بلاغ صادر عن الاجتماع الموسع لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )

في أواخر كانون الأول 2014 عقدت الهيئة القيادية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا اجتماعها الموسع ، حضره مندوبوا كافة دوائر التنظيم في الداخل والخارج ، جرى خلاله تدارس أبرز القضايا والمسائل وسط شعور بالمسؤولية وجوٍ من الشفافية ، تصدرها قرار الحضور بتسمية الاجتماع بـ ( كـوباني ) تضامناً مع أبناء وبنات كوباني وتثميناً للتضحيات الكبيرة لوحدات حماية الشعب ودورها المشهود في الدفاع ضد إرهاب تنظيم الدولة ( داعش ) وهجماته المتتالية ضد منطقة كوباني ( عين العرب ) الكردية السورية ، ولدى تناول الوضع المأساوي القائم في البلاد ، أكد الاجتماع أن ما تشهده سوريا من فظائع وأزمات يتحمل مسؤوليتها نظام القمع والاستبداد وخياره الأمني – العسكري في معالجة الأمور ، مما نجم عنه مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعاقين والملايين من النازحين والمهجرين ،
 لينتعش في سياقه أشد قوى الإسلام السياسي تطرفاً وإرهاباً ، ويتوسع نفوذه وتتضاعف قواته وأدواته خصوصاً بعد إعلان دولة الخلافة في الموصل والتهافت على مبايعتها ليس في الجانبين العراقي والسوري فحسب ، بل ولدى العديد من الأوساط الإسلاموية على الصعيدين العربي – الإقليمي والدولي ترافقاً مع استمرار توافد عناصر جهادية من بلدان أوروبية للمشاركة في أعمال تنظيم الدولة وأنشطتها المتفرعة ، بحيث بات يشكل الخطر الداهم والأساس الذي يهدد وجود ومصالح الجميع ، مما يتطلب تضافر كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتطويق تمدده والعمل على دحره .
من جانب آخر ، أشار الاجتماع بأن لا حلَّ عسكرياً للأزمة السورية وأن الخيار الأسلم والأفضل يبقى كامناً في متابعة واعتماد سبل ومساعي إيجاد حل سياسي سلمي بإشراف دولي بما يضمن وقف نزيف الدم والدمار ، ويخدم طموحات الشعب السوري في حياة آمنة ، حرّة وكريمة ، مما يقتضي تآلف كتل وأطياف المعارضة الوطنية التي يبقى حزبنا يشكل جزءاً حيوياً منها ، وهنا تترتب على إطار الائتلاف – الذي يعد العنوان الأشهر للمعارضة – مسؤولية تاريخية في تحمل الأعباء ،  بغية استعادة مصداقيته في الداخل السوري ، انطلاقاً من الشفافية في العمل والتوجهات ، ونبذ الرهان على العسكرة أو تدخل خارجي لا يحمد عقباه.
وفي مجال واقع الحركة الكردية في سوريا وما تعانيه المناطق الكردية من حصار خانق وهجمات غادرة متكررة على يد داعش وأخواتها ، وضرورات التلاقي ووحدة الصفوف في معترك المواجهة في هكذا مرحلة عصيبة ، أكد الحضور على التمسك الثابت بما تتضمنه اتفاقية دهوك التاريخية الموقعة بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM بتاريخ 22/ 10 /2014 برعاية رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني ، والتي كان لحزبنا وسكرتيره دوراً ملحوظاً في التحضير للاتفاقية تلك والسهر على إنجازها ، والتي حظيت بمباركةٍ من قبل جميع الأحزاب والقوى الكردستانية بما فيها برلمان الإقليم ومنظومة المجتمع الكردستاني KCK وكذلك أصدقاءٌ كثر وأوساط من المعارضة السورية ذات التوجهات الديمقراطية .
وفي معرض تناول الوضع الذي يعانيه المجلس الوطني الكردي والحالات التي مرّت بها من نزعات وأمراض حزبوية وترهل وسوء تقدير ، أكد الاجتماع بأن القرار الذي صدر مؤخراً باسم المجلس والقاضي بإبعاد حزبنا وحزبين آخرين عنه جاء متسرعاً ومؤسفاً ، كونه يفتقد أدنى شعور بالمسؤولية حيال هكذا مرحلة عصيبة ، وإن مسعى أصحاب ذلك القرار المجحف في الترويج لمزاعم واتهامات تهدف للنيل من مصداقية حزبنا ودوره الإيجابي المعروف لدى معظم الأوساط الكردية والكردستانية يرمي أساساً إلى تجميد اتفاقية دهوك وإعاقة تنفيذ مضامينها .
من جانب آخر أكد الاجتماع على ضرورات التعامل الإيجابي مع الإدارة الذاتية القائمة وذلك وفق فحوى ومضامين اتفاقية دهوك ، وعلى قاعدة الشراكة الفعلية في تحمل المسؤولية دفاعاً عن وخدمةً لقضايا الشعب اليومية والمصيرية والإسهام في ملئ الفراغ الإداري وممارسة حق وواجب الدفاع عن أمن وسلامة المناطق الكردية وتحقيق تآلف ووحـدة الصف على مستوى كل قرية وناحية ومنطقة .
وفي الجانب القومي الكردستاني ومناهضة الإرهاب ، أبدى الاجتماع تفاؤله إزاء حملة التضامن الكردستاني والعالمي مع أهلنا في كوباني ودور البيشمه ركة و HPG في الوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب ( YPG – YPJ ) ضد تمدد داعش وهجماتها الوحشية التي سبق وأن مارستها بأبشع صورها ضد الكرد الإزديين في جبال سنجار لتصل عملياً إلى مستوى قتل جماعي وحرب إبادة ( جينوسايد ) بحق طائفة معينة من السكان .
وفي سياق تقييم سياسة الحزب وتوجهاته في الفترة ما بعد المؤتمر السابع نيسان 2013 ، أشاد الحضور بواقعية مواقف الحزب ومصداقيته وصحة تقديراته إلى حد كبير ، كما يشهد له الكثيرون ، إلا أنه وفي الوقت ذاته سجل الاجتماع انتقاده لأداء الهيئة القيادية لما شابه من ضعف وخمول ، حيث أجمع الحضور على تدارك متغيرات الظرف الأمني – السياسي للبلاد وعلى ضرورة استمرار العمل وتعزيز دور وفاعلية الحزب ، فتم تعليق العمل ببعضٍ من مواد النظام الداخلي للحزب ، واتخاذ تدابير تنظيمية أخرى مناسبة .
اختتم الاجتماع جلساته بنجاح ، مؤكداً على المضي قدماً دون تردد في مواصلة العمل بين صفوف الشعب رغم كل العوائق والصعاب ، وذلك دفاعاً عن عدالة القضية القومية الديمقراطية لشعبنا ، ومن أجل السلم والحرية والمساواة.

