m.yousef2@yahoo.com
النقاش الهادئ يجمع ولا يفرق بل يفضي في معظم الأحيان إلى تفاهمات مفيدة ونتائج جيدة , والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
الأستاذ الكريم وليد :
عزيزي الأستاذ وليد :
إن إخفاق الأحزاب من عدمه موضوع يثير الجدل وتدخل فيه العواطف أكثر من اللازم , والخوض فيه لا يفيد في الوقت الحاضر, ولكن يجب أن لا نكون ملكيين أكثر من الملك , فالعقلانيون من أعضاء الأحزاب يعترفون بالإخفاق وان كانت اعترافاتهم خجولة , والأدلة كافية والغربال لا يحجب عين الشمس , فالأحزاب لم تحرك ساكنا يذكر ولم تغير واقعا يدرك ( الإحصاء.وأخواته…………الخ ).
ومعظم الكبار لا يقرون بالإخفاق وهو في الحقيقة إخفاق ساطع ولا يحتاج إلي الإقرار به .
ومادام الاعتراف بالأخطاء غائبا في القاموس السياسي الكردي السوري فان إغراق الحياة السياسية الكردية بسجال العنف اللفظي (حين يقترن بفيض من المكاسب الحزبية التي توفرها ادعاءات البطولة الزائفة), والاتهامات الجائرة والخطاب السياسي الرنان والأسقف السياسية المستعارة والولاء للخارج سيكون سيد الموقف وسنظل نراوح في مكاننا ما لم يظهر بيننا سياسيون أذكياء وأصحاب ضمائر حية بكل معنى الكلمة.
وهذا يقودنا إلى السؤال الأول:
هل من الممكن الاندماج و التعايش و الاستقرار في وطن تتقاذفه تلك الدعوات.
لاشك أن الأكراد السوريون قلقون على مستقبلهم وأمنهم ومصالحهم الوطنية ويعتقدون أن أوساطا في النظام السوري تقوم بتهميشهم وقمعهم وعزلهم عن الحياة السياسية والاقتصادية والتشارك وبشكل منهجي بحجة ودون حجة وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني:
أعتقد أن مبدأ المواطنة الذي أدعو إليه يشكل العمود الفقري للنظريات الدستورية والسياسية المعاصرة و لا يعني بأي حال من الأحوال إفناء الخصوصيات الثقافية الوطنية الكردية السورية أو إقصائها أو تهميشها أو إنكار الروابط القومية أو الدينية أو المذهبية أو الإنسانية التي تجمع أغلبية أو بعض المواطنين في القطر الواحد .
وحينما أدعو إلى مبدأ المواطنة فإنني أدعو إلى حركة تجديد شاملة في مفاهيمنا ولا أعمل ذلك تحت ضغط من أحد أو من جهة بل هو خياري الحر وخيار الكثيرين في سوريا سواء كانوا عربا أو أكرادا أو فئات أخرى , ويتطابق مع واقعنا وقوانين التطور مستلهمين ذلك من وحدتنا الوطنية السورية عبر التاريخ ولو حصل تقدم في هذا الاتجاه لما بلغ التردي والتعرية السياسية في المشهد السياسي الكردي السوري مبلغه الراهن.
أستاذي العزيز وليد:
الدافع عندي لكتابة وتوثيق التاريخ الكردي وإحياؤه ليس من أجل تثبيت حق تاريخي وهمي إنما من أجل إنصاف الشعب الكردي وتأكيد دوره التاريخي وإسهاماته في الحضارة الإنسانية , ومن أجل تصحيح مفاهيم خاطئة من قبيل أن الأكراد أبناء الجن – الأكراد أتراك الجبال…الخ , و من أجل توضيح جانب مهمل من مسار التاريخ في الشرق الأوسط وهو التاريخ الكردي.
أستاذي العزيز وليد :
وفي الختام أشكر كم شكرا جزيلا على كلماتكم الرقيقة ومشاعركم الصادقة واهتمامكم.
أتابع باستمرار كتاباتكم وقرأت بإمعان وجهة نظركم حول ملحمة زمبيل فروش ومم وزين والعرس في منطقة بوطان ووجدت فيها أفكارا جديدة يمكن البناء عليها , وتابعت باستمتاع سلسلة ديركا حمكو
و اللغة المحببة وخاصة لهجة أخواننا أهل ديريك.
أتمنى لكم التوفيق , وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري