إلى الأخ عمار عكلة في معتقله .. مع التمنيات له بالشفاء والحرية

وليد حاج عبد القادر 

     ـ حقا أنه ليس المهم أن تكون آراؤنا متفقة بل المهم أن يكون لدينا الحافز للتضحية حتى يبوح الاخر بما يؤمن به من
     دون قهر أو خوف ….

أو على هدي العبارة المنسوبة إلى فولتير / ..

أنا أمقت ما تكتب , ولكنني على استعداد تام لآن أضحي بحياتي من أجل أن تستمر بالكتابة ….

في البداية أحب أن أوضح أن هذه المقالة ليست ردا أو موجهة لأحد بقدر ماهي وجهة نظر نقاشية أضعها على طاولة الحوار حول مفهوم المواطنة والوطن وإذا تقاطعت في سياقها والتناقض مع بعض من الكتابات فهي ثانية إنما تعبر عن وجهة نظري ليس إلا …
 وطبيعي هنا أن يدهشني هذا الكم من التركيز والاهتمام وبالتالي الخوض في هذه المسألة ولعله الأكثر دهشة هو هذا الحراك المفاجئ والذي قام به مجموعة من السادة الكتاب الكرد مضافا إليهم جهود آخرين وذلك في تفسير وشرح ـ المستور !! ـ في أمر مكشوف ..

لا بل هي الدهشة بعينها أن نحاول مثلا خرق ولعلها عبارة حرق المراحل أدق وصولا الى نتيجة معدّة سلفا لا بل ومحددة في برواز يكاد ـ مهما حاولنا التنصل ـ أن يكون بنفس سوية الأطر الكلاسيكية المطروحة على أساس الهوية أو الإنتماء ـ راهنا ـ وبالتالي سورية الكبرى ـ لربما ـ بمفهومها الجغرافي الطبيعي والسياسي البشري ..

أو إنتماءا عروبيا سوريا وجملة السلسلة المتلاحقة والممارسة على أرض الواقع وضرورات هذا الانتماء ..

وبالرغم من المحاولة البارعة في توصيف وشرح المواطنة المتحولة ومنطق نظم الاستبداد ـ توصيفات أحد الكتاب ـ وبالتالي الممارسة الفعلية لها إلا أن التوصيف البديل والمطروح ـ لم تخل مطلقا من نزعة الاستبداد إن من حيث الخواص / التعريف ..

الدولة / الوطن ومتوالية المواطن وبالتالي الهوية المسبوغة لونا أحاديا فينطبق علينا والحالة هذه المثل العربي ـ وفسّر الماء بعد الجهد بالماء !! ..

ـ ..

ومن جديد ومن دون الخوض في مفاهيم نظرية أو تعريفية للمصطلحات لا بل وحتى لا مجاملة أو مجادلة إن ل / ديستوبيا / أو / أيوتوبيا / ـ جمهورية أفلاطون ونقيضها ـ وبالتالي إفرازات مواطنيتها وتجاوزا ـ لقناعتي الشخصية ـ والتي ـ أرى فيها ـ المواطنة كحل إصلاحي غير مكتمل إن لم يكن في الأصل هروبا صريحا من الحقيقة ..

حلّ غير مكتمل ـ في مجمل طروحاته النظرية ـ وفق الخصوصية السورية وقضية الشعب الكردي فيها ..

الشعب الكردي الذي عانى ـ وما يزال ـ من محن  ومحاولات الصهر والتذويب لآن الشخصية الكردية ـ كشعب ـ له خصائصه وميزاته وبالتالي مقوماته المختلفة بالرغم من ـ الإقرار ـ بأنه ـ لا محالة الآن ـ وفق التقسيمات والترسيمات التي تلت الحرب الكونية الأولى ـ جزءا من الجغرافية السورية ـ إلا أن هذه الخصوصية الكردية ـ بمقوماتها ـ هي المستهدفة ـ وما زالت في صراع عملياتي تقوده السلطة بأجهزتها المختلفة ـ لتفكيك ـ عرى هذا ـ المكون ـ وممارسة التعريب بكل تجلياتها بحقه ..

