إنني أنسحب بعد 31 أيار، لأنني لم أجد محاوراً

بشأن وضعي الصحي ؛ عيناي تدمعان باستمرار ، فيهما حرقة وكأنه مسهما الفلفل وفيهما احمرار وحكة ، لا أعلم سبب استمرارها كل هذا ، فمن قبل كان الطبيب يقوم برقابة روتينية يومياً ، ولكن النظام تغيَّر منذ فترة ، فهو لا يأتي كل يوم ، والآتون ليسوا متخصصين في العيون .

لا أعلم ولكن يمكن أن تكون حساسية.

أعلم بأن “شرزان كورت” الذي جُرح في الاعتداء على الطلبة الأكراد في “موغلا” قد فقد حياته ، أتقدم بتعازيي إلى أقاربه وأشاركهم أحزانهم .

حدث اعتداء مماثل على الطلاب الأكراد في “توقات” أيضاً .

أفهم ، إنهم يحاولون القمع .

يمكن أن تستمر وتتصاعد هذه الإعتداءات ، عليهم اتخاذ تدابيرهم ، وتطوير دفاعهم الذاتي.
الجميع يقول بأن أحداث الفتك هذه مخططة وأن حملات الفتك تزداد كثافة ، وبهذه الاعتداءات يتم تهيئة المجتمع لإبادة جماعية ، بالطبع الأمر كذلك .

ما يراد تطبيقه على الأكراد هو الإبادة العرقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .

فكما يرى هناك ألف وخمسمائة سياسي كردي في السجن ، وكذلك مئات الأطفال والنساء ، كل هذه الاعتداءات مترابطة وأحادية المركز.

أحداث سيرت ، وأحداث الفتك هذه والعمليات العسكرية ووصولاً إلى الإعدامات في إيران ، كلها تتحقق بنفس القرار المركزي .
أقولها مرة أخرى ، نظراً لعدم وجود مخاطب أمامي فليس هناك معنى ولا فائدة ولا شروط في مزيد من الاستمرار في هذا المسار .

فلعدم وجود محاور أمامي أنا أنسحب بعد 31 أيار .

يجب عدم الفهم بشكل خاطئ ، فأنا لا أبتدئ الحرب ، وهذه ليست دعوة إلى الحرب ،  فشروطي وظروفي الصحية هنا أمام الأنظار ، فبهذا الشكل لن تكون لهذا المسار فائدة عل الأكراد ولا على KCK ولا على الدولة .

والمسؤولية تعود الآن إلى KCK ، بل حتى إلى  BDP(حزب السلام والديموقراطية) والدولة ، ففي النتيجة أنا لا أستطيع الإدارة من هنا ، وهم الذين يقررون ما سيفعلون .

إن كلاً من “بايك” و “قارايلان” و”عباس” و”حيدر” ورفاقهم صادقون ، وقد تولوا دور قيادة الشعب ، وباتت هذه المسؤولية الثقيلة ملقاة على عاتقهم .

في الحقيقة لا أريد أن أتكلم إيجاباً ولا سلباً بحقهم نظراً للظروف التي أنا فيها .

أما الساقطون أمثال أوسمان وبوتان فقد سلبوا النساء وملايين الأموال وهربوا ، وكما ترون لا زالت آثار هؤلاء تظهر في أوروبا ، فقد أخذ هؤلاء آلاف الأشخاص إلى جانبهم وهربوا .

وأوجه نداءً إلى هؤلاء ، فعليهم أن يستغفروا بشكل من الأشكال ، وليعودوا ، وإلا بحالهم هذه بعد الآن لن تقبل بهم الأرض ولا السماء ، عليهم أن لا يفعلوا شيئاً اعتماداً عليَّ ، فليفعلوا ما يفعلون من أجلهم .

وبات عليهم أن يقرروا سياساتهم بأنفسهم ، وأوضح مرة أخرى ؛ إنني أنسحب لأنني لم أجد محاوراً ، أما إذا تغيَّرت الظروف وظهر محاور فإنني مستعد للإلتقاء .


