صلاح بدرالدين : أتفق أن الاختلاف سيكون حالة صحية بشرط أن يعترف الانسان بخطئه ويمارس النقد الذاتي أمام الحقيقة وبذلك يفيد نفسه والآخرين .
زهير سالم : كل الدول الديمقراطية التعددية هي دول ذات هوية.
والديمقراطية والتعددية لا تنفي الهوية..
صلاح بدرالدين : نعم لادولة بدون هوية والهوية يمكن أن تكون بسيطة في الدولة الأحادية القومية والدين والمذهب ومركبة في الدولة المتعددة القوميات والأديان والمذاهب مثل سوريا والسورييون يبحثون الآن في خضم ثورتهم عن تعريف جديد لهويتهم مابعد الاستبداد لأن نظام البعث الشمولي ومنذ تسلطه حدد هوية أحادية للدولة السورية (حزبا وعقيدة وقومية وطائفة وعائلة وفردا) والثورة التي تمثل ارادة الشعب ستعيد اعادة بناء الدولة بعد الانتصار على أسس تعددية ديموقراطية تشاركية .
زهير سالم : وهذا إقليم كردستان العراق فيه كرد وعرب وتركمان و… ومع ذلك يطلقون عليه كردستان حسب المكون السكاني الأكبر..
صلاح بدرالدين : كردستان اسم تاريخي قديم وليس كما تقول ” يطلقون عليه ” يماثله ويوازيه أسماء سوريا وايران وتركيا وليس ” تركية ” كما جاء في الأوراق ورغم ذلك فان مشروع دستور اقليم كردستان ينص على :
المادة – 6 : أولاً: يتكون شعب كوردستان العراق من الكورد والقوميات ألاخرى (التركمان والكلدان والآشوريين والأرمن والعرب) ممن هم من مواطني الاقليم وفق القانون.
المادة: 14
أولاً-اللغتان الكوردية والعربية لغتان رسميتان في الاقليم ويضمن هذا الدستور حق مواطني الاقليم في تعليم أبنائهم بلغتهم الأم كالتركمانية والسريانية والأرمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية وفق الضوابط التربوية.
ثانياً-اللغة التركمانية والسريانية لغتان رسميتان أخريان في الوحدات الإدارية التي يشكل الناطقون بها كثافة سكانية الى جانب اللغتين الكوردية والعربية و ينظم ذلك بقانون.
زهير سالم : مهما اختلفنا في الأرقام ومقالنا يؤكد على غياب الإحصاءات الدقيقة فلن يجاحدنا أحد أن المكون العربي والإسلامي هو المكون السكاني الأكبر..
صلاح بدرالدين : أرقامكم مؤدلجة نابعة من موقف سياسي قومي وديني مبالغ فيه وأرقامي أقرب الى الحقيقة والجحود وفي معظم الحالات يصدر من الغالبية بحق الأقل عددا وهذا واقع الحال في شرقنا البائس .
زهير سالم : في دولة مدنية تعددية ستكون حقوق الفرد باعتبار مواطنته هي نفس الحقوق التي يتمتع بها من يظن نفسه أنه ابن الأكرمين.
صلاح بدرالدين : لقد أصبحت الآن – ليبراليا – ويبدو أنك على استعداد للتلطي بأي لون في سبيل الدفاع عن موقفك الضعيف فأبناء وبنات القوميات والأديان والمذاهب الأقل عددا والمغلوب على أمرهم يهدفون المساواة مع القومية السائدة والدين السائد والمذهب السائد في حين أن – السائدين – وخاصة الشمولييون منهم هم من يتجبرون ويتكبرون ويعتبرون أنفسهم خير من أخرج للناس أو أن دماء زرقاء تجري في عروقهم ويمارسون الاقصاء والتجاهل والاضطهاد والسورييون برأيي سواسية والأكرم من يحمل الفكر الديموقراطي الانساني ويقدم الأكثر للوطن .
زهير سالم : في الدولة التي ندعو إليها سيكون كل مواطن باعتبار مواطنته فقط هو ابن الأكرمين
صلاح بدرالدين : أنت تدعو في سرك الى امارة أو حاكمية أو أن الاسلام هو الحل ونحن ندعو في السر والعلن الى دولة ديموقراطية علمانية تعددية تشاركية بين القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية والقوميات الأخرى .
زهير سالم : مسيحيا كان أو مسلما، عربيا كان أو كرديا أو تركمانيا، سنيا كان أو علويا أو درزيا أو إسماعيليا..
صلاح بدرالدين : هنا خلطت بين القوميات والأديان والمذاهب ولكل منها موقعها واستحقاقاتها وضروراتها وحلولها قد تختلف عن بعضها .
زهير سالم : الاعتراف بهوية الأكثرية لا يعني أبدا النيل من حقوق أي مكون من مكونات المجتمع …
صلاح بدرالدين : بشرط أن يتم الاعتراف بحقوق الآخر كاملة صريحة من الآن في وثائق المعارضة الوطنية وأن يضمنها الدستور الجديد ويلبيها النظام السياسي القادم .
· – أوراق حول الحالة السورية – زهير سالم – مركز الشرق العربي – 3 – 11 – 2011 .
· – قراءة في أوراق الناطق – الاخواني – السوري – صلاح بدرالدين –
الحوار المتمدن – العدد: 3532 – 2011 / 10 / 31 .