نوبار أحمد
بداية من حق أي شخص أو حركة سياسية أن يختلف مع أي كان كل من موقعه وزاوية الرؤية التي ينظر منها وحسب أدواته المعرفية التي يمتلكها لتحليل أية ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية …
ولكن عندما يصبح الاختلاف السياسي ستارا ً ليظهر بعضهم من خلاله حقده وبراعته وامكاناته المعرفية في كيل التهم والشتائم التي لا تليق إلا بصاحبها فهذا أمر آخر, فكل كلام أو فعل يعبر في النهاية عن شخصية صاحبها الداخلية وعقده النفسية وامكاناته المعرفية وثقافته وبيئته الأسرية, وهذا ما يتجلى في مقالي السيدين (سيامند ابراهيم – هيبت بافي حلبجة) حيث الاختلاق وليس الاختلاف والتخوين والكذب والتزوير والتضليل هي السمات المميزة لمقالهما بالإضافة للشتائم التي أظهرا من خلالها أصالتهما ومعرفتهما الثرة والكبيرة بها, تأملوا هذه الكلمات “عقلية متحجرة رثة ومضحكة البذيئة القميئة الدناءة القذرة” هذه الكلمات التي تشي بقاموسهما المعرفي.
بداية من حق أي شخص أو حركة سياسية أن يختلف مع أي كان كل من موقعه وزاوية الرؤية التي ينظر منها وحسب أدواته المعرفية التي يمتلكها لتحليل أية ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية …
ولكن عندما يصبح الاختلاف السياسي ستارا ً ليظهر بعضهم من خلاله حقده وبراعته وامكاناته المعرفية في كيل التهم والشتائم التي لا تليق إلا بصاحبها فهذا أمر آخر, فكل كلام أو فعل يعبر في النهاية عن شخصية صاحبها الداخلية وعقده النفسية وامكاناته المعرفية وثقافته وبيئته الأسرية, وهذا ما يتجلى في مقالي السيدين (سيامند ابراهيم – هيبت بافي حلبجة) حيث الاختلاق وليس الاختلاف والتخوين والكذب والتزوير والتضليل هي السمات المميزة لمقالهما بالإضافة للشتائم التي أظهرا من خلالها أصالتهما ومعرفتهما الثرة والكبيرة بها, تأملوا هذه الكلمات “عقلية متحجرة رثة ومضحكة البذيئة القميئة الدناءة القذرة” هذه الكلمات التي تشي بقاموسهما المعرفي.
وأجزم أن تلميذا ً في المرحلة الابتدائية يستطيع أن يكتب مقالا ً أكثر ترابطا ً وتماسكا ً وموضوعية من (الهزال الأخير للجوقة البكداشية) لـ سيامند وهو الأديب والمهتم بالقضايا اللغوية في اللغة الكردية, يبدأ المذكور وحتى يضفي على نفسه طابع الموضوعية من جانب والمعرفة بتاريخ الحزب الشيوعي السوري من جانب آخر ثم ليبرر أكاذيبه وتضليله من جانب ثالث يستهل مقاله بتعداد بعض نضالات الشيوعيين ليطلق بعدها العنان لعقده وأبرزها الانفصام.