إن الوحدة بين الأكراد مهمة جداً ، الإعتداءات في إيران وتركيا وكركوك وأربيل ، والمجازر المرتكبة بحق الإيزيديين ، كلها تمارس من مركز واحد ، وهي نتيجة لتحالف تركيا وإيران وسوريا ، ويستهدفون كل الأكراد .

لهذا السبب من الأهمية أن يقوم الأكراد في الأجزاء الأربعة بتحقيق وحدتهم الداخلية وترتيب مؤتمر وحدة وطنية في أربيل في هذه المرحلة .


يجب أن لا ينظر الرأي العام العالمي والأوساط المثقفة والديموقراطيون إلى القضية الكردية كصراع أثني فقط ، فالثورة الكردية هي في قلب الشرق الأوسط ، وهي ليست كما فلسطين أو أفغانستان أو غيرهما ، فنتائج هذه الثورة ستسفر عن نتائج تماثل الثورة الفرنسية والثورة الروسية على الأقل في اتساعها وشموليتها ، ولكن بعكسهما ستكون مصطفاة من القوموية .

إن مشروعي للحل يتخذ من الإدارة الذاتية الديموقراطية أساساً ، ومشروعي لحل الإدارة الذاتية الديموقراطية هو حل لا يتصارع على الحدود ضمنه من جانب ، ومن الجانب الآخر هو حل على أساس رفض الهيمنة الكونية ولكن دون الاشتباك معها وبشرط حماية مبادئه هو الحل القادر على الاستمرار في الوجود دون أن ينصهر ضمن هيمنة العولمة التي تسمى بالـ”إمبراطورية” .

فهذا الحل يتضمن مبادئ الكونفيدرالية الديموقراطية أيضاً ، حيث قلت بأنها تتضمن المبادئ الخمسة ، السياسية والاجتماعية ـ الثقافية ، والإقتصادية والديبلوماسية والأمن .

فحل هذه المسألة على أساس الإدارة الذاتية الديموقراطية ، سينير كل الشرق الأوسط ، وسيكون نموذجاً لكل من إيطاليا وأسبانيا أيضاً ، فآرائي بشأن الدولة والسلطة تتوازى مع آراء “غراميتشي”(قائد الحزب الشيوعي الإيطالي توفي في السجن) ، فبينما كان “ماركس” يقبل بالدولة القومية فأنا لا أقبل بها .

وسبب الأزمة التي تعيشها أوروبا الآن هو مفهوم وبنية الدولة القومية مرة أخرى .


أما  بشأن استفتاء الدستور هذا ، على الأكراد أن لا يتوجهوا إلى الاستفتاء المزيف على الدستور لـAKP ، فالتعديل الدستوري هذا هو خطوة مزيفة تُخفي وتتستَّر على الإبادة العرقية الثقافية والسياسية الجارية بحق الأكراد ، كما أنها محاولة من أجل إزالة وإبعاد الظروف القائمة من أجل دستور ديموقراطي .

ويمكن لـ BDP والأكراد أن يخلقوا بديلاً في مواجهة ذلك .

فيمكنهم أن يعلنوا عن دستورهم وإدارتهم الذاتية الديموقراطية ويتجهوا بها نحو الاستفتاء .

فليتم اللجوء إلى صوت الشعب ، فعليهم أن يسألوه قائلين ؛ هذه هي رزمتنا البديلة للحل .

كما يمكن أن يكون ذلك على نمط استطلاع أيضاً ، فليس هناك ما يتعلق بالأكراد ضمن هذه الرزمة الدستورية ، إن ما يجري بالكامل هو حرب السلطة والاستيلاء على رقابة القضاء .

AKP يحاول وضع يده على البيروقراطية ، بينما وجود الرقابة القضائية في يد AKP أو يد CHP لا فرق له بالنسبة لنا ، بل سيصبح القضاء أكثر سوءاً بهذا الشكل .