أو ليس ـ الأجدر ـ والحالة هذه أن تكون الأولوية لإعادة ـ التوازن ـ إلى هذا الشعب وذلك بالإعتراف به وبحقوقه وبالتالي خصائصه والعمل بجدية للإقرار الدستوري بهذه الخصائص ومن ثم العمل على صيانة لغته وثقافته وإزالة التشويه والإساءة المقصودة والتي مورست بحقه ؟ !! ..ومن ثم على قاعدة المساواة والندية ومن دون وصاية وتحت أية تسمية أو عنوان ومن منطلق الشراكة الحقيقية والضامنة لمساواة فعلية لا تنفي ـ بالمطلق ـ أية خصوصية إثنية وفي أجواء لا نريدها ـ أيوتوبيا ـ ولكن ـ أقله ـ أن تستند على ديمقراطية حقيقية حينها فقط نستطيع أن نبشّر جميعا لمواطنة حقّة وانتماء ـ لربما ـ الى وطن متكامل ومتعدد الأعراق فتنتفي معها ـ ولحظتها أيضا ـ مطلبهم الملح أن نكون ثوارا وتحت الطلب !! ـ وإلى أن يتحقق ذلك من الطبيعي أن تتبارز وجهات النظر بدءا من سورية الكبرى ومرورا إلى ….

؟ … لئلا نغيظ المغتاظين أكثر … !! … ولكنها الحقيقة ..

هو الحوار ـ ونتمناها ـ أن تكون لا انتقائية ولا ضبابية أو وصائية وكذا التبشير بكافة أشكاله أو مضامينه !! ….

هذا من جانب ومن جانب آخر وبإختصار ـ ما زلنا ـ يمارس ـ بضم الياء ـ علينا وبإسم الديمقراطية أو الحداثة أو ألمواطنة وبغية ـ دمقرطة ـ التعريب وتحت مسمّيات مختلفة والمطلوب منّا فقط التصفيق والتهليل ل ـ بابا نويل وهداياه ـ وإذا ما جازف ـ أحد المارقين ـ في نقد الفكرة فأنه حتما ـ يسبح في عكس التيار وهذا على أقل تقدير وأبسط تهمة !! ـ ومن هذا المنطلق فإذا كانت المواطنة ـ عروبيا ـ حداثة وإلغاء التاريخ وشطب الجغرافية تحت يافطة ـ وطن ملغيون فيه نحن حتى الثمالة ـ فوالله سأظل أجادل ـ ملايي قولديمان * ـ ليلا نهارا .

ونهارا ليلا لأنني مقتنع بكروية الأرض وأن ـ غاليلو ـ أعدم ظلما ..

وعلى الرغم من قناعتي أن مسافة الألف ميل عادة تبدأ من الخطوة الأولى ولكنها ..

هي الخطوة الأولى التي طال انتظارنا لها وإذا تكرّم ـ بعضهم وساجل بكلام فما علينا إلا السكوت أو الطاعة ولم لا ؟ !! ..

وعلى حد قول ـ ملاّ ـ آخر أنهم ـ يه زه مه جي ترن ـ … فإذا كان السادة الكتاب والذين تجشّموا عناء الدفاع عن وجهة النظر هذه ـ إنما يجسدون ـ قناعاتهم والتي نحترمها بكل ود ولكنها قناعاتنا ـ أيضا ـ والتي قد تبدو مختلفة معهم حيث ـ نرى ـ أن أولويتنا نحن الكرد هي التصدي للمارسات الفظة للسلطة والنضال في سبيل الإعتراف بالوجود وإقرارها دستوريا وبعدها تتالى أهمية القضايا الأخرى … أن الثقافة السائدة والمسيطرة هي عينها ثقافة السلطة الأحادية والتي لا تقر بالآخر .هذه الثقافة بطابعها الإستبدادي لم تبق حكرا على السلطة وحدها بقدر ما تعشعشت في ذهنية ـ البعض ـ ممن يريد أن يصوّرلنا وجها مختلفا لمواطنة ووطن بطابع استبدادي ومثير أكثر هذه المرة ..ومن جديد وبعيدا عن المصطلحات والتعاريف وبالتالي دون الخوض ومن ثم الخلط في توجهات المدارس المختلفة وبالتالي تعدد الأنماط والرؤى السياسية إن لمفهوم المواطنة أو شكل الدولة /الوطن وبالتالي تلك العلاقة الجدلية وإنعكاساتها ـ تلك الجدلية ـ إن في التشابك أو آلية تطبيق أو تنفيذ ـ إن لم أقل وترشيح ـ تلك الجدلية وبالتالي التربية على المواطنة ..

