لنضع النقاط على الحروف…هل يستحق الشيخ القرضاوي هذه الحملة الظالمة؟

زاهد عبدالرحيم حمو*

لقد جاء في البيان الختامي الذي قرأه الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في ختام اجتماع الجمعية العمومية الثالث للاتحاد في استانبول،يوم العاشر من شهر تموز الجاري:

  “وإننا ندعو بكل قوة العلمانيين والليبراليين واليساريين وغيرهم أن يجعلوا أمتهم فوق أحزابهم وأن يستنكروا معنا الأعمال الإرهابية التي يقوم بها ما يسمى حزب العمال الكردستاني ويذهب ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين، وإن القرآن الكريم ليحذرنا من قتل النفس بغير حق: ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) ويقول الرسول الكريم : «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق»”.
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=18397&Itemid=30
فقامت قيامة بعض الكتّاب الكرد، وكأن الشيخ القرضاوي قد جاء بشيء كان هؤلاء الكتّاب ينتظرونه منذ زمن طويل بفارغ الصبر، ليوجّهوا للشيخ أبشع الاتهامات ويصفوه بأبشع الأوصاف، وما دروا أنهم بهذا الأسلوب إنما يسيئون لأنفسهم وقضيتهم، قبل أن يسيئوا للشيخ.
    لقد كان من الأجدى بأولئك أن يلتزموا جانب الموضوعية في الرد والنقد والطرح، ليكون لرأيهم صدى وقبول في نفوس منتقَديهم، لا أن يلجأوا إلى كيل السباب والشتائم والنيل من الإسلام…بل وصل التطرف ببعضهم إلى القول: إن من يشك بكفر الشيخ فقد كفر!!!
     ما هذه الجرأة يا أصحاب قضية عادلة؟ والله إنكم بهذه المعالجة الخاطئة تفقدون من الأنصار لقضيتكم أكثر مما تكسبون!
     أولاً: إننا لا نوافق الشيخ القرضاوي على هذا الوصف، ولا نرى رأيه فيما ذهب إليه.

ذلك أن الشعب الكردي في تركيا محروم من حقوقه التي وهبه الله إياها، قبل نشاطات حزب العمال الكردستاني وبعدها.

وإذا كان بعض الناس يرون في هذه النشاطات إرهاباً، فإن الحكمة والموضوعية، بل إن روح الإسلام تقتضي معالجة الأسباب والدواعي قبل الاشتغال بالنتائج والآثار.
     ثانياً: إن وصف نشاطات حزب العمال الكردستاني بالإرهاب ليس بدعة ابتدعها الشيخ القرضاوي واتحاد المسلمين، بل رأي معظم الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، ومنذ سنوات طويلة.

ورأي كتّاب كرد كثيرين أيضاً، فلماذا لم ينصبّ هجوم هؤلاء على هذه الجهات أيضاً كما انصبت على الشيخ القرضاوي؟ وبهذه الحدّة والقسوة؟ ألا يعني أن المسألة قد تعدّت حدود نقد الشيخ واتحاد العلماء إلى الهجوم على الإسلام ورموزه، وإظهار دواخل النفوس المريضة؟
    ثالثاً: أين الروح الديمقراطية في قبول الرأي والرأي الآخر؟ إذا كنا ندّعي قبولنا بالديمقراطية وحرية التعبير، فما بالنا نقيم الدنيا ولا نقعِدها إذا صادفَنا موقف لا يأتي وفق هوانا أو مشيئتنا؟ ألا يعني أننا نلوك عبارات وتعابير جوفاء كالببغاوات دون إيمان بها؟
    رابعاً: عندما قام عبدالله أوجالان بحركته منذ عام1984 مستنداً إلى النظرية الماركسية اللينينية، متحدياً دين غالبية الشعب الكردي وقيمه، هل كان ينتظر مباركة من الشيخ القرضاوي واتحاد علماء المسلمين؟ فلماذا تريدون مباركة إسلامية لنشاطات حزب يستهدف دين الكرد كما يستهدف السيطرة التركية؟ ومعظم ضحاياه من الشعب الكردي، بذريعة أنهم يتعاونون مع الأتراك؟ هل تظنون أن الغالبية العظمى من الذين قتلوا في هذا الصراع الممتد نحو ستة وعشرين عاماً، والبالغ عددهم نحو خمسة وأربعين ألفاً كانوا من الجنود الأتراك؟ كلا، لم يكونوا إلا من أفراد الشعب الكردي”حراس القرى الأكراد”، الذين لم يروا رأي حزب العمال.

