بعضا، فما سبب وفاقكم النظري وخلافكم التنظيمي وعدم تمكنكم من تشكيل وعاء أو مؤسسة واسعة تضم كل الطيف الكوردي عبر مسيرتكم الطويلة؟
◙: قد تبدو كما ذكرتم للوهلة الأولى ولكن في واقع الأمر هناك تباين في الاستراتيجية والبرنامج السياسي والممارسة العملية في الحركة السياسية الكردية وبمعزل عن المزايدات اللفظية واللعب بالكلمات والمصطلحات هناك نهجان رئيسييان متناقضان واحد يمثله نهج آب كتيار قومي ديموقراطي يساري مضافا اليه وجبات حديثة ومنها ما أفرزتها الهبة الكردية ومنها شبابية من الرجال والنساء ومشكلة هذا التيار أنه مفكك تنظيميا ويفتقر الى البرنامج والقيادة الشجاعة , وآخر يميني يضم فئات ومجموعات منهكة ومتهالكة ومسيرة وهو الآخر غير موحد الصفوف لأسباب أخرى , أعتقد من الممكن أن تستوعب الساحة الكردية هذين التيارين ومن المفيد فرز قضايا الخلاف بين الطرفين حتى لا تختلط الأمور على الناس وهذا يحتاج الى جهود نظرية وثقافية جادة .
●: تكاد تجمع المعارضة على ترادف كلمتي الاصلاح والتغيير، واراهما متناقضتان لغة فهل لهما اصطلاح يستوجب التوضيح؟
◙: ليستا متناقضتان لغة فحسب بل في المفهوم السياسي أيضا وخذ مثال الجبهة والاعلان الأولى تدعو الى تغيير النظام والثاني الى اصلاحه والفرق كبير وشاسع وجوهري بين المصطلحين .
* * *
●: برأيك ما حكاية مزارع شبعا ولما لم تقطع حكومة دمشق الشك باليقين وترسم الحدود بين البلدين؟
◙: تحول الموضوع منذ فترة الى لعبة مخابراتية سورية بالتنسيق مع حزب الله ورضى اسرائيلي .
●: ما هو ثمن تراجع دمشق وخروجها من الحلف مع إيران الآن، وهل التراجع ممكن أصلا؟
◙: لم يعد التراجع سهلا والبقاء أصعب فلجوء النظام السوري الى الحظيرة الايرانية كان بسبب ضعفه وخوفه من السقوط تحت ضغوط الداخل والخارج والتراجع لن يتم الا بضمان بقائه وهذا غير متوفر الا في اسرائيل حيث كلمة السر هناك لأنه في بنود التحالف الاسرائيلي – الأمريكي الاستراتيجي تخضع القضية السورية لاعتبارات المصالح الأمنية الاسرائيلية والكلمة الفصل ستكون لها وليس للحليف الأمريكي .
●: دائما كانت الإدانة لسوريا في كل صغيرة وكبيرة في لبنان، لكن سوريا خرجت واستمرت الاغتيالات السياسية، فمن يحرك البيادق اليوم يا ترى؟
◙:نعم خرج النظام السوري عسكريا وبقي أمنيا وله أعوانه ومجموعاته اللبنانية وعلى رأسها حزب الله وكل الدلائل تشير أنه يقف وراء التفجيرات والاغتيالات محاولة منه في خلط الأوراق وتعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي بشأن الكشف عن قتلة الحريري .
●: تسابق الإيرانيون والسوريون لجني ثمار ما سمي “نصر حزب الله“ في لبنان، فهل تسمي بعض منجزات هذا النصر وما نصيب الشعب اللبناني منه، وهل يختلف مفهوم النصر والتدمير والخراب من لغة لأخرى وماذا يعني النصر باللغة العربية وهل يتطابق مع نظيره الكردي؟
◙: في جميع لغات الدنيا وحسب كل التفسيرات ومصطلحات المعاجم خسر الشعب اللبناني آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والمشردين ومليارات الدولارات في واقعة ما أطلق عليه السيد حسن – بالنصر الالهي – وهذا انصر لا يختلف كثيرا عن نصر – هزيمة حزيران عندما ادعى الحكام النصر لأن النظام الوطني لم يسقط , طبعا من مصلحة نظامي دمشق وطهران توريط الشعب اللبناني أكثر ليحقق انتصارات أخرى ؟؟؟ ! .
