المحامي مصطفى ابراهيم
يبحث السيد اردوغان عن النجومية السياسية ودور البطل التاريخي المنقذ لجميع أزمات منطقة الشرق الاوسط بالتصريحات العالية السقف حينا والزيارات المتكررة لدولها حينا آخر ويلامس المشاعر الحساسة للعرب والمسلمين فيما يخص حقوق الشعب الفلسطيني في سباق محموم مع قادتها متجاوزا احيانا حتى مواقف اصحاب القضية كرد فعله المسرحي في مؤتمر دايفوس الاقتصادي او خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة كجنرال متوج بأكاليل المجد والانتصار عائدا لتوه من ساحات المعارك وبما ان تلك الشعوب لا زالت تجتر امجاد الماضي السحيق وتبكي على الديار والاطلال وتتغنى بصرخة تلك المرأة المظلومة في عمورية (وامعتصماه) مع الفارق في الأسماء في كل مرحلة وتردد (وانجاداه) و (وا نصر الله) والآن (وا أردوغاناه)
فالأول والثاني بشرا بازالة اسرائيل من خارطة العالم وها نحن امام البطل الثالث وهو يسعى جاهدا بخطف الاضواء واحتلال موقع البطلين ان لم نقل موقع صلاح الدين بتحرير بيت المقدس من اليهود دون ان تحلل بالمنطق والعقل السليم بعيدا عن العواطف والاماني والاحلام في دوافع واهداف هؤلاء الابطال الذين يتنافسون على قضاياه المصيرية والمتاجرة بدماء ومعاناة الشعب الفلسطيني في البازار الدولي وقد قيل او كتب الكثير عن اهداف (( البطلين )) نجاد ونصر الله بعد اندلاع ثورة الشعب السوري ضد الظلم والطغيان و وقوفهما جهارا مع الجلاد ضد الضحية بجميع الامكانات المادية والمعنوية مما اكد على زيف ونفاق مواقفهما وخطابهما السياسي حيال حق الشعوب بالحرية ونصرة المستضعفين في الارض وفي الوقت الذي يذرف أردوغان الدموع على مأساة سكان غزة والضفة ويتوعد اسرائيل بالويل والثبور وعظائم الامور ان هي تمادت بحصارها فهو يتجاهل مأساة ومعاناة الشعب الكوردي شقيقه في الدين والمذهب وشريكه في الوطن المحروم من ابسط حقوقه القومية العادلة والتواق الى الحرية والانعتاق من نير العبودية والاضطهاد والعيش بكرامة مع شقيقه الشعب التركي .
ولا ابوح سرا بأن الكثير من الكورد تفاؤلوا خيرا لبعض الخطوات الصغيرة والمحدودة التي أقدم عليها أردوغان طريقا لحل سلمي للقضية الكوردية ولكن بمزيد من الأسف فقد تبددت تلك الآمال وخابت بعد سلسلة الاجراءات التي شهدتها الساحة الكوردستانية في الآونة الاخيرة وحسب اعتقادي المتواضع بأن التصعيد الاعلامي وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل يدخل في فصول تلك المسرحية .
فغني عن البيان بأن القضية الكوردية تعود بجذورها التاريخية لاكثر من قرن والحكومات التركية المتعاقبة لم تتجاهل وجود الشعب الكوردي بملايينه العديدة على ارض الآباء والأجداد فحسب بل تعاملت معه بأقسى درجات البربرية والوحشية من قتول جماعية وهجرات قسرية وعمليات صهر قومي ممنهج لتذويب الذات الكوردية في بوتقة الطورانية التركية بتتريك الأسماء و الأنساب والبلدات والمعالم التاريخية في طول كوردستان وعرضها
واليوم ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة يحاول السيد أردوغان اعادة عقارب الساعة ودورة التاريخ الى الوراء وانتهاج سياسات اسلافه التي باءت بالفشل الذريع فالشعب الكوردي اليوم أكثر تصميما واصرارا من اية مرحلة سابقة على نيل حقوقه القومية أسوة بباقي شعوب الأرض والحركة الكوردية في كوردستان الشمالية التي يقودها حزب العمال الكوردستاني بجناحيه العسكري والمدني منذ ثلاث عقود ونيف وبصرف النظر عن التباين والاختلاف حول نهجه وبعض ممارساته غير المسؤولة احيانا الا انها حقيقة و واقع ملموس ومعاش يوميا على الساحتين الكوردستانية والتركية وقد استنزف هذا الصراع شلالا من دماء الشعبين الكوردي والتركي ناهيكم عن الكلفة الباهظة في اقتصاد البلاد كان بالامكان توفيرها في مجال التنمية لمستقبل اكثر ازدهارا واشراقا للشعبين معا .
