ستبقى وحدة البارتي دافعاً وجدانياً لتفعيل حراكنا السياسي

  نـوري بـريـمـو*
هولير في 28 ـ 5 ـ 2007م

في البداية…، بمنتهى الشعور بالمسؤولية أستسمح جميع رفاقي عذراً لأنني لم أستطع الحضور معهم في المؤتمر العاشر لحزبنا ـ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) الذي أنهى أعماله منذ أيام قليلة…، وكلي أملُ في أن تسمح لي الظروف مستقبلاً كي أعود لأعاوِدَ حياتي السياسية وسط رفاقنا وجماهيرنا…، ولا يسعني اليوم سوى التعهّد بأنني لن أبخل بأي مجهود من أجل نصرة البارتي المجسّد لطموحات شعبنا والمعبر عن نبض شارعنا والسائر وفق خطى ومنهجية قائدنا الخالد مصطفى البارزاني.
ورغم أنّ مؤتمرنا الأخير لم يكن يخلو من وجود ثمة نواقص وسلبيات في هذا المجال أو ذاك…!؟، إلا أنّ مجرّد قدرتنا على إنعقاده في موعده المحدّد وسط هكذا معترَك نضالي تشوبه مختلف العراقيل الذاتية والموضوعية…، يُعتبَرعنواناً بارزاً لفاتحة حراك سياسي من طراز جديد!؟، وهو مدخل صحيّ لمرحلة مغايرة لسابقاتها لكنوها قد تتكلّل بالمزيد من الحظوظ الإيجابية التي من شأنها إعادة ترتيب وتقويم بيتنا الداخلي بشكل يليق بإسم وتاريخ ودور البارتي والقضية التي نحن بصدد الدفاع عنها.
وبما ّأنّ محطتنا الحزبية تلك قد تزامنَت مع متغيّرات دولية وإقليمية وكوردستانية وسوريّة غاية في الأهمية…، لذا فقد حظيت أوضاع وملفات سياسية عديدة بالإهتمام وقد تمّ تداولها من قبل المؤتمرين بمنتهى الوضوح والشفافية…، إذ جرى التباحث حول كيفية تعزيز موقع حزبنا عبر البحث عن مقوّمات رفع سوية خطابه السياسي كي يتلائم مع إستحقاقات المرحلة وليلبي آمال شعبنا الذي بات يتوق إلى رؤية البارتي قائداً جماهيرياً قوياً لشعبنا الذي يتعرّض يومياً للقهر القومي على يد نظام البعث القابض على سوريا التي تحوّلت إلى قلعة من قلاع الظلم…، وتم التأكيد على كيفية جعل البارتي قاسماً مشتركاً بين أطراف الحركة الكوردية للتوافق معها حول مستلزمات تشكيل المرجعية الكوردية التي لا تزال تتعثّر بفعل المسلكية الجانحة لبعض المجموعات الحزبوية الصغيرة التي لا يعجبها العجَب…!؟، والتي ترفض الإنضباط والتقيّد بضوابط أي إطار كوردي جماعي قد يلغي إسمها من لائحة التشرذم في ساحتنا المحتاجة إلى أحزاب رئيسية تقود بنمطية مؤسساتية نضالاً ديموقراطياً معارضاً للدوائر الشوفينية وللشمولية بالتعاضد مع قوى وفعاليات المعارضة السورية المنكبة على الإهتمام بالشأن العام وخاصة مع قوى إعلان دمشق التي تربطنا وإياها علاقات شراكة مبنية على ثقة متبادلة تجعلها تجد فينا عاملاً إيجابياً حقيقياً في مسار إخراج البلد من براثن الإستبداد…!؟.


