افتتاحية الوحـدة *
رغم دخوله عامه الرابع وسط ركام الدمار والفظائع ، لم يعد المشهد السوري يتصدر العناوين السياسية أو يحظى باهتمام مفترض من لدن القوى الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، حيث بات فاقعاً التعايش مع إدارة واستمرار الأزمة ، مصحوباً باتساع عمق وشمولية المأساة التي يعانيها السوريون بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم الدينية والقومية والسياسية .
لا مبالغة في القول بأن النظام يبقى هو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع ، ولكن هذا لا ينفي حقيقة المسؤولية التاريخية لقوى المعارضة السورية التي راهن البعض منها – منذ البدايات – على مسعى ومغامرة استجلاب تدخل عسكري خارجي ، واستسهال عسكرة انتفاضة الشعب السوري السلمية ، وتحميلها وزر وأعباء التسلح بموجب حجج وذرائع أبرزها ( العين بالعين… والقضية لا تحل إلا بالقوة ) ، وكذلك تشجيع وإفساح المجال واسعاً أمام نفوذ وأنشطة جماعات الإسلام السياسي المتشدد ، من بين أبرزها تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام التكفيري التفجيري ومثيلاته ، التي لطالما شنت هجمات عسكرية متكررة ضد مناطق عفرين والجزيرة ، وتجهد اليوم لفرض حصار على منطقة كوباني (عين العرب) والإجهاز عليها ، … وذلك بهدف إفراغ المناطق الكردية من سكانها الأصليين ، خدمةً لمآرب غلاة الشوفينيين على اختلاف تلاوينهم ، وضرب السلم الأهلي وحالة الأمان النسبي التي اتسمت بها المناطق الكردية من شمال سوريا . فعلى مرّ ثلاثة أعوام انقضت من عمر سوريا الجريحة ، واصل الكرد بوجه عام تمسكهم الثابت بنهجهم السلمي ، مما أثار ويثير تحامل وحنق جهات لا تزال تراهن متهافتةً وراء وعود وتدخل من الخارج ، قد يقلب موازين القوى تحت رايات ( الجهاد والثورة ) ويولد مزيداً من الفوضى والقتل والدمار في أرجاء البلد ، وهذا ما ينبذه شعبنا الكردي وكل من تعزّ عليه حرية وكرامة الإنسان .
* جريدة الوحـدة – العدد / 247 – 248 / – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )