الكورد منخرطون في الائتلاف الوطني السوري من خلال المجلس الوطني الكوردي، وباعتبارك نائباً لرئيس الائتلاف، كيف تقيّم نشاط الكورد في الائتلاف؟
نشاط الكورد في الائتلاف مقبول، وطموحنا ان يكون النشاط اكثر، ولكن العراقيل التي تعترض نشاطنا، واداءنا ليس لها علاقة بالائتلاف، ولا ممثلي المجلس في الائتلاف، بل ببطء وعدم استجابة المجلس الوطني الكوردي للعديد من المسائل التي يتطلب الاستجابة لها من المجلس.
ونحن مشاركون في جميع هيئات الائتلاف الرئيسية، حيث أنا أمثل المجلس او الهيئة السياسية التي تضم الى جانبي ممثلين اثنين آخرين، ومعظم اللجان المنبثقة عنها مثل لجنة الرقابة المالية او لجنة الشفافية وغيرها من اللجان، وكذلك يشارك الكورد ضمن معظم الوفود الرئيسية للائتلاف في زياراتها لدول العالم، ونشارك في صناعة القرار بقوة، والعلاقات بين ممثلي المجلس ايجابية حيث نتصرف حيال جميع القضايا المهمة بموقف موحد وصوت واحد
وباتت القضية الكوردية تحظى باهتمام واحترام لدى معظم اعضاء الائتلاف، وهناك من يدافع عن قضيتنا بدرجة لا تقل عن دفاعنا عنه
نعم، التقينا بالرئيس الفرنسي ووزير خارجيته ووزير دفاعه، وبوزراء خارجية كل من بريطانيا اسبانيا المانيا تشيلي لفتشتايغ وقطر والكويت، وبوزراء خارجية الجامعة العربية ومن ضمنهم الامير سعود الفيصل، كما التقينا مع مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تضم مائة وعشرين دولة من ضمنهم وزير خارجية امريكا، كما التقينا من بان كيمون ويمتسورا الممثل الخاص للملف السوري، وبالسيدة فاليري اموس مسؤولة الاغاثة في الامم المتحدة، ومع ويندي تشرمان نائبة كيري، التقينا عدة مرات مع السيد روبستاين السفير الامريكي المسؤول عن الملف السوري، والتقينا بوفد من البنتاغون، وكذلك بالسيد جون ألن المنسق الخاص للمشروع الأمريكي بتدريب وتسليح المعارضة، التقينا بالسيدة سوزان رايس مستشارة الامن القومي الامريكية
كان ملف كوباني حاضراً في جميع اللقاءات، وكذلك الملف السوري بشكل عام. وكلمة السيد البحرة في الامم المتحدة امام اصدقاء الشعب السوري وامام وزراء خارجية الدول العربية فيها تأكيد على حقوق المكونات من عرب وكورد وسريان اشوريين وتركمان، وكذلك الديانة الايزيدية الى جانب الاسلام والمسيحية.
ويمكن هنا ان اوضح نقطتين الاولى فيما يتعلق بالإغاثة لكوباني، اكد كل من وزير خارجية قطر ومسؤولة ملف الاغاثة فاليري اموس، انهما سيتصلان حالاً بمكاتبهما في غازي عينتاب للقيام بما يلزم اضافة الى وعود من معظم الذين التقينا معهم
والنقطة الثانية اننا اخبرنا امريكا بان سقوط كوباني بيد داعش سيكون له تداعيات سلبية جدا على الصعيد السياسي الكوردي، ويجب منع حصوله.
أفضل صيغة هي الدولة الاتحادية لعدة أسباب نذكر منها: التنوع القومي والثقافي والديني في سوريا، بسبب فقدان الثقة بين العديد من مكوناته واستحالة تعايشها في دولة مركزية، ولمنع عودة الاستبداد والدكتاتورية.