يقول حرفيا ً (لكن لن نلج في التاريخ الطويل لكم بايجابياته وسلبياته, لكن لنذكركم بأنكم ما زلتم ذو عقلية متحجرة), لن أدخل هنا إلى الدلالات النفسية لهذا التناقض فاعترافه بنضالات الشيوعيين الذين تصدوا للانتداب الفرنسي وذاقوا مرارة الدكتاتوريات والناصرية وبذلوا الدم الغالي باستشهاد فرج الله الحلو بعد هذا الاعتراف مباشرة يقول: “مازلتم ذو عقلية متحجرة” إن هذه الـ (مازلتم) توحي بأنكم (كنتم) متحجرين سابقا ً أيضا ً وهنا اسأل كيف يمكن لمتحجرين أن يسطروا هذا التاريخ البطولي باعترافك أنت, واذا كنت ترانا متأثرين بستالين وترى في ذلك مذمة فإنك والله بذلك تدعونا للزهو على حد تعبير صاحبك (هيبت) الذي يزهو بالماركسية كما يدعي, واذا كان ستالين قد أباد ثلاثة ملايين سوفييتي في بناء سد الدنيبر فكم هم عدد ضحاياه وهو الذي وضع أسس الصناعة الثقيلة للاتحاد السوفييتي من عشرات المعامل والسدود والمحطات الكهربائية والكهرومائية والصناعة العسكرية وأسس الصناعة الفضائية, ألم يكن الاتحاد السوفييتي قد تحول إلى أرض خالية من البشر ؟ ومن أين كانت ستبقى جمهورية (نقشفان) ذات الحكم الذاتي ليخربها ستالين ويشرد سكانها الأكراد كما تدعي ؟ أن التحليل الموضوعي يؤدي بنا الى التساؤل التالي: اذا كان ستالين مفوضا ً لشؤون القوميات في عهد لينين فأنه هو الذي سيكون قد وضع أسس قيام هذه الجمهورية فلماذا سيخربها فيما بعد؟
ان الترديد الببغائي لنعيب الدعاية الاعلامية الغربية ضد ستالين يضعك في موقف لا يحسد عليه, ان ارشيف الكريملين عن فترة حكم ستالين الذي اشتراه رجل أعمال أمريكي في عهد يلتسن “الديمقراطي جدا” يكشف زيف ادعاء البعض بإبادة ستالين لمناوئيه ورسالته التي توجه بها إلى القضاء السوفييتي حينها بإمكانية الرأفة ببوخارين صارت معروفة ولكن اعترافات مناوئيه الصريحة بالعمالة للغرب دفع القضاء السوفييتي وليس ستالين للحكم عليهم.
والشيوعيون السوريون في ذهن سيامند ومنذ السبعينات كانوا نائمين في سبات شتوي كسبات عقله الذي فقد القدرة على الرؤية الموضوعية وهم أي الشيوعيون لم يمسوا الواقع انما كانوا كائنين بين الأرض والسماء لأنهم كانوا يحابون السياسة السوفييتية يا للاكتشاف ! يا للذكاء ! وسجل يا تاريخ …
ألم يختلف خالد بكداش مع القيادة السوفييتية مرارا ً حول قضايا فكرية عديدة : كحل الأحزاب الشيوعية وحول مسألة التطور اللارأسمالي وحول البروسترويكا ودلالاتها كما يعترف (توأمك هيبت) والشيوعيون الذين دخلوا مرحلة السبات كما تدعي كيف اختلفوا مع النظام حول دخول لبنان ؟ وحول دعم نظام أفورقي في أريتيريا وحول كيفية مواجهة حركة الاخوان المسلمين الرجعية ؟ وكيف نزلوا إلى انتخابات مجلس الشعب خارج قائمة الجبهة في الثمانينات ؟ وكيف اعتقلوا حول المرسوم (49) وكيف اعتقلوا حول قانون رفع سقف الملكية للأراضي الزراعية وكيف اعتقلوا حول القوانين الأخيرة لرفع أسعار المازوت وحوامل الطاقة حيث تم توقيف 13 رفيق وهم في (سباتهم الشتوي) كما تقول.
ان حملة العرائض التي لا تعجب سيامند هي التي أوصلتهم إلى الاعتقال.
وحول قيادة الحزب التي تعيش في بحبوحة كما يقول فأنا استطيع أن أضعك على الورق في قصر عاجي أو أجعل منك شحاذا ً على أبواب الناس ولكن أقول أن هذه القيادة لم تتاجر بالثقافة وتعب الناس ونتاجاتهم كما تفعل انت ولم تتاجر بالأوطان كما يفعل بعضهم وتتغاضى عنهم
أما الانشقاقات في الاحزاب الشيوعية لها أسبابها الموضوعية المرتبطة بحركة الواقع وموازين القوى الطبقية الموجودة فيه وانت الذي تنشق على نفسك في مقالك أكثر من مرة نتيجة لحالة الانفصام التي تعيشها والأربعمائة شخص كما تقول وطغيان الأعلام الحمراء على الحضور البشري فلا أظن أن هذه الأعلام كانت تسير لوحدها في الهواء, على كل الحضور والعدد الذي تدعيه يفضحه ويكذبه شريط الفيديو المصور.