/ ..

فالتربية على المواطنة عمل يستهدف الدفاع عن حق الإنسان في الوجود أولا والعيش بسلام ومن دون خوف وحقّه في الخرية وحقّه في العدالة وحقّه في المشاركة من خلال حقّه في التعليم بما يؤكد ويعزّز هذه الحقوق ..

/ ـ د .

عبد الحسين شعبان ومقالة التربية على المواطنة ـ ومناسبة موضوعه ذاك هو المؤتمر الذي انعقد في الجزائر حول هذا الموضوع وبدعوة من منتدى الفكر العربي وبمشاركة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر وجامعة البتراء في الأردن والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي مقرّها الرباض ..

اما لماذا الجزائر ودول المغرب ـ العربي ـ فالأمر جد واضح لأن المسألة الأمازيغية آخذة بالتفاعل هناك أيضا بفعل تلك الهوة الشاسعة التي تراكمت كنتاج حتمي للهيمنة الأحادية إن للثقافة أو العنصر العربي وقد تلخصت نتائج ذلك المؤتمر وبإيجاز شديد في إيجاد البنية الأساسية ولغة تقر وتعترف بالآخر كأساس ومنطلق لتكريس مفهوم المواطنة على أرضية ندية ومختلفة في التكوين والإنتماء الديني منه والقومي .

لابل وإشعار ذلك ـ المكون ـ بحريته الكاملة في التعبير والممارسة وبالتالي إختيار آلية التعايش أي الشراكة الحقيقية وهذه المعضلة الأساسية التي ـ برأي المؤتمرين ـ هي بحاجة الى تركيز كبير من جانب الأكثرية وذلك لخلق الثقة عند من هضمت حقوقهم على مرّ الأجيال وبالتالي إزالة الشكوك حول الهيمنة والإستئثار ..

..

هذه أولويات وقواعد عامة مبسطة في ـ آلية فهمنا ـ أو ـ تقبلنا ـ لمبدأ المواطنة المتماثلة والمستدامة لا تلك المواطنة المبتذلة بنبرتها المهيمنة ونزعتها الوصائية …وللأسف فأن كل الصيغ أو الطروحات التي تناولت مفاهيم المواطنة / الوطن وطرائق التبشير بها بدت ـ أقلها ما بدا لي ـ مبتسرة ولم تستطع ـ مطلقا ـ تجاوز نزعة الهيمنة ولم ترتق ابدا الى درجة برنامج سياسي ديمقراطي يمكن التأسيس عليه ـ ومؤكد ـ أن مبدأ الإقرار بالآخر على قاعدة الشراكة الحقيقية ومن ثم الولوج وبإرادوية حرة مختارة نحو صيغ وأشكال للعلاقات التي تراها الجموع المتشاركة كحلول أو نظام مؤسس بقوانبن ونصوصا دستورية صريحة إن للمواطنة أو كخارطة جغرافية لما يسمى ـ الوطن ـ*** .

.

وفي إيجاز شديد للدكتور عبدالحسين شعبان حول هذه النقطة حيث يقول : / ..

لا يمكن الحديث عن هوية موحدة أو جامعة ومواطنة كاملة دون إحترام الهويات الفرعية المتعددة والمتنوعة المختلفة والمؤتلفة … / ـ د .

عبد الحسين شعبان ـ جدل الهويات في العراق ـ الدولة والمواطنة ـ ويقول أيضا / ..التربية على المواطنة هي جزء من فلسفة تربوية سيسيو ثقافية حقوقية عقلانية مدنية عابرة للأديان والطوائف والتكوينات القومية والإثنية واللغوية والسلالية وغيرها وهي تسعى الى تنمية وعي المواطن بنظام حقوقه وواجباته وترسيخ سلوكه وتطوير مستوى مشاركته في حياة الجماعة ..

