الحماس والفكر اليساري الشيوعي الماوي والماركسي دفعا ببول بوت قائد الشعب الكمبودي (كما كان يطلق عليه أنصاره، في سنوات نضاله البائس وحكمه الديكتاتوري، والآن لايحصل سوى على اللعنات) والملقب بعدة أسماء أولها بول بوت وبالأخ رقم1. إلى قتل أقرب رفاقه المقربين، وإفناء أكثر من ثلاثة ملايين من الكمبوديين، اكثر من ربع شعبه.
ولا تأكلوا في صحون بصق أصحابها فيها.
لقد مزَّقتم وحدة الشعب الكردي في هذا الإقليم، وقمتم وما زلتم تقومون بخداع الشعب (كعادة الأوصياء الأيديولوجيين) بإخفاء الكثير من الحقائق عنه، وإعتباره قاصراً لا يرقى إلى مستوى الفهم الذي لديكم. وهذا يتنافى مع شعاراتكم الديمقراطية الكبيرة.
إن سياسة التهور والإنفراد تؤدي الى نتائج كارثية. انتبهوا !
لا تردوا الأيادي الممدوة إليكم اليوم بعجرفتكم المعهودة، فربَّما تكلُّ وتتعب، ولن تظل تُمد إليكم هكذا دائماً.
مع أنّي أعلم أنّ آذانكم فيها وقر، ولن تسمعوا شيئاً، كعادة المتعصبين لأيديولوجياتهم، ولست كالمتنبي حتى أُسمع كلامي إلى من به صمم، لكن أعتقد أنه مازال بعضكم قادراً على القراءة بشكل جيد.
أوقفوا سياستكم هذه، فإنها ستؤدي في أحسن حالاتها إلى إفراغ المنطقة من معظم سكانها، وستجدون أنفسكم نسخاً متشابهة، كشعب كوريا الشمالية، الذي يراد منه مرغماً أن يحب القائد ويقلده، ليس بفكره المريض وحسب، وإنما حتى بتسريحة شعره أيضاً. هكذا هي عادة المرضى النفسيين المصابين بوهم العظمة، يريدون أن يصوغوا ويشكلوا الناس على حسب أمزجتهم المعوجة المريضة.
وبدأت بعض مثل هذه المظاهر للأسف تظهر في كردستاننا الغربية.
تجنيدكم للأطفال والبنات في عمر الزهور هو إجرام بحقهم، ودليل على عزلتكم، فعندنا من الرجال الأشاوس الشجعان ما يكفي ويزيد، وأنتم تعلمون ذلك، لكنهم لا يرغبون أن تذهب دماءهم هدراً ويقاتلوا لصنع صنمٍ جديدٍ كبول بوت جديد.
أقول للـ ب ي د:
لا تتاجروا بالدم الكردي المُراق، فالدّم دمنا جميعاً، دم أبنائنا وبناتنا وأخوتنا وأخواتنا، وليس دم من ينصب نفسه ديمقراطياً على طريقته الخاصة، ووصياً على الشعب بالحيلة والخداع والسلاح والإزدواجية وإخفاء الحقائق.
لقد أحرقتم وما زلتم تحرقون المشاعر القومية في قلوب بعض شبابنا وبناتنا وهي لم تحقق بعدُ ذاتها، فقط في سبيل تأسيس وترسيخ فكرٍ مشوهٍ يرفض الآخر لأنه أصم وأعمى لايعرف الإصغاء، ولا يرى إلا ما يتخيل له فقط.
واعلموا بأن مولودكم ولد مشوها ولن يستمر بالبقاء حياً فترة طويلة، في عالم يكبر ويعيش على الفكر الإنساني الحر.
زمن الأيديولوجيات انقضى وانتهى بلا رجعة، وكأنكم لم تروا كيف إنتحرت الماركسية اللينينية في الساحة الحمراء حيث ولدت، وأُلقيت بجثتها في مزبلة التاريخ، والتي من رحمها الموبوءة ولدت أفكاركم.
العالم اليوم يجري نحو الإنفتاح والتفاهم ونشر القيم والأفكار الإنسانية السامية المتنوعة والمختلفة، والتي تنشر الحرية والمحبة والإلفة والسلام وتقبُّل التنوع بين الشعوب، بينما نرى بعضاً منكم يتكلم مزهواً عن أفكارٍ جامدة متحجرة، ولّى عليها الزمن، وحكمت عليها الشعوب بالفناء، بعد أن أسقطت رموزها وحطمتها بالفؤوس والمطارق وضربت رؤوسها بالأحذية المتسخة وبصقت عليها، لأنها لم تنتج لهم سوى السلاح والفقر والعوز والتعصب والكراهية بين أفراد الشعب الواحد.
ولا أظنكم أكثر ذكاءً وحنكةً وخبرةً من أصحاب تلك الرموز، فها هو الشعب بدأ منذ الوهلة الاولى لفرض أنفسكم عليه يضيق ذرعاً بكم وبسياساتكم التي تزيدكم عزلة يوم بعد يوم عن المحيط وعن العالم الذي لا يفهم عليكم، كما قال رئيسكم المشترك المتجول، ولكنه لم يكلف ذهنه ويسأل نفسه ألهذه الدرجة صار العالم غبياً، بحيث لا يفهم من صالح مسلم مشروعه عن الأمة الديمقراطية العظمى؟.
تباً لأمة عظمى إذا كانت تخنق حريتي وتذل كرامتي وتمنعني من أن أحتفل بعيدي القومي الوحيد إلا بإذن مسبق. وغدا ستلبِّسُني وستطعمني على مزاجها ( هذه إن وجد الطعام) وتحدد لي عدد الوجبات وأنواعها،كما يفعل الزعيم والقائد في كوريا الشمالية حيث منع على غير أعضاء حزب العمال الكوري أكل اللحوم بإستثناء لحوم الكلاب، وتنومني على نشيدها الوطني، وتربيني على أقوال قائدها العظيم وتوقِظني على أصوات كلابها المسعورة.
أما الأحزاب الاخرى التي أخلت الساحة للـ ب ي د، كما أخلته في السابق لأمها الـ ب ك ك. فهي ليست أقلّ مسؤولية من الـ ب ي د فيما سيصير إليه حال كرد سوريا، لأنها تخلّت عن المبادرة على الأرض للـ ب ي د، وتركه يلعب بذيله وحيدا في الميدان.