روسيا….سقط القناع عن القناع ..

  نزار عيسى 

النظام الروسي لطالما حاول أن يوهم شعوب العالم بصدق نواياه تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية ويظهرفيها  للمجتمع الدولي بأسره أنه ذاك النظام المثالي المحايد وأن سياستها الخارجية ثابتة لا تتزعزع ولا تتأثر بأية مواقف أوجندات ٍأخرى فهي قائمة على أساس من عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى واحترام سيادتها وأن شعوب تلك الدول هي الوحيدة صاحبة  الحق في تقرير مصير بلدانها واختيار من يحكمها كائنا ً من كان

وهي  ظلت تدعي ذلك كذبا ً ورياء ًمنذ بداية  الثورة في سوريا وبقيت توهم الآخرين بتلك التصريحات والمواقف واستمرت بذلك وبقيت بمثابة جيفة عثرة  في طريق أي قرار دولي وأممي يهدف إلى وقف شلال  الدم في سوريا وإلى قضم أظافر النظام السوري وخلع أنيابه التي تفتك بالشعب السوري يوميا ًوطوال السنوات الثلاث الماضية من عمرثورة الحرية والكرامة الإنسانية في سوريا
فرغم كل تلك الأعمال اللاإنسانية والتي يندى لها جبين البشرية جمعاء استمرت روسيا في تقديم كل اشكال الدعم اللامحدود سواء أكان بالعتاد أوالمال أوالخبراء العسكريين لشريكه في كل عمليات القتل والإجرام والتي ارتقت في الكثير منها إلى مستوى الإبادة الجماعية من قبل النظام السوري
لكن الذي نراه ونسمعه هذه الأيام من مواقف وتصريحات تصدرعن الدبلوماسية الروسية تجاه الجارة والدولة ذات  السيادة أوكرانيا يناقض كل ما ادعاه ويدعيه كذبا ًوضحكا ً على الذقون هذا النظام المافيوي والذي تقوم سياساتها الخارجية على أساس تغليب  مصالح بلادها على أي شيء آخر بعكس ما تروج له كما اسلفت من أن تلك السياسة مبنية على أساسٍ راسخ ٍ ومتين تدعو إلى احترام سيادة الدول الأخرى واحترام إرادة شعوب تلك البلدان في تقرير مصيرها ومستقبل بلدانها
لكن الثورة البيضاء للشعب الاوكراني الرافض للوصاية الروسية على بلاده والتي أدت في نهايتها إلى أسقاط نظام يانكوفيتش الموالي لروسيا  أدى إلى جن جنون روسيا وتخبطها في تصريحاتها المتناقضة وبالتالي تدخلها المباشروغير المباشر  في الشؤون الداخلية لشبه جزيرة القرم والتي تعد جزءا ًمن الدولة الأوكرانية وذلك عبر اسطولها العسكري المتواجد في القرم وكذلك عبر حلفائه ومواليه من سكان الجزيرة  كل تلك الأمور والأحداث المتسارعة كشفت المزيد من الستارعن زيف مواقفها و قبح وجهها الأسود الذي طالما حاولت إخفائه وسط الضباب الأصفر أو تحت ثلوج بلادها لكن عبثا ً تحاول فسرعان ما انقشعت الغيوم الداكنة وأفل  الضباب وذاب الثلج وزالت الغشاوة عن الأعين وافتضح سوء مآربها وفاحت رائحة طبخاتها  النتنة والتي ازكمت أنوف حلفائها واصدقائها قبل خصومها وأعدائها …..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…