●: مارأيك بإمكانية تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهل ينجح في الوسط الإسلامي والشرق التقليدي وما معوقاته؟
◙:كلنا نرنو الى شرق أوسط جديد خال من الدكتاتورية والاستبداد والشوفينية والعنصرية والحروب والمواجهات العنصرية والطائفية وكلنا مع اجراء التغيير واحترام حقوق الانسان والشعوب والمرأة ومهما طال الزمن سيتحقق التغيير وستنعم شعوبنا بالحرية والأمن والاستقرار أما وأن هناك نوع من المقاربة بين التغيير ومواجهة الارهاب والدعم الخارجي فهو تعبير عن تطور في الحياة الدولية بعد توقف الحرب الباردة ولا يغير من الحقيقة شيئا .
●: تبنيتم الماركسية وطلقتموها مع فشل الاتحاد السوفياتي، فما هو الذي يجعلكم تطلقون الديمقراطية وتنتقلون ربما للفكر الإسلامي؟
◙: مازلت مرتبطا بالماركسية بزواج كاتوليكي في الفكر والمنهج وطريقة التحليل كمناضل في حركة تحرر وطني والماركسية ليست مناقضة للديموقراطية ولا بأس من مراجعات بين الحين والآخر في طرق التفكير والتقييم خاصة وأننا الآن في بداية القرن الجديد أمام ديموقراطية جديدة بكل معطياتها ومعانيها وأسسها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فما علينا الا استيعابها والتعاطي معها .
●: أليس الخلافة الإسلامية أقرب تراثيا ومقبولة محليا كما وردت في فقرة تعريف جماعة الاخوان المسلمين: الإنسان المسلم، البيت المسلم، المجتمع أو الشعب المسلم: الحكومة الإسلامية، الدولة الإسلامية الواحدة، الدولة الإسلامية العالمية.
وهل هي الأخرى قابلة للتطبيق في زمن العولمة والديمقراطيات المختلفة، وربما فيها تحل المشكلة الكردية تماما؟
◙: ليست هناك تجربة تاريخية اسلامية في حل المسألة القومية والقضية الكردية ليست حقل تجارب .
●: ما موقفك من الدعوة لقيام خلافة إسلامية جديدة تطبق الشرع على الأرض الإسلامية كما كانت في عهد الأمير الكردي صلاح الدين؟ وهل تعتقدون ان الإسلام السياسي يفضي لنظام جديد يتم فيه جباية الجزية من أهل الكتاب ويفتك بأتباع الطوائف ويعدم الملاحدة؟
◙: الاسلام دين وعقيدة مثل سائرالديانات وليس نظام سياسي وأعود الى القول : الدين لله والوطن للجميع وقد أوضحت موقفي من هذه المسألة في كتابي الأخير : الكرد بين ارهاب الدولة القومية والاسلام السياسي , نحن الآن وبعد زوال المعسكر الاشتراكي وبداية القرن الجديد أمام معطيات وحقائق جديدة حيث التحالفات القديمة في تبدل والاصطفافات السياسية تتعرض للتجديد وقوانين حركات التحرر لم تعد كما كانت في القرنين العشرين والتاسع عشر والمهام الوطنية والاجتماعية والاقتصادية في تغيير متواصل وتشخيص العدو والصديق لايتم كما كان قبل عقود وكمثال في مرحلتنا الراهنة هناك من يحدد أعداء حرية الشعوب وتقدمها ببعض قوى الهيمنة العالمية وليس كلها وأنظمة الاستبداد المحلية ومجموعات الارهاب الاصولي العاملة باسم الاسلام السياسي .
من جهة أخرى فان صلاح الدين لم يكن زعيم حزب اسلامي بل كان قائدا مشرقيا جمع من حوله كل الشعوب والقوميات والأديان لمواجهة عدوان خارجي أصولي جاء تحت ظل الصليب .