المجد والخلود لشهداء الحرية والكرامة …

المجد والخلود لشهداء كوباني …

عفرين 30 / 12 / 2014

الهيئة القيادية

لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف   منذ 2011، فتحت تركيا أبوابها للسوريين، ليس دعماً لهم، بل لاستغلال نزوحهم، على أكثر من صعيد، متوهمةً أن سقوط النظام لن يطول. استقبلت الأيدي العاملة، بأجور جد زهيدة، و استغلتهم عبر أساليب مشينة، واستفادت من ضخّ المساعدات الدولية الممنوحة للسوريين، بينما اضطر رجال الأعمال إلى نقل مصانعهم إلى هناك، لاستمرار معيشتهم وديمومة حياتهم، ما عزّز الاقتصاد…

في إطار الاهتمام العالمي بالقضية الكردية عامّةً، وفي سوريا على وجه الخصوص، بعد الأحداث الدامية في 12 آذار 2004م، ازداد اهتمام العواصم الأوروبية بقضيتنا الكردية؛ فأوفدتْ مندوبين عنها إلى الجزيرة من قبل الاتحاد الأوروبي والقارة الأمريكية (كندا)، وذلك للوقوف على الحقائق كما هي في أرض الواقع؛ بغية الوصول إلى رسم تصوّرٍ واضحٍ ومباشرٍ لوضع الشعب الكردي في سوريا ومعاناته الاجتماعية…

ماهين شيخاني كان يكبرنا سناً ومحل احترام وتقدير لدينا جميعاً وفي المؤتمر (……) كان بيني وبينه وسادة، لمحته ينظر لوجوه المؤتمرين، هامسته : هل أكملت جدول الانتخاب ..؟. أجاب: مازال قائمتي بحاجة الى بعض المرشحين ..؟!. وضعت ورقتي المليئة بالأسماء التي انتخبتهم حسب قناعتي بهم على الوسادة أمامه، تفضل ..؟. نظر أليَّ باستغراب، رغم ثقته بي ووضع…

صلاح بدرالدين   منذ عدة أعوام ولم تنفك وسائل اعلام أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) – ب ي د و انكسي – تنشر تباعا عن تدخل وسطاء دوليين لتقريب الطرفين عن بعضهما البعض ، والاشراف على ابرام اتفاقية كردية – كردية ، وانهاء عقود من حالة الانقسام في الصف الكردي السوري !!، من دون توضيح أسس ، وبنود ذلك الاتفاق…