في أيام الجمع إنه مشهد حميمي تتلاحم الأيادي متشابكة, وتقترب القلوب بشفافية أكثر, وتصل حناجر المتظاهرين إلى عنان السماء مرددين نشيد الحرية والديمقراطية. إنه يوم التعطش لرائحة الحرية والانعتاق من هذه القيود التسلطية؟! حناجر تهتف ضد الفساد المستشري حتى نقي العظام في هرم السلطة.
كل هذه المفردات من قاموس الغرائب التي دخلت قلوب الملايين بدئت معي في السجن, نعم في سجن القامشلي كنا ثلة من الشباب الكردي والعربي المتوجسين خوفاً من البوح بالحقيقة؟! نعم توقعنا زوال عروش عربية, أثبتت فشلها ونهبت من خيرات البلاد والعباد ما شاء الله؟! وقد أكدنا على أن شرارة هذه الاحتجاجات حسب لغة السلطة؟ والمظاهرات بحسب لغة المنتفضين في الشارع؟ ستصيب سوريا, لكن ثمة البعض الآخر لم تصدق عقولهم أن حاجز الخوف سوف ينكسر فقالوا لا نحن في “جمهورية الجبروت والقوة” وكل شيء تحت السيطرة؟ وقال بعض الخبثاء الشرارة قادمة عبر الأمواج البشرية التي ستعبر عبر فضاء الفيس بوك العنكبوتي الجميل, شرارة ذات منظر قوس قزحي كبير يتماوج في كل الجهات من الجنوب إلى الغرب, إلى الشمال, وبالأخص الشمال الشرقي الأشد عذاب لاقوه في جمهورية الخوف التي انفجر فيها البركان الذي من الصعوبة بمكان أن يتوقف لهيب هذه الحمم البشرية وخاصة كلما ازداد القتل والقمع في الجمع وغيرها.
فيا أولي الألباب: تفكروا جيداً في هذه العبارات التي دخلت قاموس الحداثة السياسية من جديد؟ وأخيراً نقول:” المندس الذي يدخل خلسة إلى مكان ما ويأخذ ما لغيره؟! وإن من ينهب قوت الشعب فهو مندس وفاسد؟
ومن يوسم شعبه بهذه المفردات فهو واهن؟
ومن يتملق للسلطة فهو مندس؟
والذي ينزل للمظاهرات التي تنادي بالحرية والديمقراطية فهو مندس وطني يعلو ولا يعلى عليه؟
ومن المثقفين الذين كانوا نائمين في أذن الثور, وعرفوا أن الحال لن يبقى كما هو في السابق؟ فتسابقوا في تدبيج المقالات وإبداء الامتعاض من الذي يحدث في سوريا؟! وهو رفع عتب؟! وآخر يفتخر بحصوله على جائزة الحزب المنهار مذيلاً مقالته في نقد الأحزاب ويرشدهم إلى جادة الصواب فهو مندس على الرغم من شهادته العالية؟! وثمة آخرين سيخرجون غداً ويأخذون المقاعد الوثيرة الأولى وهم أيضاً مندسين؟!
ومن المندس ننحو نحو المناضل الكبير غيفارا حيث يقول:”
الثورة يقوم بها الشرفاء, ويأكل ثمارها الحقراء” ما أجمل البلاغة من هذا العظيم الرمز الخالد.
قامشلو 7-7-2011
siyamendbrahim55@gmail.com