وليد حاج عبد القادر
في البداية وإنصافا للجهود الرائعة التي تبذلها غالبية مواقعنا الكردية في تصديها ومواكبتها للأحداث وبالتالي سعيها الحثيث لإيجاد رأي عام متلائم ومواكب للحراك الكردي ، وبالتالي الدور الذي اتخذته ـ هذه المواقع ـ لتصبح مرآة للمواقف والممارسات ـ انتقادا أوتشريحا كما توصيفا ـ وذاكرة ـ الكترونية لن تنفع معها ـ مستقبلا ـ كافة الماسحات في السرد والتقييم ـ أو التهرب ـ سواءا للأفراد أو الجماعات ، من ممارسات ، أو تصرفات قاموا بها ،وطبيعي أنها شكّلت أيضا ـ هذه المواقع ـ صماما لابل وجدارا مانعا ومحدّا لكثير من الغوامض التي ـ لربما كانت ستحدث ـ أو كشفت لما حدث .
ومن خلال هذا التوجه لغالبية المواقع التي سعت لإيجاد وتشكيل رأي عام متجانس تكون فيه الغلبة للهمّ والمسؤولية الوطنية وتغليبها على أية نزعة فردية أو فئوية حزبية ـ أرى شخصيا ـ من جملة هذه الأسئلة والإفتراضات كما صيغ الموضوعات المطروحة للنقاش تأسيسا وترجمة لهذا الإحساس أيضا ـ وكمسلمة بديهية ـ أن من أهم عوامل تخطي ـ أزمة مسألة القرار ومركزيتها وبالتالي تمثلية مسؤولة ومتمكنة وبعيدة عن المزاجية كما محاولات الخرق أو العودة المتسللة لمن لفظتهم الطبيعة التنظيمية وبالتالي مصداقية المواقف من بين صفوف الحراك والعمل النضالي وبمستوياتها المتعددة ـ هذا الأمر يتجلى في تجاوز النزعة الحزبية / العصبوية الضيقة من خلال إشاعة روح الحركة بمفهومها ومنظومتها المتعددة وبالتكامل كرؤى ومواقف وبالتالي ممارسات حزبية على النطاق التنظيمي لكل فئة / حزب في أضيق الأمور كمهام وظيفية ليست إلا ، وتوسيع هامش لابل إشاعة مفاهيم التجمع / ووحدة القوى بمفاهيمها الواسعة كإنعكاس طبيعي لإيجاد أو فرز ثقافة جديدة ، أفرزتها ـ لا بل ـ وتفرزها يوميا ـ مهام الثورة العامة على المستوى الوطني التي تجتاح سورية ـ كدولة ومجتمع ـ ولعلها في هذه اللحظات المفصلية من أهم العوامل النفسية ـ لابل ومن مقدماتها الأساسية تحديدا ـ تجاوز الأنا بمفهومه الواسع ، إن على الصعد الفردية / الشخصانية ، أو على صعيد التجمعات والمنظمات الفئوية / الحزبية السياسية كما الإجتماعية وفي مقدمتها ـ مجددا ـ الحركة الشبابية ـ ، مرورا بالفرق الرياضية او الفولكلورية ..
الخ وصولا الى التشكلات الحزبية المتعددة ، لأن نلك المفردات ، العمل اليومي وبالتالي ـ شئنا أم أبينا ـ وـ بوادر ـ خلق أو إيجاد ، أو فرز آلية للعمل ومن ثم ما هية الإنتماء الوطني المتغير ببوادره ـ الذي هو في طوره المتشكل ، من جديد ـ و بعقوده الجديدة أيضا ، كنتيجة حتمية لهدير الجماهير التي تصرخ مطالبة بإعادة حقوقها إليها ، ذلك الهدير الذي استطاع وبسلميته أن يعلو ببساطة شديدة على صوت الدبابات وقذائفها وباتت سلميتها ـ الإحتجاجات المتصاعدة ـ ترجف الشبيحة بالرغم من أسلحتهم الفتاكة فالحالة هذه إذن ـ كرديا ـ أن نسعى وندفع بقوة في اتجاه تشكل عقد اجتماعي / سياسي للقوة المنظمة / الحزبية ، والموجودة على الساحة في إطار تنظيمي فاعل هدفها وحدة الطاقات والجهود على قاعدة صلبة في مواجهة التحديات ، وبالتالي مرونة بأفق مفتوح وديمقراطي يستوعب كافة التوجهات والمواقف التي تؤدي الى شرعنة وبالتالي قوننة حقوق الشعب الكردي في سورية وفق صيغة توافقية ـ كردية أولا ـ ومن ثم التوجه بها وبإصرار نحو المكوّنات الأخرى والتشبث بدسترة هذه الحقوق ، في صيغتها التوافقية دستوريا وقانونيا .
إن هذا العقد الإجتماعي / السياسي ـ والمطلوبة بإلحاح ـ من المفترض , لابل ومن الضروري أن يستند على الحقيقة الموجودة في الساحة ـ كأمر واقع وملموس ـ وفرض تثبته الحقائق يوميا ، حتى أن جميع المهتمين بالشأن السوري ـ أصدقاءا وأعداءا ـ يقرّون بتنظيمية الشارع الكردي ، ومن هنا وبلا مبالية تامة ـ لآراء البعض ـ من مدّعي السياسة وممارسة المقاولة الكتابية ـ تنصيصا وشراءا لمقالات ـ بعد أن يأسوا من العمل السياسي الميداني وبالتالي كلفتها المدفوعة على أرض الواقع ، خاصة وما كان يبدو عليها طابع النضال قبل 15 آذار وشكل الصراع شبه المستدامة مع النظام ، وبالتالي هجرة بعضهم من أحزابهم أو هجرتهم الأحزاب ، فيصبح شغلهم الشاغل ، وعلى قاعدة الفهم المبتور إن للديالكتيك في نفي النفي وشطبهم للتحولات الكمية ومترافقاتها النوعية كتسطيح شخصوي بحت ومبستر ، أو مقولة ـ الشيطان ـ و ..
لا تقربوا الصلاة .
لتنكشف نواياهم كما دعواتهم ، في العمل لإيجاد ـ ماكينات ـ تعمل على ـ تنظيف ـ و ـ تلميع ـ شخصياتهم بسيكولوجياتها المتخمة والتي تهاوت أمام صرامة الموقف في العمل السياسي / التنظيمي وما تفرضه ومن جديد لتضحيات لا مفرّ منها ، وإلا ستكشفها ـ أقدار النت ، والفيسبوك ـ وستختزنها إرشيفات العم غوغل كإرث ، يتحف بها ذاكرة الأجيال الكردية لاحقا ، ومع كل هذا ترى تهافت ـ هكذا أنماط ـ وسرعتهم الفائقة في ركوب ـ موجة الشباب ـ ومن ثم ـ إسقاط ـ تجربتهم الغنية في الحركة الحزبية ومواويل الإنشقاقات ومن ثم بذبذبات متتالية وعلى شكل ردات اهتزازية ومواشير بوصلة ـ أحدهم ـ والسعي بجهد جهيد في شقّ صفوف الحركة الشبابية ـ لعلها كأحد النماذج ليس إلا ـ فتتلاقى الأهداف من جديد ـ ومن دون تخوين ـ كما ممارساتهم الحزبية والتنظيمية ، وتجاربهم الإنشقاقية وبالتالي تهربهم الصريح والواضح من مهام وضرورات المرحلة كإستكمال طبيعي لأدوارهم ـ السيئة بنيويا وتنظيميا ـ والإرث الذي خلّفوه في هيكلية وبنيوية الحركة السياسية الكردية ، إن بشكل شخصي مباشر ، أو من خلال رفقاء ، وتلامذة ـ مخلصين ـ مازالوا على العهد حافظين !! .