ثم من قال أن الحزب الشيوعي السوري هو حزب مرخص يا من تدعي المعرفة بالواقع السوري ثم تأتي بعدها لتقيم الاحزاب ونشاطها وسياساتها ألا تعلم أنه لا يوجد في سوريا حزب واحد مرخص بما فيه حزب البعث واذا كان الأمر كذلك فلماذا المطالبة بقانون للاحزاب ينظم عملها.
ان اختلاق احداث لم تحدث إلا في خيالات سيامند وأوهامه هو أمر يدعو للتفكير في الصحة النفسية لصاحبها مثل إقصاء جكر خوين من الحزب والوقوف ضد كل من يعلن انتمائه القومي الكردي, ماذا يقول المحترم الصادق جدا ً والديمقراطي والموضوعي سيامند في رشيد كرد واضع أسس قواعد اللغة الكردية في سوريا وماذا سيقول سيامند اللا اقصائي واللا شمولي عندما أعلن أنا هنا على الملأ انتمائي القومي الكردي.
ان مجيء الرفيق الدكتور عمار بكداش لالقاء محاضرته كان مقررا قبل الاحداث التي يشهدها بلدنا في اطار الملتقى الثقافي للشبيبة الشيوعية وهذه ليست المرة الاولى التي يحاضر فيها الرفيق عمار لذلك فان تساؤلك(ما المغزى من قدومه في هذا الوقت العصيب؟ ولمصلحة من يصب هذا الحراك المشبوه؟) يدفعني للتساؤل ايضا لمصلحة من سؤالك المشبوه؟ وفي أي حضن تغرد ؟
ان الذي يحذر ويهدد ويأمر بكلمة (حذاري) حول مسالة لم ولن تحدث الا في ذهن صاحبها, يدفعني للتساؤل باسم من تطلقها (حذاريك )هذه وما القوى التي تتكلم باسمها .
اخيرا سأهمس في اذنك :لا تستعجل بالترحم على الشيوعيين فقد ترحم عليهم غيرك وسبقوك منذ زمن, فقرأنا الفاتحة على ارواحهم وبقي الشيوعيون كما ترى.
وبذاك المقدار من السذاجة في مقال سيامند حاول توأمه هيبت ربما ليضفي على اسمه مزيداً من الهيبة فيبدأ بمقدمة فلسفية صب فيها كل معارفه الموسوعية في الشتائم بادئا” بـ (نحن الماركسيون) وان كنت ارى أن من حق أي انسان ان يرى نفسه ماركسيا او قوميا او ليبراليا فهذا شانه لكن صاحبنا يكشف عن حقيقته اذ سرعان ما تخذله ماركسيته ليبدأ سيل شتائمه على الحزب الشيوعي السوري ثم ليوزع شهاداته في حسن سلوك الاحزاب الشيوعية وشيوعيتها من عدمها جاعلا من الحزب الشيوعي السوري السبب في كل ما يجري الآن واصفاً مظاهرة الشيوعيين في الجزيرة ضد التدخل الاجنبي في بلادنا بانها دفاع عن المذابح الجماعية للسلطة كما يصفها او كما سبقه سيامند بانها لمواجهة تظاهرات الجمعة.
هيبت( الحريص على كل فعل ماركسي حقيقي والذي يتقيأ الانحرافية المقصودة )هنا أود القول: ان الصدق في التوجه الى الناس وقول الحقيقة لهم هو أول الافعال لا بل والاخلاق الماركسية وان الكذب والتضليل هي اولى السمات الانحرافية التي يجب ان نتقيئها لأنها تجرد الماركسي ليس من ماركسيته فقط بل من انسانيته ايضاً.
وفي محاولة منه للتعملق يحاول-وبئس المحاولة- ان يشخص المشاكل البنيوية في الحزب الشيوعي السوري(مفهوم النص عند خالد بكداش-والازدواجية الستالينية الكومنترية والتروتسكية البليدة) ليكشف بذلك عن المشكلة البنيوية في تفكيره وهي ان الستالينية والتروتسكية متناقضان متصارعان لا يجتمعان في التنظيم ومفهوم النضال وهنا اقول الستالينية مجازاً لان ستالين لم يكن سوى تلميذ نجيب للينين.
