زيارة هولير في ذمة أستاذ التاريخ…!!!

خليل كالو

  سيبقى جراب الكردي الحكم Tûrikê wî  وفيه الخبر اليقين في الأيام القادمة وألا نتسارع .

لأن خوض غمار الحديث والحكم  في مثل هكذا قضايا بالغة الحساسية قد يضع المرء في مرمى السهام ولوم التاريخ وخاصة في مجتمع تسوده  ثقافة إيديولوجية وتعصب في الولاء وتخلف معرفي في الشأن السياسي وأفق تحزبي مقيت..

كما أن زيارة الكرد لبعضهم بهدف التشاور والتواصل والتكافل هو موضع سرور وفأل خير وخطوة في الطريق الصحيح شرط أن تكون خالية من الاستقطاب والتعامل بالمثل والمهم هو ما بعد الزيارة وماذا تستطيع تلك الأحزاب أن تفعل في نفس الوقت لا يعني أنها أزالت هواجس كانت تدور في مخيلة كل فرد منا كل حسب فهمه ووعيه لها أسبابها ومنها موروثها الثقافي الرث والإيديولوجي السيئ الذي لا يفتخر به أحد وما زال بقاء آثار تلك الأسباب بادية على الشارع الكردي وقد أسست لانقسام رهيب وهشاشة في البنية الأساسية للمجتمع ونتمنى أن تزول مع نتائجها عما قريب.
    أسئلة تطرح ذاتها من تلقاء ذاتها ومنها هل ستعود الأحزاب والقوى السياسية الكردية إلى مرجعياتها السابقة وقواعد الاشتباك القديمة والتخندق لصالح مراكز في قنديل وهوليير والسليمانية كما كانت أيام السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والاحتماء بها والهروب إلى الأمام تاركة وراءها أكداس من المسائل والمشاكل العالقة والمهام  دون حل ..؟  وهل ما زالت لا تعرف كيفية التعامل مع واقعها بمسئولية وقرار ذاتي وحضور مستقل ندا للند بعيداً عن ثقافة التبعية وألا يأتي عقد المؤتمرات والقيام بالزيارات الودية والعمل ضمن الإطارات الاستعراضية والدعائية لجذب المشاعر وشد عطف البسطاء من الكرد إليها للتخندق والاصطفاف والعزف على وتر مشاعر القومية البدائية والعمل من جديد تحت وصاية الأحزاب الرئيسية الكردستانية بسبب ما أصابها من الوهن والضعف الذاتي وهي في الحقيقة لا تقوى على المجابهة ولم تستعد بعد وعجزت في التعامل مع الأحداث الجارية لمدة أكثر من ثمانية أشهر وهي بعيدة تماما عنها كشخصية مستقلة ومسئولة بحضور متميز لإثبات ذاتها كجزء من حراك الشعب السوري وهذا هو الأمر الهام والأساسي في كل هذه القضية برمتها بغض النظر عما سوف تؤول إليه الأحداث الجارية وهي جميعها أسئلة برسم الإجابة , وبهذه المناسبة نتمنى أن يبقى كل الشعب السوري بخير وسلام بكرده و بعربه وجميع قومياته وطوائفه الدينية دون استثناء وألا يمسه سوء.

في نفس الوقت الذي نكن للأخوة في الأجزاء الأخرى من كردستان الخير والتقدم وعلى رأسهم مام جلال وكاك مسعود و الأخ عبد الله أوجلان ولا نكن لأحدهم شخصا وأنصارا من غيظ أو كره بل على العكس فهم بلا شك مناضلون ولهم بصمات واضحة على حراك تلك الأجزاء وحضور شخصي متميز والتاريخ يشهد لهم وليس خليل كالو فقط .

    ربما شكل خبر زيارة ممثلي الأحزاب العشرة بعض من المفاجأة والاستغراب والإثارة في هذه الظروف بالذات مع تصريحات رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني الأخيرة التي ربما تنم عن كرم أخلاق لرد دين سابق حول الوضع الداخلي السوري باعتبار سوريا بلده الثاني كما يزعم وأثارت تساؤلات عدة في مقدمتها هذا الاهتمام المفاجئ الآن..

