فباتت التصريحات النارية ، وتلك الرؤى والملامح لابل والنظريات التي تصدر من ـ بعضهم ـ كفرمانات عثمانية .
ومطلقيها وكأنهم طواويس / ضباط في فرع أمني ، فيهز ـ واحدهم ـ عصاه ، أويجرجر ـ ذيله ـ تيها فارغا ، مستخدما عبارتا ـ تأبى ـ علينا ذواتنا المتواضعة لولا ضرورات النص ، حتى مجرد ذكرها و كـ استدلال عباراتي لا أكثر ولا أقل !!
/ متى يفهم / ..
؟ ! ..
الأحمق ؟ !! ..
الخ ونهج الفيصل بن القاسم ـ رضوان الله عليه ـ في نزعة تبريرية ، تتماوج في لاوعيه ـ بالمطلق ـ وحقوق المواطنة المستهدفة أو المراد منها في زوايا أخرى لسنا حتما في صددها ، ولعله من المفيد هنا ، أن نذكّر بأننا كنا قد تطرقنا وساجلنا مع اصدقاء عديدين منذ فترة ليست ببعيدة في مدلولات وـ تسطيحات ـ الوعي المواطني كغطاء أريد منها حالة استعرابية / تعريبية وقد استندت ـ آنذاك ـ وتستند في هذه المرحلة أو الحلقة ـ أيضا ـ البنية الأساسية للمجتمعات ، او الحلقات التي عجزت ـ الهيمنة العروبية ـ عن تعريبها بمختلف الطرق والوسائل ، العسكرية منها والأمنية … ومن جديد وبشكل ـ غير مفاجئ أقله بالنسبة لنا ـ يطالعنا بعض من ـ هؤلاء ـ النواحين والمتباكين على عروبة لم يمسسها أحد ـ أقلّها كرديا ـ ، لابل ويتمنى لها العودة ـ العروبة ـ الى نقاءها وصفاءها ببعدها الإنساني المتساوي / الندي لكافة الملل والنحل ، متعايشة باضطراد مع كافة الشعوب بلا استعلاء ، فتسقط من جملة ما تسقط : كل الصيغ المدموغة ، بأبعادها الجغرافية ،البشرية منها والطبيعية ، وبالتالي ، نظرية / الحقوق الإلهية المقدسة / والمدسترة في ذهنية اولئك ـ الفئة ـ الذين يدّعون بعدائهم وصراعهم التاريخي ومنهج ـ الحق التوراتي المقدس ـ وبعيدا عن الاستطراد ، وفي عودة مكثفة وسريعة الى جوهر المسألة والخلاف ـ أظنه أولا ـ أن على السيد رشاد أبو شاور أن يتطلق من عروبته ، بعد يمينه ثلاثا ، حيث توضح مدى تأثره البنيوي وبشكل عميق وثقافة الثلاث فهو قد جاوز ثلاثا ، ثلاثا ، ولعلها الكفارة هنا ، ـ ولا أدري إن كانت جائزة أم لا ، حينها ـ وأظنه ـ أن عليه الإستفادة من تقنيات عادل إمام في واحدة من أفلامه القديمة !! ، خصوصا وقد ـ أجاز السيد شاور ـ لابل وأدخل نفسه بنفسه وهذا النفق الفكري الضحل والبائس بكل ما تحويه هذه الكلمات من معنى ، فيترجم لنا تلك الرؤى / البؤس المتجلية بعفلقية محدثة ونظريات ماقبل نشوء مفاهيم الثورات ، وطروحات السلسلة المعقدة من بؤساء الفكر القومي العروبي ، الذين ما يزالون يحاولون جاهدين أن يدمغوا نزعتهم العروبية / الطوباوية لتشمل مع الإنسان حتى الطير والحجر وبدءا من إسلام بول وحتى نواحات الأندلس ، فربوع جرجي زيدان وبكائياته التي يبدو أن شاورنا لم يستطع الفكاك منها فيقفز حقيقة وينط كالحرباء ليخطط ـ ومن جديد ، وبذاتوية استنكارية لحق الآخر ـ فيعيد صياغته المبتورة إن لجغرافية كردستان وسايكس بيكو
، أو حقوقه ـ الإلهية / الملكية المقدسة ـ والممتدة طولا وعرضا فينحسر على ضوءه ، لابل ويقصي ـ السادة شاور وخلانه ـ كردستان عن ذاتها المجزأة أربعا لتغدو بإرادة سلطانية ، عروبية واضحة ، عقدتين اثنتين ، التركية منها والإيرانية ، كتطبيق غير متجانس لفكر عروبي قديم / متجدد بدءا من السراج وميني مرورا ب ـ الفكر العروبي الوحدوي !! ـ وبالتالي إرهاصات البعث ـ منذر الموصللي كمثال في ـ كرده وعربه ـ ولن أقولها ـ كرد عرب ـ .
