مبادرة الهيئة المستقلة للحوار الكوردي- الكوردي مشروع ومسؤولية

   بقلم : م.رشيد


ترميم البيت الكوردي وصيانته مطلب كل كوردي غيور ومخلص لبث الحياة والأمل فيه، وغاية كل مناضل متمرس لتطويره وتوسيعه وتوحيده، وحاجة كل متأمل وطموح لتقويته وتأهيله، وضرورة كل برنامج قومي للاستناد عليه، وكل مشروع وطني للانطلاق منه.
لقد حان اليوم أكثر من أي وقت مضى موعد تحويل النيات إلى أعمال، والأحلام والنظريات إلى واقع وحقيقة، والخطب إلى ممارسات ، والشعارات إلى أفعال، لأن المرحلة مفصلية ومصيرية بكل معنى الكلمة، والفرصة ذهبية وتاريخية، والظروف المواتية استثنائية ونادرة، يجب على الكورد استثمارها بأقصى مردود ممكن .
ان انجازالمؤتمر الوطني الكوردي العام والشامل لكل مكونات الحركة الكوردية (الأحزاب السياسية والتنسيقيات الشبابية والمستقلين من الفعاليات  الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية والدينية..)،لتشكيل هيئة تمثيلية شرعية موحدة للشعب الكوردي في سوريا،هو مشروع كل النخب والفعاليات الكوردية والأخص السياسية منها، والكل شريك مطلوب في تصميمه وانشائه، والكل مسؤول عن انجاحه وتفعيله وابراز دوره، والتحضير والاعداد لعقده يحتاج إلى تصورات الكل وجهودهم، وإلى دعمهم وتشجيعهم.
وبسبب خطورة المرحلة التي نمر بها ودقتها، والتحديات الكبيرة التي تواجه الكورد بسبب خصوصياتهم القومية والوطنية، والمهام الجسيمة المنوطة بهم في المرحلتين الحالية والقادمة، والمتوقفة على شكل حضورهم ومستوى فعاليتهم وطبيعة دورهم…، نحتاج إلى الطاقات الخيرة والنبيلة من أبناء شعبنا بدون استثناء أو إقصاء أو اهمال..،بمختلف ألوانها ومستوياتها ومشاربها، فالكل يكمل بعضه، والحقيقة تكتمل بالاجماع والتوافق والتحاور،ولا أحد يستطيع بمفرده التصدي لمهام المرحلة وتحدياتها ، مهما بلغت خبرته وشهرته وشطارته، ومهما بلغت تحالفاته وتحركاته، ومهما بلغت نوعية وحجم المنشطات التي يتلقاه من خارج الدائرة الكوردية الوطنية، وقد أثبتت التجارب صحة ذلك، وعلى الجميع استخلاص الدروس  والعبرمنها، والاقتناع بها.
ان الدعوات القائمة لعقد المؤتمر الوطني الكوردي، (والتي تبلورت خيوطها بعد مبادرة الهيئة المستقلة للحوار الكوردي – الكوردي لتأسيس مركز قرار كوردي جامع ، ابتداء من نشرها على الموقعين الالكترونيين  الكورديين  welatê me , gemya kurda ، ووصولاً بتجسيدها عملياً على أرض الواقع )، دعوات صادقة ونزيهة ومخلصة وحرة ومستقلة غير خاضعة لأية وصايات أوضغوطات أوأجندات أوغايات..(بكل أشكالها وصورها ومصادرها)، دعوات تنطلق  فقط من مصلحة القضية الكوردية (الكورديتي) أولاً وأخيراً، بذهنيات مفتوحة، وعزائم صلبة، وتصورات عملية وواقعية، وآليات فعالة ومجدية ومنتجة، تتنتظر المؤازرة والتأييد من كل المخلصين والشرفاء والغيوريين على الكورد وقضاياهم.
والدعوات القائمة لعقد المؤتمر الوطني الكوردي نابعة من ضمير الشعب الكوردي ومعاناته وتطلعاته..