وبما أنّ محفلنا الحزبي هذا قد جاءت تتويجاً لجهود مضنية أثمرت نتاجاً وحدوياً نعتز به!؟، ما يعني أننا بتنا نخترق مرحلة إنتقالية مكتظة بمختلف التحديات والإستحقاقات والتداعيات والهواجس الحاضرة والمستقبلية…، وبما أنّ البارتي ينبغي أنْ يستمد قوته وحيويته من إمكانيات وطاقات مجتمعنا الكوردي الذاخر بمكنونات حية جمّة، فمن باب أولى أنْ يُثبت عبر مسلكيته العملية أنه حاضنة سياسية خصبة قادرة على إستيعاب مختلَف ألوان طيفنا…، وبإعتبار أنّ ما ينتظرنا من مهام قد تكون أكبر بكثير مما تجاوزناه…، فإنّ الضرورة تستدعي إلتزامنا المطلق بأولوية مداواة جراح جسدنا التنظيمي بهدف المحافظة عليه ووقايته من أية هفوات أخرى قد تنخر أحشاءه التي بقيت متلاشية لعقود مضت…، وإنّ واقع الحال يستوجب إستدراكنا لسبل توسيع نفوذنا أفقياً في شارعنا الكوردي وشاقولياً في الساحة السياسية داخل وخارج البلاد…، على أن لا ننسى بأننا ينبغي أن نعتز بالتجربة الديموقراطية لأشقائنا في كوردستان العراق وأن نسلط الأضواء على الدور المستقبلي للقيادة الساسية هناك…، وأن يكون حزبنا قريباً ومستفيداً من أخلاقية التسامح وروحية المؤسساتية التي يتمتع بها الحزب الديموقراطي الكوردستاني ورئيس كوردستان السيد مسعود بارزاني الذي كان وسيبقى صمّام أمان قضيتنا القومية في عموم أنحاء كوردستان المجزّأة…، وأن نعطي قدراً أكبر من الأهمية لتفعيل مساهمتنا في الحراك الديموقراطي السوري المعارض لنظام البعث، إنطلاقاً من أننا مكوّن قومي أصيل وشريك لا يمكن تجاوزه لا من قِبَل السلطة ولا من قبل المعارضة…!؟، وذلك عبر توثيق حضورنا وسط صفوف المعارضة الديموقراطية التي بات عودَها يقوى والتي أمست تؤدي أداءاً تصعيدياً ملحوظاً وخاصة في الخارج…، للإيتاء بالبديل الديموقراطي المبني على التوافق السياسي ما بين مختلف مكونات البلد القومية والدينية في إطار نظام حكم ديموقراطي تشاركي…، إضافة إلى الضرورة الموضوعية تتطلّب منا العمل وفق عقلية منفتحة تجاه الآخرين بغية الإستفادة من تجارب دول الجوار وباقي شعوب المنطقة والعالم الديموقراطي لتوسيع نطاق الإهتمام بقضيتنا ولتوسيع دائرة أصدقاء شعبنا.
وبهذه المناسبة…، يسعدني أن أبارك تلك الكوادر المخلصة التي راكمَت نشاطها بإتجاه إعادة لحمتنا التي لطالما حلِمَت بها قواعدنا وجماهيرنا…، وأخص بمباركتي هذه تلك الأوساط القاعدية التي حرِصَت وسعت كما الجنود المجهولين لإخراج نسرنا البارتي من عنق قارورة التشتت ولرفع رايته عالياً…، وما دمنا بصدد عبور مخاض حزبي أبوابه مفتوحة أمام كافة الإحتمالات الحسنة منها والسيئة…!؟، فلن نرضى على أنفسنا أنْ نتردّد أو أنْ نتراجع عمّا نحن مقدمين عليه لكوننا واثقين من أنفسنا ومخلصين لقضيتنا ومؤمنيين بنهجنا الوطني الديموقراطي ومتطلّعين إلى التغيير الديموقراطي من الداخل…، ولسوف نتمسك بوحدة البارتي التي سنبقى نصونها من شرور وتخبطات بعض ضعاف النفوس المصابين بعاهة مستديمة عنوانها الأبرز هو اللُهاث وراء كرسي القيادة…، ولن نكترث مطلقاً بأي إجحاف بحقنا أو أي تهميش لدورنا من قبل الآخرين…!؟، ولن نعطي أية أهمية لأية فقاعة توتيرية قد تنفقع هنا أوهناك…!؟، ولن نبالي بأي ((بيان إنسحاب)) قد يتم إستصداره من قبل هذا الأستاذ المنشق أو ذاك…!؟، لأننا عندما بادرنا إلى مراجعة ذاتنا وقرّرنا العودة إلى البارتي فعلنا ذلك عن حسن نية…، وعن معرفة تامة بالحزب الذي إلتحقنا به…، وعن دراية بما نحن مقبلين عليه واضعين نصب أعيننا مختلَف التوقعات التي قد لا تكون لا على البال ولا على الخاطر…، ولذا فإننا نستبعد أن تبرز حاضراً أو مستقبلاً أية ردود أفعال سلبية من طرفنا…!؟، وسوف ندحّض ما تراهن عليه بعض الجهات التي لا تريد الخير لمزدوجة (البارتي ـ القضية) التي عاهدنا على أنفسنا أن نعمل على تمتين رابطتها…، وللعلم فإنّ تنظيمات البارتي بغالبيتها هي كوادر واعية ومضحية وقد خرجت من عمق معاناة أزمة حركتنا فلا يتبادر إلى ذهني ولو للحظة واحدة بأنّ مصلحة أي رفيق منهم تقتضي الإنسحاب السلبي من هذه المسيرة الوحدوية المشرّفة…، وبهذا الصدد أؤكد بأننا قرّرنا الإلتحاق بالبارتي بهدف الحدّ من مشاكله وليس لإفتعال مشاكل له…!؟، فنحن نعتبر أنفسنا جزءاً من حلٍّ مبدئي لأزمة حركتنا ولن نسمح لأحدٍ بأنْ يحوّلنا تحت أي ظرف كان إلى طرف في مشكلة لا مصلحة لنا فيها ولا طائل لنا على تحمّل أعبائها وتبعاتها…!؟.
في كل الأحوال…، ما دمنا قد أعلننا إلتزامنا الراسخ بالبارتي وبالقضية…، فسنبقى على إستعداد تام لتحمّل أية ضغوط أو تطاولات قد تنال من حقوقنا الحزبية أوالشخصية…!؟، وسوف يكون صدرنا واسعاً لتقبّل أية ملاحظات أوإنتقادات أومقترحات من شأنها خدمة حزبنا وقضيتنا القومية العادلة…، لكننا في الوقت ذاته نناشد الفرقاء الأخرين بإحترام إرادتنا على أقل تقدير…!؟.

عاش شعبنا ودام البارتي نسراً يرفرف في الساحة السياسية الكوردية والسورية…
============================================

* مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) ـ في كوردستان العراق.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…