عبدالباقي حسيني
جميع أطياف المعارضة في الداخل السوري وخارجه متفقين على ان التدخل العسكري في سورية أمر غير وارد، فهم من حبهم الشديد لوطنهم سورية والخوف عليها من الخراب وتدمير البنية التحتية، تحاول ان تتجنب هذا الخيار، فتجربة العراق في الماضي القريب وتجربة ليبيا في الحاضر، تجعلان من الشعب السوري عموماً والمعارضة خصوصا ان يبحثوا عن طرق آخرى للتخلص من النظام القائم، دون ان يخسر السوريين بلدهم ومابناه السوريين على مدى عقود من كدهم وعرقهم ودمائهم وأموالهم.
البارحة، المعارضة السورية وفي بيانها الختامي في إسطنبول، عند إعلان المجلس الوطني السوري الموحد، أكدت على انها لا تريد التدخل الأجنبي في البلاد، بل تؤيد وتسعى إلى حماية المدنيين السوريين من قبل المنظمات الدولية التي تحمي الإنسان وحقوقه.
فالمعارضة حريصة على عدم المساس بالوطن مهما كانت التضحيات كبيرة، وهي على يقين بإن النظام القائم لا يملك ضميراً حياً، بل ضميراً ميتاً، فهو لن يتوانى في إستخدام كل وسائل القهر و القوة لإطفاء جذوة الثورة والقضاء على طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
الممارسات التي تمارسها أزلام النظام من الفروع الأمنية والمرتزقة الشبيحة وبعض وحدات الجيش في الوطن، تندى لها الجبين، فهم قد أباحوا الوطن في كل مجالاته، واستخدموا كل العتاد الحربي من ثقيلة وخفية لردع المتظاهرين وإخماد الثورة، فقد إستخدموا الدبابات والمروحيات و السفن الحربية وكإن الوطن في حالة حرب مع العدو، بمعنى ان النظام لايهمه الوطن ولا المواطنيين ولا التداعيات التي ستخلفها هذه الممارسات على سوريا كوطن وعلى الشعب السوري كمواطنيين في المستقبل، فهو (أي النظام) يسعى إلى تدمير البلد بكل مافيها، طالما الشعب يريد إزاحته من السلطة، فهو الآن ينسف كل شيء من أجل البقاء في السلطة، وعلى قاعدة “عليُ وعلى اعدائي”، وما المحاولات الأخيرة من إغتيال عدد من الكوادر العلمية في سورية أكبر دليل على ما يسعى إليه النظام، فهو بهذه الممارسات يريد إرجاع ذاكرة السوريين إلى حقبة الثمانينييات من القرن المنصرم، عندما كانت الإغتيالات المتبادلة بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين وقتذاك قائمة، والتي ألقى السلطات السورية وقتئذاً كل الإغتيالات على عاتق الإخوان المسلمين، كونه الوحيد الذي كان يملك وسيلة الإعلام وقتها.
ان إستمالة الشارع السوري إلى صف النظام بهذه الطريقة المؤلمة، لهي طريقة بالية وساذجة، فهناك ثلاثة عقود تفصل بين تلك الاحداث وأحداث اليوم، حيث باتت كل الحقائق على الطاولة ومكشوفة للجميع، فالشعب السوري أوعى وأذكى من ان تنطلي عليه هذه الحيل.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين من المهتمين بالحالة السورية هو: كيفية التخلص من هذا النظام، الذي يملك ويستعمل كل الوسائل الحربية ضد مواطنيه، بالمقابل يصر الشعب السوري على سلمية الثورة لإسقاط النظام؟
هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في سورية للتخلص من هذا النظام من جهة و البقاء على مقدرات الوطن من جهة آخرى.
السيناريو الأول: جميع أطراف المعارضة تراهن على ان عامل الوقت كفيل على إستنزاف قدرات النظام القائم، وإنهيار إقتصاده وعزله إقليمياً ودولياً وبالتالي تفككه على كل الصعد.
لكن هذا السيناريو، إجراء غير مباشرة، كونه سيأخذ وقتا طويلاً في عملية التأثير على النظام من جهة، و من جهة أخرى سيتعب الشارع الثأئر وسينهك قواه، وبنفس الوقت سيستخدم النظام كل المنافذ المتاحة له للعيش ولو لفترة معينة عن طريق لبنان أو إيران، وربما عن طريق تجار السلاح والمهربين الذي ستتم عن طريق المافيا الروسية و الصينية، لتأمين المواد الأساسية والسلاح لهذا النظام.
السيناريو الثاني: دعم “الجيش السوري الحر” وإندماج قطاعات كبيرة من شباب الثورة إلى هذا الجيش، وهذا السيناريو قائم إلى حد ما في هذه الفترة.
ففي الداخل السوري وخاصة المناطق الأكثر سخونة في التحدي للنظام، حيث تواجد الآليات العسكرية بكثافة، لا توجد عائلة سورية إلا وفقدت شخص أو أكثر بين قتيل أو مختطف أو مفقود أو مسجون أو مهجر، ستتراودها الإنتقام ومن ثم الإنضمام إلى الجيش السوري الحر، لتخلُص البلاد من هذه العصابة الحاكمة، التي حكمت البلاد منذ خمسة عقود بقوة السلاح والجيش المكون لحماية الحاكم دون الوطن.
هنا على المعارضة في الخارج تقديم الدعم اللوجستي عن طريق لبنان أو تركيا لهذا الجيش الناشئ، والذي يسعى إلى حماية المتظاهرين وبالتالي التصدي إلى شبيحة النظام، بهذه الطريقة ستتخلى أغلب قطاعات الجيش عن النظام، و سينضم إلى الشعب الثائر لأجل عملية التغيير الديمقراطي في البلاد.
السيناريو الثالث: في حال عدم جدوى السيناريوهات السابقة، وعدم إفلاح جميع الوسائل السلمية والإنسانية مع النظام للعدول عن حله العسكري، و إستمراره في غيه وقتله للناس، سيلجئ الشارع السوري و معه المعارضة في الخارج، إلى طلب التدخل العسكري المحدود للنيل من رموز النظام وشل حركته والقضاء على مرتكزاته، وذلك بمساعدة دولية ( أوربية و أمريكية) وتنفيذها من قبل دول إقليمية وبدعم مالي عربي خليجي، وبهذا تكون الثورة قد تخلصت من دكتاتورها وزمرته، ونالت مرادها في الحرية دون ان يصيب الوطن بخسائر جسيمة.
كل هذه الاجندات مطروحة على الساحة السورية، طالما النظام الحالي لم يستجب إلى جميع الدعوات العربية والدولية لوقف حمام الدم في سورية و الإنتقال بالبلد إلى التغيير الديمقراطي الذي يسعى إليه الشعب، ولطالما هناك أيضاً من يقف إلى جانب هذا النظام في قمع وقتل مواطنيه لكي يبقى بشار الأسد وعصابته في الحكم لتلبية مصالحهم على حساب الوطن السوري وشعبه.
أوسلو 04.10.2011
فالمعارضة حريصة على عدم المساس بالوطن مهما كانت التضحيات كبيرة، وهي على يقين بإن النظام القائم لا يملك ضميراً حياً، بل ضميراً ميتاً، فهو لن يتوانى في إستخدام كل وسائل القهر و القوة لإطفاء جذوة الثورة والقضاء على طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
الممارسات التي تمارسها أزلام النظام من الفروع الأمنية والمرتزقة الشبيحة وبعض وحدات الجيش في الوطن، تندى لها الجبين، فهم قد أباحوا الوطن في كل مجالاته، واستخدموا كل العتاد الحربي من ثقيلة وخفية لردع المتظاهرين وإخماد الثورة، فقد إستخدموا الدبابات والمروحيات و السفن الحربية وكإن الوطن في حالة حرب مع العدو، بمعنى ان النظام لايهمه الوطن ولا المواطنيين ولا التداعيات التي ستخلفها هذه الممارسات على سوريا كوطن وعلى الشعب السوري كمواطنيين في المستقبل، فهو (أي النظام) يسعى إلى تدمير البلد بكل مافيها، طالما الشعب يريد إزاحته من السلطة، فهو الآن ينسف كل شيء من أجل البقاء في السلطة، وعلى قاعدة “عليُ وعلى اعدائي”، وما المحاولات الأخيرة من إغتيال عدد من الكوادر العلمية في سورية أكبر دليل على ما يسعى إليه النظام، فهو بهذه الممارسات يريد إرجاع ذاكرة السوريين إلى حقبة الثمانينييات من القرن المنصرم، عندما كانت الإغتيالات المتبادلة بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين وقتذاك قائمة، والتي ألقى السلطات السورية وقتئذاً كل الإغتيالات على عاتق الإخوان المسلمين، كونه الوحيد الذي كان يملك وسيلة الإعلام وقتها.