ان تاريخ منطقتنا شاهد على أن تخلف شعوبنا جاء نتيجة الحكم العثماني باسم الاسلام وأن الحركة الا عتراضية الناشبة ضد قهر وتسلط العثمانيين لم تكن اسلامية بل قومية وطنية وفي مرحلة التحرر الوطني ضد الاستعمار والانتداب هبت شعوبنا المؤمنة وليست المتحزبة في الاسلام السياسي بأطيافها وطبقاتها الوطنية ومختلف أديانها وقادتها وعلمانييها وروادها للتصدي للأجنبي من أجل الاستقلال وبناء الدولة الحديثة وليس من أجل اقامة الدولة الاسلامية وهنا أقول أين تارخ الاسلام السياسي في مراحل النهضة والاستقلال ؟
●: سوريا لا تحارب اسرائيل ولا تصالحها ولكننا دولة مواجهة واحكام طواريء منذ نصف قرن، اسرائل تحاربنا بالديمقراطية لشعبها ونحن نحارب بجيش من العبيد، فهل حمى سبارتاكيوس روما؟
◙: الدكتاتورية تضيع الأوطان ولا تحررها والشرط الأساسي يكمن في الوحدة الوطنية التي هدمها نظام الاستبداد .
●: ما هو شكل التعايش المتجاور والسلمي مع اسرائل وما هي آلية استرداد الجولان برأيك؟
◙: بعد استرداد الأراضي السورية من الاحتلال الاسرائلي التي عجز النظام القائم عن حمايتها وتحريرها وحل القضية الفلسطينية على أساس حق تقرير المصير يمكن التفكير بمسألة السلام الذي يمكن تحقيقه حسب قرارات هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وارادة الشعب السوري عبر ممثليه الشرعيين في سورية الديموقراطية الجديدة .
●: برأيك ما هو المطلوب من سوريا كسلطة ومعارضة لإحداث التغيير دون إرهاصات تتبعها خسائر كارثية؟
◙: الخيار الوحيد هو اعلان الرئيس الاستقالة وتسليم مصيره للشعب وتشكيل حكومة انتقالية من قوى المعارضة الديموقراطية لانجاز انتخابات نزيهة واقامة السلطة التنفيذية الشرعية لقيادة البلاد ومساءلة كل من أساء عبر القضاء والقانون .
●: كيف للمعارضة الهرمة أن تتطور في ظل تفشي ظاهرة الحرس القديم وعدم القدرة على ضخ دماء فتية وتفشي الشيخوخة، حتى الأخوان جددوا للأستاذ البيانوني.
فهل هذه نقطة تشابه بين المعارضة والنظام، ألا ترى ان السلطة والنظام يتناسخان التجربة؟
◙: أتفق معكم أن المعارضة أحوج الى الاصلاح وأن العقلية السابقة التي قادت الشعب الى الهزائم وفشلت حتى في تحقيق برامج أحزابها يجب أن تزاح بالتي هي أحسن وأعود وأكرر أن الأولوية لاعادة بناء العامل الذاتي .
●: تشكو الاحزاب المعارضة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني حديثة الولادة من تكاثر وانشطارات متسارعة وتتهم المخابرات بأنها المحرك لشخوصها وتجند لبعضهم الصحافة ضد آخرين، فهل يعول على تنظيمات مخترقة من النظام لتغيير النظام وما هي آلية تكنيس المتطفلين؟
◙: وصل هذا الوباء الذي شل الأحزاب حتى الى منظمات حقوق الانسان ومن الواضح ظهور بصمات أجهزة الأمن في هذه العملية لأنها من صلب عملها وهذا يدل على أن الصراع مع نظام الاستبداد قد وصل أوجه وشمل مختلف المجالات ويؤشر أيضا الى فزع أهل النظام من أية حركة لاتكون تحت السيطرة .
●: يرى بعضهم أنه في حال تم تغيير مفاجيء في البلاد ستكون الميليشيات المسلحة في سوريا من نصيب: جبهة الخلاص، النظام، رفعت أسد والأكراد.
وهؤلاء كلهم لا يمثلون مجتمعين سوى نسبة ضئيلة من المجتمع السوري.
