سلمان ابراهيم الخليل
لقد كانت العقود الخمسة الاخيرة من تاريخ سورية وهي الفترة التي حكم فيها حزب البعث الدولة السورية ، هي الأسوأ في تاريخ سوريا وأكثرها مرارة، وحرمانا وقسوة على السواد الاعظم من الشعب السوري، اذ لم يعرف هذا الشعب شيئا اسمه الحرية، ولم ينعم بالديمقراطية، ولا بحقوقه المشروعة، وكانت سياسة هذا النظام تعتمد على الاستبداد نحو الداخل، وخلق دولة أمنية بوليسية، ومصادرة الحريات وانتهاك حقوق الانسان، وفرض دور حزب البعث القائد للدولة والمجتمع كرأي واحد وممارسة العنف والقمع لتصفية قوى المعارضة والرأي الآخر المغاير سياسيا وجسديا، وانتهاج سياسة شوفينية معادية للقوميات غبر العربية وتحديدا ضد الشعب الكردي، اضافة الى ذلك تحكم النظام باقتصاد البلاد وثرواته،
فباسم الاستثمار وبحجة التحول الى اقتصاد السوق الاجتماعي ، تم اخضاع الدولة وثرواتها لسلطة الأقرباء وحاشية النظام ، فأمست الدولة (دولة العائلة الرأسمالية وحواشيها) وهؤلاء كانت ميزانيتهم أكبر من ميزانية الدولة ، ازاء هذه الأوضاع كان لابد للشعب ان يثور على الظلم والحرمان والإقصاء وانعدام الحريات والفساد والإفساد المنظم وتمكنت الثورة من ان تسقط عن النظام ورقة التوت التي كانت تستر جرائمه وفظاعته وفساده …الخ ، وان تثبت بأن هذا النظام غير مستعد بأي شكل من الأشكال التخلي عن سياساته الاستبدادية والقمعية والشوفينية المتبعة تجاه الشعب السوري، فالثورة في أشهرها الأولى كانت سلمية الى أبعد حد لكن النظام اعتبر المحتجين مندسين وسلفيين وأدوات مؤامرة خارجية، وتعامل مع المتظاهرين بشكل وحشي واستخدم جميع اساليب القتل والتنكيل والبطش، وقد أكدت الثورة على جملة من الحقائق والدلالات منها:
الحقيقة الأولى :أن الشعب السوري خرج من القمقم وكسر حاجز الخوف وتحول الخوف الى الجهة المقابلة أي ان السلطة أصبحت هي الخائفة رغم ما تملكه من قوة وما تمارسه من قمع وعنف وتدمير لا مثيل له .
الحقيقة الثانية :ان الشعب السوري كان يسعى من وراء ثورته هذه الى نيل الحرية والكرامة اللتان سلبهما منه النظام ،وهي لم تكن مؤامرة خارجية كما ادعى ، للاستخفاف بالشعب ومطالبه .
الحقيقة الثالثة :ان هذه الثورة كانت شعبية وليست مؤد لجة مدنية وليست دينية ،سلمية وليست عنفيه وان تعسكرت بعد الانشقاقات ، التي حصلت في جيش النظام ، هؤلاء المنشقين أرادوا الوقوف في المكان الصحيح وهو حماية الشعب الأعزل .
الحقيقة الرابعة: ان هذه الثورة كانت وطنية في بداياتها ولم تكن طائفية وهي تجاوزت الانقسامات المجتمعية ،فكانت ثورة لكل السوريين ،بجميع مكوناتهم ،التي برهنت على انتمائها الوطني الراسخ وتمسكها بالهوية السورية الجامعة ،مع حفاظها على خصوصياتها .
الحقيقة الخامسة :ان الثورة قامت من أجل صياغة عقد اجتماعي جديد يستند الى قيم الحرية والعدالة والتعددية والتشاركية والمساواة ، باعتبار هذه المبادئ القسم المشترك الانساني لأي نظام ديمقراطي ، ويكون هذا العقد مستمدا من الشرعية الدولية لحقوق الانسان التي تقر بحقوق الأفراد والأقليات وحقوق الشعوب الأصيلة مثل الشعب الكردي ، ولعل قوى الثورة كانت تدرك هذه الأمور ، وبأن سورية فيها تنوع قومي وديني ومذهبي وثقافي ، ويجب أن تأخذ هذه المكونات حقوقها كاملة ويتم تثبيت ذلك في الدستور، وإلا الثورة لن تكون ديمقراطية لأن من يخالف الأسس الديمقراطية لن يكون ديمقراطيا .