ان إستمالة الشارع السوري إلى صف النظام بهذه الطريقة المؤلمة، لهي طريقة بالية وساذجة، فهناك ثلاثة عقود تفصل بين تلك الاحداث وأحداث اليوم، حيث باتت كل الحقائق على الطاولة ومكشوفة للجميع، فالشعب السوري أوعى وأذكى من ان تنطلي عليه هذه الحيل.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين من المهتمين بالحالة السورية هو: كيفية التخلص من هذا النظام، الذي يملك ويستعمل كل الوسائل الحربية ضد مواطنيه، بالمقابل يصر الشعب السوري على سلمية الثورة لإسقاط النظام؟
هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في سورية للتخلص من هذا النظام من جهة و البقاء على مقدرات الوطن من جهة آخرى.
السيناريو الأول: جميع أطراف المعارضة تراهن على ان عامل الوقت كفيل على إستنزاف قدرات النظام القائم، وإنهيار إقتصاده وعزله إقليمياً ودولياً وبالتالي تفككه على كل الصعد.
لكن هذا السيناريو، إجراء غير مباشرة، كونه سيأخذ وقتا طويلاً في عملية التأثير على النظام من جهة، و من جهة أخرى سيتعب الشارع الثأئر وسينهك قواه، وبنفس الوقت سيستخدم النظام كل المنافذ المتاحة له للعيش ولو لفترة معينة عن طريق لبنان أو إيران، وربما عن طريق تجار السلاح والمهربين الذي ستتم عن طريق المافيا الروسية و الصينية، لتأمين المواد الأساسية والسلاح لهذا النظام.
السيناريو الثاني: دعم “الجيش السوري الحر” وإندماج قطاعات كبيرة من شباب الثورة إلى هذا الجيش، وهذا السيناريو قائم إلى حد ما في هذه الفترة.
ففي الداخل السوري وخاصة المناطق الأكثر سخونة في التحدي للنظام، حيث تواجد الآليات العسكرية بكثافة، لا توجد عائلة سورية إلا وفقدت شخص أو أكثر بين قتيل أو مختطف أو مفقود أو مسجون أو مهجر، ستتراودها الإنتقام ومن ثم الإنضمام إلى الجيش السوري الحر، لتخلُص البلاد من هذه العصابة الحاكمة، التي حكمت البلاد منذ خمسة عقود بقوة السلاح والجيش المكون لحماية الحاكم دون الوطن.
هنا على المعارضة في الخارج تقديم الدعم اللوجستي عن طريق لبنان أو تركيا لهذا الجيش الناشئ، والذي يسعى إلى حماية المتظاهرين وبالتالي التصدي إلى شبيحة النظام، بهذه الطريقة ستتخلى أغلب قطاعات الجيش عن النظام، و سينضم إلى الشعب الثائر لأجل عملية التغيير الديمقراطي في البلاد.
السيناريو الثالث: في حال عدم جدوى السيناريوهات السابقة، وعدم إفلاح جميع الوسائل السلمية والإنسانية مع النظام للعدول عن حله العسكري، و إستمراره في غيه وقتله للناس، سيلجئ الشارع السوري و معه المعارضة في الخارج، إلى طلب التدخل العسكري المحدود للنيل من رموز النظام وشل حركته والقضاء على مرتكزاته، وذلك بمساعدة دولية ( أوربية و أمريكية) وتنفيذها من قبل دول إقليمية وبدعم مالي عربي خليجي، وبهذا تكون الثورة قد تخلصت من دكتاتورها وزمرته، ونالت مرادها في الحرية دون ان يصيب الوطن بخسائر جسيمة.
كل هذه الاجندات مطروحة على الساحة السورية، طالما النظام الحالي لم يستجب إلى جميع الدعوات العربية والدولية لوقف حمام الدم في سورية و الإنتقال بالبلد إلى التغيير الديمقراطي الذي يسعى إليه الشعب، ولطالما هناك أيضاً من يقف إلى جانب هذا النظام في قمع وقتل مواطنيه لكي يبقى بشار الأسد وعصابته في الحكم لتلبية مصالحهم على حساب الوطن السوري وشعبه.
أوسلو 04.10.2011