وبالنتيجة هم الأكراد الذين يفترض بأوجالان وحزبه الدفاع عنهم وحمايتهم وحماية مصالحهم لا أن يستهدفهم في قتاله بحجة أنهم عملاء أو طابور خامس أو…إلخ من الأوصاف الجاهزة.

أي أن الثورة تأكل أبناءها!!! فهل هذا ما ينتظره الشعب الكردي على أيدي أناس يدّعون العمل لمصلحته ومستقبله الزاهر؟
      خامساً: إن الكرد في تركيا المنخرطين في العملية السياسية ضمن حزب العدالة والتنمية، على سبيل المثال، ويعملون لصالح القضية الكردية هناك أكثر من الذين يرون رأي حزب العمال الكردستاني.

فهل نتهمهم بالخيانة والعمالة؟ هل يعقل أن يكون أكثرية شعب ما ضد رأيي ثم أزعم أنني أمثّله ولا أحد غيري يمثله؟ من ذا يدّعي احتكار الحقيقة المطلقة إلا أن يكون صاحب لوثة في عقله؟!!
      سادساً: إن كثيرين من الكتاب الكرد، الذين تنشر المواقع الكردية نتاجاتهم وآراءهم، لا تختلف رؤيتهم عن رؤية الشيخ القرضاوي، ومع ذلك لم نسمع أن أحداً قد تعرض لهم بالسوء الذي تعرّض له الشيخ القرضاوي واتحاد علماء المسلمين؟ فلماذا كان هذا التمييز؟!
     سابعاً: من يتحمّل وزر عدم توصيل حقيقة معاناة الشعب الكردي إلى الشيخ القرضاوي وأمثاله؟ ألسنا نحن الكرد؟ إنني أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتقنا قبل غيرنا.

كما أعتقد أن الشيخ القرضاوي وغيره عندما يرون الرسالة الإعلامية الكردية بهذا المستوى من الانحطاط سيزدادون قناعة أن أردوغان وحكومته على صواب وأن أمثال هؤلاء المحامين الفاشلين عن القضية الكردية العادلة على باطل.


     ثامناً: إن الشيخ القرضاوي بالنسبة لعامة المسلمين عرباً وعجماً، بمن فيهم أبناء شعبكم الكردي، يعدّ العالم الثقة والموئل أو الملاذ الآمن، في عصر تكاثرت فيه الفتن والفتاوى الشاذة والعقائد والحركات المتطرفة والمنحرفة.

وإن كلمة من الشيخ القرضاوي للمسلمين في جميع أقطارهم تفعل فعلها في نفوسهم أكثر من كل وزارات الإعلام والقنوات الفضائية الحكومية، ولذلك فإن الكتّاب الذين نالوا من الشيخ نتيجة فقرة وردت في بيان العلماء إنما أساؤوا للشعب الكردي وللقضية الكردية أولاً ولأنفسهم ثانياً؛ ذلك أن الحجة تدحض بالحجة، والدليل لا يُدحَض إلا بدليل أقوى.

أما السباب والشتائم فبضاعة ضعيف الحجة والمهزوم.
     تاسعاً: إنني بمقالي هذا لا أدافع عن الشيخ القرضاوي، لأنه نفسه أقدر على الدفاع عن نفسه.