الخ وصولا الى التشكلات الحزبية المتعددة ، لأن نلك المفردات ، العمل اليومي وبالتالي ـ شئنا أم أبينا ـ وـ بوادر ـ خلق أو إيجاد ، أو فرز آلية للعمل ومن ثم ما هية الإنتماء الوطني المتغير ببوادره ـ الذي هو في طوره المتشكل ، من جديد ـ و بعقوده الجديدة أيضا ، كنتيجة حتمية لهدير الجماهير التي تصرخ مطالبة بإعادة حقوقها إليها ، ذلك الهدير الذي استطاع وبسلميته أن يعلو ببساطة شديدة على صوت الدبابات وقذائفها وباتت سلميتها ـ الإحتجاجات المتصاعدة ـ ترجف الشبيحة بالرغم من أسلحتهم الفتاكة فالحالة هذه إذن ـ كرديا ـ أن نسعى وندفع بقوة في اتجاه تشكل عقد اجتماعي / سياسي للقوة المنظمة / الحزبية ، والموجودة على الساحة في إطار تنظيمي فاعل هدفها وحدة الطاقات والجهود على قاعدة صلبة في مواجهة التحديات ، وبالتالي مرونة بأفق مفتوح وديمقراطي يستوعب كافة التوجهات والمواقف التي تؤدي الى شرعنة وبالتالي قوننة حقوق الشعب الكردي في سورية وفق صيغة توافقية ـ كردية أولا ـ ومن ثم التوجه بها وبإصرار نحو المكوّنات الأخرى والتشبث بدسترة هذه الحقوق ، في صيغتها التوافقية دستوريا وقانونيا .
إن هذا العقد الإجتماعي / السياسي ـ والمطلوبة بإلحاح ـ من المفترض , لابل ومن الضروري أن يستند على الحقيقة الموجودة في الساحة ـ كأمر واقع وملموس ـ وفرض تثبته الحقائق يوميا ، حتى أن جميع المهتمين بالشأن السوري ـ أصدقاءا وأعداءا ـ يقرّون بتنظيمية الشارع الكردي ، ومن هنا وبلا مبالية تامة ـ لآراء البعض ـ من مدّعي السياسة وممارسة المقاولة الكتابية ـ تنصيصا وشراءا لمقالات ـ بعد أن يأسوا من العمل السياسي الميداني وبالتالي كلفتها المدفوعة على أرض الواقع ، خاصة وما كان يبدو عليها طابع النضال قبل 15 آذار وشكل الصراع شبه المستدامة مع النظام ، وبالتالي هجرة بعضهم من أحزابهم أو هجرتهم الأحزاب ، فيصبح شغلهم الشاغل ، وعلى قاعدة الفهم المبتور إن للديالكتيك في نفي النفي وشطبهم للتحولات الكمية ومترافقاتها النوعية كتسطيح شخصوي بحت ومبستر ، أو مقولة ـ الشيطان ـ و ..
لا تقربوا الصلاة .