من هنا لم ولن يشعر السيد أبو شاور بأي عسر في الهضم ، وهو يقضم ، لابل وينسى أن ـ يتباكى ـ على حقوق شعب مجاور له ، كما بكائياته إن على سايكس بيكو وبعده العروبي ، أو وعد بلفور ، المرادف إن لم يكن توأم لوزان مهما بلغ ارتفاع ضغط دم السيد أبو شاور عتيا ، ومن هنا كانت النصيحة ، أن يسدوا آذانهم المسدودة حكما ، وأوجاع الجماهير السورية وهي تكتسح الساحات والشوارع فيسقط منه ما يسقط والهتاف يعلو يوما بعد آخر ، سعيا لإسقاط الإستبداد ، وإن لم تف سدادة الأذن بواجبها عليهم العمل بنصيحة بطلهم الوحدوي المقدام علي عبدالله صالح ووصيته المستعجلة ـ استبدال نظاراتهم ـ نيالهم وكالات بيع النظارات ـ لعلها تريح أبصارهم من مناظر الدبابات السورية وهي تناور ، وتراوغ ، لابل وتحارب لرص الصفوف وتقوية روح الممانعة والصلابة !! لأنهم اكتشفوا ولو متأخرين ، أن طريق الجولان لا يمر إلا من دواخل سورية !! ..
إن التجييش الإعلامي ضد الكرد ، ليست كحالة إرهاصية وقتية ، بقدر ماهي رؤية مستقبلية كانعكاس طبيعي لتراكبية وعي ذلك النمط من مدعي ـ المنهج الديمقراطي مستثنين منهم الكرد تحديدا ـ ومن هنا لم يكن موقف رشاد أبو شاور مفاجئا ، كما غيره ، ففي تحفة الآراء التي ينثرها البعض من العروبيين الأقحاح ، حماة أنظمة الاستبداد ممن يذبحون شعوبهم كالشاة ، فيمجدون الطاغوت حتى في سعيه وهو يفتك برعيته ..
ضحالة فكرية ما بعدها ضحالة ، فلنقرأ مثلا ما كتبه د .
محمد السعيد إدريس / البعض لا يريدها عربية / في جريدة الخليج عدد 11750 تاريخ 21 / 7 / 2011 / صفحة 14 … / ..
فإسقاط عروبة الدولة من شعارات الثورات ، لايعني فقط محاصرة الثورة داخل كل دولة تمهيدا للتآمر إما بشراءها أو احتواءها ، وإما بهزيمتها ، ولكنه يعني أيضا تمهيد فرض إعادة التقسيم الداخلي على أسس عرقية ودينية وطائفية ، لأن انتزاع كل دولة من عروبتها يعني طمس الهوية الجامعة للدولة ، ومن ثم ظهور الهويات الفرعية البديلة وتمكين الخارج من التغلغل الى الداخل وفرض شروطه وهيمنته على كل دولة على حدة … / ..
