نائب فرنسي أكد لـ «السياسة» أن ساركوزي سيطرد السفيرة السورية ويسحب البعثة الديبلوماسية الفرنسية من دمشق.. و «الأوروبي» يوكل لأردوغان إقامة حزام أمني داخل الحدود السورية

 كشف نائب في “الجمعية الوطنية” الفرنسية (البرلمان)  في باريس النقاب, امس, عن ان الرئيس نيكولا ساركوزي قد يصدر خلال الايام القليلة المقبلة قرارا بطرد السفيرة السورية في فرنسا لمياء شكور وسحب السفير الفرنسي وكامل اعضاء بعثته الديبلوماسية من دمشق كخطوة تعبر عن غضب فرنسا والدول الديمقراطية في العالم من تصرفات نظام بشار الاسد التي لامست حدود اعمال النازية الهتلرية في اوروبا من قتل عشرات الآلاف واعتقال مئات الآلاف ووأد ملايين الاوروبيين في قبور جماعية وترحيل ملايين اخرى من اماكنهم الى اماكن اخرى.
وناشد البرلماني الفرنسي عبر “السياسة” الدول العربية ان تفك عقد ألسنتها حيال المجازر المستمرة بحق الشعب السوري العربي المحكوم بالحديد والنار منذ نحو أربعة عقود من الزمن وطالب المجلس العسكري في مصر, الذي مر بتجربة الثورة ضد الظلم والطغيان باتخاذ مواقف فاعلة ضد النظام السوري كما اتخذت كل الانظمة المصرية ومجالسها السابقة قرارات الدفاع عن سورية من اعتداءات اسرائيل في ثلاث حروب على الاقل واضاف اما اذا ظلت القيادة العسكرية الانتقالية في مصر غارقة في صمت القبور حيال “حزب البعث” الذي خرب الشرق الأوسط طوال نصف قرن من الزمن سواء في العراق او في سورية كبادرة “تضامن” مع عسكر دمشق فإن على الشارع المصري تغييرها كما تمكن من تغيير النظام برمته.
ودعا البرلماني الفرنسي دول مجلس التعاون الخليجي الى سحب سفرائها من سورية واقفال سفاراتها فيها احتجاجا على الاقل على دموية النظام البعثي بحق شعب عربي مسالم مكبوت منذ اربعين سنة بقوة المدفع والدبابة.
وقال إن على هذه الدول الخليجية الفاعلة الآن في الشرق الوسط التي حملت علم الحرية والاعتدال أن تتقدم لقيادة المرحلة المقبلة التي سيكون فيها للشعوب المتحررة الكلمة الفصل على المدى المتوسط خصوصا وأنها عانت كلها الارهاب السوري بوسائل متعددة.
وحمل النائب الفرنسي على جامعة الدول العربية لسكوتها المستغرب والمرفوض على مجازر نظام بشار الاسد التي فاقت مجازر القذافي حيث هبت منذ اللحظة الاولى الى دعم المجتمع الدولي لارسال قوات “اطلسية” لمنعه من القضاء على الشعب الليبي خصوصا وان امينها العام الجديد نبيل العربي المحسوب على الثورة المصرية يجب أن يتحرك للذود عن السوريين المظلومين قبل فوات الأوان.
وأماط النائب اللثام لـ “السياسة” عن ان اوروبا تتجه شيئا فشيئا نحو تركيا كجزء مهم في حلف شمال “الاطلسي” للعمل منفردة ضد نظام “البعث” الدموي في سورية اذا فشلنا في استصدار قرارات في مجلس الامن تسمح بالتدخل الدولي هناك بسبب الموقف الروسي المتبوع بالموقف الصيني وقد ألمح الرئيس التركي غول قبل ايام الى ان بلاده باتت مستعدة مدنيا وعسكريا لمواجهة المجازر السورية على حدودها بعد ارتفاع عدد اللاجئين السوريين اليها الى اكثر من خمسة آلاف كما ألمح  امس وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى اننا سنستخدم التأثير التركي على سورية لوقف تلك المجازر.

 
فيما الحكومتان الالمانية والايطالية ابلغتا قيادة حلف شمال الاطلسي الاميركية انهما جاهزتان للمشاركة في حملة عسكرية جوية على غرار الحملة على نظام القذافي وقواته الدموية المسلحة حتى الاسنان ضد الجيش السوري والآلة العسكرية الجهنمية البعثية التي يقودها بشار الاسد وشقيقه ماهر الذي وصفه رئيس وزراء تركيا الاسبوع الماضي طيب رجب اردوغان بأنه “يرتكب مجازر” ضد الشعب السوري.
ولم يستبعد البرلمان الفرنسي ان تتوصل باريس ولندن وبرلين وروما وعواصم اخرى اوروبية الى اقناع اردوغان بعد فوزه الكاسح في الانتخابات النيابية التركية اول من امس بحيث حصل على التفويض الشعبي الواسع “واحد من كل تركيين اثنين كما اعلن” للتحرك ضد سورية حتى ولو كانت هناك اعتراضات في قيادته العسكرية على الاقل المباشرة بإقامة “حزام امني” على طول الحدود الشمالية التركية داخل الاراضي السورية بعمق يتراوح بين 10 و20 كيلو مترا بحيث يشمل عددا كبيرا من المدن والقرى السورية التي تنتظر دورها للتدمير والتهجير الى داخل الاراضي التركية تماما كما كانت “السياسة” نشرته السبت الفائت.
وقال البرلماني الفرنسي ان اقامة هذا “الحزام الامني” الذي سيكون على غرار الحزام الامني الاسرائيلي داخل حدود لبنان طوال اكثر من 20 عاما وادى غرضه في منع الفلسطينيين ثم “حزب الله” من السيطرة على الشريط الحدودي ومئات القرى المسيحية بهدف تهجيرها اما الى اسرائيل كما حدث وإما الى الداخل المسيحي وذلك كخطوة اولى تنتقل بعدها القوات التركية الى الداخل السوري لحماية حمص وحماه واللاذقية والمدن الكبرى من المجازر.
واعرب النائب الفرنسي لـ “السياسة” عن اعتقاده ان تتحرك اسرائيل باتجاه سورية ولبنان في وقت قريب لوضع نظام الاسد و”حزب الله” الايراني داخل كماشة اسرائيلية من الجنوب وتركية من الشمال كيلا تخرج الدولة العبرية في نهاية المطاف من الحفلة دون اي قطعة من قالب الحلوى رغم ان قيادتها السياسية بعكس القيادة العسكرية تحاول تجنب الخوض في الاوحال السورية على الاقل قبل انجلاء غبار المعركة.
باريس – حميد غريافي- السياسة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….