واحد..
واحد..
الشعب السوري واحد”.
وقبل كل هذا وذاك، فإن الثورة استطاعت كسر العمق الستراتيجي للخوف الذي جهد اللانظام على غرسه، في نفوس المواطنين، عبر عقود مريرة بالنسبة إلى مواطننا السوري، فقد بات العالم كله يرى أن الإنسان السوري حطم مقولة الرعب المخابراتي، ولا أقول الأمني، لأن العصابات المافيوية في الفروع الاستخباراتية، هم من أجهزوا على كل ضروب الأمن.ومن هنا، فإن المواطن السوري، بات ُيري العالم كله معجزته، وليظهر في حقيقته أسطورة في البسالة، والشجاعة، والأخلاق ، والوطنية، والإنسانية.
كما أن من بين ما حققته الثورة السورية، هو أنها أكدت للعالم كله أن هذا الاستبداد الذي يتحكم بمصائر العباد، قد افتضح أمره، وسقطت بسقوطه ترسانة الشعارات التي كان يتمترس خلفها، ومن بينها مزاعم المقاومة، والممانعة، وغيرها وغيرها..
من الأضاليل، والخدع، والبهلوانيات الجوفاء، والشعوذات السياسية، لاسيما عندما بات العالم كله، يرى أن من حافظ على استمرارية النظام، حتى الآن، لئلا يسقط نهائياً في أول أسبوع، من عمر الثورة، قيام إسرائيل بحماية هذه العصابة، لتكون حارساً “أميناً” لحدودها، خاصة بعد أن بدأ ت هذه العصابة المتحكمة، باللجوء إلى كل أوراقها، محلياً، وعربياً، ودولياً، لتحركها في كل الاتجاهات، وبأقصى الدرجات، إذباتت تطلق رسائل الفتنة، مترجمة شعار “علي وعلى أعدائي” وهي النزعة التي تساور أي مجرم، متهتك، عار، وهو في حشرجاته الأخيرة.
وفي المقابل، استطاعت الثورة أن تكذب زيف افتراضات العصابة المتحكمة، عندما كذَّبت كل إدعاءاتها التي لجأت إليها لتشويه صورة الثورة، بأن أبطالها سلفيون -عصابات مسلحة-مندسون- مباعو الذمم-عملاء… …إلخ، وقهقه العالم كله من العقل الإعلامي الغوبلزي الهزيل في سوريا، عندما ظهر على حقيقته، فبات فرسان الترهات و الأضاليل الذين أظهرتهم الفضائيات، يتوارون الواحد تلو الآخر، لائذين بجحورهم، بعد أن دمغوا جباههم بعار الجريمة، وصاروا شركاء القاتل، في عدوانيته، ليكتشف اللانظام بأنه من دون إعلام حقاً.
كما أن أهم ما في الأمر، هو أن السوري بات يرسم خريطته السياسية من جديد، ليعرف: أهمية موقع سوريا جيوبولوتيكياً، وكيف أن هذا الموقع هو الذي حمى اللانظام، وإنه لمن المهم استخدام جملة” الأوراق” القوية التي هي بين يدي لاعب السيرك السياسي السوري، في الوجه الصحيح، في ما بعد سقوط هذا اللانظام، وهو ما من شأنه جعل سوريا في قلب العالم، حقاً، كما يليق بها.
ناهيك، عن أن المواطن السوري سيتبصر خريطته السياسية المقبلة،إلى وقت غير قصير، على ضوء سياسات العالم الذي وقف متفرجاً، فخذله، على امتداد نهر طويل من الدماء والانتهاكات التي لم تخز ضمير كثيرين، سواءأكانوا مباعي الضمير الإنساني، كالنظام الروسي، أو من المخدوعين ب” اشتراكية” سوريا كما هو حال التنين الصيني الذي بدأ يتلمس الحقيقة للتو…..، أو غيرهم من تجار الدبلومسية، والتلاعب بالألفاظ، الذي يتعاملون مع دماء السوريين، في بازار المصالح والصفقات، ووفق بارومتر : الربح والخسارة، لا الحس الإنساني، المفترض، ضمن روابط الجوار، أو الأسرية الدولية.
1- يطالب الشعب السوري بتأمين حماية دولية من القمع الممارس بحقهم من قبل نظام بشار الأسد , هل ترى إن هذه المطالبة محقة من الناحية القانونية ؟.