وبالرغم من المرات العديدة التي تم مناقشة هكذا توجهات وآراء ، ولكنه مفيد أن أعود بالسيد إدريس الى مقالاته المتعددة ومأزق العروبة وإرهاصاتها بسبب تقسيمات سايكس بيكو وبالتالي نشأة هذه الدول ـ هكذا وبولادة قيصرية وغير حميدة ـ مجزأة ومبتّرة ، مضيفة أو مضافا إليها ، أفلم يكن الكرد الضحية الأساس في سايكس بيكو شعبا ووطنا ؟ لما التجني على التاريخ وبالتالي الوثائق / الخرائط ، التي لما تزل بمتناول الجميع ، يمكن للمعنيين بشأن آلية تشكل ـ الدولة السورية مثلا ـ وبالتالي سلسلة اتفاقات الحدود وتسوياتها المتعددة بشريا وطبيعيا ، إضافة لبعض من القضايا التي شملت الجنسية والملكية أيضا ـ يمكن مراجعة كتاب العقيد صبحي سلوم : قوانين الجنسية في الجمهورية / العربية / السورية ..الخ ـ ولم يكتف السيد إدريس بذلك فيسارع ليتمم ..
/ ..
إذا كانت بعض الصحف العربية قد خرجت على نقل بعض الشعارات السيئة التي رفعها البعض ضد الأمين العام مثل ـ لانبيل ولا عربي ـ فإن المستهدف هو النظام العربي ، واستهداف النظام العربي ، هو أستهداف للمشروع العربي ، لأنه مثل هؤلاء وغيرهم ، في تعاملهم مع الثورات العربية ، لا يريدونها عربية ..
/ ..
وحقيقة فقد صدق د .
محمد السعيد إدريس ومن دون أن يدري ، نعم نحن لانريدها عربية ، على هديه وطراز حزب البعث ، بل نريدها سورية كبلد بفضاء واسع لكل السوريين ، لاعربية ، ولاكردية ، لاإسلامية ، ولامسيحية ، بل فسيفساءا سوريا متجانسا صادقا ، ينصف فيه الكردي العربي ، كما المسيحي المسلم ، دولة مدنية بنظام تشاركي ، لاعروبية بمواطنة مستهدفة بالأساس ، كمترادفة أو شرح تبسيطي لمفهوم ـ العوربة ـ التي عجزت عنها نظم الاستبداد على مر السنين ، وهاهي بشائر ـ خير العروبة !! ـ بطقوسها وتجلياتها وـ منح ـ بركات السلطة ـ بقانونها ـ المسمى زورا ـ قانون الأحزاب ـ والتي يتجلى فيها استهداف الكرد ، صريحا وواضحا ، من خلال المسمى ـ المناطقي ـ فلو أعيدت لسورية اسمها الحقيقي والذي يعود الى مرحلة ماقبل طغيان النزعات العروبية لكان البعث صنوه ، صنو الحركة الكردية ، كأقرب تشريح وأبلغ معنى ، لمجمل آراء هكذا كتاب !! ..ومن هنا أيضا يتوضح لماذا يصرّ الجانب الكردي على أن ـ يتمادى في سقف مطالبه ـ على حد قول السيد زهير سالم الناطق الرسمي لحزب الإخوان المسلمين ، وكذلك تلكم التلاقح والتلاقي ومن ثم الاندماج الكامل وتصورات دلوعة ـ الرئاسة السورية ـ بثينة شعبان وخطوط فيصل القاسم الحمر ، كما الدم الذي يريدها هدرا فيما بين أحرف مقاله ـ الوحدة الوطنية خط أحمر ؟؟ !! ـ لدرجة يستاهل عليها ذلك السؤال البديهي !! ومن هو المتلاعب بالوحدة الوطنية ؟ فتبدو كلماته وهي تتساقط كطلقات الرشاش بيد الشبيح حينما يقول وباستعلائية لاتجوز كما لاتصرف إلا اليه وعليه ..