ولكنني أدافع عن المنطق والموضوعية ووضع الأمور في نصابها، بعيداً عن كيل الاتهامات جزافاً.
      لقد كان بمقدور أولئك الكتاب أن يكتفوا ببيان هيئة الإفتاء لعلماء المسلمين في كردستان* على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ القرضاوي، أو أن يقاربوه في الأسلوب، ليكون كلامهم أقرب إلى القلوب والقبول.

أو أن يبعثوا ببرقيات احتجاج أو توضيحات حول القضية برمتها للشيخ القرضاوي، بدلاً من الأسلوب الذي اتبعوه، الأسلوب المرفوض دينياً وخلقياً وسياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً.
     ولكن بما أن القضية قد طرحت، و” سيرة وانفتحت” كما يقولون، فلنضع النقاط على الحروف، ليس دفاعاً عن الشيخ القرضاوي واتحاد علماء المسلمين.

فلنلق نظرة خاطفة على بعض آراء عبدالله أوجالان في الشعب الكردي وما يتعلق به، لنرى إن كان الرجل يخدم القضية الكردية حقاً، أم أنه يعبث بدماء أبنائه وآلامهم ليبني مجداً زائفاً على أشلاء المخدوعين به وجماجمهم.

دون تعليق على هذه الآراء لوضوحها وثقتنا بفهم القارىء الكريم:
نظرته للشخصية الكردية:
    اسمعوا إليه وهو يقول عن الشعب الكردي وعن الشخصية الكردية: ” يستعصي علي القول بأني حللتُ الكردي بكل معنى الكلمة، أو حسمت أمره تماماً.

ذلك أنه أُبعِدَ كثيراً عن ذاته واغترب.

ورغم منظره الكردي خارجياً، إلا أنه اختلف عن ذلك مضموناً.

وهو جاهل تماماً لأبعاد الخيانة التي يغرق فيها.

لا تنطبق عليه قوانين البشر ولا قوانين الحيوانات.

وكأني به يلعب دور كائن حي من نوع ثالث.)) ( صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (7)، الأوجلانية والقضية الكوردية (2-3)للأستاذ جان كورد).
    وكان يهاجم قادة الأحزاب الكردية في كردستان العراق ويصفهم بأنهم عديمو الشرف والكرامة( صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (7)، الأوجلانية والقضية الكوردية (2-3)للأستاذ جان كورد).
   
رأيه وموقفه من الروابط الاجتماعية الكردية:
  وهو القائل: إن ما نريد تحقيقه هو انتصار فكر الاستقلال والأخذ بعين الاعتبار الظروف الذاتية والموضوعية.

وإن مهمتي هي إزالة العشائر والعائلات وذلك بيدي، وهذه أيضاً حقيقة قيادتنا، إننا نعادي كل القيادات العشائرية ونعادي كل من يريد تطبيقها في الحزب، لأننا نمثّل قيادة الشعب والعمال الذين يريدون الوطنية والديموقراطية والاشتراكية، ولا أقبل الروابط العائلية.

( صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (7)، الأوجلانية والقضية الكوردية (2-3)للأستاذ جان كورد).


      أي أنه يريد القضاء على الشعب الكردي برمته، لأن هذا الشعب في معظمه عشائري الانتماء، وتشكل الروابط العشائرية عموده الفقري.
     أي وصف سوى وصف الإرهاب والجنون ينطبق على قائل هذا الكلام؟
رأيه في كردستان العراق وعلاقتها بإسرائيل:
   كما كتب إلى رفاق حزبه من السجن، حول موضوع الحكم الذاتي والدولة الكردية، رسالة في الذكرى الثلاثين لتأسيس حزبه العمالي الكوردستاني، الذي كانت جريدته المركزية تدعى ب”سرخوبون – الاستقلال” بعد ظهوره على الساحة السياسية الكوردية كحزب ثوري، قال فيها: ((تأسيس الدولة الكردية في الجنوب يمتد إلى عام 1946.

