دعوة إلى مؤتمر إنقاذ وطني

  فكرة الدعوة:

دعوة مكوِّنات المجتمع السوري من شخصيات فاعلة مستقلة، وجهات حزبية بما في ذلك الجهات الرسمية، ونشطاء سياسيين، وفعاليات مثقفة، واقتصادية، وقانونية، واجتماعية، إلى إقامة مؤتمر إنقاذ وطني في العاصمة السورية دمشق.

يقصد من المؤتمر الخروج بالوطن من الطريق المسدود، الذي سببه تصلب المواقف الرسمية من احتجاجات الشارع السوري والمطالبة بالتغيير السلمي.

ولا يقصد بهذا المؤتمر تفعيل الحوار الوطني حول المطالب الشعبية؛ وذلك لغياب الأرضية المناسبة للحوار، ولاسيما أن دخول الدبابات إلى المدن والقرى السورية لا يتناسب مع مبدأ الحوار.
لذلك سيتدارس المؤتمر بصورة رئيسة سبل حماية الوطن السوري من طريقه إلى الانهيار، وتحصينه من آثار تغييب الدولة نفسها عن القضايا التي يطالب بها الشارع السوري المحتج، وصولاً إلى تشكيل لجنة تأسيسية ممثلة لكافة مكوِّنات المجتمع السوري، تخول بالنظر في المطالب الشعبية.

وتفاعلاً مع هذه القضية المهمة لن تطرح الجهة صاحبة الدعوة إلى المؤتمر أية أجندة مسبقة، ولا حتى جدول أعمال للمؤتمر، بل ستطلب من الأطراف كافة إرسال رؤاها مدونة، أوتسلميها إلى اللجنة التحضيرية في موعد أقصاه أسبوع قبل البدء بالمؤتمر، ليتسنى إدراجها في جدول الأعمال؛ إيماناً منها أن الجهات المدعوة هي صاحبة الحق في وضع جدول الأعمال، بينما تتشرف الجهة الداعية بأن يكون دورها تنسيقياً.

مسوغات الدعوة

مع احتباس الوضع السوري الداخلي، وتزايد الهوة ما بين الشارع السوري المطالب بحقوقه المشروعة المغيبة منذ عقود، وبين الجهات الرسمية التي تمسكت بموقفها من عدم الاستجابة لتلك المطالب، متذرعة بوجوب التوقف عن التظاهر قبل الشروع في أي عملية إصلاح، وأعملت آلتها العسكرية في وجوه الناس، الأمر الذي أوجد حالة من غياب الثقة، وتدهوراً للأوضاع الداخلية، يدفع ثمنها المواطنون السوريون بكافة أطيافهم وانتماءاتهم.

ومع استمرار سقوط الضحايا من أبناء الشعب السوري بشكل متزايد بين قتيل وجريح، نتيجة اللجوء في مواجهة الحراك السلمي إلى الحسم الأمني منذ البداية، الأمر الذي زاد من عدد المحتجين، وضاعف الاحتقان في البلاد.

 

ومع تضاعف أعداد المعتقلين من المواطنين، وتزايد أعداد النازحين واللاجئين، والذي يشكل أزمة اجتماعية وإنسانية، على المستويين المحلي والدولي، فضلاً عن مساهمتها في زيادة الاحتقان السياسي في البلاد.

ومع عدم جدية الحوار الوطني الذي أعلنت عنه السلطة التنفيذية، وحولته إلى عملية انتقائية لا يمثَّل فيها المحتجون، فضلاً عن شرائح المجتمع السوري واتجاهاته.

ومع قيام الإعلام الرسمي باتهام المحتجين والمتظاهرين السوريين في وطنيتهم، ورفعه وتيرة الاحتقان، بإهانته انتماءهم السوري، واستخفافه بعقولهم وتقديرهم للحالة، وتحوله إلى إعلام اتهامي.

في هذه الظروف العصيبة ينشط الموقعون على هذه الورقة إلى دعوة أطراف مكوِّنات المجتمع السوري إلى المشاركة في مؤتمر إنقاذ وطني في العاصمة السورية دمشق.

 

الأهداف العامة للمؤتمر الوطني للإنقاذ:

يهدف المؤتمر الوطني للإنقاذ إلى تحقيق ما يأتي:

1- إنقاذ الوطن من الحالة التي وصل إليها بسبب انصراف الجهات التنفيذية في سورية عن مسؤوليتها عن حل المشكلات التي أخرجت الشارع السوري عن صمته.

2- تحصين الوطن من الانجرار إلى دوامة العنف الداخلي، أيّاً كان مصدره.

3- الإسهام في إعادة الثقة إلى شرائح المجتمع السوري بعضها مع بعض، وتعزيز الروابط المشتركة ما بين السوريين.

4- الحيلولة دون إثارة مشاعر الكراهية والطائفية والتقسيم في المجتمع السوري.

5- الإفادة من الخبرات الوطنية في صناعة المستقبل المشترك.

6- التهيئة لحوار وطني جاد وشامل بين السوريين.

ومن أجل الوصول إلى هذا وتأسيس مرحلة حديثة لسورية دولة مدنية ديمقراطية، دولة مؤسسات وقانون قائمة على الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، ومساهمة في التنمية المحلية والإقليمية والعالمية.

يجهِّز المؤتمر للوصول إلى هيئة تأسيسية -منتخبة ديمقراطياً بنزاهة وشفافية من قبل الشعب، تعكس كافة ألوان الطيف الوطني-، تخول بالنظر في مطالب السوريين وترتيب الإجراءات التي تحقق تطلعاتهم.

آليات الانتقال من الدعوة للمؤتمر الوطني للإنقاذ، إلى حصوله واقعياً:
1.

الإعلان عن المؤتمر الوطني للإنقاذ عبر وسائل الإعلام المختلفة.
2.

ترسل الجهة صاحبة المبادرة دعواتها إلى الجهات المدعوة ما أمكن لها ذلك، علماً بأن جميع مكوِّنات المجتمع السوري معنية بهذه الدعوة.


3.

ترسل الأطراف المدعوة مقترحها لجدول الأعمال إلى البريد الإلكتروني الخاص بالدعوة في موعد أقصاه (أسبوع قبل الموعد المقرر للمؤتمر).


4.

يختار المؤتمر ناطقاً رسمياً عنه، ولجنة تأسيسية، وبهذا ينتهي دور اللجنة التحضيرية الداعية للمؤتمر، والناطق الرسمي لها.

أصحاب الدعوة:

الدكتور إبراهيم سلقيني

الأستاذ جودت سعيد

الأستاذ مشعل تمو

الشيخ عدنان السقا

الدكتور عماد الدين الرشيد

الدكتور فداء المجذوب

الدكتور حسان الشلبي

الدكتور سامي الحمصي

الدكتور أسامة الشربجي

المهندس بشار حسن

المهندس مطيع البطين

جمال الوادي

خالد زين العابدين

بسام الناصر

عبد الله تلاوي

للتواصل وابداء الملاحظات:
NSCSyria@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….