ومتى طرح الحزب مسالة الثورة الدائمة الا في ذهن هيبت واوهامه المريضة
ان الكومنترن(الستالينية الكومنترية)التي ينبذها صاحبنا كان في قيادته قادة امثال “ديمتروف” الذي قاد ثورة شعبه لتحرير بلاده من الاحتلال الفاشي و”تولياتي” الذي حلل النظرية الفاشية تحليلا ماركسيا عميقا و”موريس توريز” الذي قاوم حزبه ايضا الاحتلال النازي لبلده واوصله الشعب الفرنسي ليكون نائبا لرئيس وزراء فرنسا أهؤلاء هم الستالينيين الكومنتريين المتحجرين الذين يضعهم الماركسي هيبت في مرمى سهامه الصدئة من خلال هجومه على الرفيق خالد بكداش وتوصيف فكر الحزب الشيوعي بالستالينية الكومنترية (فهذا الحزب تعامل مع تنظيمه الداخلي والكثير من علاقاته بروح ستالينية كومنترية بحتة وتعامل مع مفهوم النضال المفترض بروح تروتسكية بليدة عن طريق الدمج ما بين الثورة الدائمة وفحوى ان موقع النضال لا يهم طالما هو موجه ضد الامبريالية)واذا كان بإمكان هيبت ان يدلنا سواء في كتابات الرفيق خالد بكداش او من وثائق الحزب على ما يوحي بذلك فليفعل والا فاني مضطر هنا ان استخدم كلماته ولن ازيد عليها حرفا واحدا بان محاولته تأتي في اطار(البذاءة والقماءة الفكرية في اطار الزور والبهتان والانحرافية المقصودة والرثاثة المضحكة ) وان كنا نسترشد بالشعار اللينيني يا عمال العالم ويا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدوا وان أي انتصارعلى الإمبريالية في اية بقعة من العالم هو انتصار لمجموع القوى الثورية وحركات التحرر الوطني في العالم ولكن متى دعا الحزب الشيوعي او ذهب لاشعال الثورة في غواتيمالا او سيريلانكا حسب مفهوم الثورة الدائمة التروتسكية
ان (لدلالات البريسترويكا التي اعتبرها خالد بكداش طعنة نجلاء في خصر الشيوعية انطلاقا من رؤيته الستالينية )كما تقول تفضحها نتائج البريسترويكا نفسها التي قادها الديمقراطي الشفاف غورباتشوف وخليفته يلتسين وقذائف ديمقراطيتهم الفراغية على البرلمان الروسي وقبلها تفكيك الاتحاد السوفييتي وتسليمه لقمة سائغة للاحتكارات الغربية والماركسي هيبت ما زال مصرا على دلالاتها الثورية التي عارضها خالد بكداش.
والالتباس البنيوي في ذهنه وفكره بين الوطن والنظام القائم يدفعه لشجب موقف الحزب الشيوعي في التظاهر ضد التدخل الامريكي الاوروبي في شؤون بلادنا ويعميه عن الرؤية الصحيحة وهو ( الماركسي) الا تدعوه ماركسيته المدعاة الى اخذ العبر من تاريخ الحركة الشيوعية العالمية وحركات التحرر ايضا لماذا قام الشيوعيون الصينيون في نظام (شان كاي شك) وهو الذي كان يقيم المحارق الرهيبة للشيوعيين والشعب الصيني بمقاومة الغزاة اليابانيين في ظل هذا النظام لماذا لم يتركوا مهمة تغييره وازالته لليابانيين؟ وكذلك الحزب الشيوعي اليوناني الذي كان يعيش في ظل ديكتاتورية سوداء يبيد الشيوعيين والتحق اعضاءه بمقاومة الاحتلال الفاشي لبلادهم لماذا قام الحزب الشيوعي العراقي (قبل ارتداده في ظل قيادة حميد مجيد موسى) ومعه الحركة الكردية بالاستعداد لمقاومة التدخل التركي في كردستان العراق في اوج اختلافهم مع صدام حسين ان لم تكن مسالة الوطن قبل كل شيء0 هذه الاسئلة أضعها برسم بافي حلبجة الماركسي.