لتنكشف نواياهم كما دعواتهم ، في العمل لإيجاد ـ ماكينات ـ تعمل على ـ تنظيف ـ و ـ تلميع ـ شخصياتهم بسيكولوجياتها المتخمة والتي تهاوت أمام صرامة الموقف في العمل السياسي / التنظيمي وما تفرضه ومن جديد لتضحيات لا مفرّ منها ، وإلا ستكشفها ـ أقدار النت ، والفيسبوك ـ وستختزنها إرشيفات العم غوغل كإرث ، يتحف بها ذاكرة الأجيال الكردية لاحقا ، ومع كل هذا ترى تهافت ـ هكذا أنماط ـ وسرعتهم الفائقة في ركوب ـ موجة الشباب ـ ومن ثم ـ إسقاط ـ تجربتهم الغنية في الحركة الحزبية ومواويل الإنشقاقات ومن ثم بذبذبات متتالية وعلى شكل ردات اهتزازية ومواشير بوصلة ـ أحدهم ـ والسعي بجهد جهيد في شقّ صفوف الحركة الشبابية ـ لعلها كأحد النماذج ليس إلا ـ فتتلاقى الأهداف من جديد ـ ومن دون تخوين ـ كما ممارساتهم الحزبية والتنظيمية ، وتجاربهم الإنشقاقية وبالتالي تهربهم الصريح والواضح من مهام وضرورات المرحلة كإستكمال طبيعي لأدوارهم ـ السيئة بنيويا وتنظيميا ـ والإرث الذي خلّفوه في هيكلية وبنيوية الحركة السياسية الكردية ، إن بشكل شخصي مباشر ، أو من خلال رفقاء ، وتلامذة ـ مخلصين ـ مازالوا على العهد حافظين !! .
ومن دون الإطالة من جديد في هذا الجانب ، فلعله أمر طبيعي أن لا تنفي ـ هذه الثورة الشعبية في سورية ـ وبالمطلق ، تجاوز الهم الفئوي ـ الخاص ـ وآلية النضال اليومي أو شكل الحراك الجماهيري ـ إلا اللهم الحفاظ على طابعه السلمي ـ وذلك كتأكيد هام في التمسك به ، وبالتالي المطالبة به ميدانيا ، لا كصفة خاصة ، أو موروث مؤسس لهدف واحد ، وكأن هذا الحراك ـ الفئوي ـ إنما هي لتلك الغاية / الفئة ليست إلا ؟ .ولكن من ناحية أخرى ـ والحالة هذه ـ هل يتوجب علينا ـ مثلا ـ تجاوز ـ أو ـ حرق ـ الذاتوي الكردي و ـ رميه ـ للمستقبل بأية شكل أو طرح ما في بوتقة الهم العام ـ كإطار نظري صرف ـ ، أو في أطر ـ المفاهيم العامة ـ كالديمقراطية مثلا ؟ .
والتي تجب ـ وبالضرورة ـ أن تستحوذ ـ ضمنا ـ وبالضرورة كتأكيد ثان ـ على حقوقية مطالب الشعب الكردي في سورية وكقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية من دون خجل وكما من دون بهتان ، وبتوصيف أدق ، ليس المطلوب هو شطب ـ سايكس بيكو ـ ولا نسيان سيفر ولوزان وبالتالي شطبها من الذاكرة الجمعية كإرث تاريخي / جغرافي أقرّ ـ بضم الهمزة ـ بلا إرادية جماهيرية مفرطة في سياق استعماري ، ومن هنا وتأسيسا على ما سبق ـ وبتصوري ـ يجب الإنطلاق نحو عصرنة وحداثة وتكوينية جديدة لدولة وطنية في سورية ،وعلى أساسه تبرز شعار التلازم الدقيق بين مفهومي المواطنة ـ كإنتماء حقيقي لا نظري ـ وكذا الإنتماء القومي بأبعادها الصارخة وبتوازناتها المتناقضة حينا ، والمتلاحمة أحيانا أخرى إن في الأساس وبالتالي الشعور ومن ثم مفردات الإغتراب التي زرعتها وأوجدتها نظم الإستبداد بممارساتها الشوفينية لحظة ـ استحواذها الإنقلابي على سدة الحكم وبالتالي خلقت الأرضية لتتراكم عليها النزعات الشوفينية العنصرية .
