د.
آلان كيكاني
من الواضح أن النظام السوري ليس وحده من يمارس اللف والدوران في المنطقة الملتهبة منذ قرابة سنة , وليس هو الوحيد الذي يلعب على الحبائل .
وإنما هناك من يسبقه في ذلك ويتقن اللعب ببراعة وحكمة أفضل منه .
آلان كيكاني
من الواضح أن النظام السوري ليس وحده من يمارس اللف والدوران في المنطقة الملتهبة منذ قرابة سنة , وليس هو الوحيد الذي يلعب على الحبائل .
وإنما هناك من يسبقه في ذلك ويتقن اللعب ببراعة وحكمة أفضل منه .
تركيا التي تحاول الاستفادة من ثورات الربيع العربي عن طريق زيادة نفوذها في المنطقة العربية وخاصة عند الجارة سورية.
وهي باحتضانها للمعارضة السورية وإطلاقها بين الحين والآخر تهديدات عنيفة وجوفاء ضد النظام السوري ترمي إلى إرسال رسالة إلى المواطن العربي بأن تركيا المسلمة السنية هي المخلّصة له من الطغاة والمساعدة له على إعادة حكم الإسلام الذي يحلم به جل العرب , وإلا ما هذه المناجاة وما هذا الغزل الرقيق بين تركيا والأخوان المسلمين في سورية ؟
بهذا الدعم للثورة السورية تصيد تركيا عصفورين بحجر واحد : أولهما هو الدخول إلى قلب المواطن العربي العاطفي البسيط على أنها لا زالت تتزعم العالم الإسلامي بجناحه السني .
تركيا هذه تستميت بالدفاع عن القضايا العربية وعن المواطن العربي لتحقيق حلم لم يفارق مخيلتها منذ زوال آخر خلافة إسلامية على وجه الأرض في عشرينات القرن الماضي وهذا الحلم هو إعادة الامبراطورية العثمانية ولو بطريقة مختلفة تتمثل باحتلال عقل الإنسان العربي وقلبه وليس أرضه , ومن خلال هذا الاحتلال ستنال كل ما تبتغاه .
والعصفور الثاني هو ضمان حرمان الأكراد من حقوقهم في سورية , فالبوصلة التركية تشير دائماً إلى هذا الهدف النبيل تركياً , وهي لا تريد تكرار سيناريو العراق حيث نال الأكراد حقوقهم بعد سقوط نظام صدام دستورياً .
أذكرُ هنا تصريحاً لضابط تركي كبير وأظنه كان قائد الأركان في أوائل تسعينات القرن الماضي عقب حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت حين قال لو أن حلما كردياً أوشك على التحقيق في المريخ لحاربناه وقضينا عليه .
تركيا إذن تلعب ضد نظام القمع في دمشق لا لسواد عيون السوريين الذين يسقطون كل يوم ولا كرهاً لجلادهم ولا غيرة على أبناء المسلمين وإنما لغاية في نفسها .
إيران وحلم الامبراطورية الفارسية المتسترة بالمذهب الشيعي والتي لا تتوانى عن شحن الشيعة في الخليج والعراق ولبنان وسورية كوقود لتحقيق آمالها في السيطرة على منطقة الخليج وسورية والعراق .
إيران هذه هي الأخرى تلعب لعبتها القذرة وتصرف عليها مليارات الدولارات في شراء الأسلحة لحزب الله وتأييد تحركات الشيعة في الخليج ودعم النظام السوري ضد الجماهير الثائرة ضد حكمه في الوقت الذي يرزح فيه المواطن الإيراني تحت أعباء الفقر وسطوة المخدرات .
العرب الذين أثبتوا أن الهدف من مبادرتهم هو إنقاذ النظام في سورية وليس الشعب , إذ يبدو أن تهديدات النظام الأخيرة بإحداث زلزال يضرب المنطقة بأسرها وبتحريك شيعة الخليج ضد حكوماتهم في حال الاعتداء عليه وجدت طريقها إلى قلوب الخليجيين وأحدثت الرعب والفزع في قلوبهم وهم من يقومون الآن باللف والدوران وليس النظام السوري .
النظام السوري واضح وضوح الشمس فهو يقول إنني قوي ومسألة التنحي هي ضرب من المستحيل وليلعب العرب والعالم غير هذه اللعبة .
لو كان العرب جادين في حماية الشعب السوري لأرسلوا رسالة واضحة إلى النظام السوري فحواها الكف الفوري عن القتل وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المحتجزين وإلا فإنه سيلاقي مصير القذافي , ولقاموا بخطوات عملية ضده أقلها تجميد عضويته , ولكنهم غير جادين في مطلبهم فهم يدركون تماماً أن شيئاً سوف لن يتغير على الأرض في سورية بعد موافقة النظام على ورقتهم وأن الدبابات ستستمر في قصفها للأحياء السكنية في حمص وأن لعلعة السلاح ستدوم في أنحاء سورية , إذ أي سحر هذا الذي يمكن أن تحمله ورقة العرب والذي يمكن أن يغير ثقافةً تُمارس منذ نصف قرن من الزمن جوهرها الفساد والتسلط والاستبداد والتخلص من الخصوم بطرق وحشية .