ان بعض اقطاب المعارضة اقول بعضها مع الاحترام للبعض الاخر هم الوجه السياسي لليبرالية الاقتصادية التي اوصلت الامور الى ما وصلت اليه من الاستياء الجماهيري على كافة الصعد لتسليم البلد لقمة سائغة للخارج واحتكاراته
والاسباب التي تدفع الشيوعيين اليوم للتظاهر ضد التدخل الاجنبي هي نفس الاسباب التي دفعتهم سابقا لمقاومة الاحلاف والمشاريع الاستعمارية كحلف بغداد والنقطة الرابعة ومشروع سوريا الكبرى والهلال الخصيب ومشروع ايزنهاور فالمسألة مسألة وطن والحزب الشيوعي نشأ اول ما نشأ كحزب للوطن قبل كل شيء وقبل أي اعتبار واذا كان هناك من يزعجه وقوفنا ضد التدخل الاجنبي فهذا شأنه وهل كان بيان اللجنة المنطقية في احداث القامشلي 2004 وقوفا الى جانب السلطة والبيان الثاني عشية عيد النوروز عندما لجأت السلطات المحلية الى استخدام الرصاص الحي وقوفا الى جانب السلطة ام ان الذاكرة المثقوية لبعضهم لا تتذكر الا ما يريده هو لمآربه الخاصة وبتفسيراته وتأويلاته الخاصة
وكل من يريد التوصل الى موقف الحزب الشيوعي السوري مما يجري في بلادنا الان حول مسالة الحوار تحت السقف الوطني ومسالة استخدام القوة المفرطة ومواجهة القول بالقول والفعل بالقانون وقانون الاحزاب وحرية الصحافة وعدم اعتقال أي شخص لآرائه السياسية والاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد القومية الثانية في البلاد عدديا وحول المادة الثامنة من الدستور وغيرها من القضايا يستطيع الاطلاع عليها ثم ليبني عليها استنتاجاته.
ولكن قبل كل شيء لنتجرد من الاحقاد والأراء المسبقة
يقول حرفيا ً (لكن لن نلج في التاريخ الطويل لكم بايجابياته وسلبياته, لكن لنذكركم بأنكم ما زلتم ذو عقلية متحجرة), لن أدخل هنا إلى الدلالات النفسية لهذا التناقض فاعترافه بنضالات الشيوعيين الذين تصدوا للانتداب الفرنسي وذاقوا مرارة الدكتاتوريات والناصرية وبذلوا الدم الغالي باستشهاد فرج الله الحلو بعد هذا الاعتراف مباشرة يقول: “مازلتم ذو عقلية متحجرة” إن هذه الـ (مازلتم) توحي بأنكم (كنتم) متحجرين سابقا ً أيضا ً وهنا اسأل كيف يمكن لمتحجرين أن يسطروا هذا التاريخ البطولي باعترافك أنت, واذا كنت ترانا متأثرين بستالين وترى في ذلك مذمة فإنك والله بذلك تدعونا للزهو على حد تعبير صاحبك (هيبت) الذي يزهو بالماركسية كما يدعي, واذا كان ستالين قد أباد ثلاثة ملايين سوفييتي في بناء سد الدنيبر فكم هم عدد ضحاياه وهو الذي وضع أسس الصناعة الثقيلة للاتحاد السوفييتي من عشرات المعامل والسدود والمحطات الكهربائية والكهرومائية والصناعة العسكرية وأسس الصناعة الفضائية, ألم يكن الاتحاد السوفييتي قد تحول إلى أرض خالية من البشر ؟ ومن أين كانت ستبقى جمهورية (نقشفان) ذات الحكم الذاتي ليخربها ستالين ويشرد سكانها الأكراد كما تدعي ؟ أن التحليل الموضوعي يؤدي بنا الى التساؤل التالي: اذا كان ستالين مفوضا ً لشؤون القوميات في عهد لينين فأنه هو الذي سيكون قد وضع أسس قيام هذه الجمهورية فلماذا سيخربها فيما بعد؟
ان الترديد الببغائي لنعيب الدعاية الاعلامية الغربية ضد ستالين يضعك في موقف لا يحسد عليه, ان ارشيف الكريملين عن فترة حكم ستالين الذي اشتراه رجل أعمال أمريكي في عهد يلتسن “الديمقراطي جدا” يكشف زيف ادعاء البعض بإبادة ستالين لمناوئيه ورسالته التي توجه بها إلى القضاء السوفييتي حينها بإمكانية الرأفة ببوخارين صارت معروفة ولكن اعترافات مناوئيه الصريحة بالعمالة للغرب دفع القضاء السوفييتي وليس ستالين للحكم عليهم.