إن أشدّ ما يضرّ بقضية الشعب الكردي في سورية ، هو تلك الهجمة ـ الباطنية لبعض من المقامرين ـ تاريخيا ومسلكيا تنظيميا ـ على الحركة الكردية والشعب الكردي ـ وبالتالي في توأمة مباشرة مع النظام وأجهزته الأمنية ، وبالتالي طرح ـ ذواتهم الهشة أساسا ـ كبديل ـ ثوري وحيد وأوحد ـ للشعب الكردي وبقناعتي أن أهم الأسباب أو العوامل التي تسهل لوجود هكذا ـ خروقات ـ أو ما شابهها هي : ضعف الحركة الكردية الى هذه اللحظة في إثبات ذاتها كمجموعة أحزاب متكافلة ومتضامنة وبالتالي تمثل شعبها بإعتراف أعداءها قبل أصدقاءها هذا أولا وثانيا : غياب لابل تغييب الخطاب الجماعي وكذلك الموقف وطغيان سيادية النزعة الحزبية التي تليها التراتبية التحالفية او التنسيقية الخ ..
والأهم من كل هذا غياب البرنامج السياسي وبعبارة أدق : الإتفاق على الصيغة التي تجب مناقشتها أو المفاوضة عليها لحل ـ وسمّها كيفما تشاء ـ القضية الكردية في سورية ، والأدهى من كل ذلك ، تفويت فصائل الحركة ـ مثلا ـ لعبارة ـ الكرد السوريين ـ كمصطلح لربما إنشائي أو تأسيسي ستكون في مستقبل قريب جدا ، وبالا غير اصطلاحي فقط بقدر ما سيستجر من رؤى ومواقف سيستند عليها الجانب الآخر إن لم نبادر ومن الآن في إعادة الصياغات وفق قواعد اللعبة القانونية منها والسياسية ، من هنا يتوجب على الجميع الإتفاق ومن ثم طرح صورة بيانية متكاملة لوجهة نظر كردية ، يتم تفريغ كوادر وحقوقيين وساسة كرد ـ مستقلين وأحزاب ـ لوضع مشروع يكتسب صفة برنامج أو ورقة كردية تتمثل فيها الحدود المتلاقية لجميع الأطراف ، وكخطوة عملية متممة لابد من توسيع الهيكلية المعلنة للأحزاب الكردية أن تفتح الباب لمن بقي خارجها على أرضية وطنية وقومية ملتزمة بعيدة عن النظام الإستبدادي وبدائلها المهترئة ، وأن تقرّ في تشكيل لجان من المختصين والمثقفين ، كلجان استشاريين يتم الرجوع اليهم ، وبالتالي الإستئناس في آرائهم وتوجهاتهم التخصصية , ولعل أهم الخطوات المطلوبة والملحة هو نزول الحركة الى الشارع ، نعم الى الشارع وتلامس نبضه ، وإيصال رسالته الوحدوية كقرار مصيري فرضته الظروف ، كما ويفرضه المصير ، فهذا الشعب ما بخل يوما في التضحية وما استرخص حركته الوطنية الذي ظلّ ـ الشعب ـ متمسكا به ـ الحركة ـ كممثل وحيد له ، بالرغم من الهجمة العنيفة على الحركة إن من الباطنيين ، أو من السلطة ، وأساليبه القمعية الممارسة منذ استيلاء الإتجاهات العروبية على الحكم ….
والتي تجب ـ وبالضرورة ـ أن تستحوذ ـ ضمنا ـ وبالضرورة كتأكيد ثان ـ على حقوقية مطالب الشعب الكردي في سورية وكقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية من دون خجل وكما من دون بهتان ، وبتوصيف أدق ، ليس المطلوب هو شطب ـ سايكس بيكو ـ ولا نسيان سيفر ولوزان وبالتالي شطبها من الذاكرة الجمعية كإرث تاريخي / جغرافي أقرّ ـ بضم الهمزة ـ بلا إرادية جماهيرية مفرطة في سياق استعماري ، ومن هنا وتأسيسا على ما سبق ـ وبتصوري ـ يجب الإنطلاق نحو عصرنة وحداثة وتكوينية جديدة لدولة وطنية في سورية ،وعلى أساسه تبرز شعار التلازم الدقيق بين مفهومي المواطنة ـ كإنتماء حقيقي لا نظري ـ وكذا الإنتماء القومي بأبعادها الصارخة وبتوازناتها المتناقضة حينا ، والمتلاحمة أحيانا أخرى إن في الأساس وبالتالي الشعور ومن ثم مفردات الإغتراب التي زرعتها وأوجدتها نظم الإستبداد بممارساتها الشوفينية لحظة ـ استحواذها الإنقلابي على سدة الحكم وبالتالي خلقت الأرضية لتتراكم عليها النزعات الشوفينية العنصرية .
