أنت بدأت … والبادي أظلم يا سيد عزيز عمرو

توفيق عبد المجيد
 
عندما كتبت رداً على توضيح السيد – أو بالأحرى وحسب منطقه – من يسمى عزيز عمرو ، انطلاقاً من الواجب المهني ودفاعاً عن قيادات أو بالأحرى وحسب منطقه مرة أخرى (بعض قيادات الأحزاب الكردية) إذا صح تعبير من يسمى “عزيز عمرو ” .

لم أجد في ما قرأت في تلك (النشرة) على حد قوله مرة أخرى أي تطاول على الشيوعيين ، ولوضع الأمر في نصابه الحقيقي وسياقه التاريخي وإظهاره بشكل أكثر وضوحاً وشفافية استشهدت بمقطع من تلك النشرة لأن السيد عزيز عمرو اقتبسه بشكل يناسب غرضه ويعتقد أنه يحقق الهدف الذي يسعى إليه فاستشهد بفقرة تصرّف فيها كما يحلو له واجتزأها ليدعم بها مقالته حتى يبلغ ما يتوخاه من ذلك ، ومازال ومن منطق مغلوط تجاوزه الزمن يعتبر نفسه وصياً على الشعب الكردي وحركته .
باختصار أقول له مرة ثانية وليس من طبعي أن أرد عليه وعلى غيره أكثر من مرة ، ويعرف كل من يعرفني أنني لا أختفي وراء أسماء مستعارة :
أقول له : دلني على عدد من (نشرة ما يسمى) بـ ” صوت الأكراد ” فيها تهجم عليكم وعلى حزبكم ، اللهم إلا العدد الذي ردت فيه هيئة تحرير الصحيفة على مقالة محمد العبد الله الذي (خوّن فيها رموز الحركة الكردية) ، وللعلم أننا سنرد عليكم وعلى غيركم ممن يحاول التطاول على قياداتنا الكردية والكردستانية أياً كان
فإذا كانت (النشرات) الكردية لم تتطاول على الشيوعيين كما تدعي أنت ، وإذا كانت الفقرة التي استشهدت بها بعد تشذيبها وغربلتها وإعمال مقصك فيها ، هي حقيقة تاريخية وأبطالها مازالوا موجودين على مسرح الحياة ومنهم السيد رشيد حمو أمد الله بعمره ، يعني هذا من جملة ما يعنيه أن مقالتك بالأساس مردودة وكان عليك ان تسحبها وتعتذر.
لكن أن تنشر هذه المقالة في (صحيفة ما يسمى حزبكم) الرسمية والتي تحمل تاريخ 24/7/2010 وفي الصفحة الخامسة تحديداً ، فهذا مؤشر على أنكم ماضون في سياسة العداء للحركة الكردية ، ومباشرة وبعد أن استشعرتم عن بعد أن تصريحات إيجابية ستصدر بل صدرت عن السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية وقيمت إيجابياً من قبل المجلس السياسي الكردي في سوريا ، ويبدو أن هذا التحول الهام والانفتاح نحو الحركة الكردية لم يرق لكم وكنتم الحزب الثاني الذي يظهر العداء للحركة الكردية (بدون مؤاخذة وحسب منطقكم (ما يسمى بالحزب) بعد تصريحات الحزب الديمقراطي العربي السوري التي تفوح منها رائحة العنصرية المقيتة .
وللعلم فقد أصدر المجلس السياسي بياناً حول تصريحات السيد الرئيس الإيجابية أثبت للقارئ فقرة منه :
(نأمل أن تجد هذه التصريحات ترجمتها على الأرض من خلال إجراءات وممارسات عملية بإيقاف السياسات والإجراءات والمشاريع الاستثنائية بحق الكرد ومعالجة آثارها وتداعياتها وفتح باب الحوار مع الحركة الوطنية الكردية لبحث ومناقشة كل الملفات المتعلقة بالقضية الكردية ، حوار على أسس وطنية عامة مع خصوصية كردية ، وبذلك نؤسس لوحدة وطنية حقيقية في البلاد)
في هذا الوقت بالذات يتبنى حزبكم عن سابق إصرار وتصميم ردكم وينشره في (ما يسمى يصحيفتكم المركزية)