فعند تأسيس دولة إسرائيل، أرادت تكوين دولة كردية في المنطقة مرتبطة بها، كي تشتت العرب، وتلهي كلاً من تركيا وإيران.

ومنذ ذلك الوقت كانت لها علاقات مع أسرة البارزاني.

في الحقيقة، كانوا يريدون تأسيس دولة كردية في الجنوب، ليرتبط كل الكرد بهم، وعندما فهموا أنني أدركت هذا الأمر استهدفوني…)) (المصدر: رسالة أوجالان في 28/11/2007).
رأيه في البرزاني وتحذير الأتراك من سياساته:
     يوجه كلامه للأتراك وحكامهم قائلاً:(( أقول علانية: أنتم من أنجبتم شمال العراق، كنتم القابلة في ولادتها، لم يكونوا يتوقعون أن البارزاني سيطلب أمور أخرى، والآن مخاوفهم الأساسية هي احتمال أن يطالب البارزاني بأماكن أخرى.

هل رأيتم، بعد أن حصل البارزاني على القوة يسعى لمد يده إلى كل مكان، لقد تفاجئوا ذعروا.

بالطبع، سيطالب البرزاني بـ ديار بكر وسيطالب بأماكن أخرى أيضاً، لستُ أنا من أقول هذا بل هذا ما كان موضوع النقاش.

هناك دعم أمريكي واسرائيلي، سيقومون بتأسيس دولة.

أنا كنت أطالب بكردستان ديمقراطية، تعلمون، لقد ناضلت بمرارة ضد هؤلاء في السابق، لكنهم رأوني عائقاً أمامهم وسلموني لتركيا، بعدها زادوا قوةً، سيفرض البارزاني دولة ً قومية لأنه يملك داعمين ويملك جيشاً، وواضح أن أمريكا واسرائيل تدعمهم بشكل كبير.)) (المصدر: رسالة أوجالان في 20/6/2007).


    ويقول في رسالة أخرى من داخل سجنه إلى أتباعه:
((لنأتِ إلى مسألة ما إذا كان كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني يعبران عن نفس الشيء.

كيف تفهمون القوموية الكردية؟ هل تعلمون وضع الهاربين من الصفوف؟ لقد لجأوا إلى الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني، وقعوا تحت سيطرتهم، تطرقت لذلك سابقاً، حيث أن لليهود دور في تبني الجنوبيين للنهج القومومي، إن الوقوع تحت سيطرة الحزبين الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني يعني الوقوع تحت سيطرة الامريكان، فلا فرق بين الطرفين، ثم أخذوا معهم عدة أشخاص، منهم من تولى مسؤوليات عليا ضمن الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني.

قام هذان الحزبان بالسيطرة عليهم عبر النساء والبنات والنقود والإمكانيات، حيث وجهوا رسالة إلى أمريكا عبر إظهار إمكانية احتواء حزب العمال الكردستاني ضمنهم، وبالتالي مقدرتهم على إنهائه.)) (المصدر: رسالة عبد الله أوجالان في 23 نيسان 2008 المعنونة ب “حزب الشعب الجمهوري يمثل التعصب القومي الأعمى”).
رأيه في الثورات الكردية في أجزاء كردستان المختلفة:
     ((لقد لعبت قيادات “سمكو” في إيران ومحمود برزنجي في العراق والشيخ سعيد في تركيا دوراً فاشلاً في الحركات الكردية، حيث كانت تلك القيادات بعيدة عن تشكيل برنامج وتنظيم ديمقراطي متماسك مناهض للإمبريالية، على الرغم من أن كل الشروط كانت مناسبة لهذا التوجه في مرحلة الحرب العالمية الأولى وما بعدها، تحولوا إلى أدوات للألاعيب البسيطة بيد عملاء الإمبريالية…)) (صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (8)، الأوجلانية والقضية الكوردية (3-4).
رأيه في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي قاد الكفاح الكردي في كردستان إيران والعراق:
     ((إن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعد التعبير الحزبي عن النزعة القومية البدائية، يمثل آخر وأقوى المخربين الذين يعبرون عن هذا الموقف، ينتمي “الحزب الديمقراطي الكردستاني” إلى نوع من التشكيلات التي تعد أداة مثالية بأيدي القوى الخارجية لاستخدامها في سياسات المنطقة، حيث لم يتردد أية لحظة في تبني الأدوار الخطيرة ضد قوى الجماهير…)) كما يقول: ((إن الأضرار التي ألحقتها كافة الأحزاب التي تنطوي تحت اسم “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في كافة الدول بالشعب الكردي لا يمكن مقارنتها بأي ضرر تعرض له هذا الشعب في أي مرحلة من مراحل تاريخه، إن تحولهم إلى مؤسسات ولجوءهم إلى أسياد أقوياء كان عاملاً في توسيع نطاق الأخطار والسلبيات…)) (صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (8)، الأوجلانية والقضية الكوردية (3-4).
 