ما التحرك العربي الحالي إلا رفع لعتب شعوبها .
ناهيك على أن الدول العربية التي لم يتم فيها تغيير النظام بعد تسعى جاهدة إلى صد هذه الظاهرة التي تجتاح العالم العربي , ظاهرة التخلص من الأنظمة , وذلك خشية على نفسها من أن يشملها التغيير .
وعليه فإن الأنظمة العربية تعاتب النظام السوري على أفعاله الإجرامية في الظاهر وتغازله في الخفاء .
تركيا هذه تستميت بالدفاع عن القضايا العربية وعن المواطن العربي لتحقيق حلم لم يفارق مخيلتها منذ زوال آخر خلافة إسلامية على وجه الأرض في عشرينات القرن الماضي وهذا الحلم هو إعادة الامبراطورية العثمانية ولو بطريقة مختلفة تتمثل باحتلال عقل الإنسان العربي وقلبه وليس أرضه , ومن خلال هذا الاحتلال ستنال كل ما تبتغاه .
والعصفور الثاني هو ضمان حرمان الأكراد من حقوقهم في سورية , فالبوصلة التركية تشير دائماً إلى هذا الهدف النبيل تركياً , وهي لا تريد تكرار سيناريو العراق حيث نال الأكراد حقوقهم بعد سقوط نظام صدام دستورياً .
أذكرُ هنا تصريحاً لضابط تركي كبير وأظنه كان قائد الأركان في أوائل تسعينات القرن الماضي عقب حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت حين قال لو أن حلما كردياً أوشك على التحقيق في المريخ لحاربناه وقضينا عليه .
تركيا إذن تلعب ضد نظام القمع في دمشق لا لسواد عيون السوريين الذين يسقطون كل يوم ولا كرهاً لجلادهم ولا غيرة على أبناء المسلمين وإنما لغاية في نفسها .
إيران وحلم الامبراطورية الفارسية المتسترة بالمذهب الشيعي والتي لا تتوانى عن شحن الشيعة في الخليج والعراق ولبنان وسورية كوقود لتحقيق آمالها في السيطرة على منطقة الخليج وسورية والعراق .
إيران هذه هي الأخرى تلعب لعبتها القذرة وتصرف عليها مليارات الدولارات في شراء الأسلحة لحزب الله وتأييد تحركات الشيعة في الخليج ودعم النظام السوري ضد الجماهير الثائرة ضد حكمه في الوقت الذي يرزح فيه المواطن الإيراني تحت أعباء الفقر وسطوة المخدرات .
العرب الذين أثبتوا أن الهدف من مبادرتهم هو إنقاذ النظام في سورية وليس الشعب , إذ يبدو أن تهديدات النظام الأخيرة بإحداث زلزال يضرب المنطقة بأسرها وبتحريك شيعة الخليج ضد حكوماتهم في حال الاعتداء عليه وجدت طريقها إلى قلوب الخليجيين وأحدثت الرعب والفزع في قلوبهم وهم من يقومون الآن باللف والدوران وليس النظام السوري .
النظام السوري واضح وضوح الشمس فهو يقول إنني قوي ومسألة التنحي هي ضرب من المستحيل وليلعب العرب والعالم غير هذه اللعبة .
لو كان العرب جادين في حماية الشعب السوري لأرسلوا رسالة واضحة إلى النظام السوري فحواها الكف الفوري عن القتل وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المحتجزين وإلا فإنه سيلاقي مصير القذافي , ولقاموا بخطوات عملية ضده أقلها تجميد عضويته , ولكنهم غير جادين في مطلبهم فهم يدركون تماماً أن شيئاً سوف لن يتغير على الأرض في سورية بعد موافقة النظام على ورقتهم وأن الدبابات ستستمر في قصفها للأحياء السكنية في حمص وأن لعلعة السلاح ستدوم في أنحاء سورية , إذ أي سحر هذا الذي يمكن أن تحمله ورقة العرب والذي يمكن أن يغير ثقافةً تُمارس منذ نصف قرن من الزمن جوهرها الفساد والتسلط والاستبداد والتخلص من الخصوم بطرق وحشية .
ما التحرك العربي الحالي إلا رفع لعتب شعوبها .
ناهيك على أن الدول العربية التي لم يتم فيها تغيير النظام بعد تسعى جاهدة إلى صد هذه الظاهرة التي تجتاح العالم العربي , ظاهرة التخلص من الأنظمة , وذلك خشية على نفسها من أن يشملها التغيير .
وعليه فإن الأنظمة العربية تعاتب النظام السوري على أفعاله الإجرامية في الظاهر وتغازله في الخفاء .
ليس النظام في دمشق وحده من يمارس اللف والدوران فالكل يمارس لفه ودورانه الخاص به وفق ما تقتضيه مصلحته والكل يرقص رقصته الخاصة به .
والخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي يسقط العشرات من شبابه كل يوم قتلى بدم بارد .
والخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي يسقط العشرات من شبابه كل يوم قتلى بدم بارد .