إن أشدّ ما يضرّ بقضية الشعب الكردي في سورية ، هو تلك الهجمة ـ الباطنية لبعض من المقامرين ـ تاريخيا ومسلكيا تنظيميا ـ على الحركة الكردية والشعب الكردي ـ وبالتالي في توأمة مباشرة مع النظام وأجهزته الأمنية ، وبالتالي طرح ـ ذواتهم الهشة أساسا ـ كبديل ـ ثوري وحيد وأوحد ـ للشعب الكردي وبقناعتي أن أهم الأسباب أو العوامل التي تسهل لوجود هكذا ـ خروقات ـ أو ما شابهها هي : ضعف الحركة الكردية الى هذه اللحظة في إثبات ذاتها كمجموعة أحزاب متكافلة ومتضامنة وبالتالي تمثل شعبها بإعتراف أعداءها قبل أصدقاءها هذا أولا وثانيا : غياب لابل تغييب الخطاب الجماعي وكذلك الموقف وطغيان سيادية النزعة الحزبية التي تليها التراتبية التحالفية او التنسيقية الخ ..
والأهم من كل هذا غياب البرنامج السياسي وبعبارة أدق : الإتفاق على الصيغة التي تجب مناقشتها أو المفاوضة عليها لحل ـ وسمّها كيفما تشاء ـ القضية الكردية في سورية ، والأدهى من كل ذلك ، تفويت فصائل الحركة ـ مثلا ـ لعبارة ـ الكرد السوريين ـ كمصطلح لربما إنشائي أو تأسيسي ستكون في مستقبل قريب جدا ، وبالا غير اصطلاحي فقط بقدر ما سيستجر من رؤى ومواقف سيستند عليها الجانب الآخر إن لم نبادر ومن الآن في إعادة الصياغات وفق قواعد اللعبة القانونية منها والسياسية ، من هنا يتوجب على الجميع الإتفاق ومن ثم طرح صورة بيانية متكاملة لوجهة نظر كردية ، يتم تفريغ كوادر وحقوقيين وساسة كرد ـ مستقلين وأحزاب ـ لوضع مشروع يكتسب صفة برنامج أو ورقة كردية تتمثل فيها الحدود المتلاقية لجميع الأطراف ، وكخطوة عملية متممة لابد من توسيع الهيكلية المعلنة للأحزاب الكردية أن تفتح الباب لمن بقي خارجها على أرضية وطنية وقومية ملتزمة بعيدة عن النظام الإستبدادي وبدائلها المهترئة ، وأن تقرّ في تشكيل لجان من المختصين والمثقفين ، كلجان استشاريين يتم الرجوع اليهم ، وبالتالي الإستئناس في آرائهم وتوجهاتهم التخصصية , ولعل أهم الخطوات المطلوبة والملحة هو نزول الحركة الى الشارع ، نعم الى الشارع وتلامس نبضه ، وإيصال رسالته الوحدوية كقرار مصيري فرضته الظروف ، كما ويفرضه المصير ، فهذا الشعب ما بخل يوما في التضحية وما استرخص حركته الوطنية الذي ظلّ ـ الشعب ـ متمسكا به ـ الحركة ـ كممثل وحيد له ، بالرغم من الهجمة العنيفة على الحركة إن من الباطنيين ، أو من السلطة ، وأساليبه القمعية الممارسة منذ استيلاء الإتجاهات العروبية على الحكم ….