والشهادة الثانية والتي تؤكد علو قامة الاستاذ ابراهيم الفكرية ومكانته الخاصة، جاءت هذه المرة من شخص يطلق عليه في العراق لقب ” استاذ العراق” اقصد به المؤرخ البروفسور خليل علي مراد، وحدث الامر تماما عند تقدمي للجنة العلمية التي اجرت مقابلة معي سنة 2008 في كلية الاداب بجامعة دهوك، وذلك من اجل القبول لدراسة وتحصيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث، حيث سالني هو والاستاذ البروفسورغانم الحفو والذي كان مشرفا على اللجنة التي ناقشت رسالتي للماجستير سنة 2003 ، عن الموضوع الذي ارغب بالكتابة عنه لنيل شهادة الدكتوراه وبعد موافقة الاثنين على مقترحي ومناقشتي مطولا فيه، سالني البروفسور خليل علي مراد: هل قرأت كتاب ” القبيلة الضائعة” للاستاذ ابراهيم، ولاني لم اكن قد قرأته بعد، قلت له: كلا، فما كان منه الا ان قال: ان الكتاب المذكور هو من افضل ما قرأه في حياته وانها تحمل فكرة كبيرة وان كاتبها مبدع بلاشك، وبامكان القراء ان يعرفوا قيمة هذه الشهادة اذا علموا ان البروفسور خليل كان قد حصل على الماجستير سنة 1975 واصبح بروفسورا وهو في بداية الثلاثينيات من عمره، وانه صاحب العشرات من الكتب المنهجية التي تدرس في الجامعات، وله المئات من البحوث الرصينة وهو المشرف على العشرات من طلاب الماجستير والدكتوراه وفي اكثر من جامعة عراقية.
والشهادة الثالثة، حدثت امامي ولاكثر من مرة من قبل البروفسور عبدالفتاح علي يحيى البوتاني، الشخصية الاكاديمية المرموقة في جامعة دهوك، ومشرفي في اعداد رسالتي للماجستير ومدرسي في الدكتوراه، فالكل يعرف ان البروفسور البوتاني شجع الكثير منا على اقتناء كتاب “القبيلة الضائعة” للاستاذ عندما جاءت الى اسواق الاقليم، وانه لا يبخسه حقه، بل يعده من الاقلام الجادة في سوريا، وشهادة البروفسور لها مغزاها، اذا علمنا انه كان عميدا لكلية الاداب وهو مدير لمركز الدراسات الكردية بجامعة دهوك حاليا، وكان ولايزال مشرفا للعشرات من طلبة الدراسات العليا، وهو مؤلف لاكثر من عشرين كتاب عن التاريخ الكوردي الحديث والمعاصر.
والشهادة الرابعة جاءت من الدكتور والبروفسور المساعد عبدي حاجي، فهذا الاستاذ الجامعي والمترجم المعروف، حدثني لعشرات المرات عن الاستاذ ابراهيم واخلاصه ونتاجاته الفذة وخاصة كتابه “وعي الذات الكوردية” واستطيع القول انه يعد الاستاذ ابراهيم اكثر الكتاب الكورد السوريين جدية واخلاصا وغزارة في الانتاج.
والشهادة الخامسة التي ساذكرها هي من قبل البروفسور المساعد الدكتور صلاح هروري، ففي احدى محاضرات الدكتوراه وكان يدرسنا “تاريخ العراق الاقتصادي والاجتماعي خلال الحقبة العثمانية” حيث تكلم عن الاستاذ ابراهيم وقال لي انه التقى به في قامشلو وان الاستاذ بالرغم من اوضاعه غير المريحة، يأبى الا ان يكون كاتبا في خدمة قضية شعبه المظلوم.
وعلى ضوء ما تقدم، اقول لك يا استاذ ابراهيم انك مكرم من قبل الكفاءات الكوردية المحترمة فلاعليك ببعضهم، وكتاباتك تدل على شخصيتك فلا تحزن ولا تلمهم ابدا، واعلم ان لك محبين كثر لا تعلمهم، ولكنهم يعلمون اي روح انسانية تحمل، واقبلني واحد من محبيك، ومن المعجبين بكتاباتك، و حتى لا يتهمك بعضهم انك تهجمت على الدكتور زازا ويتخذوها حجة عليك، اكتب واكتب وانصف الدكتور زازا، وفكره الثاقب وخدمته لقضيته، وشجع الجميع على قراءة مذكراته التي تعد افضل ماكتب من المذكرات الكوردية على الاطلاق وبشهادة حشد من الاكاديميين ايضا.