     ولا ننس أن أوجالان هذا قد أعطى شهادة حسن سلوك للنظام السوري لايحلم بها من كردي عادي، أو حتى من سوري غير كردي،  فضلاً من شخص كعبدالله أوجالان، عندما نفى وجود كرد سوريين أصلاً، زاعماً أن كل الكرد الموجودين في سورية إنما جاؤوا إليها هرباً من الظلم الذي مورس عليهم من قبل الأتراك، وحان وقت هجرتهم شمالاً، إلى موطنهم!!.

أي خدمة أعظم من هذه يمكن أن يقدمها عدوّ للشعب الكردي؟ وأي طعنة نجلاء غرزها هذا المناضل المرّ في ظهر الشعب الكردي السوري؟
       إذا كان كلام أوجالان صحيحاً فلماذا يطالب الكرد السوريون، أحزاباً ومنظمات ومستقلين… بحل قضيتهم على أسس ديمقراطية؟ أي حقوق لهم وفق منطق أوجالان؟ وإذا كان كلام هذا السياسي المحنك تجنياً على الكرد السوريين وتزويراً للتاريخ والجغرافية والسياسة والواقع فلماذا السكوت وإلى متى؟
    إنني أتحدى أن ينكر المدافعون عن أوجالان وحزبه حرفاً واحداً مما سقته في هذا المقال، وهو قليل من كثير، فهل شخص بهذه العقلية يستحق أن يسمى قائد الشعب الكردي؟ إذا كان القائد بهذه العقلية والإدراك فما المستوى العقليّ لشعبه؟ وإلى أين سيقود هذا الشعب؟ حاشا للشعب الكردي أن ينزل إلى هذا الدرك ويقبل بقائد يحتار في وضعه في مصافّ البشر أو الحيوانات ويتهمه بالغرق في الخيانة، عندما يقول عنه: “…وهو جاهل تماماً لأبعاد الخيانة التي يغرق فيها.

لا تنطبق عليه قوانين البشر ولا قوانين الحيوانات.

وكأني به يلعب دور كائن حي من نوع ثالث”.

كما مرّ معنا.

هل يجرؤ أحد كائناً من كان من أعداء الشعب الكردي أن يصف الكرد بأقل مما وصفهم به أوجالان، وبالرغم من ذلك يصفه بعضهم بأنه قائد الشعب الكردي وينبري للدفاع عنه؟؟؟!!! يا للعار!!.


   وفي هذا المقام أشد على يد الكاتب الكردي القدير الأستاذ جان كورد وهو يكتب دراسته القيّمة” (صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية)، حتى يرفع الغشاوة عن وجهه من لا يزال ينظر إلى الدنيا بعين عوراء ومن خرم الإبرة.
    أرجو أن لا يفهم أحد ممن يقرأ هذا المقال أنني أشمت بعبد الله أوجالان، لا والله لم يخطر على بالي هذا أبداً.