فحضر إلى الأذهان فوراً تساؤل جوهره هل أن مسألة الكرد في سوريا  قد تقرر ترحيلها إلى خارج الحدود من جديد لتصبح ورقة ذات طابع خاص تستغل عند الحاجة وسوف تعيد قضية الكرد السوريين أدراجها ثانية أمام عجز الأحزاب الكلاسيكية وضعفها وانقسام الشارع الكردي وهشاشته عملياً وهل السيد جلال الطالباني وكاك مسعود البارزاني وحتى الأخوة في جبل قنديل لديهم المقدرة والنية الصادقة على وضع خريطة طريق الحل ومساعدة الكرد في سوريا في هذه الظروف الصعبة والمفصلية دبلوماسيا ولوجستيا وإعلامياً علما بأنهم في حاجة ماسة إلى هذه المساعدات وما هو مشروعهم السياسي والقومي تجاههم علما بأنهم لم يقدموا للكرد في هذا الجزء أي مساعدة طوال العقود الماضية سوى أن كنا لهم بمثابة البقرة الحلوبة وحمار السخرة عند الطلب وقد قبلنا ذلك بمحض إرادتنا القومية ولسنا نادمين .

كما علينا ألا ننسى بأن تلك الأطراف الكردستانية كانت الطرف الرئيسي بشكل ما في صراعات مقيتة فعادينا بعضنا معنوياً على أيديولوجيات لا معنى لها كمن يتعارك على لحية القاضي كما يقول الكرد في أمثالهم Ser riha qazî pev diçûn  وكانت لها اليد الطولى في انقسام المجتمع الكردي بشكل مباشر أو غير مباشر ثقافيا وفكريا وتنظيميا من خلال وكلاء منذ 1970 واستمر مسلسل التشتت والضياع في عقد الثمانينات ولغاية تاريخه ولم تلتئم جراحاتنا بعد “سياسة فرق سيتبع”.

    لنفرض جدلا إذا ما أعاد التاريخ نفسه الآن بشكل تنكري في غفلة من حضور الوعي وغلبة المشاعر فهل يستوجب علينا التسليم به والاستسلام كما كان أم كل ما يتراءى لنا هو وهم وحساسية مفرطة وحكم مسبق وهواجس وعي باطنية كامنة…؟ وإذا ما حصل فمن سيكون المسئول وراء هذا المنهج والتفكير الأعوج لتوجيه أنظار الكرد إلى خارج الحدود أم تبقى الزيارة الحالية لإقليم كردستان هي من أجل كسب الشرعية التقليدية وصك الاعتراف والضحك على مشاعرنا وعقولنا ومحاولة الرجوع بنا إلى المربع الأول ..؟ .

ما زالت هناك خشية أن نصبح ضحية سياسات  تلك الأجزاء مرة أخرى وتنشب خلافات على لحية القاضي من جديد.

 كما كان في عقد السبعينات وما تلاه ونحن بيادق وأطراف في نزاعاتها الداخلية من بعيد فنسينا أنفسنا وانقسمنا على ذاتنا شر انقسام والآن ما الذي تستطيع أن تقدمه تلك الأجزاء لنا على المستوى الشعبي والرسمي علما أن قادة تلك الأجزاء مثقلة بالمشاكل الكثيرة ولا تقوى على الحركة ولا تستطيع حلها على الصعيد الاجتماعي والسياسي الداخلي والأمني مع الجوار ولا يعتقد أن تكون الأيام القادمة في صالح قيادات الكرد في الجنوب وخاصة  بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق حيث ما زالت مشكلة كركوك والمناطق المتنازعة عليها بلا حل وقد يخضع الإقليم الفدرالي إلى مساومات وابتزاز سافر غداً .

نكرر مرة ثانية لمن خانه الفهم.

فإذا ما كانت زيارة وفد الأحزاب العشرة قد جاءت بدعوة من رئاسة الإقليم بشخص الرئيس البارزاني بنية صادقة يهدف لمصلحة الجميع دون وصاية وبشكل أخوي فهذا أمر جيد وفأل خير وموضع سرور وسوف نبحث عن الحقيقة في جراب الكردي في الأيام القادمة.

كما يجب ألا تغيب عن بال كل النخب الكردية بأن أي محاولة بالرجوع بالكرد إلى الوراء هي خيانة وقد باتت أمرا مستحيلا ولم يعد الزمان زمن الوصاية والتبعية وقد تغيرت الكثير من المفاهيم وتوعى الناس وتغير نمط التفكير ولن يكون نصيب الفاعل حينها سوى شراء كفنه بيده من سوق مال الفاتورة في قامشلو .

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…