إن الصيغة الفيدرالية تشكل إحدى ضمانات منع عودة الدكتاتورية، ولكن لاتزال لم تجد طريقها الى القبول لدى الائتلاف او القوى الاخرى خارج الائتلاف، وهذه مهمة تقع على عاتقنا، وسنبذل جهوداً اضافية لإقناع الائتلاف والمؤسسات التابعة لها بان افضل صيغة لسوريا المستقبل هي الدولة الاتحادية لان هذا الشكل تمثل نموذجا ناجحاً على المستوى العالمي.
ان ضرب داعش هو قرار ايجابي لأن داعش من اكثر المنظمات الارهابية تطرفاً، ولكن لا يمكن مكافحة الارهاب في سوريا والعراق الا اذا ترافق بتحولات ديمقراطية حقيقية.
هذه التحولات التي بدأت في العراق وان كانت شكلية حتى الان اذ يجب ان يثبت العبادي انه شخصية مستقلة وانه لكل العراقيين، وينفذ اجندة وسياسات تنطلق من المصلحة العراقية بكافة مكوناتها.
وفي سوريا لن يتحقق تلك التحولات إلا من خلال حل سياسي يفضي الى رحيل الاسد وزمرته عن السلطة، والاتيان ببديل ديمقراطي حقيقي، ومن المهم تجفيف منابع الارهاب المالية ونشر ثقافة التعايش وقبول الاخر المختلف قومياً ودينياً ومذهبياً.
أما الشق الثاني من السؤال حول امكانية حزب الاتحاد الديمقراطي لصالح مسلم بتأمين تطلعات الشعب الكوردي فإنه وحزبه يعتبرون القضايا القومية قضايا متخلفة وقد تجاوزها الزمن، وباتت جزءاً من الماضي، وهم يعتبرون انفسهم ممثلي الامة الديمقراطية. هذا المفهوم الذي لا يوجد له اي معنى او تعريف في القاموس السياسي ولا يوجد لها اي تجربة في الواقع في العالم، كما ان عقدهم الاجتماعي الذي اصدروه لتنظيم الحياة السياسية في الكانتونات التي اعلنوها خال من اية حقوق قومية للكرد.
وهذه الكانتونات ليس لها اية علاقة بحقوق الكورد بل تم تقزيم واختزال تلك الحقوق في قضايا ادارية بحتة، ويرأسها مندوب سلطوي وهو حميدي دهام الهادي، هم يقولون نحن نمثل الامة الديمقراطية، ولا يقولون إننا نمثل الشعب الكوردي، وندافع عن حقوقه القومية شعاراتهم وبرامجهم واضحة تنطلق من مبادئ تستند الى ما يسمونه الامة الديمقراطية.
بكل وضوح محنة كوباني هي جزء من محنة الشعب السوري بمختلف مكوناته، نحن الكورد نتعاطف مع كوباني اكثر وهذا حق وواجب، ولكن يجب أن نتعاطف بنفس القدر مع محنة كل السوريين، هناك حلول مؤقتة وحلول نهائية.
الحل المؤقت هو تحرير كوباني من داعش، وطرده خارج حدود المنطقة والسماح لأهل كوباني بالعودة لديارهم وتأمين مستلزمات المعيشة لهم من أمان وسكن ومواد غذائية وطبية وغيرها، لأن معظم المنازل قد دمرت، وما لم يدمر منها لم تعد قابلاً للسكن، كما ان معظم السكان قد فقدوا مصدر رزقهم مؤقتا او نهائياً.
اما الحل النهائي فيكمن في رحيل الاستبداد والدكتاتورية، وتحقيق البديل الديمقراطي ومكافحة الارهاب، وتحقيق الأمان في سوريا، واعادة الاعمار لكوباني وتعويض المتضررين وتحقيق التحول الديمقراطي في سوريا من خلال بناء سوريا الجديدة ذات النظام نصف الرئاسي ودولة اتحادية ودستور علماني، اما الحلول الاخرى فهي مؤقتة وذات جدوى ضعيفة، ولكن لا بد منها.
