المجلس الوطني السوري وشرعية التمثيل في غياب القوى الممثلة والكرد اولهم

   أحمــــد قاســــــم

     إن المجلس الوطني السوري الذي أعلن عنه في 1492011 من اسطنبول في تركيا من قبل ما سميت بمجموعة مؤتمر اسطنبول لتشكيل مجلس للإنقاذ الوطني ، تشكل من قبل مجموعة من المعارضين المستقلين المقيمون في الخارج، بالتشاور مع العديد من التنسيقيات والفعاليات الإجتماعية والإقتصادية ومشاركة فعالة من حزب الإخوان المسلمون، وبغياب المعارضة المنظمة من الأحزاب السياسية في الداخل والذين ينضوون في إطار هيئة التنسيق الوطني للتغيير وإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، بالإضافة إلى العديد من الأحزاب خارج هذين الإطارين وخصوصاً الكردية منها.
 وأن عدم مشاركة هذه الأحزاب الذين يشكلون الجسم الرئيسي من المعارضة، تجعل من هذا المجلس تكتلاً غير مكتمل النصاب كغيره من الكتل الذي تشكل في إنطاليا و بروكسل ، وخصوصاً أن القائمون على هذا المجلس وضعوا خارطة الطريق تشمل ثلاثة مراحل من العمل: ما قبل السقوط، وأثناء السقوط، وما بعد سقوط النظام.

بالإضافة إلى تشكيلاته المختلفة، ومن ثم ترك الباب مفتوحاً أمام الذين لم يشاركو او لم يتسنى لهم المشاركة في أعمال تشكيلة هذا المجلس الذي يشكل في مضمونه بمثابة حكومة إنتقالية.

      إن الإقدام على خطوة مصيرية، وبهذه الطريقة الإرتجالية تشكل خطورة حقيقية على عملية توحيد المعارضة في إطارها الصحيح ، وخاصة في حالة غياب الحركة الوطنية الكردية ، مع احترامي لمشاركة الحزبين الكرديين (يكيتي الكردي و آزادي الكردي) إلا أنهما لا يمثلان الشارع الكردي لوحدهما في حالة غياب خمسة عشر حزباً كردياً لأعمال تشكيل هذا المجلس.

وأن عملية ترك الباب مفتوحاً، يعني من حق أية كتلة اجتماعية كانت أو إقتصادية أوسياسية ، الإنضمام إلى المجلس في حال قبول البرنامج السياسي والتنظيمي .

قد يصلح ذلك عندما يمثل المجلس غالبية المعارضة السورية، إلا أن الحقيقة لا تؤكد على ذلك ، ولا ندري كيف تسمح الأقلية من المعارضة لنفسها تحديد إطار تنظيمي وسياسي واستراتيجي وتعيين51% من اعضاء المجلس ، ومن ثم تترك الباب للأغلبية من المعارضة مفتوحة للمشاركة.

وكأن في إعتقاد المشاركين لهذا التأسيس هو المشاركة النسبية لأطراف المعارضة بعدد الأعضاء في المجلس، من دون أن يعطي أهمية المشاركة في صياغة سياسة المجلس واستراتيجيته لمواكبة التطورات، وقيادة العمليات السياسية والدبلوماسية، الى جانب البحث عن آليات من شأنها حماية المتظاهرين من ممارسة عنف النظام مع استمرارية التظاهر السلمي وتفكيك انظمة الإستبداد للنظام واسقاطه.
      إننا سنواجه اطراً أخرى من المعارضة، وهي في طور التشكيل.

أعتقد اننا سنرى إطارين أخريين على الأقل ، من الممكن تشكيل تحالف أو جبهة تؤطر الكتل داخل تحالف او جبهة واحدة لإدارة عملية التغيير.

ولا اعتقد ان اية كتلة تستطيع قيادة الشارع لوحدها، في حين أننا نواجه صراعاً دولياً وإقليمياً على سوريا ، ومن الطبيعي ان تختلف المعارضة فيما بينها على أجندات دولية وتحقيق مصالحها قد توافق او تتناقض مع الآخرين من المعارضة، وخصوصاً الدور التركي واطماعها في سوريا المستقبل ، والتي تتناقض مع الرؤية الكردية، في الوقت الذي تتنكر لحقوق الشعب الكردي في كردستان تركيا وشن حرب همجية على كردستان.

ارى ان من حق الكرد التحفظ على الدور التركي ، في حين ، ان الإخوان المسلمين يراهن على دو( اردوغان) رئيس حكومة تركيا،   للتغيير في سوريا.

لذلك ارى ان المعارضة تختلف ايديولوجياً واستراتيجياً فيما بينها ، عليها ان تلتقي في منتصف الطريق لتوحيد وتأطير صفوفها، علماً بأن النظام يدرك تلك الخلافات جيداً وهو يحاول تعميقها كما كان يعمل عليها في مراحل سابقة.

ولنزع الموانع امام وحدة المعارضة ، تتوجب عليها انعقاد مؤتمرتشمل كافة قوى المعارضة الداخلية والخارجية لمناقشة الراهن المتأزم ، والإتفاق على الخطوط العريضة لسوريا المستقبل في إطارها الإستراتيجي ، وتطمين كافة المكونات للشعب السوري على انهم شركاء في بناء الوطن دستورياً، وأخص بالذكر المكون الكردي الذي عانى منذ تأسيس الدولة السورية من الإضطهاد القومي ، والتدابير العنصرية بحقه من قبل الحكومات المتعاقبة، والتي زادت من حساسية الكرد وعدم ثقته بالمكون العربي الذي حكم سوريامنذ ستة عقود.

ولكي نزيل مثل هذه الشكوك ، من المفترض ان يثبت حقوق الكرد في ميثاق وطني توافقي منبثق من المؤتمر ، للعمل به بعد سقوط النظام وتثبيته في بنود الدستور الجديد للبلاد.
كاتب وسياسي كردي سوري

  1692011 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…