الشباب قضايا وهموم.. في المجتمع والدولة..!

دهام حسن

بكثير من الأسف أقول إننا غالبا ما نفتقد للدراسات الجادة، التي تتناول قضايا هامة، وربما تكون مفصلية في مجتمعاتنا ..

بحيث لا نتوقف عندها كثيرا بالفحص والتمحيص، بل ربما لم نعرها الاهتمام اللازم مثل قضايا الشباب، فلم نتوقف لا عند الفترة العمرية للشاب، ولا حتى ربما الأزمة النفسية وحالات الاغتراب التي يعيشها اليافع، ولا حتى شعوره بالعجز والسلبية، وبالتالي تقاعسه عن المشاركة والتفاعل وشعوره في المحصلة بهامشيته في الحياة، أي عدم القدرة على الرسم والتخطيط لحياته ومستقبله، بل شعوره حتى بالاغتراب حتى في مجتمعه حيث يسكن ويعيش..
تؤطّر الفترة العمرية عند الشباب عادة، من السن الخامسة عشرة إلى السن الخامسة والعشرين، وهذا الإطار لا يغلق، أولا يحتم التقيد بهذا التحديد للفترة كما حددت، بل قد تزيد أو تنقص بقليل، بل أن هذا التأطير كثيرا ما يختلف عليه الكتاب والباحثون؛ فمنهم من يحصر الفترة، بداية من السن الثالثة عشرة، أو الرابعة عشرة،إلى السن الثامنة عشرة، أو الواحدة والعشرين، وتطلق عليها تسمية، مرحلة المراهقة، ومن الدارسين من يتجاوز في تحديدهم لفترة المراهقة السن الخامسة والعشرين إلى السابعة والعشرين، وربما غير ذلك ..هذا التحديد يختلف من مجتمع إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن بيئة إلى ثانية… أي أن الفترة العمرية حوله اختلاف في الحصر والتحديد*..
 
يعد الشباب في عالمنا العربي خيرعدة لطرق باب المستقبل، فهو متمرد بطبعه، على كثير من القيم الظلامية، وعلى أكتافه يؤسس الأمل، ويبنى المستقبل، فقد كان دوره بارزا، في الثورات ضد الانقياد، والتبعية للأجنبي،  وتجلّى موقفه أيضا بالوقوف في وجه عسف وجور الحكام الظالمين في بلاده، وضحّى كثيرا، في سبيل ذلك..

وجلّ الشباب اليوم يدركون أنهم لم يجنوا شيئا من تضحياتهم، رغم الخلاص من الاحتلال الأجنبي الذي ران بكلكله فوق الجسد العربي ربما عقودا أوقرونا، فلا الاقتصاد شهد تنمية تذكر، ولا الشباب تحسس بالتالي عن تحسن في مستوى معيشته ولا الشعب المضحي أبصر الحريات، ولا حتى حاضرهم ينبئ بمستقبل واعد، فكل شيء محاط بالشك، وكأن الغريب الذي حكمهم بالأمس، كان أرحم من القريب الذي يحكمهم اليوم؛ إن شبابنا اليوم كثيرا ما يعاني حالة الصراع الداخلي، حالة التناقض، يعيش أزمة حقيقية، بسبب الحالة الاجتماعية التي يحياها، يؤرقه المستقبل، فأي مستقبل تخبئه له الأيام المقبلة..
 
عندما لا يحتضن المجتمع والدولة هؤلاء بالحدب والرعاية والاهتمام اللازم، كيف تكون ردود أفعالهم.؟ بل ربما سارعت الدولة بذم هؤلاء، وإلصاق شتى النعوت بهم، مثل هذه الاستجابة السلبية من قبل الدول والمجتمع، يخلق لديهم وجعا، وتشتتا، يشعرون بأن قرارهم مصادر، ومستقبلهم غير واضح،  وطموحهم  مسيج بإسار من الممانعات، وطاقاتهم مهدورة دون إثمار، وهم بالتالي محكومون ربما بكارثة لا يمكن التحكم بها أو الإحاطة بمداها..