اعتقد ان اي محلل سياسي ومتابع للوضع السوري سيدرك الحقيقة التالية:
ان للاتحاد الديمقراطي علاقات مع النظام، وقد شكّل قوته نتيجة تلك العلاقة، كما أن النظام قد خرق داعش لدرجة كبيرة، وسمح له بالنمو ليهدد به العالم، ويقدم على أنه البديل للنظام، ومنذ أكثر من شهرين يحاول الاتحاد الديمقراطي قطع علاقاته مع النظام والانضمام الى التحالف الدولي الجديد، لذلك اعتقد ان ما يجري في كوباني هو بتخطيط من النظام وتنفيذ من داعش لمعاقبة الاتحاد الديمقراطي على محاولاته إنهاء علاقاته مع النظام والخروج من عباءته، وهو في نفس الوقت معاقبة الشعب الكوردي الذي لم ينجح النظام في تدجينه بل حدد خياره ليكون جزءاً من الثورة السورية منذ انطلاقتها، وشارك أهالي كوباني بفعالية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام، وكذلك تحول مدينة كوباني الى مأوى للفارين من بطش النظام لكل هذه العوامل اعلنت داعش الحرب على كوباني بتحريض من النظام.
ولكن رغم حجم المأساة والدمار فان أهالي كوباني ينادون بأعلى اصواتهم لا لإرهاب الأسد ولا لإرهاب داعش، وبقوا صامدين على موقفهم البطولي.
مع الأسف من الصعب جداً تحقيق ذلك، ففي السابق طالبنا بتدريب قوات مسلحة عائدة للحزب، ولكن تم تدريب قوات مختلطة، لا نستطيع نحن كحزب قيادتها وإدارتها لأنها لا تخضع لنا، وفي المقابل دُرّبت، وأُهّلت المئات من الكوادر الحزبية من الداخل عسكرياً ممن أدوا الخدمة العسكرية، وتم اعداد قوائم بالآلاف ممن ابدوا استعدادهم بل ورغبتهم الشديدة في حمل السلاح للدفاع عن الشعب الكوردي وقضيته.
وقد أنجزنا تنظيم العديد من التشكيلات العسكرية كل ذلك بمساعدة حلفائنا في قيادة الاقليم، ولكننا لم ننجح في تأمين السلاح اللازم لتصبح هذه القوات فاعلة وتدخل العمل العسكري فعليا، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أنجز الرفاق في تنظيمي ديريك وجل اغا تنظيماً حوالي الف وستمائة مقاتل من الرفاق والمؤيدين.
وفي عفرين وكوباني تم تدريب وتأهيل المئات من الكوادر العسكرية الذين بدورهم قاموا بتنظيم جداول بالآلاف من المقاتلين المستعدين والقادرين والمؤهلين لحمل السلاح، إلا اننا فشلنا في تأمين السلاح لهم مما أدت إلى تبعثر تلك القوات، وبات من الصعب ان لم يكن من المستحيل إعادة جمعهم بنفس الطريقة السابقة خاصة وان الكثير منهم قد غادر كوردستان سوريا، ثقتهم بوعودنا باتت ضئيلة، والحق يقال، فقد وعدناهم مرات عدة بتأمين السلاح، ولم ننجح فيه لذلك هناك صعوبات حقيقية جدا في ان تكون PDK-S شريكة في هذا التحالف، ونحن قيادة البارتي قبل الوحدة، وأنا شخصياً نتحمّل مسؤولية ذلك، ولكن مع ذلك سنبذل كل جهودنا لنكن جزءاً من البرنامج الامريكي الذي سيتم بموجبه تدريب وتسليح قوات المعارضة المعتدلة، وذلك بالشراكة مع المجلس الوطني الكوردي، ومن خلال الائتلاف وفي هذا الصدد.
ولا بد لي أن أحيي قواعد الحزب وكوادره ولجانه المختلفة التي كانت تتنافس على التدريب من اجل حمل السلاح والدفاع عن الشعب الكوردي وقضيته.
صحيفة” كوردستان” العدد : 499
1-11-2014