مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – (1)


 صلاح بدرالدين

    في الجزء الأول من اطلالتي على حيثيات وأهداف ونتائج ” مؤتمر التغيير السوري ” الذي انعقد في مدينة – أنتاليا – التركية وشاركت فيه كما شارك أيضا أكثر من ثلاثمائة سورية وسوري من معظم المكونات والتيارات القومية والسياسية بتغطية اعلامية واسعة وجدت من المناسب أن أنشر وثيقتين وهما ” ورقة المبادىء ” و ” كلمة المكون الكردي ” لأنتقل بعد ذلك وفي أجزاء تالية الى تقييم هذا الحدث من جوانبه المختلفة .

   1 –   نص الورقة التي وزعت على أعضاء المؤتمر قبل وخلال بدء الجلسات

ورقة مبادىء التوافق الوطني السوري
لقاء – أنتاليا – تركيا 
  31 5 الى 1 – 3 6 2011  

تقديم : صلاح بدرالدين

1 –  الانتفاضة الوطنية السلمية المندلعة منذ أواسط آذار المنصرم في مختلف المناطق والمدن والبلدات السورية والمجمعة على شعار – الشعب يريد اسقاط النظام – هي مصدر الشرعية الوطنية في المرحلة الراهنة والمنطلق لأي عمل خارج الوطن وكل النشاطات في هذا السياق  ستكون في خدمة الانتفاضة ولن تكون بديلة عنها أو وصية على حاضرها ومستقبلها أو ممثلة رسمية لسياساتها أو مقررة لنهجها .
 2 – مهام الخارج تكمن أساسا باالعمل على توسيع وتعزيز الاجماع الوطني حول الانتفاضة ومدها بالدعم اللازم من أجل انجاز الخطوة الأولية الأهم من أهداف السوريين الراهنة بكل مكوناتهم وهي ازالة نظام الاستبداد .
 3 – العمل في سبيل الحفاظ على نقاوة الجوهر السلمي للانتفاضة الوطنية وترسيخ قاعدتها الشعبية وبذل الجهود وكل من موقعه في تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين الكتل والمجموعات الشبابية الناشطة في جميع المناطق والمواقع .
 4 – وفاء لدماء الشهداء ولمعاناة المعتقلين والمختطفين والملاحقين وتوفيرا لشروط الانتصار وحرصا على مستقبل الوطن وسيادته والوحدة الوطنية للشعب السوري وحفاظا على استمرارية الانتفاضة ودحرا لكل مخططات نظام الاستبداد في بث الفرقة والانقسام على كل الوطنيين السوريين في الداخل والخارج من ( تنظيمات وجماعات ومؤسسات وأفراد ) التعهد أمام الله والشعب والتاريخ بعدم الاقدام على أية محاولات تؤدي الى فرض أجندتها الخاصة من عصبيات قومية ودينية ومذهبية أو استخدام الانتفاضة لأغراض جانبية فالمقدمة الأولية للهدف الأساسي هي كما ذكر أعلاه اسقاط النظام .