ولا يمكن للقوى الليبرالية واليسارية والمجتمع المدني ومن لف لفهم ان يملكوا بنادق قديمة لصيد العصافير، أليس تلك هي الصورة العراقية على الخارطة السورية؟
◙: لماذا تحدد سلفا مأل المستقبل السوري كنسخة مطابقة لما جرى في العراق ؟ لماذا لاتقارن وضعنا بما حصل في جورجيا واوكرايينا مثلا ؟ قلت سابقا أن الحل الأمثل هو تلبية رؤوس النظام لمطلب الأغلبية الشعبية بالاستقالة ليوفروا على سورية كل احتمالات المواجهة والعنف والاحتكام الى الشرعية .
●: المال هو المحرك الأساسي لمعظم العمليات الانقلابية في العالم، بماذا تفسر غياب رأسالمال السوري عن عملية التغيير، وهل يمكن استعمال المال السياسي في التغيير الديمقراطي؟
◙: أعتقد أن سلطات أنظمة الاستبداد في المنطقة وخاصة في سورية قد تنبهت الى هذا الموضوع أقصد دور المال في مصير البلاد والعباد فبدأت منذ عقود بالاستيلاء على المقدرات الاقتصادية والتجارية والتصدير والاستيراد والنفط ووزعت الفتات على بعض الرأسماليين من خارج السلطة فليس مصادفة أن يكون الآن أغنياء البلد من أبناء وأحفاد المسؤولين الأمنيين والحزبيين والعسكريين وحصة الأسد فيها لآل الأسد لذلك أقول بأن هذه الناحية تشكل نقطة ضعف المعارضة في الوقت الحاضر .
●: برأيك من الذي يحكم سوريا فعليا؟ الجيش، الحكومة، المخابرات، المقربين من أسرة أسد أو الطائفة العلوية؟
◙: الأسرة تحكم فعليا باسم الحزب وعبر الأمن وبواسطة الجيش وباستغلال الطائفة .
●: جاءت الانتخابات الديمقراطية بحماس للسلطة وقبلها الجبهة الاسلامية في الجزائر، وهل يمكن القبول بنتائج صناديق الاقتراع على علاتها في سوريا، وقد تأتي بالأخوان المسلمين أم أنكم تتوهمون الحصول على حكم كردي ذاتي في الجزيرة السورية وتصلحون ما أفسد محمد طلب هلال وعبد الله الأحمد؟
◙: نقبل بنتائج صناديق الاقتراع مهما كانت النتائج ونطالب حينها باستفتاء الشعب الكردي ليقرر مصيره .
●: بشار أسد وأسرته لا يتخلون عن الحكم إلا لو دمرت سوريا، وهذا ما دعى الكاتب محمد الغانم ليطلق مبادرته لتتويج بشار أسد ملكا على سوريا فهل ترون ذلك مخرجا يكون في سوريا “لا غالب ولا مغلوب”؟
◙: سورية ليست لبنان والأسد لايمثل طائفة أو فريقا حتى يجري التعامل معه على طريقة لاغالب ولا مغلوب انه حاكم مستبد يمثل نظاما سياسيا قمعيا ويجب أن يرضخ لارادة أغلبية الشعب السوري .
●: الاستحقاق الرئاسي قادم، فمن ترشح لرئاسة سوريا؟ هل تذكر اسم مرشح محتمل أو أكثر من المعارضة ومثله من النظام؟
◙: سأرشح شخصية كردية معروفة لرئاسة البلاد وبصلاحيات واضحة .
●: لو كانت الانتخابات ديمقراطية في سوريا وانتخب كل مسيحيي سوريا شخص واحد فلن ينجح بأصوات المسيحيين وحدهم، فما الحكمة من وضع بند في الدستور السوري يحدد دين الرئيس؟
◙: لست مع تحديد قومية ودين ومذهب مرشح الرئاسة .
●: لم يصدر النظام قانون للأحزاب حتى اللحظة، فهل برأيك سوريا مقدمة على استفتاء الأربع تسعات؟
◙: جبهة الخلاص منهمكة في اعداد وصياغة قانون الأحزاب الى جانب الدستور الجديد .
●: هل تود إضافة كلمة ختامية لتجيب عما قد غفلنا سؤالك عنه؟
◙: شكرا جزيلا لكم وبالتوفيق .
●: جزيل الشكر للأستاذ صلاح بدر الدين على هذه المساهمة.