(وقد طرحتها مجموعة من المستقلين تمثيلاً ونيابة عن كل المبادرين سابقاً ولاحقاً بشكل شخصي وطوعي، دون تفكيرٍ أو تبنٍ لأية منهج استئثاري أو استباقي أو انتقاصي أو تهميشي أو …إلخ، إنما هي مساع حميدة  وشريفة لفتح أبواب الحوار الكوردي – الكوردي، والبحث عن القواسم المشتركة في التصورات والجهود والتنسيق بينها بعد أن آلت جميع المحاولات والمبادرات الحزبية السابقة إلى الفشل، ولهذا يستدعي الحذر والدقة والتروي قبل اطلاق التصريحات والتكهنات والتشكيكات والمناكفات والملاسنات والردود..،واصدار الأحكام والقرارات..

عبر وسائل الأعلام حول طبيعة المبادرة وحيثياتها وتطوراتها وتوجهاتها، في الوقت ذاته نكن كل التقدير والاحترام، ونبدي الحاجة لكل المساهمات الجادة والشريفة لإغناء المبادرة بالأفكار والمقترحات والخبرات والآليات..

لإنجاحها وبلوغ أهدافها، وحمايتها من حملات الدعاية والتشويش المغرضة، ووقايتها من هجمات المشبوهين والمندسين والمتسلقين والمتربصين والانتهازيين..،المجندين من قبل الأعداء لاجهاض المبادرة وافراغها من محتواها وأهدافها النبيلة والمقدسة.
التغيرات الجارية والأحداث المتسارعة خلال هذا المنعطف التاريخي الكبير ، تفرض على الجميع خيار الاتحاد والاتفاق والانضواء والتشارك ..

ضمن اطار كوردي جامع وموحد، والتهيئة نفسياً وفكرياً وسلوكياً لتحقيق ذلك،  لأنه الرهان الاستراتيجي والأساسي والوحيد، لإثبات الوجود الكوردي وتوفير مسلزمات صموده ومقومات استمراره، ولأجل تأمين واستعادة كامل حقوقه القومية والوطنية والانسانية المصادرة والمسلوبة.
—————–    انتهت    —————-
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نظام مير محمدي* لم تکن ممارسة عملية الحکم من قبل النظام الإيراني سهلة وهينة لأنه ومنذ البداية واجه رفضا داخليا قويا مثلما کانت هناك عزلة دولية تفاقمت عاما بعد عام، وحاول النظام جاهدا مواجهة الحالتين وحتى التعايش معهما ولاسيما وهو من النوع الذي لا يمکن له التخلي عن نهجه لأن في ذلك زواله، ولهذا السبب فقد مارس اسلوب الهروب…

نارين عمر ألا يحقّ لنا أن نطالب قيادات وأولي أمر جميع أحزاب الحركة الكردية في غربي كردستان، وقوى ومنظّمات المجتمع المدني والحركات الثّقافية والأدبية الكردية بتعريف شعوب وأنظمة الدول المقتسمة لكردستان والرّأي العام الاقليمي والعالمي بحقيقة وجود شعبنا في غربي كردستان على أنّ بعضنا قد قدم من شمالي كردستاننا إلى غربها؟ حيث كانت كردستان موحدة بشمالها وغربها، ونتيجة بطش…

إبراهيم اليوسف منذ اللحظة الأولى لتشكل ما سُمِّي بـ”السلطة البديلة” في دمشق، لم يكن الأمر سوى إعادة إنتاج لسلطة استبدادية بشكل جديد، تلبس ثياب الثورة، وتتحدث باسم المقهورين، بينما تعمل على تكريس منظومة قهر جديدة، لا تختلف عن سابقتها إلا في الرموز والخطاب، أما الجوهر فكان هو نفسه: السيطرة، تهميش الإنسان، وتكريس العصبية. لقد بدأت تلك السلطة المزيفة ـ منذ…

شادي حاجي سوريا لا تبنى بالخوف والعنف والتهديد ولا بالقهر، بل بالشراكة الحقيقية والعدالة التي تحفظ لكل مكون حقوقه وخصوصيته القومية والدينية والطائفية دون استثناء. سوريا بحاجة اليوم إلى حوارات ومفاوضات مفتوحة وصريحة بين جميع مكوناتها وإلى مؤتمر وطني حقيقي وشامل . وفي ظل الأحداث المؤسفة التي تمر بها سوريا والهستيريا الطائفية التي أشعلت لدى المتطرفين بارتكابها الجرائم الخطيرة التي…