شكرا لرئيس اقليم كردستان العراق

صلاح بدرالدين

   للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الوطنية السلمية السورية يعلن السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق موقفه بهذه الصراحة والوضوح تجاه مايجري في سوريا وذلك خلال لقائه مع مدير تحرير الموقع الألكتروني – نفل – والمنشور هذا اليوم فقد أكد السيد بارزاني في معرض اجابته على أسئلة مدير الموقع على جملة من المبادىء الأساسية وهي :

 أولا – التغيير الديموقراطي قدر الشعب السوري ولابد منه وسيتم ذلك عاجلا أم آجلا شاء البعض أم أبوا .
 ثانيا – بقي النظام أم رحل فالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا ثابتة ومشروعة ويجب أن تتحقق .
 ثالثا – على النظام القائم حاليا وعلى من يحل محله واجب وضرورة الاستجابة لحقوق ومطامح الشعب الكردي في سوريا .
 رابعا – عدم الاستجابة للحقوق الكردية لن يحل الأزمة السورية ولن يحقق الاستقرار فحل القضية الكردية السورية شرط أساسي لاستقرار البلاد .
  جاء ذلك من ضمن مقابلة شاملة حول العديد من المسائل التي تهم المنطقة والقضية الكردية في تركيا وايران والعراق حيث أكد على ضرورة نبذ العنف فالمسألة الكردية لن تنجز بالحل العسكري والقتال ونصح كرد تركيا بالانخراط النهائي في المعركة السياسية وضمن البرلمان الذي يضم عشرات النواب الكرد وأوضح أن ممارسات – ب ك ك – تضر بالقضية الكردية ولن تحقق شيئا لمصلحة كرد تركيا وطالب مقاتلي هذا الحزب وفرعه الكردي الايراني بمغادرة أراضي كردستان العراق وكفاهم الحاق الأذى بشعبنا ونرجو أن لاتصل الأمور الى حدود أخرى حيث أننا نؤمن بأن الاقتتال الكردي – الكردي حرام ولايجوز.
  ان المبادىء التي أعلنها السيد رئيس الاقليم وهو الممثل الشرعي المنتخب  لشعب كردستان العراق بخصوص القضية السورية والكرد تتوافق مع مصالح الكرد السوريين وتستجيب لمتطلبات الظروف الراهنة التي تمر بها الانتفاضة السورية وهي بمجملها تشكل موقفا سياسيا مشرفا نعتز به ونثمنه ونحن نتفهم الظروف الدقيقة لاقليم كردستان وتجربته الوليدة الذي يتعرض الآن الى قصف الطيران والمدفعية من جانب نظامي طهران وأنقرة .
  اننا ككرد غربي كردستان نتمنى على الأشقاء في كل الجهات والأجزاء والمواقع أن يتخذوا من موقف السيد بارزاني نبراسا لهم ونموذجا لدعم شعبنا في نضاله العادل جنبا الى جنب السوريين جميعا ضمن الانتفاضة الوطنية وأن لا يلحقوا الضرر بقضيتنا الراهنة بأي شكل كان وهذا رهان الأخوة على اخوتهم .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….