فهل آن الاوان لصناع القرار في تركيا المبادرة لاتخاذ الموقف الشجاع قبل فوات الآوان بوقف نزيف المزيد من الدماء وازهاق المزيد من ارواح شباب الشعبين و ولوج طريق الحوار بعيدا عن لغة التهديد والوعيد وقصف القرى وقتل الأبرياء والتعاطي مع الواقع وليس تجاهله أو الالتفاف حوله ومحاولة تصدير الأزمة الى خارج الحدود بتحميل اوزارها لأطراف اقليمية لأن قضية الشعب الكوردي لا تختزل ولا تختصر بمجموعات المقاتلين في جبال قنديل بل تتجسد بملايينه الثلاثين والذي يخرج منهم عشرات الآلاف يوميا تجوب شوارع وساحات المدن الكوردية وأطراف المدن التركية الكبرى وهي تهتف بصوتها العالي مطالبة بحقها في الحرية والكرامة الانسانية .
ومرة اخرى أقول حبذا لو راجع صناع القرار في تركيا صفحات التاريخ القريب فاليمين الفرنسي تنكر لحقوق الشعب الجزائري لعدة عقود وتعامل مع ثوار الجزائر بلغة الحديد والنار والقى بقادتهم ( بن بيلا ورفاقه ) في سجن قلعة أفيان ولكن الله والتاريخ أنعما على الشعب الفرنسي بالقائد الاسطوري شارل ديغول الذي اعترف باستقلال الجزائر وأفرج عن قادتها كما ان حكومة جنوب أفريقيا العنصرية ألقت بنيلسون مانديلا في غياهب سجونها لثلاث وعشرون عاما ولكنها اضطرت في نهاية المطاف الى اطلاق صراحه وقبلت به رئيسا لتلك الجمهورية أما المثال الابرز والأقرب الى اذهاننا وذاكرتنا هي الثورة الفلسطينية وقائدها الراحل ياسر عرفات فبعد صراع دموي عنيف مع اسرائيل بلغ عدد ضحاياه الآلاف من ابناء الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل الراحل اسحق رابين بتوقيع اتفاقية سلام مع (( الارهابي )) عرفات ورفاقه ( القتلة والمجرمين ) في حدائق البيت الابيض .
فهل سيختار السيد أردوغان مثالا من تلك المثلة ويدخل التاريخ من اوسع أبوابه ؟؟ وان كنت اتمناه مخلصا صادقا لكني أشك في نواياه وتردده وازدواجية مواقفه وانتقائيتها فهو في الوقت الذي ينصح الأسد ويحذر نتنياهو بالكف عن الخيار العسكري والحلول الأمنية تجاه الشعبين السوري والفلسطين يوغل في القتل والاعتقال لأبناء الشعب الكوردي شريكه التاريخي في الوطن فينطبق عليه حيال هذا التناقض والنفاق السياسي في الموقف والخطاب قول الشاعر العربي :
أتنهي عن أمر وتأتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم
ولا ابوح سرا بأن الكثير من الكورد تفاؤلوا خيرا لبعض الخطوات الصغيرة والمحدودة التي أقدم عليها أردوغان طريقا لحل سلمي للقضية الكوردية ولكن بمزيد من الأسف فقد تبددت تلك الآمال وخابت بعد سلسلة الاجراءات التي شهدتها الساحة الكوردستانية في الآونة الاخيرة وحسب اعتقادي المتواضع بأن التصعيد الاعلامي وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل يدخل في فصول تلك المسرحية .
