الاستقلال يرسم حروفه على جبين الشمس

زهرة أحمد
فرضت على كردستان وبموجب اتفاقيات دولية خارطة انقسامية جائرة قسمت كردستان وبدون إرادة شعبها بين أربع دول مارست حكوماتها المتعاقبة ولا تزال طقوسها القاسية المتجذرة في عنصريتها الاستبدادية في محاولات يائسة لطمس القومية الكردية تعريبا بعثيا وتتريكا وتفريسا، بصورة مباشرة عبر ممارساتها الدكتاتورية مستمدة شرعيتها اللاشرعية من قوانين استثنائية جائرة ومشاريع عنصرية لا تمت بأي صلة للقوانين الدولية ولا حتى للدساتير الداخلية الضامنة لحقوق الإنسان، أو من خلال أذرعها المتآمرة على الحلم الكردي وفيروساتها المتغلغلة في ثنايا الواقع الكردي، أو عبر مؤامرات دنيئة عابرة للحدود الإقليمية والسيادة المزعومة لتلك الدول، جاهدة بكل قواها الظلامية أن تسدل ستاراً أسود على حلم مشروع لشعب نحت تاريخه على قمم الجبال.
جمهورية مهاباد ترجمت نقاء الحلم بحروف من الحقيقة الساطعة على جبين الشمس لتعانق كبرياء قاضي محمد وتنفض عن «جوار جرا» غبار سايكس بيكو وكل المؤامرات المشاركة في تقسيم خارطة كردستان.
ثورة شيخ سعيد وجبال آرارات زعزعت عروش الاضطهاد اللامحدود. تاريخ الثورات البارزانية في كردستان العراق رسمت بنور مبادئها ومشروعية حقوقها تاريخ المجد لتنسج بخيوط النضال خارطة كردستان الخارقة للحدود.
أما انتفاضة قامشلو المقدسة بقدسية شهدائها فقد أضافت سطورا ثورية لتاريخ الشعب المناضل بالرغم من نيران الاستبداد، فالحركة التحررية الكردية في كردستان سوريا كانت ولاتزال حاملة للمشروع القومي، ونصالها لخدمة القضية الكردية العادلة.
وفي كوباني عانق دم الشهيد البيشمركة زيرفان مزوري دماء شهداء بيشمركة روج آفا في كردستان العراق لتزيل بقدسيتها حدوداً رسمت لغايات ومصالح دولية عابرة لآمال الشعوب.
والآن وفي هذه المرحلة المصيرية حروف الاستقلال تشع بمنجزات سياسية وعسكرية.
سجل الثورات البارزانية وضعت ركائز لاستراتيجية الاستقلال لمجد شعب لم يفنَ بحملات الأنفال وكيماوي البعث.
أسطورة الجبل “البارزاني” تترجم حروف نهجه بكل اللغات العالمية والرئيس مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان يستقبل كرئيس دولة مستقلة، استطاع بسياسته الحكيمة ودبلوماسيته الناجحة أن يحصل على وعود واتفاقيات ستترجم الى اعترافات ترضخ لإرادة الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه وفق مواثيق دولية ساهمت تلك الدول في وضع بنيانها وأولى ركائزها.
الجولات الدبلوماسية الناجحة من قبل مهندسيها الذين تتلمذوا على نهج الكوردايتي أثمرت بنتائجها الإيجابية لتؤسس لبناء متين لمرحلة قادمة مميزة تحمي الثوابت العليا للشعب الكردي ومصالح كردستان السامية ممثلا لإرادة شعب أراد الحياة في ربوع من  الحرية والكرامة الانسانية بعد أن حجبت عنها شمسها لعقود مظلمة بسواد دكتاتوريتهم واستبداد أنظمتهم.
وما الاتفاقيات الدولية والبروتوكولات الموقعة مع إقليم كردستان العراق بدون الرجوع الى الحكومة الاتحادية مع دول لها الدور المحوري في فك شيفرة الشرق الأوسط وإعادة ترتيب رموزها إلا اعتراف ضمني قانوني بدولة كردستان القادمة على خارطة الشرق الأوسط الجديد.
فالسياسة الدبلوماسية لإقليم كردستان وعلاقاتها المتينة مع المجتمع الدولي أثبتت بأن للشعب الكردي أصدقاء بالإضافة الى الجبال، ساهمت وستساهم في انتعاش كردستان سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلى كافة المجالات لتعترف بالبيشمركة كقوة واقعية قادرة على قهر الإرهاب مهما بلغت ذروته.
وانطلاقا من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ونتيجة للمآسي والجينوسايد التي تعرض لها شعب يملك كافة مقومات الحياة الحرة وكنتيجة حتمية لحركة التطور الطبيعي في المجتمع والحالة السياسية الهادفة الى الانتقال لمرحلة تعتبر الأفضل في التاريخ، انطلاقا من الحاجات والدوافع الذاتية والموضوعية ومرتكزاتها الأساسية تحقيقا لاستراتيجيات رسمت خلودها مبادئ الثورات البارزانية ولونت قيمها الجمعية السامية بدماء الشهداء، تلك مقدمات ضرورية لاستحقاقات قادمة دعمت ركائزها بأمجاد بيشمركة كردستان بقيادة البيشمركة البطل مسعود البارزاني.
كردستان بما تملك من مقومات الدولة الحديثة، من شعب مناضل صامد كجبال كردستان في ظل نظام سياسي بكل تفاصيلها الديمقراطية والقيم السامية للتعايش السلمي وحقوق الانسان، وحدود رسمت تضاريسها بدماء الشهداء مع حدود المادة “140” من دستور العراق المنسية في أرشيف الاقصاء البعثي،
كردستان سترسم حروف الاستقلال على جبين الشمس. لتبقى مشرقة تأبى الغروب.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…