 5 – لقاء – أنتاليا – يضم ناشطات وناشطين اجتمعوا كأفراد ومنحدرون من مختلف المكونات والأطياف وعاملون في سائر التيارات الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية وفي مؤسسات الاعلام ومنظمات حقوق الانسان الذين تنادوا جميعا من أجل التشاور والوقوف على تطورات القضية السورية ومناقشة أفضل السبل لنصرة الانتفاضة الوطنية كمهمة رئيسية أولى .
 6 – المجالات الأساسية للعمل الخارجي لنصرة الانتفاضة في بلدان العالم قاطبة هي : شرح القضية السورية وأهداف الانتفاضة ومساوىء ومخاطر منظومة الاستبداد الأمنية الحاكمة وجرائمها أمام الرأي العام العالمي والاقليمي والتواصل بهذا الشأن مع وسائل الاعلام وحركات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان والمؤسسات البرلمانية في بلدان الجوار السوري خصوصا واقليم الشرق الأوسط والعالم عموما وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والتواصل مع العهد الجديد في كل من تونس ومصر .
 7 – يهدف الوطنييون السوريين في الداخل والخارج الى ايجاد البديل الوطني المنتخب من الشعب محل نظام الاستبداد ويسعون الى اعادة بناء الدولة السورية المؤسساتية الحديثة واقامة النظام السياسي الديموقراطي التعددي بعد ازالة جميع آثار الاستبداد تنتفي في ظله كافة أشكال الاضطهاد والاقصاء والحرمان والتمييز لأسباب قومية او دينية أو مذهبية وتحترم طموحات كل المكونات الوطنية وتنجز الحل السلمي للقضية الكردية عبر الحوار والتوافق على قاعدة الشراكة المصيرية العادلة وبما يلبي أهداف ومطالب الشعب الكردي المشروعة حسب ارادته الحرة في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة الموحدة .
 8 – انتخاب هيئة (مجلس أو لجنة أو مركز ..) بالتوافق على أن تتمثل فيها كافة المكونات والأطياف والتيارات من 25 عضو .
 9 – تجتمع الهيئة لتنتخب من بين أعضائها خمسة لجان بالشكل التالي :
1 – لجنة تنفيذية للتنسيق من 3 الى 5 أعضاء للتواصل مع شباب الانتفاضة وقادتها الميدانيين بكل المناطق في الداخل والاشراف على أعمال اللجان وادارة النشاطات المشتركة المتكاملة في الخارج .
 2 – لجنة متخصصة لصياغة مشروع الدستور السوري الجديد وطرحه للمناقشة على أن يتضمن حقائق تكوينات المجتمع السوري المتعددة من قومية ودينية ومذهبية وبخاصة المكون الكردي كقومية رئيسية ثانية ويضمن حقوقها ويمكن اعتماد مشروع دستور سوريا الجديد المقدم من الناشط الحقوقي الأستاذ أنور البني نموذجا الى جانب الاستفادة من دساتير الأنظمة الديموقراطية في البلدان المتعددة القوميات مثل (بلجيكا – كندا – الهند – العراق) .
 3 – لجنة مالية للقيام بحملات تبرعات من أجل دعم أهالي الشهداء والمعتقلين والملاحقين وتوفير المستلزمات الضرورية لدعم صمود شباب الانتفاضة .
 4 – لجنة اعلامية لكسر الحصار الاعلامي الذي فرضه النظام والتواصل مع المؤسسات والمنابر الاعلامية العربية والاقليمية والعالمية ومنظمات حقوق الانسان لتوضيح الحقائق والكشف عن جرائم النظام ضد الشعب السوري وتوثيق الأخبار والمعلومات وتوزيعها على أن يتطابق خطابها السياسي مع خطاب الانتفاضة والبحث عن امكانية توفير محطة فضائية خاصة بمتابعة الانتفاضة .


 5 – لجنة سياسية لاعداد الدراسات ومناقشة التطورات الداخلية ومواقف ومخططات النظام تجاه الانتفاضة وتقييم السياسات الاقليمية والدولية بكل مايتعلق بالنظام والشعب السوري والانتفاضة ورفع المقترحات والمشاريع السياسية التي من شأنها تعزيز الحراك المعارض ودحر مخططات نظام الاستبداد .
  مقترحات عامة
   آ – يخصص اليوم الأول للاستماع الى من يريد التحدث بعد انتخاب لجنة ادارة الجلسات ويختتم بانتخاب هيئة  (أو مجلس أو مركز من 25 عضو) وفي اليوم الثاني تبدأ الهيئة أعمالها لاختيار اللجان الخمسة وتحضير ماهو مطلوب من مهام من كل لجنة بما في ذلك البيان الختامي والتوصيات وفي اليوم الثالث والأخير تعرض اللجان انجازاتها ومقترحاتها على الاجتماع العام لنيل الثقة ثم تعقد اللجنة التنفيذية المؤتمر الصحفي أمام وسائل الاعلام لتلاوة البيان وتوضيح الموقف .
   ب – اصدار بيان ختامي عن (المؤتمر أو الكونفرانس أو اللقاء) تصيغها لجنة منتخبة من ثلاثة أعضاء ويعرض على الاجتماع لنيل الموافقة .
   ج –  تقوم كل لجنة بتنظيم عملها وتوزيع مهامها بين أعضائها وتحديد أوقات اجتماعاتها وتشرف اللجنة التنفيذية للتنسيق على أعمال كل اللجان بترتيب اداري متفق عليه وتظل اجتماعات اللجنة التنفيذية مفتوحة والتواصل بين أعضائها مستمر عبر التقنيات الاعلامية الحديثة وتنظم اللجان الأخرى أعمالها حسب ظروفها .
  د –  رئاسة اللجان دورية شهرية بالتناوب بين أعضائها .