فغني عن البيان بأن القضية الكوردية تعود بجذورها التاريخية لاكثر من قرن والحكومات التركية المتعاقبة لم تتجاهل وجود الشعب الكوردي بملايينه العديدة على ارض الآباء والأجداد فحسب بل تعاملت معه بأقسى درجات البربرية والوحشية من قتول جماعية وهجرات قسرية وعمليات صهر قومي ممنهج لتذويب الذات الكوردية في بوتقة الطورانية التركية بتتريك الأسماء و الأنساب والبلدات والمعالم التاريخية في طول كوردستان وعرضها
واليوم ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة يحاول السيد أردوغان اعادة عقارب الساعة ودورة التاريخ الى الوراء وانتهاج سياسات اسلافه التي باءت بالفشل الذريع فالشعب الكوردي اليوم أكثر تصميما واصرارا من اية مرحلة سابقة على نيل حقوقه القومية أسوة بباقي شعوب الأرض والحركة الكوردية في كوردستان الشمالية التي يقودها حزب العمال الكوردستاني بجناحيه العسكري والمدني منذ ثلاث عقود ونيف وبصرف النظر عن التباين والاختلاف حول نهجه وبعض ممارساته غير المسؤولة احيانا الا انها حقيقة و واقع ملموس ومعاش يوميا على الساحتين الكوردستانية والتركية وقد استنزف هذا الصراع شلالا من دماء الشعبين الكوردي والتركي ناهيكم عن الكلفة الباهظة في اقتصاد البلاد كان بالامكان توفيرها في مجال التنمية لمستقبل اكثر ازدهارا واشراقا للشعبين معا .
فهل آن الاوان لصناع القرار في تركيا المبادرة لاتخاذ الموقف الشجاع قبل فوات الآوان بوقف نزيف المزيد من الدماء وازهاق المزيد من ارواح شباب الشعبين و ولوج طريق الحوار بعيدا عن لغة التهديد والوعيد وقصف القرى وقتل الأبرياء والتعاطي مع الواقع وليس تجاهله أو الالتفاف حوله ومحاولة تصدير الأزمة الى خارج الحدود بتحميل اوزارها لأطراف اقليمية لأن قضية الشعب الكوردي لا تختزل ولا تختصر بمجموعات المقاتلين في جبال قنديل بل تتجسد بملايينه الثلاثين والذي يخرج منهم عشرات الآلاف يوميا تجوب شوارع وساحات المدن الكوردية وأطراف المدن التركية الكبرى وهي تهتف بصوتها العالي مطالبة بحقها في الحرية والكرامة الانسانية .
ومرة اخرى أقول حبذا لو راجع صناع القرار في تركيا صفحات التاريخ القريب فاليمين الفرنسي تنكر لحقوق الشعب الجزائري لعدة عقود وتعامل مع ثوار الجزائر بلغة الحديد والنار والقى بقادتهم ( بن بيلا ورفاقه ) في سجن قلعة أفيان ولكن الله والتاريخ أنعما على الشعب الفرنسي بالقائد الاسطوري شارل ديغول الذي اعترف باستقلال الجزائر وأفرج عن قادتها كما ان حكومة جنوب أفريقيا العنصرية ألقت بنيلسون مانديلا في غياهب سجونها لثلاث وعشرون عاما ولكنها اضطرت في نهاية المطاف الى اطلاق صراحه وقبلت به رئيسا لتلك الجمهورية أما المثال الابرز والأقرب الى اذهاننا وذاكرتنا هي الثورة الفلسطينية وقائدها الراحل ياسر عرفات فبعد صراع دموي عنيف مع اسرائيل بلغ عدد ضحاياه الآلاف من ابناء الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل الراحل اسحق رابين بتوقيع اتفاقية سلام مع (( الارهابي )) عرفات ورفاقه ( القتلة والمجرمين ) في حدائق البيت الابيض .
فهل سيختار السيد أردوغان مثالا من تلك المثلة ويدخل التاريخ من اوسع أبوابه ؟؟ وان كنت اتمناه مخلصا صادقا لكني أشك في نواياه وتردده وازدواجية مواقفه وانتقائيتها فهو في الوقت الذي ينصح الأسد ويحذر نتنياهو بالكف عن الخيار العسكري والحلول الأمنية تجاه الشعبين السوري والفلسطين يوغل في القتل والاعتقال لأبناء الشعب الكوردي شريكه التاريخي في الوطن فينطبق عليه حيال هذا التناقض والنفاق السياسي في الموقف والخطاب قول الشاعر العربي :
أتنهي عن أمر وتأتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم
سياسي كوردي سوري