«كركوك» على خطى «الموصل»

الأمازيغي: يوسف بويحيى
إنكشفت لعبة حكومة بغداد قبل حدوثها و أكدنا مسبقا أن خطاب “العبادي” بخصوص الإنتصار على “داعش” هو بداية لمرحلة أخرى لظهور داعش جديدة و الفرق بين الاولى و الثانية أن هذه الاخيرة تستهدف كوردستان بكل ثقلها.
كما حدث في معركة “الموصل” و “شنكال” عندما إنسحب الجيش العراقي من على حدودها تاركا كل السلاح و المواقع لقوات داعش التي إتضح في الاخير أنها تكتيك خبيث لتوريط البيشمركة في معركة دامية بين داعش قصد القضاء على الإقليم ،لكن سرعان ما ٱنقلب سحرهم عليهم و كسر البيشمركة جمجمة داعش بسواعد أبطال الكورد ،
نفس الشيء يحدث الآن في “كركوك” بعد أن تداولت بعض وسائل الإعلام الرسمية أن داعش هاجمت على الحشد الشعبي و القوات العراقية من خلالها إستولت على عدة مناطق كانت تحت سيطرة الحشد و القوات العراقية ،كما لم تنفي الوسائل ان الحشد فر تاركا مواقعه و الأسلحة وراءه في قبضة داعش ،الغريب المضحك في هذه المسخرة التي تثبت غباء حكومة بغداد هي كيف لعصابات داعش تملك فقط رشاشات يدوية أن تسحق الحشد الذي يملك أسلحة ثقيلة و فتاكة و مواقع حرب إستراتيجية مهمة مع ترسانة هائلة من الجنود ،زيادة إلى تساؤل موجه إلى السيد “العبادي” على أين كانت داعش هاته بعد أن أجزم أنه طهر العراق من مرتزقة داعش بشكل كلي؟؟ ،تساؤل له إجابتين ؛الأولى أن العبادي جاهل بما يجري في بلاده أو أنه من أنشأ داعش الثانية (الاخيرة هي الحقيقة).
عندما كانت إيران تدبر مكيدة للكورد بخصوص النسخة الثانية لداعش لم تكن تتوقع أبدا ضربة الثورة و الإنتفاضة الغفيرة الداعية لإسقاط نظام “ملالي” و خلافة “ولاية الفقيه” ،كما قلنا منذ عامين على أن الوضع الإيراني على أهبة الإنفجار على جميع المستويات بدون إسثتناء ،كما وضحنا قبلا أن الأنظمة المصنوعة لا تصنعها القوى الغربية حتى تحقنها بمضاداتها ليسهل إقتلاعها عندما تنتهي صلاحيتها.
صدى البركان الإيراني سيزحف إلى “روج هلات” بٱعتبارها الكابوس و الفوهة التي تخشاها إيران ،لذى ليس ببعيد أن تكلف و تحرك أزلامها من تنظيم pkk لقمع و إخماد الثورة الكوردية ،علما أن ذلك ليس بالشيء السهل عن pkk لأنها ثورة شعبية شمولية ضخمة و ليس جزئية كوردية فقط ،كما أن الوضع العراقي بنفسه سينتفض ببركان آخر من طرف ثلثي الشعب الذي يعيش من قمامات النخبة السياسية المتحكمة في إقتصاد العراق ،لن يستطيع نظام العراق و إيران إيقاف الحراك و الثورة الذي يعتبر حقا مشروعا من حق الشعوب المتضررة ان تمارسه ،كما يجب على نظام إيران و العراق إحترام المتظاهرين و عدم إستعمال القوة و السلاح و القتل كما ثرثروا كثيرا بالديموقراطية و الإحترام عقب أحداث “السليمانية”.
أتعجب من قرار pkk في ما جاء على لسان السيد “مراد قريلان” مؤكدا بإستعداد ٱنسحاب قواتهم من “شنكال” ،بمبرر أن pkk لا تريد صداما كوردي كوردي مع البيشمركة ،علما ان البيشمركة إنسحبوا قبلا من “شنكال” تفاديا لنفس المشكل ،مما يطرح تساؤلا إستنكاريا لماذا لا يبقى pkk في شنكال ليدافع على ارواح السكان من داعش التي تتغلغل في كركوك و حدود شنكال حاليا؟؟ كي يشهد العالم بأن pkk حارب لصالح أرواح الشعب ولو لمرة في حياته ،إنسحابه من سنجار دون تسليمها للبيشمركة بديهيا يعني أن pkk سيسلمها لداعش كما فعل الحشد في بعض مناطق كركوك و القوات العراقية في الموصل ،التوقع الأخير هو الصحيح و الأجذر الموحى بتصرفات pkk علما أنهم لم ينسحبوا قبل هجوم داعش بنسختها الثانية على “كركوك” و لماذا قرروا الإنسحاب بعد بداية هجوم داعش.
كثيرا ما يخططون للإيقاع بكوردستان  لكن في الأخير لا يحصدون سوى خيبة الآمال دون ان يفهموا بأن كوردستان اقوى بشعبها و ابطالها أكثر مما يظنون ،زيادة أن المعارك المصيرية للتو بدأت و كوردستان قادمة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…