-لابد هنا، من التفريق بين قبول التدخل الأجنبي، وطلب الحماية، وما يتتبع ذلك من مفردات رادعة، لاستمرار اللانظام في غيه، وتعملقه عبر أسلحته الهائلة، المحرمة أخلاقياً، ودولياً، ووطنياً، وإنسانياً، للدفاع عن كرسيه، ليقتل مواطنه، وليجعل من وطنه هزيلاً، في انتظار التدخلات الأجنبية الأخطبوطية، الطامعة، التي باتت تتم، عبر بوابة العصابة الحاكمة.
عينت كعضو في المجلس الوطني السوري المعلن عنه في استنبول تزامناً مع تعيينك عضواً في الجمعية الوطنية السورية ,ما هو الفرق بين المجلسين وما هي ظروف تشكيل كل منها ؟
تم اختيار اسمي اعتماداً على ترشيحات تمت من الداخل السوري، فعلاً لا افتراضاً، وليس على مبدأ سياسة “القرعة”، أو” اليانصيب”، وهو ما يجعلني أشعر بالفخار، وأجدني مديناً لكل من رشحني من أبطالنا في الداخل، وهم يواجهون صلف آلة الاستبداد بصدورهم العارية أو بفكرهم وأقلامهم.
شخصياً، لدي رؤية أعتمد عليها، وهي الرؤية التي سأقوم بترجمتها، سواء أكنت داخل المجلس، أو خارجه، وهو امتداد لما أقوم به منذ سنوات طويلة، بحسب طبيعة المرحلة، في كل مرة، ومن خلال نطق كلمة “لا” التي طالما قلتها، وأقولها، وسأقولها، سواء أكان عبر عملي الصحفي، أو من خلال مشروعي الإبداعي، أو على صعيد رأيي أينما كنت.
إنني أتعامل مع الأمر، كأصعب مهمة سأقوم بها على الإطلاق، وأنا أول من سيتراجع إلى الخطوط الخلفية، لأتفرغ لمشروعي الإبداعي، مع سقوط النظام الأكيد، وقد دعوت إلى وثيقة، ربما تصدر-قريباً- مع بعض الشباب السوري، وهي أن يكون كل من تسند إليه، هكذا مهمات، بعيداً عن تسيير الأمور مباشرة، بعد انتصار الثورة، بل أن تنتهي مهماتهم، وألا تتعدى أدوارهم-كحد أقصى- في أن يكونوا أكثر من جزء من مرجعية، فحسب، ليبدو رأيهم كغيرهم من الغيارى، أجل، أبناء وبنات سوريا بملايينهم، ممن هم ميدانيون، لجديرون بمثل هذه المهمة أو سواها، لأنهم صناع الثورة، وهم البواسل، والأشجع منا …!
هل كان لديكم – انتم المرشحون الكورد – أي شروط تخص القضايا الكوردية لدخول المجلسين ؟
لم يحدد أحد شرطاً علينا، بل إن الرؤية التي أدافع عنها، سبقت ترشيحي على طاولة اللجان التي كانت تضع الأسماء بمهنية عالية،
كثفت أجهزة النظام من اعتقال واستدعاء الناشطين والكتاب الكورد، وتقديمهم للمحاكمة, كيف ترى ذلك؟ وهل يمكن أن يؤثر ذلك في حجم التظاهرات التي تنظم في المدن الكوردية ؟
شباب الثورة بأجمعهم، لن يثنيهم عن مواصلة مواجهة آلة الاستبداد أي ترهيب، مهما علا سقفه، وكل ما يقوم به النظام من ردود فعل هستيرية، فإن ذلك نتاج فزعه، وانهياره الداخلي، وهكذا فإن السجان هو من يخاف السجين، والقاتل هو من يخاف القتيل، وفق سنة الحياة والثورة الظافرة لامحالة.
هل لديك أية كلمة توجهها إلى الشعب السوري والكوردي ؟
لابد علينا، من الاجتماع على كلمة واحدة، ونركز على حلقة واحدة، وهي إسقاط هذا اللانظام المجرم، وإزالة أواخر سدود الفرقة التي تركها، فما أحوجنا إلى التكاتف، والحب، كي نبني سوريا الحرة، المدنية، التعددية، الجميلة التي تنتظرنا، ويكون للكردي حقه، مادام أنه يعيش على ترابه أباً عن جد، ليجسد بذلك معادلة “قضيته كأرض وشعب” من دون أي تنازل، ضمن معادلة ” الوطن الكبير”.
عن جريدة آزادي azadi الصادرة عن اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا- العدد7