مسابقة ماراثونية في رميلان

  بقلم : عمر إسماعيل

مسابقة جديدة أعلن عنها حقول رميلان للنفط غريبة الأطوار لم نسمع عنها ولم يحالفنا الحظ إن قرأنا عنها قبلاً في العالم ولم يرتق أية مسابقة في الكون إلى قمة إبداعها حيث أبدعها العقول الوطنية المفكرة من اجل إصلاح حال البلاد وتامين فرص العمل للفقراء والمحتاجين من اجل توظيف هؤلاء الناس من أبناء المنطقة الغنية بالنفط والغاز والثروة المعدنية في وظيفة تؤمن لأبنائهم لقمة العيش فقط والذين أنهكم الفقر حتى باتوا مستعدين للقبول بأي شيء حتى المشاركة في مسابقة الكلاب المسعورة, فالمواطن السوري الفقير الذي يعيش على الفتات يشكل الأغلبية الساحقة من المجتمع السوري في كافة المحافظات بالأخص في محافظة الحسكة .
ففي رميلان مركز النفط السوري وحقول رميلان المشهورة بغنائها بالثروة المعدنية لم يوظف أي شخص من المنطقة فيها إلا بشرط تعجيزي وموافقة الجهات الأمنية أولا قبل الكفاءة والخبرة .

وبعد حملة الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بالحريات العامة وإلغاء الموافقات الأمنية وتحسين الوضع المعاشي وتامين فرص العمل وغيرها وغيرها في 15/3/2011 تم إطلاق مجموعة من الوعود من قبل السلطة  على تامين فرص العمل للمواطنين وعلى إثرها تم فتح باب المسابقة للمسجلين في دائرة الشؤون بالحسكة منذ عشرة أعوام وأكثر ولم يحصلوا على وظيفة أو غيرها وأقدم على التسجيل /11172/ مواطن للحصول على الوظيفة الميمونة والمطلوب حسب الشواغر /272/ شخص فقط من مصدر موثوق وتعيينهم بصفة سائقين او مستخدمين واقبل الموطنون طوابير وأكوام تتساقط على بعضها للحصول على الكرة الذهبية والمسلسل بدأ حلقاته تتأخر أسبوع بعد أسبوع لأننا بحاجة ماسة إلى عامل الزمن في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها بلدنا سوريا  وأخيرا جاء الفرج بجدول كبير طويل عريض من الأسماء الذين عليهم الاختبار في عدة مسابقات للحصول على الوظيفة وكأنها مسلسل انتخاب البرلمان السوري من يدفع أكثر يدخل البرلمان والدليل الواضح قوائم الظل .

المهم بدأ الجهات المسؤولة عن المسابقة بالتنسيق مع شرطة قسم رميلان بامتحان عجيب وغريب حين طلب من المتسابقين على الوظائف بإجراء مسابقة جري على مسافة طويلة (مسابقة ضاحية) والخمس الأوائل عن كل مجموعة يحق لهم التوظيف , هذه التجربة في الحصول على الوظيفة لا يبدعها إلا المفكرين أصحاب خبرة كبيرة في استغلال البلد وسرقة أمواله والسبب الرئيسي في إفقار الناس وهذه التجربة من المسابقات فاقت كل أصول المسابقات في الكون حيث اتفق رئيس قسم رميلان مع بعض الجهات الأمنية فيها مع جحافل المتسابقين الذين أكل البطالة والفقر نخاعهم في موكب لامتحان الجري واخبرهم بان الخمس الأوائل هم الرابحون ليكمل الإصلاح في البلاد الذي أطلقها السلطة , ولكن الذي حصل بان رئيس قسم رميلان ومن اتفق معهم ينقلون المتسابقين – الذين دفعوا مبالغ نقدية – لهم بسيارتهم إلى مناطق قريبة من خط النهاية للمسابقة ويطلقونهم ككلاب صيد للحصول على الجائزة والفوز بالوظيفة وبعد أن رأى المتسابقون الصورة و المشهد الجميل أمام أعينهم فهبوا هبة واحدة من رميلان و (كركي لكي) والقرى المجاورة بالهجوم الكاسح على قسم رميلان وبتاريخ 29/6/2011 أقدم جميع المتسابقين بالهجوم على قسم رميلان والجهات المعنية .

حيث  تم الكسر والخلع والضرب المبرح والفوضى الخلاقة .

و أقول عذراً أخي الكردي والعربي في منطقة رميلان لو كنت أرنبا برّياً لما فزت بهذه الوظيفة الميمونة فلماذا الغضب  ولكن الفائز في النتيجة هو من دفع مبلغا محترما من المال إلى الجهات المعنية .

فهل رأيتم في أي بلد في العالم مسابقة  تشبه مسابقاتنا الماراسونية المبنية على أسس وطنية وهذا غيظ من فيض .

وهل تعلمين عزيزتي البطلة (غادة شعاع) لو كنت في مسابقة رميلان لكنت اكبر الخاسرات فالمسابقة عندنا في هذا البلد الغني بكل ثرواته الطبيعية هي من أجل لقمة العيش , وانتم تتسابقون من اجل الشهرة .

أليست مسابقاتنا أفضل من مسابقة الجمل في الإمارات العربية المتحدة أو مسابقة الثيران والأبقار المجنونة في بريطانيا وايطاليا أو مسابقة الديوك في فرنسا وغيرها من المسابقات في دول العالم لن ترقى أبداً إلى مستوى مسابقة يركضون أهلها جريا على الأقدام من اجل الحصول على رغيف الخبز.

وهناك قصص غريبة وأعجب من هذه المسابقة في بلدنا ولكن فقط كتبتها لكي لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…