مسيرات تأييد (أبو حافظ) وشكر الفيتو الروسي والصيني الإجبارية

  دلاور سليمان

منذ ثلاثة أيام والإعلام السوري بشقوقه العامة والخاصة والمرئية والسمعية والمكتوبة والالكتروني، وحتى رسائل الس م س من شركتي الخليوي في سوريا، وصفحات الفيس بوك وصفحات الجيش السوري الالكتروني الذي شكره الرئيس في أحدى خطبه، تحرض السوريين والدمشقيين خاصة للخروج في مسيرة تأييد للرئيس السوري بشار الأسد، وشكر للفيتو الروسي والصيني، هذا الفيتو الذي امتدحه قبل يومين أمين لجنة وحدة الشيوعيين السوريين في موسكو، والذي طار إلى هناك بوصفه “معارضة وطنية شريفة”!!! الفيتو الذي يبيح للنظام السوري بالاستمرار في القتل والإجرام بحق السوريين طالما هو في مأمن من التنديد الدولي، ويغطيه فيتو “معارضة الداخل”
تأتي فكرة مسيرة التأييد لأبو حافظ رداً على أو خوفاً من المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن تكوينه السياسي في اوائل الشهر الجاري، ولاقى شرعيته في شوارع سوريا المنتفضة ضد الرئيس، وسمت الجمعة الماضية بجمعة “المجلس الوطني يمثلني” فجاء رد النظام بمسيرات في المحافظات واليوم دور مسيرة دمشق، حيث سيكون مكانها “ساحة السبع بحرات” في وسط المدينة.
لا يختلف اثنان أن النظام السوري لن يستطيع إخراج مسيرة تأييد له طوعاً، لأنه يعرف قبل الجميع ما اقترفت يداه منذ أكثر من سبعة أشهر بحق السوريين من قتل وإرهاب وذبح وتنكيل.
فمعظم الخارجين لمسرحية التأييد لأبو حافظ هم من الموظفين والمعلمين وعمال القطاع العام والذين أجبروا البارحة على التوقيع على ورقة توجب حضور الموظف “إجبارياً” للمسيرة أو يفصل من عمله، ويعتبر أنه يشارك في مظاهرات ضد النظام، وهذه التهمة حالياً ليست بالسهلة، وكذلك بعض موظفي القطاع الخاص من جماعة الشخصية العصامية والتي تركت التجارة والمال والبزنز وتوجهت إلى أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين من السوريين!!! إنه رامي مخلوف ابن خال الرئيس.
وكذلك سيكون ضيوف ال7 بحرات اليوم عمال وموظفون يعملون في بعض المنشآت الاقتصادية والتجارية والتي يديرها بعض المستفيدين من بقاء النظام ، هؤلاء سيجبرون عمالهم وموظفيهم للانخراط في هذه المسيرة المباركة، وسيشكرون كرهاً فيتو روسيا والصين الذي يقتل شعبهم.
بالإضافة إلى هناك طلاب المدارس الإعدادية والثانوية الذين أيضاً أجبروا على الذهاب للمنزل وارتداء الثياب المدنية، والعودة فوراً للمدارس لإجراء التفقدات اللازمة تحت طائلة الفصل وأقسى العقوبات، إذا لم يحضروا مسيرة تأييد أبو حافظ.
ويأتي أيضاً اشتراك شريحة بل طائفة بحد ذاتها، فقد طلب من أبناء طائفة معينة للحضور جميعاًَ دون استثناء أو مبررات، حضور الصغار والكبار والولدان والعجائز، وإلا ؟؟  طبعاً الكل لبى النداء للحق والتاريخ.
وتبقى شريحة صغيرة من المشتركين في المسيرة هم المنتفعون أو حتى عشاق “أبو حافظ” وهذا حقهم الطبيعي ولا أحد عندهم شيء.
طبعاً ستغيب اليوم العصابات المسلحة “الإرهابية” عن كل هذه المسيرات، وستختفي تماماً أما لماذا؟؟ الجواب عند الأمن والشبيحة والجيش الذي سيحمي هذه المسيرات، ولن تدع لأي عصابة إرهابية ومسلحة للانخراط في المسيرة وقتل أي شخص من جماعة “المنحبكجية”
أما لماذا تتوجه هذه العصابات الإرهابية لقتل جماعة “الماااااا نحبكجية” والمتظاهرين العزل من أي سلاح سوى صدروهم العارية، فهذا سؤال خبيث والعلم عند “الأمن والشبيحة والجيش الوطني الذي يخفق في القبض على هؤلاء المجرمين منذ أكثر من سبعة أشهر.
أليس من المفروض أن يكون العكس هو الصحيح؟؟؟؟
واللبيب يفهم بالإشارة أو دونها.
أليس المطلوب من الأمن والشبيحة والجيش الوطني أن يحموا أيضاً جماعة الما نحبكجية كما يدعمون ويحمون جماعة المنحبكجية؟؟
بعد هذه المسرحية سيخرج شبيحة النظام السوري للإعلام ليقولوا “طز في المجلس الوطني، وقيسوا هل نحن الأكثرية أم جماعة المجلس الوطني؟؟

للأسف بعض الساذجين سيصدقون هذه المسرحية، وستنطلي عليهم اللعبة التي انكشفت كثيراً.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….