بلاغ صادر عن اجتماع المجلس المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا

في 1272014عقد المجلس المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا ،الذي يضم بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية ، مسئولي اللجان المنطقية في منظمات الحزب ، اجتماعه الاعتيادي وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية ، شهداء الحرية والكرامة وشهداء الكورد ، تناول الاجتماع النقاط الواردة في جدول عمله ،والتي تمحورت حول الوضع السياسي والتنظيمي والإعلامي وحياة الحزب الداخلية .
في المجال السياسي درس المجلس  الأزمة التي تعيشها البلاد بعد ثلاث سنوات ونيف من عمر الثورة السورية التي اندلعت تحت شعارات سلمية ،وأهداف وطنية ديمقراطية مناهضة للاستبداد والدكتاتورية ،مافتئ النظام على استجرارها إلى حمل السلاح ، أمام آلته العسكرية الضخمة والتي لا مثيل لها  به ،مما أفسح المجال لمجاميع مسلحة ظلامية ودخيلة من أن تنال من بريق الثورة وتشوه صورتها ألأمام الرأي العام الذي سرعان ما تعاطف معها ، لتصبح البلاد ساحة لأجندات وصراعات بعيدة عن مصالح الشعب السوري وثقافته ،ومع تواصل الدعم الكامل للنظام من قبل حلفائه ،استطاع أن يعيد سيطرته الميدانية والأمنية على العديد من المناطق ويزيد من مأساة السوريين أمام صمت المجتمع الدولي وتلكؤ الدول التي قدمت نفسها كداعمة للثورة السورية ،ومع التطورات الحادة التي شهدتها المنطقة وامتداد داعش في الجوار العراقي ،وخوف بعض الدول التي لها نفس المناخات السورية والعراقية ،تزداد المخاوف من مقايضات قد تحول الأزمة السورية إلى أزمة إنسانية  لاتمس جوهر ما قام من أجله الشعب السوري ،بإنهاء الاستبداد والإتيان بالبديل الديمقراطي مما يضع  المعارضة الوطنية بكل تلاوينها وأطيافها  أمام مسئولية تاريخية لمراجعة نقدية أمام فشلها اعتماد رؤية واضحة لسوريا المستقبل بعيدا عن أدلجاتها القوموية والدينية والمذهبية وثوابتها التي عفا عليها الزمن .وتقر بحقوق المكونات وحقوق الإنسان، وتتبنى الخيار السياسي كخيار استراتيجي وتعمل على توفير مستلزماته. ورأى المجلس إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الوطنية تقع على عاتقها أولا تحقيق تلك المستلزمات بدل انشغالها بالأمور الإجرائية والتجاذبات السياسية ، كما أكد على ضرورة إيفاء الائتلاف بالتزاماته حيال الوثيقة المبرمة بينه وبين المجلس الوطني الكردي وعدم المماطلة والقفز عليها .
أكد المجلس صواب النهج الذي تبنته الحركة الوطنية الكردية وفي مقدمتها المجلس الوطني الكردي بالحفاظ على السلم الأهلي في المناطق الكردية والنأي بها عن العنف والخراب والدمار وبالرغم من ذلك فإنها تتعرض لحصار جائر من قبل النظام ومن قبل المجموعات المسلحة التكفيرية وكذلك إغلاق تركيا للمعابر والمنافذ الحدودية المتاخمة للمناطق الكردية والاعتداء على من يلوذون إليها وأحيانا إلى قتلهم وقيامها بأعمال إجرامية بحق المواطنين الكورد وخاصة في كوباني وريفها
لقد كان قيام دولة كردية حلم كل كردي ،وحقا مشروعا وفق كل العهود والمواثيق الدولية التي تقر بحق تقرير المصير لكل شعب. ولعل هذا الحلم وجدت أرضيته الملائمة في كردستان العراق منذ التسعينات من القرن الماضي، إلا إن قيادة الإقليم جسدت هذا الحق في عراق اتحادي ينعم فيه إقليم كردستان بالفدرالية، وأصبح الإقليم نموذجا للتطور والديمقراطية الصاعدة ، لكن حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في العراق طيلة الأعوام الماضية ونزوع المالكي نحو الدكتاتورية وتفرده بالحكم وتعطيله للدستور خاصة المادة 140 ، وما جرى باحتلال داعش وقوى أخرى لمناطق شاسعة من العراق متاخمة لحدود كردستان، كل ذلك أدى بقيادة الإقليم وحكومتها إلى اتخاذ قرار الدخول إلى كركوك والمناطق الكردستانية المتنازع عليها وطرح ممارسة حقه في تقرير المصير بناء على استفتاء شعبي وكلف البرلمان بالتحضير لذلك ، إن قيادة إقليم كردستان وما عرف عنها بالحكمة والاتزان هي الأجدر بتقدير الوضع واتخاذ القرار الصائب الذي يخدم شعب كردستان والأمن والاستقرار في العرق والمنطقة .
أكد المجلس المركزي مرة أخرى على أهمية المجلس الوطني الكردي كعنوان قومي وعلى ضرورة تفعيل آليات عمله وتجاوز العقبات التي تعترض سبيل ذلك بتوافق كل مكوناته ، كما أكد على ضرورة رأب الصدع بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غربي كردستان وتوفير المناخات المناسبة لإطلاق حوار جاد ومسؤول بينهما ،يحقق وحدة الموقف والصف الكردي في هذه الظروف الصعبة .
نظرا ما للإعلام من أهمية بالغة في النضال ، فقد أكد المجلس المركزي على بذل الجهود لتحسين الوضع الإعلامي للحزب ، والارتقاء به نحو الأفضل . كما اتخذ جملة من القرارات والتدابير التي من شأنها تطوير أداء الحزب السياسي والجماهيري ، وتعديل بعض بنود النظام الداخلي بما يساهم في تطوير آليات العمل حسب ما نصت عليه قرارات المؤتمر الحادي عشر للحزب
المجلس المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا

قامشلو 1772014

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…