الحقيقة السادسة :ان الثورة عندما تعسكرت وتحولت الى ثورة مسلحة وهو ما كان يسعى اليه النظام ،ابتعدت عن مسارها الديمقراطي ، المدني السلمي وتأدلجت وأخذت طابعا دينيا اسلاميا ،وهذا ما هيأ التربة الخصبة لتغلغل أدوات النظام وعملائه في جسم الثورة ، وكذلك العناصر الجهادية المتطرفة المخترقة من قبل الكثير من الأجهزة الاستخباراتية الدولية والإقليمية مثل ايران وغيرها ، وهذا ما أساء كثيرا الى الثورة وشوه صورتها التي كانت ناصعة جدا .
الحقيقة السابعة : ان الثورة السورية أسقطت القناع عن وجوه الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا التي كانت تتشدق بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان ،وظهر جليا ان هذه الدول التي تشكل المجتمع الدولي تفتقد الى الأخلاق ولا يهمها سوى مصالحها .
الحقيقة الأولى :أن الشعب السوري خرج من القمقم وكسر حاجز الخوف وتحول الخوف الى الجهة المقابلة أي ان السلطة أصبحت هي الخائفة رغم ما تملكه من قوة وما تمارسه من قمع وعنف وتدمير لا مثيل له .
الحقيقة الثانية :ان الشعب السوري كان يسعى من وراء ثورته هذه الى نيل الحرية والكرامة اللتان سلبهما منه النظام ،وهي لم تكن مؤامرة خارجية كما ادعى ، للاستخفاف بالشعب ومطالبه .
الحقيقة الثالثة :ان هذه الثورة كانت شعبية وليست مؤد لجة مدنية وليست دينية ،سلمية وليست عنفيه وان تعسكرت بعد الانشقاقات ، التي حصلت في جيش النظام ، هؤلاء المنشقين أرادوا الوقوف في المكان الصحيح وهو حماية الشعب الأعزل .
الحقيقة الرابعة: ان هذه الثورة كانت وطنية في بداياتها ولم تكن طائفية وهي تجاوزت الانقسامات المجتمعية ،فكانت ثورة لكل السوريين ،بجميع مكوناتهم ،التي برهنت على انتمائها الوطني الراسخ وتمسكها بالهوية السورية الجامعة ،مع حفاظها على خصوصياتها .
الحقيقة الخامسة :ان الثورة قامت من أجل صياغة عقد اجتماعي جديد يستند الى قيم الحرية والعدالة والتعددية والتشاركية والمساواة ، باعتبار هذه المبادئ القسم المشترك الانساني لأي نظام ديمقراطي ، ويكون هذا العقد مستمدا من الشرعية الدولية لحقوق الانسان التي تقر بحقوق الأفراد والأقليات وحقوق الشعوب الأصيلة مثل الشعب الكردي ، ولعل قوى الثورة كانت تدرك هذه الأمور ، وبأن سورية فيها تنوع قومي وديني ومذهبي وثقافي ، ويجب أن تأخذ هذه المكونات حقوقها كاملة ويتم تثبيت ذلك في الدستور، وإلا الثورة لن تكون ديمقراطية لأن من يخالف الأسس الديمقراطية لن يكون ديمقراطيا .
الحقيقة السادسة :ان الثورة عندما تعسكرت وتحولت الى ثورة مسلحة وهو ما كان يسعى اليه النظام ،ابتعدت عن مسارها الديمقراطي ، المدني السلمي وتأدلجت وأخذت طابعا دينيا اسلاميا ،وهذا ما هيأ التربة الخصبة لتغلغل أدوات النظام وعملائه في جسم الثورة ، وكذلك العناصر الجهادية المتطرفة المخترقة من قبل الكثير من الأجهزة الاستخباراتية الدولية والإقليمية مثل ايران وغيرها ، وهذا ما أساء كثيرا الى الثورة وشوه صورتها التي كانت ناصعة جدا .
الحقيقة السابعة : ان الثورة السورية أسقطت القناع عن وجوه الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا التي كانت تتشدق بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان ،وظهر جليا ان هذه الدول التي تشكل المجتمع الدولي تفتقد الى الأخلاق ولا يهمها سوى مصالحها .
الحقيقة والدلالة الثامنة :ان التغيير قادم الى سورية فهو بات مطلبا لكل السوريين وهم مصممين على تحقيقه مهما كلف ذلك من تضحيات ومهما تأخر ومهما حاولت السلطة ان توقفه بالقوة ومهما لقي النظام من دعم عسكري ومادي وسياسي من حلفائه (روسيا –الصين –ايران وملحقاتها) فانه لن يستطيع كسر ارادة الشعب السوري ، لأن هذه الثورة هي جزء من قانون طبيعي لصيرورة التطور التاريخي لمجتمعنا ،والنظام الدكتاتوري الاستبدادي مصيره الى زوال .