بل إنني من أشد المطالبين بإطلاق سراحه ومنحه حريته، وتمكينه من ممارسة العمل السياسي، ليرى وزنه الحقيقي في المجتمع الكردي المختلف تماماً عما يصوره به في كتاباته ورسائله.
    أيها الكتاب والمثقفون: بعض الإنصاف للشيخ القرضاوي وصحبه.

وبعض الموضوعية في مقاربة قضايا نختلف نحن فيها، فما بالكم بالغريب؟!
     وقبل أن أنهي مقالي هذا أدرج فيما يأتي نص ردّ هيئة الإفتاء لعلماء المسلمين في كردستان، في معرض ردها على بيان الشيخ القرضاوي، لنرى كيف يكون الرد العلمي والمنطقي.
* هيئة الإفتاء لعلماء المسلمين في كردستان : فتوى القرضاوي مخالفة للشريعة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى شعب كردستان والأمة الإسلامية
     اجتمعت هيئة الإفتاء لعلماء المسلمين في كردستان لبحث تداعيات البيان الذي نشره السيد يوسف القرضاوي، بمناسبة انعقاد الاجتماع الثالث لما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اسطنبول في الخامس و العشرين من شهر حزيران المنصرم، و الذي وصف المقاومة الكردية بالإرهاب، و حرض على الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحقها.
      بعد تداول النصوص الشرعية و الأحكام الفقهية، أجمعت الهيئة على ما يلي.
1- الشعب الكردي، الذي يشكل أكثر من عشرين مليوناً من سكان تركية، شعب مضطهد من قبل السلطات التركية، و يتم إنكار وجوده و حقوقه المعترف بها حسب النصوص الشرعية في الديانة الإسلامية, و يدخل في باب الجهاد الشرعي كفاح الشعب الكردي من أجل حقوقه المغتصبة.
2- ترفض السلطات التركية الاعتراف بوجود الشعب الكردي و حقوقه، و تصرُّ على الاستمرار في سياساتها الظالمة تجاه هذا الشعب، و لا تتجاوب مع المبادرات السلمية التي تقدمها القيادات الكردية، بل تتخذ من القوة العسكرية كخيار للقضاء على الشعب الكردي و ممثليه، فيدخل في باب الغصب و الاعتداء السياسات التركية التي تنكر وجود الشعب الكردي و حقوقه المشروعة.
3- عملاً بأحكام الشريعة الإسلامية، يتوجب على كل مسلم و مؤمن مساندة الحق و رد الغصب و العدوان.
4- بيان اسطنبول لرئيس ما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتنافى مع نصوص الشريعة الإسلامية و قواعدها الفقهية، لأن فيه ما ينصر العدوان التركي على الشعب الكردي، و يبرر اغتصاب الحقوق المشروعة لهذا الشعب.
5- ضرورة تراجع السيد يوسف القرضاوي عن بيانه و إعلان التوبة على ما أفتى به بخلاف الشريعة، و يفرض الواجب الشرعي على العلماء الأفاضل التبرؤ من هذه الاتحاد ومن بيانه الآثم بحق الشعب الكردي.
6- الواجب الشرعي يفرض على كافة أبناء كردستان بمختلف انتماءاتهم مساندة حركة حرية كردستان لاسترداد الحقوق المغتصبة.

و الواجب الشرعي يفرض على كافة المؤمنين مطالبة السلطات التركية بالتخلي عن سياساتها العنصرية و العدوانية تجاه الشعب الكردي، و بالتضامن مع المجاهدين الكرد الذين يسعون إلى أيجاد حل سلمي لقضية الشعب الكردي المظلوم، و يضطرون للدفاع عن أرواحهم و أعراضهم و أموالهم و حقوقهم.
    هيئة الإفتاء لعلماء المسلمين في كردستان
11-07-2010
http://rudem.elaphblog.com/posts.aspx?U=349&A=58007

*كردي من كوباني

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…