/ ..
متى يفهم هؤلاء أن تصرفهم الأحمق هذا لا يصب في مصلحتهم أبدا ولافي مصلحة الثورة ، فالأكثرية السورية ترفض ذلك رفضا قاطعا ../ إذن وبمنطقه فبئسا للأقلية الموصوفة اختلافا عرقيا لغويا ، عن غالبيته ، عليها قبول التعريب ، أو الرحيل الى مجهول ، فإذا قبل ، فلعلها مواطنة عربية من جديد ولكن قد يتكرمون ـ الآن ـ فيعتبرونها ثلاثة سنوات لا خمسة !! ..
لاأدري لما يتلاعب فيصل القاسم هكذا في المصطلحات ن فيخلط القارية بالأقلمة وينبتها فضاءا واسعا على أوربة ـ ونقتنع معه بها ـ ولكنها : في المعنى الجغرافي كما السلالي البشري / القومي ، ليست تلك الطابو المقدس فلو كانت العروبة اسما لقارة كما أوربا لصحّت فضاءاته ولكنها ليست كذلك ، فاختلطت عليه ـ فيصل القاسم ـ الأمور كما دور الأستذة ليبدو ـ أعظمه ـ على شاكلة ضابط أمن مستبد يحاول فرض إرادته بالعصا فيقول ..
/ ..
متى يفهم هؤلاء المعارضون أن كل الأقليات في الغرب تلتزم بهوية الأكثرية مع حفظ الهويات الأخرى في إطار المواطنة ؟ ..
هل تستطيع أية أقلية دينية أو عرقية ، في أوربا أن تطالب بنزع الهوية الأوربية عن الإنجليز أو الفرنسيين ؟!! / ..
ـ وأقول له ـ نعم أنه لايجوز كما هو الحال أن ننزع الهوية الآسيوية عن هذه الجمهوريات التي تشكلت في جنوب غرب آسيا ، وعلى ضفاف المتوسط ، على أنقاض اتفاقية سايكس بيكو ، وإفرازاتها من سيفر التي أجهضت بفعل زلزال لوزان وتوابعها من سلسلة الإتفاقات الأمنية / العسكرية بين فرنسة الإستعمارية ، كممثلة عن سورية الداخلية التي وجدت بداية كمملكة ، ما لبثت أن أصبحت دولة تعرف باسم الجمهورية السورية ن ويأبى السيد فيصل القاسم ، ألا ينهي لاميته ـ فيبدو وكمن يشك بنفسه وانتماءه قبل الآخرين ـ ، فيناشد الثوار العرب ومعه السيل العرمرم ـ لا أدري إن شملته بركات العرعور أم لا ـ المجيش من المثقفين والسياسيين !! ..
/ ..
أن يتعلموا من الدول الاستعمارية التي تدافع عن وحدة بلادها بالحديد والنار ، وهي على حق ، فلا قيمة لأوطان تسكنها طوائف وملل ونحل وقبائل … / ..
رحمك الله توفيق الحكيم ـ نأخذ مافي عقولهم وندع مافي قلوبهم ـ إلا أن السيد القاسم مصمم ألا يترك لهم شيئا ، ولعله من هذا المنطلق ، كانت موافقات بعض من ـ العروبيين ـ لابل وتأكيدهم على صوابية التغيير الديمغرافي ، وسياسة التعريب القاسية التي مورست ـ عربيا ـ بحق الشعب الكردي من قبل نظامي العراق وسورية ، .
وما رافقتها ـ عراقيا ـ من قتل ممنهج وصلت في بعض من مراحلها الى درجة ـ الجونيسايد ـ ..وحقيقة لاأرى سوى عبارة ياللمفارقة !! يكاد القاسم وبثينة يتطابقان في الرؤى والتوجهات ، ولو ملكت يدي فيصل القاسم من إمكانات لربما كان … خير الكلام ما قل ودلّ