مؤسسة كاوا تقيم ندوة حول العلاقات الكردية – الأمريكية

  نظمت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية بالتعاون مع جمعية العلوم السياسية في اقليم كردستان ندوة موسعة بعنوان ” قراءة في علاقات أمريكا وكردستان راهنا ومستقبلا ” لكل من الشخصية السياسية عضو برلمان العراق الدكتور ” محمود عثمان ” ورئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان الدكتور ” فؤاد حسين ” بحضور حشد من النخب الثقافية والأكاديمية والسياسية وتغطية واسعة من وسائل الاعلام الكردستانية والعراقية والعالمية وذلك على قاعة اوتيل – جوار جرا – بعاصمة الاقليم اربيل .
  الدكتور محمود عثمان استهل حديثه بضرورة الشفافية حيال هذا الموضوع الاستراتيجي الهام وبدأ بسرد تاريخي موجز انطلاقا من تجربته الذاتية خلال مايقارب اربعة عقود ومن موقع القرار في مواكبة العلاقات الكردية الأمريكية منذ أن زار واشنطن بتكليف من الزعيم الراحل مصطفى البارزاني عام 1966 لاثارة الانتباه حول معاناة الكرد انسانيا الا انه لم يحظ بلقاء أي مسؤول ومنذ عام 1972 طرأ تحول طفيف في الموقف الأمريكي تجاه الكرد نتيجة رغبة شاه ايران ولأسباب اقليمية مما دفع ذلك الى توجهه ثانية برفقة الراحل ادريس بارزاني الى العاصمة الأمريكية تحت شرط السرية المطلقة وفي اطار اجهزة المخابرات وسمعنا من الطرف الآخر الحذر الشديد والتأكيد على أن قضية الكرد مسألة داخلية لاشأن لهم بها الا أن جاءت اتفاقية الجزائر المشؤومة عام 1975 وكانت بعلم واطلاع الامريكان على ما يبدو ثم توقفت العلاقة حتى نهاية الحرب العراقية الايرانية حيث وقفت امريكا طوال هذا الوقت الى جانب نظام صدام حسين وفي هذه الفترة توجهنا كوفد للجبهة الكردستانية الى واشنطن وامتنع المسؤولون عن استقبالنا وبعد احتلال جيش صدام للكويت تغير الموقف الامريكي بدرجة طفيفة فقط بطرد الاحتلال وليس اسقاط النظام وفي 1991 توجهنا مرة اخرى كوفد باسم الجبهة الى واشنطن ولم نفلح حتى حصلت الهجرة المليونية الكردية باتجاه ايران وتركيا وممارسة الضغط من جانب الرئيس التركي الراحل – اوزال – من اجل التدخل وبسبب الاثارة الاعلامية ايضا اضطرت الادارة الامريكية الى التدخل الانساني والعمل على دفع الامم المتحدة لاغاثة شعب كردستان ومن ثم اقرار منطقة الملاذ الآمن ومنذ عام 1998 تحسنت العلاقات وتدخلت الادارة للتوسط بين الحزبين الرئيسيين وابرام اتفاقية واشنطن بينهما وأدت أحداث ايلول 2001 الى تمهيد الطريق لمزيد من التعامل مع كردستان العراق واقرار الادارة باسقاط نظام صدام والمساهمة في مؤتمرات المعارضة العراقية ببيروت وفيننا وصلاح الدين ولندن وتم التعامل مع الطرف الكردي كجزء من المعارضة وكمكون سياسي مستقل وبعد سقوط النظام أخطأت الادارة تجاه العديد من القضايا العراقية الى جانب المزيد من الانجازات والايجابيات لصالح شعب العراق وتوصل السيد عثمان الى استنتاج اننا اقليم ولدينا علاقات متطورة مع كافة الأطراف ولدينا مشاكل وللجانب الأمريكي دور كبير في حلها قبل موعد الانسحاب وصدر البيان الامريكي وجرى الحديث عن ضمانات وعلينا المتابعة والعمل على تفعيل ماقيل واعلن والجانب الأمريكي يعلم ان المقياس يكمن في مدى تلبيته لحل مشاكلنا التالية : 1 – عدم تكرار المآسي لشعبنا والعيش بكرامة وسلام 2 – معالجة مسألة المناطق المقتطعة من كردستان واعادتها الى ادارة الاقليم حسب المادة الدستورية 140 3 – حل الاشكاليات بين اربيل وبغداد .