يجب فهم ما يلي ؛ هناك تحالف أوليغارشي فاشي بين AKP و CHP (حزب الشعب الجمهوري) و MHP (حزب الحركة القومية)، وفي العادة مثل هذه التحالفات لا تستمر طويلاً ، فيمكنها أن تستمر لسنة كحد أقصى ، ولكن هذا التحالف مستمر على مدى ثماني سنوات منذ 2002 إلى يومنا ، والآن مع رحيل “دنيز بايكال” (رئيس CHP الذي استقال بسبب فضيحة جنسية) هذا التحالف بدأ بالانحلال أيضاً ، ولا أريد قول شيء قطعي بشأن “قيليجداروغلو”(رئيس CHP الجديد) الآن ، فهو قد ضم إلى الإدارة ممثلاً عن “باشبوغ”(رئيس هيئة الأركان) أيضاً ، وقد يكون ذلك إيجابياً أو ربما سلبياً ، ولكن هذا التحالف الثلاثي الفاشي قد أنحل كنتيجة .


بالأصل كان الجيش يهدف إلى تصفية AKP في الفترة التي وصل فيها إلى السلطة وقام بإعداد مخططات في مواجهته ، وإنذار 27 نيسان كان خطوة بهدف إخافة AKP ، ولكن أميريكا دافعت عن أردوغان هذه المرة ، فمع هذا الدعم من الولايات المتحدة تم اعتقال العساكر ، كما لم تستطع هيئة الأركان إصدار صوت بهذا الصدد .
الولايات المتحدة في هذه الفترة قدمت كل أشكال الدعم إلى AKP ، ومخططات الإنقلاب التي أمام القضاء في “سيليفري”(بلدة قرب استانبول تجري فيها محاكمة تنظيم أرغنكون) قد تم تطبيقها أصلاً على كل من “أوزال” (رئيس جمهورية راحل)و”أرباكان”(رئيس وزراء سابق ممنوع من ممارسة السياسة) ، ولو لم تدافع الولايات المتحدة فإن نفس الفريق كان سيطبق هذه المخططات على أردوغان أيضاً .

بعد تصريح 27 نيسان وفي اللقاء الذي حدث في “قصر دولماباخجه”(بين أردوغان وبيوكآنيت) تم تبليغ “بيوكآنيت” برسالة مفادها “سنحاكمك أيضاً” بكل صراحة ، ومقابل ذلك تفاهموا على موضوع تصفية الحركة الكردية ، فحسب هذا الاتفاق لن يتم تصفية AKP مقابل أن لا يُصدر AKP أي صوت بشأن التحامل عل الأكراد ، فقد تأسس التحالف الفاشي الثلاثي ضد الأكراد على هذا الأساس .

أما حكاية الانفتاح المزيف فقد بدأت بعد ذلك .

ربما يكون هناك أصحاب النوايا الحسنة في هذا الموضوع ضمن AKP ولكنهم ليسوا متنفذين .


بعد الإتيان بي إلى هنا بل ومنذ قبل ذلك بعشرين سنة هناك وضعيتي كقيادة ثورية ربما لم أستطع القيام بمتطلباتها بالشكل اللائق ، وبنفس الشكل عجزت الدولة أيضاً عن القيام بما يقع على عاتقها بالشكل اللائق في موضوع الحل منذ عشرين سنة ، ففي البداية كان هناك محاور ، أوزال وأرباكان كانا شخصان صادقان في هذا الموضوع ، فإما أن يقولا نعم أو لا لبعض الأمور ، ولكن لم يكن لديهما دعم من الولايات المتحدة إلى هذه الدرجة بخلاف أردوغان ، فقد كان أوزال يتمتع بذكاء عملي كبير ، ولو كان على قيد الحياة لما كانت القضية في هذه النقطة ، بل لوصلت إلى الحل ، ولكن تمت تصفيته .

وكان أرباكان أيضاً قد أرسل لي ثلاث رسائل من خلال رئيس الدولة السورية عندما كنت في سوريا من أجل حل القضية ، وقد كان صادقاً بشأن الحل ولكن تمت عرقلته ثم تصفيته .