إن حزبكم كما هو معروف حزب بروليتاري – طبعاً إذا كنتم لازلتم تؤمنون بالماركسية اللينينية كعقيدة – وقد قرأتم الكثير ومازلتم ، وأرجو أن تسعفكم الذاكرة فتجودوا علينا بذكر موقف ماركسي ولينيني من الفلاحين ، وحسب عقيدتكم يجب أن يكون نضالكم موجهاً بالدرجة الأولى ضد البورجوازية في سوريا وكذلك الرأسمالية وليس ضد الفقراء الكرد من فلاحين وملاكين ولا يخفى عليكم أن شخصاً واحداً من بورجوازييكم البروليتاريين يستطيع شراء أملاك كل الفلاحين الكرد ، ولن نعجز أن نحصي ممتلكات ورساميل بورجوازييكم البروليتاريين أولئك ، وأنتم أدرى بمواضع ومكامن الصراع الطبقي ولكن لا تقتربون منها ولن تتجرؤوا على الاقتراب منها لأسباب باتت معروفة ، ولأنها محصنة بالخطوط الحمراء التي تمنع الاقتراب ، ولكي تستغفلوا الناس وتستغبوهم تدعون أنكم لازلتم تمارسون صراعاً طبقياً لكن نسيتم أنه يمارس بشكل مشوه في المجتع الكردي فقط والذي جعلتموه حقل تجارب لشعاراتكم  .
صديقي عزيز عمرو : عليك أن تعلم جيداً أن (لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه) فقل لأولئك الذين تبرعوا للدفاع عنك وأولهم جومرد عدنان وأنا أعرفه شخصياً ، قل له أن لا يتوارى خلف أسماء مستعارة ويكتب باسمه الصريح لأنني وائق أنه لا يوجد شخص بهذا الاسم بين كل الشوعيين السوريين ، وعلمه أصول الكتابة ولغة التخاطب التي تحتاج إلى لباقة في الحوار والردود ، وأحب أن اذكره بما قال : (يعلن عبد المجيد استعداده للحوار مع عزيز وكأنه يريد ان يرفع من شانه إلى مستوى عزيز ثم يكتب على الانترنيت انه حاور الحزب الشيوعي ندا لند) حاشا لله فمستواكم رفيع وأنتم القائد الشيوعي ومؤلفاتكم ومختاراتكم تملأ المكاتب ، هل يعجبك ما قاله جومردكم هذا ، وهل يعجبكم أن تكونوا فوق مستوى الحوار ؟ أم أنكم في برج عاجي لانطاله ؟ وليكف عن الدفاع عنك طالما أننا لسنا من مستواك ، طبعاً حسب قوله هو .
أما السيد مجدل دوكو وقد أظهر أنه هو الآخر يعرفني فلا تعليق لي على مقالته إلا أن الصواب جانبه في اختيار العنوان (الجهل والحقد) وما هي مقاييس الجهل عنده فهو حر ، لكنني أريد أن أبشره بأنني سأنال درجة الماجستير في الصحافة بعد أشهر قليلة .
باختصار صديقي عزيز عمرو :
أعرفك شخصياً كما تعرفني ، ولا خلاف بيني وبينك إلا في الآراء وهذا حق مشروع لكن أريد أن أقول لك أنك أول من بدأ والبادي أظلم ، منطلقاً من نظرتك الفوقية الوصائية إلى من تعتبرهم من أيتامك .
1- أعتقد أن الموضوع الذي نتناوله أنا وأنت سيخرج عن السيطرة – وقد خرج الآن – وأعلم كل القيادات الكردية أنني أستطيع الدفاع عن نفسي ، لكن الموضوع خرج من نطاقه الشخصي ولم يعد بين توفيق عبد المجيد وعزيز عمرو وما أقوله موجه للقيادات الكردية لكي يعيروا هذا الموضوع بعض الاهتمام .
2- إذا كان في ذهن أحد من أصدقائك ورفاقك الرد فليردوا وبدون تشهير أو تجريح ، وبأسمائهم الصريحة وليس كما فعل الذي يحاول أن يتعلم الكتابة ، ويرى الحقيقة من زاوية واحدة ، وأنا أشجعه على الاستمرارية في الكتابة .
3- حبذا لو نقلتم صراعكم الطبقي الأزلي الذي لا يلوح في الأفق أنه سينتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، والذي تجاوز الثمانين عاماً وما يزال مستمراً حتى بعد انهيار دولة الصراع الطبقي الأولى ، إلى أمكنة أخرى تعرفونها أكثر مني وتكفوا عن ذكر هذا المصطلح بعد الآن ، أو تتوجهوا إليها مباشرة فأنتم أدرى بمكامنها .
4- وما سردتم من وقائع هو من صلب نضالكم وصراعكم الطبقي ، ولكن لا تنسى أن البون شاسع بين ما يكتب في الصحف وما يطبق على أرض الواقع ،
5- بات المجتمع الكردي يعرفكم كما تعرفون أنفسكم حق المعرفة وهو أنكم تقومون بدور ليس فيه للصراع الطبقي ومصلحة البروليتاريا أي مصلحة ومنفعة .
ليعذرني السيد جومرد مرة أخرى لأنني لست نداً لكم وتطاولت عليكم  وعلى مقامكم الرفيع ، وليعذرني لأنني على حد قوله (بعيد عن الساحة السياسية وعن نضالات الأحزاب) ولا أرى أكثر من (حاسوبي ومقالاتي في الانترنيت) فلم أشاهد معركة حتى أتخلف عنها ، بل تركنا لكم ساحات المعارك لتصولوا وتجولوا فيها ، ولم يشترك شيوعي واحد في كل الاحتجاجات والاعتصامات التي نظمتها الحركة الكردية ، ولم أرهم إلى جانبنا يتصدرون الصفوف مع المتظاهرين ضد أحداث الملعب البلدي ، لكن الحق يقال أن المناضل المهندس الأستاذ عبد الحليم (أبو سقراط) هو الوحيد الذي تمرد على أوامر قيادتكم وشارك ، وهل الاهتمام بالحاسوب ومتابعة الأحداث في البيت يعد من العيوب والنواقص ؟ أم أن العالم في نظرك مازال عالم الحرب الباردة والقطبين ، ومازال الاتحاد السوفييتي العظيم هو القوة العالمية العظمى الثانية ؟ وما زالت الحركة الكردية تحت الوصاية الشيوعية ، ولم يتحول العالم عند السيد جومرد (وأنا أعرفه بالاسم) إلى قرية صغيرة ، ولم أدع أنني (من حمل لواء القضية وحفظها من الضياع) ولست من أغوات الجزيرة وأبنائهم ، ولن نسمح لكم بتفكيك المجتمع الكردي الواحد ، وأنا أكن لكل شرائح الشعب الكردي كل احترام وتقدير وليس من حقي أن أزاود عليهم في النضال الوطني أو القومي ، وأقول له مرة أخرى حبذا لو نقلت نضالك الطبقي إلى حيث يظهر بجلاء ووضوح ، وليعذرني السيد مجدل دوكو لأنني لا أضمر الحقد لأحد ، والرد من حقي ،
27/7/2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…

نظام مير محمدي* في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت صحيفة جمهوري إسلامي الحكومية مقالاً بعنوان “الخوف من ثورة الجماهير الجائعة”، محذرة قادة النظام: “كل يوم، تتعمق الأزمة الاقتصادية؛ يزداد الفقراء فقراً، والأغنياء ثراءً، ويصبح المستنقع غير المسبوق من النخبوية الذي يجتاح مجتمعنا أكثر انتشارًا”. وسلط المقال الضوء على أن الطبقة النخبوية الجديدة “تعيش في قصور أكثر إسرافًا من قصور الشاه…

إبراهيم اليوسف   لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، في وقتنا المعاصر، منصات عالمية تتيح لجميعنا التعبير عن آرائنا، مهما كانت هذه الآراء إيجابية أو سلبية. لكن هناك ظاهرة جديدة تتجسد في ما يمكن أن نسميه “إطلاق النار الاستباقي”، وهو الهجوم أو النقد في صورته المشوهة الذي يستهدف أي فكرة أو عمل قبل أن يرى النور. لا تقتصر هذه الظاهرة على…