، لكن علينا أن نتنبه على ما نلحظه من سلوك اجتماعي خاطئ ربما لدى الشباب، فبالتالي ينبغي ألا ينسحب حكمنا عليهم ولهم قضيتهم التي يحاربون من أجلها؛ وكل هذا العراك لا يمكن عزله عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يعيشه هذا الجيل..

فتتهاوى أحلامهم أمام وطأة الحياة الصعبة القاسية، والمعيشة المزرية، والمستقبل الذي يكتنفه الغموض..

لا سيما إذا كانت آلية الفساد لا تتوقف، لتنعدم أمامهم بالتالي فرص الحياة الكريمة، دون أمل من حظوظهم في التحرر من مستنقع وحل الحياة المريرة..
 
أما ردات فعل الشباب فتترجم في صور مختلفة، فعجز بعضهم واستسلامهم للواقع من جانب، ذلك الواقع الذي لا يرون فيه غير جانبه السكوني دون أمل في التغيير أو التجديد أو التطوير.

مع أنهم في بعض الحالات ربما عبروا عن التمرد الداخلي ورفضهم بالتالي للواقع المفروض عليهم لكن دون إبداء أية صور من المقاومة سوى الانكفاء على الذات، أو البحث عمن في حالاتهم على شكل (شلل) ليعوضوا (فشلهم) الدراسي أو الشعور بالنقص كرد فعل في الإقبال على تعاطي المنبهات والخمور والعقاقير المهيجة..

وهذا منهج غير الموفقين دراسيا..

أي الذين لم يكملوا تعليمهم المدرسي، حيث  تهتز أمامهم كثير من القيم والمبادئ..


 
من جانب آخر أيضا, فعندما تقفل أمام الشباب سبل العمل والعيش، يفكرون بالهجرة والهروب  إلى بلاد الاغتراب، واليوم حالة الاغتراب تحولت إلى معضلة هي في الحقيقة بحاجة إلى دراسة جادة والوقوف عندها كظاهرة والبحث عن سبل معالجتها لا النظر إليها كواقعة عالمية دون الالتفات إلى الأسباب، وطرائق مواجهتها..
 
نقطة أخرى مهمة ينبغي الوقوف عندها وهي تتعلق بالتعليم المدرسي لاسيما المرحلة الجامعية، ومن ثم فرص العمل غير المتاحة للشباب الدارسين وغير الدارسين..

فجامعاتنا رغم ما قدمته لشبابها فيما مضى من مساعدة وتشجيع، أصبحت اليوم تتلكأ في توفير فرص القبول الجامعي، مما يضطر الغالبية الساحق من طلابنا من البحث عن بلدان أخرى توفر لهم فرص القبول والتعليم بكلفة أقلّ بل ربما استطاعوا أن يختاروا الفرع الذي يجدون فيه مستقبلهم ويناسب التالي ميولهم، أما كلياتنا الخاصة الوطنية، فتراها وكأنها صممت لأبناء الميسورين فقط، فالأقساط مرتفعة لا يتحملها كاهل الفقراء، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سوف أسوق مثالا شخصيا، فابنتي تسجل هذا العام بجامعة لبنانية فالقسط السنوي بحدود ثلاثين ألف ليرة سورية، في حين أن هذا القسط يكفي بالكاد أجور مادتين في بلدي سوريا الحبيبة في الكليات الخاصة..

أي أن توفير فرص التعليم لأبناء الطبقات الدنيا أصبحت في خبر كان، إن لم يكن مستحيلا..

اللهم إذا ما حصلوا على درجات عالية، وعالية جدا..