والشيوعيون السوريون في ذهن سيامند ومنذ السبعينات كانوا نائمين في سبات شتوي كسبات عقله الذي فقد القدرة على الرؤية الموضوعية وهم أي الشيوعيون لم يمسوا الواقع انما كانوا كائنين بين الأرض والسماء لأنهم كانوا يحابون السياسة السوفييتية يا للاكتشاف ! يا للذكاء ! وسجل يا تاريخ …
ألم يختلف خالد بكداش مع القيادة السوفييتية مرارا ً حول قضايا فكرية عديدة : كحل الأحزاب الشيوعية وحول مسألة التطور اللارأسمالي وحول البروسترويكا ودلالاتها كما يعترف (توأمك هيبت) والشيوعيون الذين دخلوا مرحلة السبات كما تدعي كيف اختلفوا مع النظام حول دخول لبنان ؟ وحول دعم نظام أفورقي في أريتيريا وحول كيفية مواجهة حركة الاخوان المسلمين الرجعية ؟ وكيف نزلوا إلى انتخابات مجلس الشعب خارج قائمة الجبهة في الثمانينات ؟ وكيف اعتقلوا حول المرسوم (49) وكيف اعتقلوا حول قانون رفع سقف الملكية للأراضي الزراعية وكيف اعتقلوا حول القوانين الأخيرة لرفع أسعار المازوت وحوامل الطاقة حيث تم توقيف 13 رفيق وهم في (سباتهم الشتوي) كما تقول.
ان حملة العرائض التي لا تعجب سيامند هي التي أوصلتهم إلى الاعتقال.
وحول قيادة الحزب التي تعيش في بحبوحة كما يقول فأنا استطيع أن أضعك على الورق في قصر عاجي أو أجعل منك شحاذا ً على أبواب الناس ولكن أقول أن هذه القيادة لم تتاجر بالثقافة وتعب الناس ونتاجاتهم كما تفعل انت ولم تتاجر بالأوطان كما يفعل بعضهم وتتغاضى عنهم
أما الانشقاقات في الاحزاب الشيوعية لها أسبابها الموضوعية المرتبطة بحركة الواقع وموازين القوى الطبقية الموجودة فيه وانت الذي تنشق على نفسك في مقالك أكثر من مرة نتيجة لحالة الانفصام التي تعيشها والأربعمائة شخص كما تقول وطغيان الأعلام الحمراء على الحضور البشري فلا أظن أن هذه الأعلام كانت تسير لوحدها في الهواء, على كل الحضور والعدد الذي تدعيه يفضحه ويكذبه شريط الفيديو المصور.
ثم من قال أن الحزب الشيوعي السوري هو حزب مرخص يا من تدعي المعرفة بالواقع السوري ثم تأتي بعدها لتقيم الاحزاب ونشاطها وسياساتها ألا تعلم أنه لا يوجد في سوريا حزب واحد مرخص بما فيه حزب البعث واذا كان الأمر كذلك فلماذا المطالبة بقانون للاحزاب ينظم عملها.
ان اختلاق احداث لم تحدث إلا في خيالات سيامند وأوهامه هو أمر يدعو للتفكير في الصحة النفسية لصاحبها مثل إقصاء جكر خوين من الحزب والوقوف ضد كل من يعلن انتمائه القومي الكردي, ماذا يقول المحترم الصادق جدا ً والديمقراطي والموضوعي سيامند في رشيد كرد واضع أسس قواعد اللغة الكردية في سوريا وماذا سيقول سيامند اللا اقصائي واللا شمولي عندما أعلن أنا هنا على الملأ انتمائي القومي الكردي.
ان مجيء الرفيق الدكتور عمار بكداش لالقاء محاضرته كان مقررا قبل الاحداث التي يشهدها بلدنا في اطار الملتقى الثقافي للشبيبة الشيوعية وهذه ليست المرة الاولى التي يحاضر فيها الرفيق عمار لذلك فان تساؤلك(ما المغزى من قدومه في هذا الوقت العصيب؟ ولمصلحة من يصب هذا الحراك المشبوه؟) يدفعني للتساؤل ايضا لمصلحة من سؤالك المشبوه؟ وفي أي حضن تغرد ؟
ان الذي يحذر ويهدد ويأمر بكلمة (حذاري) حول مسالة لم ولن تحدث الا في ذهن صاحبها, يدفعني للتساؤل باسم من تطلقها (حذاريك )هذه وما القوى التي تتكلم باسمها .