 
2 –   كلمة صلاح بدرالدين

    النص الكامل لكلمة المكون الكردي في مؤتمر التغيير السوري – أنتاليا – 31 5 – 3 6 – 2011 , وألقاها بالجلسة الافتتاحية السيد صلاح بدرالدين :
     السيدات والسادة  أيها الحضور الكريم
   ( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد )
 يسرني أن أقف بينكم الآن في هذا اللقاء الوطني بين ممثلي مختلف الأطياف والمكونات والتيارات والشخصيات السياسية لأعبر لكم عن مدى اعتزاز من أمثل بانتفاضة شعبنا العظيم وابداع شبابنا من القامشلي الى درعا ولنقف اجلالا واكبارا أمام دماء شهدائنا الأبرار التي تسقي شجرة الحياة من أجل غد أفضل وحياة سعيدة ووطن لكل بناته وأبنائه وهنا اود التأكيد باسم المكون الكردي في المؤتمر على المبادىء التالية :
 أولا – الانتفاضة الوطنية السلمية المندلعة منذ أكثر من شهرين تحت شعار – الشعب يريد اسقاط النظام – هي مصدر الشرعية الوطنية في هذه المرحلة .
 ثانيا – مهامنا خارج الوطن تكمن في دعم ونصرة الانتفاضة بكل ما يؤدي الى استمراريتها وبما يوفر من مستلزمات الانتصار ونحن هنا وفي جميع المحافل الأخرى يمكن أن نعبر عن أهداف الانتفاضة ونلتزم بارادة شعبنا في الداخل من دون الادعاء بتمثيلها سياسيا أو رسميا أو الوصاية عليها .
 ثالثا – كل المكونات الوطنية السورية من قومية ودينية ومذهبية تشترك بالانتفاضة جنبا الى جنب ويدا بيد لأن مصلحة الجميع تكمن في ازالة الاستبداد واستعادة الكرامة وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل الحرية والمساواة .
 رابعا – هناك اجماع كلي على على الطابع السلمي للانتفاضة وعلى نبذ كل ما يفرق بين السوريين لدوافع عنصرية أو أصولية أو مذهبية .
 خامسا – اننا كمكون وطني كردي نؤكد على أننا شركاء في الوطن وقد نختلف في الاجتهادات ولكن في اطار الاتحاد ونتحد في اطار التعدد ونحن كشعب كتب علينا أن نكون في صف المعارضة الوطنية منذ ماقبل الانتداب وخلاله وكذلك مابعد الاستقلال وحتى الآن قدمنا الشهداء من أجل الحرية في كل العهود وبينهم شيخ الشهداء الخزنوي ونتعرض للاقصاء والحرمان من كل الحقوق بما فيها حق المواطنة , وقد ساهمنا في تحقيق استقلال سوريا وبنائها ومن مصلحتنا أن يزول نظام الاستبداد وايجاد البديل الوطني واعادة بناء الدولة السورية المؤسساتية التعددية واقامة النظام السياسي الديموقراطي تنتفي في ظله كافة اشكال الاضطهاد والتمييز وتحترم طموحات كافة المكونات وتنجز الحل السلمي وعبر الحوار للقضية الكردية وعلى أساس التوافق وتلبية الحقوق المشروعة على قاعدة الشراكة المصيرية العادلة وبما يلبي أهداف ومطالب الشعب الكردي المشروعة حسب ارادته الحرة في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة الموحدة كما نؤكد على حقوق شركائنا في الوطن من الكلدو آشور والتركمان والأرمن وغيرهم.
 سادسا – نطمح في ايجاد القواسم المشتركة من أجل تحقيق شعار الانتفاضة الرئيسي وهو اسقاط النظام والحفاظ على طابعها السلمي وصيانة الوحدة والتفاهم بين الجميع وابداء التفهم تجاه الآخر المختلف لنكون من الآن الأرضية المناسبة لبناء دولة المستقبل ونزيل كل مايؤدي الى الخلاف لمواجهة التحديات من أي صوب جاء وخاصة لافشال مخطط النظام وأن نتعاون جميعا ومن الآن على التشاور والتناقش في سبيل التحضير لصيغة دستور جديد لسوريا القادمة يؤكد على التعددية ويعترف بالكرد كقومية ثانية ويضمن حقوقهم وسائر المكونات الأخرى .
  أيها الشركاء

  نحن معا في ساحة النضال وفي معركة المواجهة مع نظام الاستبداد وفي صفوف الانتفاضة وسنبقى معا في ظل سوريا الديموقراطية القادمة متحدين ومتعايشين باخاء ووئام وفي ظل الشعار الخالد : آزادي آزادي آزادي  والسلام عليكم .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…