وهذه النسبة تبقى قليلة بالمقارنة مع عدد الطلاب الدارسين…
 
أما النقطة الأخرى التي تقض مضاجع الأسر الفقيرة، وتهمش شبابها، وتدفعهم للهجرة، أو الانطواء السلبي، فهي فقدان فرص العمل، فالشباب سواء أكمل واحدهم تعليمه أم لم يكمله، تراه يبحث عن فرص العمل، فبالعمل يرسم لحياته، ويخطط لمستقبله، ويفكر بتأسيس أسرة، لكن الظروف الصعبة في العمل وندرته والبطالة المستشرية، والنسبة المئوية المرتفعة للعاطلين عن العمل لاسيما في فئة الشباب، كل هذا يلقي بظلاله على كاهل الفقراء بالهموم ما لا تطاق ولا تنقطع..

فعلى الدول أن تتنبه لمثل هذه الأمور، وأن تسعى جاهدة لإيجاد الحلول الناجعة، باستيعاب أكبر عدد ممكن من الدارسين، ومراقبة الكليات الخاصة حتى لا تتصرف وكأنها في حلّ من الحكومة، وهنا لا بد من الاستعانة بكفاءات علمية في علوم الاقتصاد والإحصاء والاجتماع لتدارس الحالة والخروج بالتالي بحلول تناسب ووضع البلد من النواحي الاجتماعية والاقتصادية، إن التشجيع الوطني، وحتى غير الوطني، على الاستثمار يساعد من رفع سوية البلد اقتصاديا، وبالتالي توفير فرص العمل العديدة  للشباب الباحث عن العمل، وتأمين حياته بالتالي، لإعالة أسرته، وربطه ببلده، وإغرائه بالبقاء دون أن يفكر بالهجرة طالما يتقاضى أجورا مجزية تكفيه لكي تعيش عائلته بوفرة وكرامة..
 
علينا أيضا أن لا نستهين أبدا بمسائل الحريات في حياة الشباب، فالحد من حرية الشباب أمر غير محمود، ويدفعه هذا الحجز في الحرية إلى التمرد والعصيان، أي إلى الحالة المشاكسة السلبية، فلندع الشباب يعبون من حرياتهم، بحيث لا نؤطرهم في تنظيمات تحد من حرياتهم، بل نفسح لهم المجال للتعبير عما بدواخلهم، ويكتفي دورنا بالتوجيه المنهجي العلمي الخلقي دون قسر أو إلزام..

حيث تتفتح قرائحهم ليبدعوا بالتالي ما شاء لهم من إبداع..

وعلينا نحن الكبار أن نعي أنهم خلقوا لزمن غير زماننا، حسبما جاء في قول مماثل للخليفة علي بن أبي طالب كما حضرني الآن..

ثم علينا أن نتيح لهم فرص التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ليطوروا من مهاراتهم..

ففي السويد مثلا الشاب المقتني للحاسوب (الكمبيوتر) لا يكلفه في الشهر غير ثلاثة دولارات، وهذا  
الأمر سيصقل من ذهنه ويوسع في مداركه دون أن يكلفه ذلك سوى مبلغ يسير جدا كما بينا آنفا..
 
بعض من الشباب العربي تنازعه ثقافتان؛ الثقافة العربية الإسلامية، وما فيها من علاقات اجتماعية تقليدية قديمة، وتقاليد صارمة؛ ثم الثقافة، التي قد يفتتن بسحرها المرء، فيميل إليها، ضاجا بواقعه الراهن، وربما كان هناك موقف وسطي بين بين، أي بين الثقافة العربية والإسلامية من جهة، وبين الثقافة الأوربية، بل الغربية على العموم من جهة أخرى ؛ والشباب العربي ليس بغافل عن التحولات الخطيرة، الحاصلة على صعيد العالم، لا سيما بعد التقدم الهائل الذي أحرزه العلم في مجال التكنولوجيا، والاتصالات، ليهدم تلك الحواجز التي فصلت بين دول العالم طويلا، ويسّر له بالتالي الإطلاع على التمايز والفروق، بين الشباب العربي وشباب الغرب، فصدم هؤلاء بالتمايز الهائل وأضحى نهب النوازع المتصارعة، بين مختلف الأيديولوجيات، ومفاهيم الحرية، ومبادئ الديمقراطية، وبين الهوس الديني والإلحاد، حتى وصل الأمر بالمتزمت دينيا إلى الانتحار، أو فلنقل الانتقام، ولكن ممن.!؟ ربما بإيحاء، مما سلّم بها من بديهيات، تلقفها ذهنه من أدبيات دينية، أو استوحاها من شيخ دين، هذا من جانب، ومن جانب آخر، يلمس الشباب البون شاسعا، بين ما تلقنّه على المقاعد الدراسية، أو من الثقافة الدينية، فيساوره اليوم هاجس الشك، ويغدو نهب القلق والانقسام؛ هكذا تمضي به طرق الحياة، فها هي كثير من المسلمات والقيم التي رضخ لها، عن وعي وقناعة، أو من دونهما، تهتز أمامه، ويغيم مستقبله ثانية، كل شيء يصبح عنده باطلا، فتتسطح العلاقة بينه وبين المجتمع، وتنفصم الروابط بينه وبين السلطة، يأخذه اليأس، فيحمّل المجتمع والدولة ما آلت إليه حالته إلى هذا الدرك من التردي؛ حتى على صعيد السياسة والتنظيم، يشعر أنه قد ضلّّل، بتلك الشعارات الطنانة، شعارات في (القومية، والاشتراكية، والوحدة العربية)…
 