ثم حاول “أجويد”(رئيس وزراء راحل) القيام ببعض الأمور ، فقد حاول استصدار عفو ولكن أعاقه “باخجلي”(رئيس MHP) ، وأصاب المسار بالإنسداد من خلال إسقاط الحكومة .

باخجلي ليس شخصاً عادياً هكذا ، إنه رجل الحرب الخاصة .

علماً بأن أردوغان قد توافق مع هذه القوى في لقاء “دولماباخجه” ، وقدَّم لهم تنازلات ، ولم يتصرَّف بصدق ، وأصبح جزءاً من التصفية نحو الأكراد ، وأنا صبرت على AKP على مدى ثماني سنوات من أجل الحل ، وأبحث عن محاور ولا أجده ، ولم أجده .

ومثلما قلت قبل قليل ، منذ بدايات التسعينيات كانت هناك مواقف للحل من طرف بعض الشرائح والمؤسسات من ضمن الدولة ، فقد رأينا هذه المواقف سواء من ضمن الجيش أو من الحكومات ، ولكن أي منها لم يستطع الوصول إلى نتيجة .

وفي النقطة التي نحن فيها اليوم آلت حكومة AKP إلى وضع الطرف الذي لا يريد الحل ناهيك عن الدولة ، ويسعون من أجل عدم خسارة الأصوات .
سأشارككم إحدى ذكرياتي ، فعندما أوتي بي إلى هنا لأول مرة في عام 1999 ، وعندما كنت في التهوية ، رأيت على السُلَّم شخصاً توقعت أن يكون “جيفيك بير” (نائب رئيس هيئة الأركان حينذاك)، ربما كان قد أتى من أجل أمر آخر ، وبذلك رآني لدقيقة أو إثنتين ، قلت مخاطباً إياه “تعالوا وساعدوا لنحل هذه القضية كي نوقف هذا الموت” ، فقال يخاطبني “مثلما صعَّدتَهم إلى الجبال ستُنزِلهم كذلك أيضاً” .

يبدو أن وجهة النظر المتحكِّمة في الدولة لا زالت بنفس الشكل ، والآن يُفهم أن “جيفيك بير” كان متنفذاً أكثر مما كان يظهر ، ويبدو أن الإزدواجية كانت تتحكم في الجيش ، حيث كان “قاراداية” من جانب ، و”جيفيك بير” من الجانب الآخر ، وهذا الأمر يُفهم من كتاب “حسن جمال” ، حيث يُفهم أن “جيفيك بير” كان متنفذاً وأقوى من “قاراداية” ، وأنا رداً على ذلك الجواب قلت له “يجب تناول هذه القضية بجدية فهي ليست بسيطة ، ساعدوا لنحلها معاً ” ، ثم غادر .

فذلك كان لقاءً خارج المعتاد حدث تلقائياً في الأصل .


تجري محاولة تمرير نفس التحالف الثلاثي الفاشي المعادي للأكراد على الساحة الدولية أيضاً من طرف AKP فيما بين الثلاثي تركيا وإيران وسوريا ، وهدف هذا التحالف أيضاً هو الإبادة العرقية نحو الأكراد ، بل هذه الحلقة أكثر اتساعاً ، حيث يمكن اعتبار الجامعة العربية من ضمن هذا التحالف وفي مقدمتها السعودية ، وإذا ما فسرناه بشكل أوسع ، فإنه تجري محاولة ضم الصين وروسيا أيضاً إلى هذا التحالف .

وأنا عندما أقول بأن المسار المعاش هو الحرب العالمية الثالثة فأنا لا أقولها من فراغ ، ولكن الأسد رئيس الدولة السورية بتصريحه في استانبول  بالقول “يجب جعل التفاوض أساساً للحل” ، قد انسحب من هذا التحالف ، وقال ؛ أنا لست معنياً بهذا الأمر ، حيث فهم بأن تركيا ستبحث عن الحل بالحرب ولم يشأ الدخول في هذا الأمر .

