ان – الرافضين والمعترضين – محقون تماما عندما يثيرون الشكوك حول شرعية وطبيعة وفد – الائتلاف – المفاوض الذي يفتقر أولا الى أدنى درجات الديموقراطية في حياته الداخلية – التنظيمية كما أظهرت ذلك اجتماعاته الأخيرة في استانبول وانسحاب أكثر من أربعين من أعضائه وعدم اكتمال النصاب القانوني لاصدار القرارات وخاصة حول مسألة المشاركة في جنيف2 وبذلك لن يكون النموذج البديل الأفضل للاستبداد ولن ينجح في نيل الشرعية الثورية– المستعارة – حتى اذا نجح في استحضار أفراد من ضباط الجيش الحر ليضمهم الى وفده الذي لايعبر على أية حال عن الوجه الحقيقي لسوريا الثورة والنضال .
لقد تابع السورييون مسارات تجارب ثورات الربيع في بلدان سبقت ثورتهم وكيف تمكنت قوى الثورة المضادة من الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية من اختطافها في منتصف الطريق وحرفها عن الأهداف الحقيقية والاكتفاء اما بسيطرة حزب أو تيار على مقاليد السلطة كما كانت من دون تفكيكها أو اعتبار إزاحة رئيس مع الإبقاء على بنية النظام وكل دعائمه ومؤسساته بمثابة نهاية مطاف الثورة نعم لقد سرقت القوى التقليدية ثورة الشباب في جميع بلدان الربيع بشكل أو بآخر وبدعم واسناد وتدخل مباشر من القوى الخارجية الإقليمية والدولية حيث تلتقي المواقف السياسية والمصالح كما يظهر الآن وفي أكثر من مكان كيف أستطاعت القوى التقليدية التي لم تشارك الثورة ولم تكن في أولوياتها وبرامجها أن تستثمر تضحيات الشباب وتستغل طاقاتهم الخلاقة وابداعاتهم في الكفاح ضد الاستبداد ومواجهة أجهزة القمع بفعالية وشجاعة ثم الانقلاب عليهم ووأد طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة ووقف اندفاعتهم العفوية تجاه غد أفضل وبناء المستقبل الزاهر .
كيف لايخاف السورييون على ثورتهم وهم يتابعون بقلق تصرفات – المعارضات – وهي بكليتها من التيارات التقليدية بمافيها الاخوان المسلمون وجماعات الإسلام السياسي وغالبيتها من نتاج تربية وثقافة النظام البعثي المستبد عندما تعتبر أنها الوصية على الثورة والناطقة باسمها كيف لايتحذرون وهم يعلمون علم اليقين أن السقف الأقصى لموقف أعضاء وفد – الائتلاف – لايتعدى حكومة انتقالية مؤتلفة وشراكة مع مكونات ومؤسسات وقادة هذا النظام الجائر بالذات كيف لايقلقون عندما يلحظون أن ثوارهم وحراكهم وتنسيقيات شبابهم مبعدون عن مركز قرار المصير والسلم والحرب والحوار بل وأصبح ذلك القرار بأيدي مراكز إقليمية – عبر عدد من الوكلاء – ليست حريصة لا على انتصار الثورة ولاعلى عملية اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي ووحدة البلاد .
الثورة تسعى الى سلام حقيقي في ظل الحرية وليس السلام – الملغوم – في بازار التفاوض مع النظام الجائر .