إن كثيرا من الدول العربية التي أفلحت في التحديث النسبي، اندارت إلى الاستهلاك والاستمتاع، ولم تتصد لمسؤولياتها التاريخية من نهضة وتنمية، بل ظلت على شاكلة أخواتها العربيات، في سياسة القهر والقمع والتسلط إزاء مواطنيها… إذا كان هؤلاء السلطويون قد أفلحوا في القضاء على الإقطاع، وبجنود من الطبقات الدنيا، لكن.! كان هذا الخلف ( الصالح )، ليس بأقل استبدادا واستغلالا وطفيلية، من السلف الطالح؛ فقد ازداد بعضهم ثراء، وهذا الثراء كان وقفا على حفنة ضئيلة، فاتسعت بالتالي الهوة، بين من يملكون ولا يعملون، وبين من يعملون ولا يملكون….
 
 جيل الشباب تؤرقه اليوم، الإحباطات القومية، التي طنطن بها بعض القوميين لفترة ليست بقصيرة، إلى جانب الإخفاقات في التنمية البشرية والاقتصادية، فضلا عن الشكوى الدائمة من نير السلطة المستبدة، وأيضا أعباء الهجرة الاضطرارية، من البادية والريف إلى المدينة، لتسكن غالبيتهم في أطراف المدن، أو ما  يسمى بــ ( حزام الفقر ) وهم يتأبطون ثقافتهم البدائية، هيهات لها أن تتحرر من الخرافة والتهويمات… حالة متعثرة، فلا استقرار سياسي، بل ربما دفعهم اليأس، إلى حالات من التطرف، وإلى إضعاف في القيم الروحية، فالشاب يرى نفسه مرميا على قارعة الحياة دون مدّ أو عون، لا من المجتمع ولا من السلطة، حتى في وطنه مسقط رأسه، يعيش حالة الاغتراب، يرى نفسه دون قيمة أو فاعلية، حالة من الإحباط، وعدم الاستقرار، تدفع به غالبا إلى  اللامبالاة، إذا ما تجاوزنا حالة اليأس المستبد به دائما…
 
كثير من هؤلاء الشباب، يقبلون على سائر التنظيمات السياسية والاجتماعية بتلقائية، من دون رغبة منهم، وكأنما هم مضطرون إليها، وبتوزعهم على مختلف النشاطات، فإنهم يتشابكون في تعارض، فتتشتت جهودهم بالتالي في صراع تضيع في ثناياه أهدافهم ، صراع ربما كانوا هم بغنى عنه، لو أدركوا طبيعة المرحلة ومتطلباتها، فالأولى بهم أن يتلاقوا، ليشكلوا بالتالي قوة ضغط باتجاه تحقيق أهدافهم، وهذا لا يتحقق إلا في المجتمعات المدنية..

وأن تلك الأهداف لا تخرج عن إطار المطالب المشروعة لغالبية الناس، وهذا عائد ربما  لضعف في الوعي، ليعلموا في آخر المطاف أنهم أسير شبكات متصارعة يرسمها لهم الكبار، أصحاب مصالح ومطامع ورؤى بعيدة ،لا تخطر ببال هؤلاء الفتية…! أو ربما دفعتهم حاجاتهم للانخراط في هكذا تنظيمات مضطرين، لا مختارين، أو أن آخرين احتواهم  مستغلين ذلك الفراغ استحكم بهم، وغبش على رؤيتهم…
 
هناك فئة من الشباب المدرك، يظهر دوما العداء للسلطة القائمة، إدراكا منه، أن النظام غير كفء بمعالجة مشاكلهم، فهم أي القائمون على السلطة بالآخر، ليسوا سوى حفنة تدفعهم مصالحهم، دون أن تكون لديهم رؤية مستقبلية، في مناولة كثير من المسائل والقضايا التي تعني جيل الشباب…
 
رغم كل هذا فعلى جيل الشباب أن يعي ويستن الطريق الصحيح، طريق الصعود أبدا، فلا مكان للتردد والالتفات إلى الماضي، فما عليه إلا أن يصمم  ويدرك كما يقول زكي نجيب محمود : (إننا على طريق الصعود، نسترد ما كنا فقدناه، وإن ذلك يتم على أيدي هؤلاء الشباب أنفسهم بإذن الله،) إن هذه الأزمة ليست قدرا على جيل الشباب العربي، فهناك أمم متقدمة تفكر بتطوير أفقها المريح نسبيا، لا بوجود أزمة وإنما انطلاقا نحو آفاقا أرحب، وأكثر وفرا وسعادة..

هؤلاء يبحثون عن بديل أفضل، وعلينا أن ندرك، ويدرك الشباب، أن النجاح وتحقيق الطموح لا يتم بهذه العجلة، بل إن الأمر يتطلب مجاهدة ووعيا وعزما، وابتكار أساليب جديدة، واستكشاف سبلا للتحرك باتجاه المستقبل، المهم أن نبدأ بالتغييرات ولو بتمهل ولكن على خطا راسخة ومدروسة، فمشوار ألف ميل يبدأ بخطوة، كما يقال…
 
إن الواقع يقتضي حركة تنويرية، تنير الأذهان، وتصقل التجربة، بحيث تتحقق في ظلها تنمية، وتطوير اجتماعي واقتصادي، وهنا ربما يقول قائل كيف تكون بدايات العمل؟ وحتى لا نقع في المثالية، أو المادية الفجة، فكل العناصر من اقتصاد وتنمية وثقافة وسياسة, تتفاعل ولكل عنصر دوره الفاعل، ولا بد أن يكون له مردود، باتجاه التطوير والتحديث؛ إن الدولة أية دولة كانت، عندما تكون عاجزة عن ملاقاة تطلعات الشباب، وغير قادرة على معالجتها، مثل هذه السلطة مصابة بالجمود ، وعدم القدرة على تماشي التطور ومتطلبات المرحلة، فهي إذن مهددة بالانهيار، أوالإزاحة، فلا بد من تغيير هكذا نظام، إذا كان القائمون عليه عاجزين على التغيير، أو حتى  تغيير أنفسهم، تماشيا مع ركب المرحلة، دون أن نتهكم بالواقع الذي  قد يكون قاسيا في حكمه؛ وربما ثار وانتقم، فيما لو تجاهلنا ما هو المطلوب منا فعله، إذا ما أردنا خير السبيلين.! أي الإصلاح والتحديث، أو التغيير القسري بإرادة الشباب أنفسهم، في حال انتفاء السبل وتعذر الإصلاح والمعالجة في الحالة الأولى..

انتهى
===========
 
*- لمزيد من المعلومات في فقرة  الفترة العمرية راجع كتاب (الشباب العربي ومشكلاته)
    سلسلة عالم المعرفة لمؤلفه الدكتور عزت حجازي ص27 وما بعد..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…