بينما التحالف بين تركيا وإيران لا زال مستمراً ، أو بقول أصح ؛ هذا الاتفاق يسري بين أردوغان وأحمدي نجاد .

مهما حصلت تركيا على وعد بشأن تصفية PKK بشكل مؤثر عند لقاء أردوغان ـ بوش في الخامس من تشرين الثاني ، إلا أنها لم تجد ما كانت تأمله ، لأن تركيا عقدت الأمل على أن الولايات المتحدة ستستخدم البارزاني أيضاً في تصفية PKK ، ولكن ذلك لم يصل إلى نتيجة نظراً لأن الولايات المتحدة وقوى الجنوب وجدت أن ذلك غير ممكن بقوة السلاح .

في هذه الأثناء اعتقد AKP بأن تركيا ستمضي في الحل من خلال شد الأكراد في الداخل إلى جانبها ، ولكنها لم تفلح .

وعندما لم يتحقق كل ذلك تفاهمت تركيا مع إيران ، والعمليات العسكرية الجارية والإعدامات هي نتيجة لهذا الاتفاق بالتأكيد .

وأنا حذرت السيد “طيب”(أردوغان) في هذا الموضوع سابقاً ، وكتبت رسائل إليه وإلى رئيس الجمهورية ، وقلت بأن الأمر غير ممكن بهذا الشكل ، ولكن السيد طيب لم يستمع إلى كلامي ، طبعاً هو رئيس الوزراء ويمكنه أن لا يستمع ، فذلك شأنه .

لقد راهن على الحصان الخطأ .
أنا أشبه هذا التحالف بتحالف ألمانيا واليابان وإيطاليا في الحرب العالمية الثانية ، حيث انسحبت إيطاليا من التحالف آنذاك مثلما سوريا الآن ، ثم ألقيت القنبلة النووية على اليابان ، وأنا أتوقع بأن يتم قصف إيران أيضاً خلال سنة من الآن .

أردوغان وداوودوغلو (وزير الخارجية) يعقدان التحالف مع سوريا وإيران من جانب ، يهدفان إلى الاستمرار في التفاوض مع إسرائيل وأميريكا من الجانب الآخر ، أي تحاول إلهاء الطرفين كمثال المرأة ذات الزوجين ، ولكن هذا مستحيل .

ففي الحقيقة هناك مهلة ممنوحة لإيران ، وهي تكاد تنتهي ، ولا أعتقد بأن أردوغان يستطيع أن يتحمل أكثر ، فربما إيران قادرة على التحمل بعض الشيء ، ولكن أردوغان سيضطر إلى الإنسحاب من التحالف خلال شهر أو شهرين ، مثل استسلام ألمانيا بعد إلقاء القنبلة على اليابان .


الآن أريد قول بعض الأمور بشأن الإبادة العرقية .

لو لم تقم اليابان بمساندة ألمانيا لما أمكن حدوث الإبادة العرقية اليهودية ، وبنفس الشكل لو لم تقم ألمانيا بدعم تركيا (العثمانيين) لما تحققت الإبادة العرقية الأرمينية ، فقد كان كل من اليهود والأرمن أصحاب وعي لا بأس به ، ولهذا السبب لا يمكن إبادتهم بغير الإبادة العرقية الجسدية .

وتركيا تحاول تحقيق الإبادة العرقية الكردية بالاتفاق مع إيران ، ولكن نظراً لأن وضع الأكراد غير مناسب كثيراً للإبادة الجسدية ، ولأن الوضع أنسب من أجل الإبادة الثقافية يتم تطبيق ذلك .

فإذا لم يكن حظر اللغة الأم إبادة ثقافية فماذا تكون ؟ فحظر اللغة الأم هو إبادة عرقية ثقافية صريحة ، حسب المعاهدات الدولية بشأن الإبادة العرقية .

كما تمت تجربة الإبادات العرقية الجسدية أيضاً ، فهاهي حلبجة مثال على ذلك ، وقبلها حوادث كنج وخاني ودجلة في أعوام 1925 أمثلة على ذلك ، وهاهي الإعدامات في إيران ، وموت الأطفال بقنبلة في “أوزالب ـ وان” هي آخر الأمثلة على ذلك .

