يا أبناء سورية أم الشهداء والمعذبين والمناضلين من أجل الكرامة والحرية
أيها الشعب السوري العظيم … يا مفخرة الزمان وتاج العصر… نحن لم نعد في حالة ثورة أبدا ولسنا بالتأكيد في طور حرب أهلية كما يزعم البعض ويتمنى البعض الآخر … نحن نتعرض لغزو بربري استباح البلاد باسم الممانعة أحيانا أو ًبادعاءات المحافظة على الأقليات، والعالم كل العالم قبل السوريين صار يدرك أكاذيب النظام وادعاءاته.
وقد عاهدنا الله وشعبنا على أن نمضي بمشروعنا ولو كنا وحدنا… وها نحن كما ترون … دخلنا جنيف2 لمواجهة عبثية نظام الإجرام… وخرجنا بعدما كشفنا زيفه للعالم … وفي الميدان لم نهن ولم يقتصر وقوف مقاتلينا في وجه قوات النظام وعصابات حلفائه، بما يمثلونه من نشاط إرهابي ضد السوريين، بل إن مقاتلي الجيش الحر يقفون اليوم في مواجهة عصابات التطرف، ويقومون بتطهير بيتنا الداخلي من مرتزقة الإرهاب ولاسيما تنظيم دولة العراق والشام “داعش” وسواه، الذي تسلل إلى الصفوف الخلفية للثوار ليطعنهم في الظهر خدمة للنظام، وليخلق أجواء من اليأس والإحباط، وصولاً إلى حد الهزيمة كما يرغب النظام. لكن قوات الجيش الحر والحراك المدني والسلمي الذي يتابعه شبابنا خاصة، وقفوا معاً بقوة في مواجهة المتطرفين مثلما وقفوا في وجه نظام الأسد.
نحن نخوض اليوم حربا شرسة في مواجهة أعداء مجردين من القيم والأخلاق … من عصابات حسن نصر الله الذي أجر دماء شباب حزبه بأبخس الأثمان… إلى مرتزقة النفاق والشقاق الآتين من العراق … وصولا إلى رأس الأفعى في طهران…
أيها القلمونيون… أرادوا أن يحسموا نصرهم في يبرود نوارة القلمون… ورددتم بأعلى الصوت بوجه فاجر العصر والزمان … احفر قبرك في يبرود … وأيضا في الغوطة الحاضنة الحنون لعاصمتنا دمشق . وها هي كلماتكم والعهد … ترجع جثث مرتزقته لتملأ القبور … نقول لكم: إن الدماء ترخص أمام تضحياتكم …
ويجدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية العهد والوعد بالاستمرار في توظيف كل الجهود والإمكانيات خدمة لثوارنا … سواء على مستوى دعمهم في كل ما يقومون به بلا شرط … أو لجهة تأمين مستلزماتهم كافة من دون إبطاء أو تردد… وفي هذا السياق نجدد الطلب إلى أصدقاء الشعب السوري …بضرورة الالتزام الفوري بالوعود المرتبطة بالتسليح النوعي التي قطعوها قبل جنيف وخلاله… ونذكرهم بأن الوقت الذي يحاولون شراءه اليوم بالتسويف … سيكون غدا سيفا على رقبة المنطقة والسلم والأمن في العالم…
أيتها السوريات أيها السوريون:
مما لاشك فيه أن متابعة المعركة العسكرية والسياسية ضد نظام الأسد وجماعات التطرف، أمر لا ينفصل عن مسار آخر يصب في صلب المصلحة الوطنية السورية وفي عمق أهداف ثورة السوريين، وهو الاهتمام بأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية، وهي أجزاء من ملفات، بدأت تتابعها حكومة الائتلاف السورية المؤقتة التي شكلها لمعالجة أحوال ومشاكل السوريين في الداخل وفي الخارج وخاصة في مخيمات اللجوء وأماكن عيش وتواجد السوريين.
وبالتأكيد فإن الائتلاف الوطني لا ينسى ضرورة قيامه بكل الجهود المطلوبة من أجل انفتاح سياسي على الفئات الصامتة خوفاً أو قلقاً على مستقبلها من أجل تطمينها، وتأكيد أن ثورة السوريين في هدفها الأخير مصلحة السوريين جميعا، وليس فئة منهم أيا كانت تلك الفئة، وأيا كان موقعها.
وإن الائتلاف ينطلق من الموقع ذاته، من فئات ساهم تضليل نظام الأسد وكذبه وأجهزته في جعلها فئات مؤيدة للنظام، ومساعدتها في فك ارتباطها مع النظام وأجهزته ومؤسساته، والانتقال إلى صف الشعب في المعركة بين نظام الأسد والسوريين.
أيها السوريون الأحبة … نعرف جيدا حجم المعاناة التي تعيشها كل عائلة شهيد …وكل جريح ومشرد ومكلوم …وكل أم وطفل وشيخ… ونقدر هذه العذابات التي تحفر في القلوب… ونعلم جيدا أن مؤسسات الثورة كل الثورة وعلى رأسها الائتلاف ولو أنه كان عند حسن ظنكم إلا أنه لم يكن على مستوى طموحاتكم … ولكننا نجدد العهد على المضي باستمرار الدعم ما استطعنا إليه سبيلا… مدركين أن الخطأ ملازم للعمل … والذي لا يخطئ هو بالضرورة لا يعمل.
أيها السوريون … ثورتنا محكومة بالنصر … ونظام الإرهاب الكيماوي إلى زوال… المعركة لم تعد طويلة لأننا اجتزنا الجزء الأصعب … وبقي علينا في عض الأصابع ألا نصرخ قبل أن نقطع أصابعهم الممسكة بالزناد…. وما النصر إلا صبر ساعة.
تحية لكل الشهداء، والحرية لكل المعتقلين والكرامة لكل السوريين.