اخيرا سأهمس في اذنك :لا تستعجل بالترحم على الشيوعيين فقد ترحم عليهم غيرك وسبقوك منذ زمن, فقرأنا الفاتحة على ارواحهم وبقي الشيوعيون كما ترى.
وبذاك المقدار من السذاجة في مقال سيامند حاول توأمه هيبت ربما ليضفي على اسمه مزيداً من الهيبة فيبدأ بمقدمة فلسفية صب فيها كل معارفه الموسوعية في الشتائم بادئا” بـ (نحن الماركسيون) وان كنت ارى أن من حق أي انسان ان يرى نفسه ماركسيا او قوميا او ليبراليا فهذا شانه لكن صاحبنا يكشف عن حقيقته اذ سرعان ما تخذله ماركسيته ليبدأ سيل شتائمه على الحزب الشيوعي السوري ثم ليوزع شهاداته في حسن سلوك الاحزاب الشيوعية وشيوعيتها من عدمها جاعلا من الحزب الشيوعي السوري السبب في كل ما يجري الآن واصفاً مظاهرة الشيوعيين في الجزيرة ضد التدخل الاجنبي في بلادنا بانها دفاع عن المذابح الجماعية للسلطة كما يصفها او كما سبقه سيامند بانها لمواجهة تظاهرات الجمعة.
هيبت( الحريص على كل فعل ماركسي حقيقي والذي يتقيأ الانحرافية المقصودة )هنا أود القول: ان الصدق في التوجه الى الناس وقول الحقيقة لهم هو أول الافعال لا بل والاخلاق الماركسية وان الكذب والتضليل هي اولى السمات الانحرافية التي يجب ان نتقيئها لأنها تجرد الماركسي ليس من ماركسيته فقط بل من انسانيته ايضاً.
وفي محاولة منه للتعملق يحاول-وبئس المحاولة- ان يشخص المشاكل البنيوية في الحزب الشيوعي السوري(مفهوم النص عند خالد بكداش-والازدواجية الستالينية الكومنترية والتروتسكية البليدة) ليكشف بذلك عن المشكلة البنيوية في تفكيره وهي ان الستالينية والتروتسكية متناقضان متصارعان لا يجتمعان في التنظيم ومفهوم النضال وهنا اقول الستالينية مجازاً لان ستالين لم يكن سوى تلميذ نجيب للينين.
ومتى طرح الحزب مسالة الثورة الدائمة الا في ذهن هيبت واوهامه المريضة
ان الكومنترن(الستالينية الكومنترية)التي ينبذها صاحبنا كان في قيادته قادة امثال “ديمتروف” الذي قاد ثورة شعبه لتحرير بلاده من الاحتلال الفاشي و”تولياتي” الذي حلل النظرية الفاشية تحليلا ماركسيا عميقا و”موريس توريز” الذي قاوم حزبه ايضا الاحتلال النازي لبلده واوصله الشعب الفرنسي ليكون نائبا لرئيس وزراء فرنسا أهؤلاء هم الستالينيين الكومنتريين المتحجرين الذين يضعهم الماركسي هيبت في مرمى سهامه الصدئة من خلال هجومه على الرفيق خالد بكداش وتوصيف فكر الحزب الشيوعي بالستالينية الكومنترية (فهذا الحزب تعامل مع تنظيمه الداخلي والكثير من علاقاته بروح ستالينية كومنترية بحتة وتعامل مع مفهوم النضال المفترض بروح تروتسكية بليدة عن طريق الدمج ما بين الثورة الدائمة وفحوى ان موقع النضال لا يهم طالما هو موجه ضد الامبريالية)واذا كان بإمكان هيبت ان يدلنا سواء في كتابات الرفيق خالد بكداش او من وثائق الحزب على ما يوحي بذلك فليفعل والا فاني مضطر هنا ان استخدم كلماته ولن ازيد عليها حرفا واحدا بان محاولته تأتي في اطار(البذاءة والقماءة الفكرية في اطار الزور والبهتان والانحرافية المقصودة والرثاثة المضحكة ) وان كنا نسترشد بالشعار اللينيني يا عمال العالم ويا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدوا وان أي انتصارعلى الإمبريالية في اية بقعة من العالم هو انتصار لمجموع القوى الثورية وحركات التحرر الوطني في العالم ولكن متى دعا الحزب الشيوعي او ذهب لاشعال الثورة في غواتيمالا او سيريلانكا حسب مفهوم الثورة الدائمة التروتسكية
ان (لدلالات البريسترويكا التي اعتبرها خالد بكداش طعنة نجلاء في خصر الشيوعية انطلاقا من رؤيته الستالينية )كما تقول تفضحها نتائج البريسترويكا نفسها التي قادها الديمقراطي الشفاف غورباتشوف وخليفته يلتسين وقذائف ديمقراطيتهم الفراغية على البرلمان الروسي وقبلها تفكيك الاتحاد السوفييتي وتسليمه لقمة سائغة للاحتكارات الغربية والماركسي هيبت ما زال مصرا على دلالاتها الثورية التي عارضها خالد بكداش.