إن هذا كله تحريضات يجري ترتيبها من أجل خلق الأجواء المناسبة للإبادة العرقية .

فهم نفخوا في البالون وفجَّروه مبكراً .

عندما دخل رجال “الشيخ سعيد” إلى دياربكر ، زادت الدولة من حوادث اغتصاب النساء عن إدراك ووعي لإلقاء التهمة على هؤلاء .

وبسبب هذه الألاعيب قام شعب دياربكر بسحب مساندته .

إن اعتقالي كان تحريضاً من أجل خلق الأجواء المناسبة للإبادة العرقية الجسدية ، ولكنني رأيت هذه اللعبة وإفشلتها .

بنفس الشكل حوادث الإغتصاب في سيرت هي تحريض ، بينما شعبنا واعٍ لم ينزلق إلى اللعبة ، أما لو انزلق شعبنا إلى هذا الإستفزاز فكانوا سيقمعونه بشكل دموي .

لهذا السبب أقول مرة أخرى ؛ إن حوادث الإغتصاب هذه مرتبطة بالدولة ، وهي جزء من الحرب النفسية والحرب الخاصة .


إن ما يعيشه الأكراد اليوم هو إبادة عرقية ، فهم عاجزون حتى عن إحياء لغتهم .

عند الشروع بإبادة الأرمن قاموا باعتقال مائتي شخص ، أما الأكراد فقد تم اعتقال ألف وخمسمائة سياسي منهم ، وفي نفس الوقت تم اعتقال أربعة آلاف طفل …نعم طفل ، والنساء في السجون أيضاً .

لقد تم اعتقال النساء ! .


أنا أنسحب لعدم وجود محاور ، ولكن ذلك لا يعني بأن لا يكون هناك لقاء عندما يكون هناك محاور ، فأنا أنسحب كما قلت ، والأكراد سيقررون بأنفسهم بشأن ما سيحدث بعد الآن .

كما أن تنظيمات KCK في تركيا والأجزاء الأخرى ستقرر وتحدد أساليب نضالها حسب ظروفها .

ولكن كل أملي أن لا يلحق الضرر بالناس المدنيين الأبرياء .

فالقوى التي أرسلتُها إلى الوطن في عام 1984 بهدف الإبتداء بالكفاح المسلح ، لم تستطع خوض الحرب التي ارتأيتها .

وهناك أمثلة من قبيل هوكر والآخرين ، فهذا ليس مفهومي للحرب ، وأملي أن لا يموت المدنيون ، كما على الدولة أيضاً أن تلتزم بقوانين الحرب ، وأن لا تمس المدنيين والنساء والأطفال ، وعلى KCK أيضاً الالتزام بذلك ، ولكن هل سيحدث ذلك أو لا يحدث فهذا ما لا أستطيع العلم به .

فالمسؤولية تعود لهم .

ومن الآن فصاعداً ربما يتوافق PKK مع الدولة ويتوجهان نحو الحل .

أو ربما يتحاربان كما في سنوات التسعينيات ويصابان بالإنسداد دون الحصول على نتيجة .

وهناك احتمال أن يُهزم PKK ، ويخسروا الحرب ، ويتعرَّض للتصفية ، كل هذا لا نستطيع معرفته ، فنحن لا نستطيع معرفة ما سيحدث بعد أن تتصاعد الحرب .

أنا أنادي المحترم أردوغان مرة أخرى ؛ يمكننا حل هذه القضية بيننا بالسبل السلمية الديموقراطية ، أما في حال العكس فتقع كامل المسؤولية بعد الآن على عاتق حكومة AKP .
أتمنى النجاح للحركة الديمقراطية للمرأة الحرة ، وحملاتها في المرحلة الجديدة .


أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، وشعبنا في دياربكر ودجلة وسيرت .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
          26 أيـــــــــار 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…