ثم ختم حديثه بالقول : ان السيد رئيس الاقليم سيتوجه الى واشنطن بدعوة رسمية من الرئيس اوباما حاملا معه مختلف الملفات لبحثها .

 الدكتور فؤاد حسين قال ان العودة للتاريخ امر جائز وهام ولكن يجب ان لايكون التاريخ عقبة وعقدة امام التطورات والمسيرة الراهنة وأن المراحل الماضية كانت مظلمة بخصوص العلاقات الكردية الأمريكية وأشار الى أن القرار الأممي 688 كان من أهم واعظم القرارات تجاه شعب كردستان وأحدث انعطافا عميقا في القضية الكردية وتابع قائلا صحيح أن الغرب عموما وامريكا خصوصا تعاملوا مع القضية الكردية كمسألة انسانية بداية ولكن في الوقت الحاضر خرجت القضية من تلك الأقنية وباتت قضية سياسية بامتياز في نظر الغرب والعالم والمحيط الاقليمي في السابق كانت اللقاءات الكردية تعقد مع الجانب الأمريكي في المقاهي وبسرية والآن تعقد في البيت الأبيض وأمام وسائل الاعلام والنقل المباشر عبر الفضائيات وبعد 1991 تبدل الوضع جذريا نحو الايجابية وكان يحسب الحساب للجانب الكردستاني في كل مؤتمرات المعارضة التي شاركت فيها جميعها ويحب القول ان الموقف الأمريكي تغير أيضا بصورة ملموسة خاصة بعد الاعتراف باقليم كردستان بشكل دستوري ولاتنسوا أننا اقليم فدرالي ولسنا دولة مستقلة ولدى المقارنة بفدراليات أخرى على المستوى العالمي نلحظ الفارق ونرى المكانة الاستثنائية الخاصة للاقليم ورئيسه على الأصعدة العراقية والاقليمية والدولية رغم ان كل ذلك ليس في مستوى طموحنا كما يجب ان نعلم ان العلاقات ترسم بناء على متطلبات المصالح من جانب كل الاطراف وهي متشعبة ومعقدة في السابق كان المشهد مختلفا : السرية المطلقة في العلاقات – القيادة الكردية في الجبل – والآن القيادة في الحدث اليومي والعلاقات علنية والمؤسسات قائمة والدستور العراقي يكفل الفدرالية وقد كان بيان البيت الأبيض مهما كنا قبل فترة في واشنطن لانسمع غير النصائح والدعوة الى الصبر وفي الزيارة الأخيرة سمعنا : لاتخافوا لن تعود الأمور الى الوراء وزير الدفاع الأمريكي في اربيل يقدم لكم الضمانات .
  وفي الختام استكمل الدكتور حسين حديثه بالقول : ان الضمانة الأساسية تكمن في شعبنا ووحدته وصموده ونحن فدرالية وليس دولة مستقلة كما اننا نحن بحاجة الى امريكا منذ اكثر من خمسين عاما وانا متفائل في نتائج الزيارة المرتقبة لرئيس الاقليم الى واشنطن كما دعا الى مزيد من المناقشات وعقد الندوات حول مختلف القضايا المصيرية والخروج من دائرة الركود الفكري الثقافي في كردستان وقيم في هذا المجال دور مؤسسة كاوا عاليا .
  هذا وقد شارك العديد من الحضور في المناقشات عبر المداخلات والاستفسارات .
   أربيل في : 17 – 1 – 2010
الهيئة الادارية
مؤسسة كاوا للثقافة الكردية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…