والالتباس البنيوي في ذهنه وفكره بين الوطن والنظام القائم يدفعه لشجب موقف الحزب الشيوعي في التظاهر ضد التدخل الامريكي الاوروبي في شؤون بلادنا ويعميه عن الرؤية الصحيحة وهو ( الماركسي) الا تدعوه ماركسيته المدعاة الى اخذ العبر من تاريخ الحركة الشيوعية العالمية وحركات التحرر ايضا لماذا قام الشيوعيون الصينيون في نظام (شان كاي شك) وهو الذي كان يقيم المحارق الرهيبة للشيوعيين والشعب الصيني بمقاومة الغزاة اليابانيين في ظل هذا النظام لماذا لم يتركوا مهمة تغييره وازالته لليابانيين؟ وكذلك الحزب الشيوعي اليوناني الذي كان يعيش في ظل ديكتاتورية سوداء يبيد الشيوعيين والتحق اعضاءه بمقاومة الاحتلال الفاشي لبلادهم لماذا قام الحزب الشيوعي العراقي (قبل ارتداده في ظل قيادة حميد مجيد موسى) ومعه الحركة الكردية بالاستعداد لمقاومة التدخل التركي في كردستان العراق في اوج اختلافهم مع صدام حسين ان لم تكن مسالة الوطن قبل كل شيء0 هذه الاسئلة أضعها برسم بافي حلبجة الماركسي.
ان بعض اقطاب المعارضة اقول بعضها مع الاحترام للبعض الاخر هم الوجه السياسي لليبرالية الاقتصادية التي اوصلت الامور الى ما وصلت اليه من الاستياء الجماهيري على كافة الصعد لتسليم البلد لقمة سائغة للخارج واحتكاراته
والاسباب التي تدفع الشيوعيين اليوم للتظاهر ضد التدخل الاجنبي هي نفس الاسباب التي دفعتهم سابقا لمقاومة الاحلاف والمشاريع الاستعمارية كحلف بغداد والنقطة الرابعة ومشروع سوريا الكبرى والهلال الخصيب ومشروع ايزنهاور فالمسألة مسألة وطن والحزب الشيوعي نشأ اول ما نشأ كحزب للوطن قبل كل شيء وقبل أي اعتبار واذا كان هناك من يزعجه وقوفنا ضد التدخل الاجنبي فهذا شأنه وهل كان بيان اللجنة المنطقية في احداث القامشلي 2004 وقوفا الى جانب السلطة والبيان الثاني عشية عيد النوروز عندما لجأت السلطات المحلية الى استخدام الرصاص الحي وقوفا الى جانب السلطة ام ان الذاكرة المثقوية لبعضهم لا تتذكر الا ما يريده هو لمآربه الخاصة وبتفسيراته وتأويلاته الخاصة
وكل من يريد التوصل الى موقف الحزب الشيوعي السوري مما يجري في بلادنا الان حول مسالة الحوار تحت السقف الوطني ومسالة استخدام القوة المفرطة ومواجهة القول بالقول والفعل بالقانون وقانون الاحزاب وحرية الصحافة وعدم اعتقال أي شخص لآرائه السياسية والاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد القومية الثانية في البلاد عدديا وحول المادة الثامنة من الدستور وغيرها من القضايا يستطيع الاطلاع عليها ثم ليبني عليها استنتاجاته.
ولكن قبل كل شيء لنتجرد من الاحقاد والأراء المسبقة