/

       هوامش
* : لحظة نشر خبراعتقال الأخ عمار وجهت الإيميل التالي وأتمنى أن يكون قد وصل إلى طفلتيه على أقل تقدير
 / ..

بداية ..

وتجاوزا لكل شيء ..

وأية شيء ..

القناعات كما الديانات هي مملكة شخصية لها إعتبارها واعتزازها الفردي … والإعتقال … أي إعتقال لسبب فكري ومعتقدي مدان بحكم الشريعة الإنسانية النبيلة … أنحني بكل تواضع أمام دموع الطفلتين وحسرة الأم وليلة العيد وأهديهم من القلب باقات النرجس العطرة وهي تزيّن بساتين وقفار ـ ديركا حمكو ـ العطرة .

من يدري قد يلتقوا يوما ما ..

في زمن ما ..

في رقصة فرح مع أطفال وعائلات المعتقلين الكرد في زنازين النظام والعطر الوحيد الفواح ..

بسمات الأمل بفجر الديمقراطية العزيزة على قلب كل شريف ..

كل التضامن مع السيد عمار العكلة ..

وأرجو أن لا يكون الإسم والعنوان فيهما خطأ … لأنني حقيقة لا أعرف سوى هذا العنوان لأوصله تضامني المفروض علي كواجي وقناعة … الحرية للسيد عمار وجميع معتقلي الرأي في سورية …
** ملايي قول ديمان: قولديمان هي احدى قرى منطقة ديركا حمكو على الحدود العراقية بجانب قرية سويدية المشهورة وغمامها المسكين ـ رحمه الله ت كان ينكر بتاتا وبالمطلق إن كروية الأرض أو دورانها ..

وحجته إذا كانت الأرض كروية وتدور فأن باب داري وجهته قرية ـ طاووسي ـ في الجنوب فلما لا تتحول اثناء الدوران جهة باب بيتي الى الشمال صوب ت ديركا حمكو ـ وهذه غير منقولة ..

وإنما مجريات نقاش شخصية ولشهور عام 1974 ـ 1975 حيث كنت معلما في القرية لعدة شهور
*** أما الملا الاخر رحمه الله أيضا فأنا لا أتذكر اسمه ..

كان كردي الأصل وإمام في إحدى قرى المعامرة غربي جبل كوكب بالحسكة .زكان يعتبر العرب هم شعب الله المختار ويجب تقديسهم والتبرك بهم ..

وبالمطلق أن أي عنصر عربي تجوجب عليك فروض الطاعة له ..فالله قد اصطفاهم على العالمين …
**** كنت قد لخصت في موضوع سابق تصوري حول نفس الموضوع / ..نعم أن الوطن والمواطنة هي ثقافة على حد تعبير الكاتب العراقي عبدالحسين شعبان ..

وهذه الثقافة هي جملة من القواعد والإلتزامات وشرط المواطنة لا تنفي أن يكون المواطن على ارض وطنه وهو حر في انتماءه وعقيدته ومذهبه وبالتالي فجموعه له كامل الحق في تقرير مصيره بنفسه وبالتالي التفاعل والتواصل مع محيطه الجغرافي ….

عن المواطنة هي ذلك العقد بين الوطن والمواطن والتي تستند على اسس وقواعد قانونية ولكن هنا ايضا المستندة على بنية ثقافية تربوية تؤسس لوعي جمعي في فهم حقيقة المواطنة من جهة وتلازمها مع مفهوم الإنتماء الوطني ثانية … وهي تعني بالمطلق الإعتراف بالآخر ندّا متساويا لا بل ومتشاركا بالقرار وفعله لا أن يظل أسير ـ الوصايا العشرة ـ يفعل ما يريده الاخرون وينفذ ما يملى عليه … / … من مقالة أدعوة مواطنة ؟ ! ..

أم …..

تذويب واستلاب

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…