لم يبقَ سوى اسبوعين أو أقل على قدوم شهر آذار، حيث إنتهاء مدة الهدنة التي أعلنها حزب العمال الكوردستاني من جانب واحد، بغرض المساهمة في دفع المرحلة و إفساح المجال أمام الحكومة التركية و مؤسسات الدولة للوصول إلى حل للقضية الكوردية أوحتى إعطاء بصيص أمل بالتفاوض على إيجاد سبل للحل.
هذه المؤشرات الأولية التي تنبئ بدخول تركيا مرحلة عصيبة من جديد، أثارت قلق و مخاوف شرائح واسعة من المجتمع التركي، و في مقدمتهم كتاب العمود في الصحف التركية.
و في سبيل الإفصاح عن مخاوفه بهذا الشأن، يُذِّكر الكاتب ( جودت آشكن) في مقال له منشور في صحيفة راديكال بالتصريحات الأخيرة ل ( مراد قريلان) القيادي البارز في حزب العمال الكوردستاني نقلا عن وكالة أنباء الفرات، حيث يذكر أن مراد قريلان نوّه في تصريحه، أن التنظيم سيعمل على تقييم فترة الهدنة، قبل قدوم شهر آذار بقوله: ” سوف ننهي تقييمنا للوضع في نهاية الأسبوع القادم”.
و يضيف قريلان :
” لقد بقي أسبوعين على بداية شهر آذار.
سوف نرى ما إذا كانت الحكومة ستبادر بالتقدم بخطوة جدذية تعزز ثقتنا أم لا.
رغم أنه يبدو لنا أن إمكانية تحقيق ذلك بات ضعيفا.
إن موقف حزب العدالة و التنمية الحاكم و الذي لم يبدِ أي خطوة جدية بهذا الصدد حتى الآن، يوضّح لنا منحى التطورات المتوقعة في شهر آذار.”
وكذا ينقل الكاتب عبارة أخرى لقريلان يقول فيها:
” يستعد الجيش التركي للقيام بحملات عسكرية، وقد لا تدخل الحملات حيز التنفيذ فوراً، و لكن هناك توّجهات واضحة بهذا الشأن”.
و ينوّه قريلان في حديثه أن أوجلان ايضا سيقيّم مرحلة الهدنة من جانبه و يضيف قائلا:
” يبدوا لنا أن السياسات التي تتبعها حكومة حزب العدالة و التنمية ستعرقلالمرحلة”.
و يؤكد الكاتب من جانبه على أهمية تصريحات قريلان التي أوحت له، بأن قيادة حزب العمال الكوردستاني في قنديل لم تعد تتأمل أية خطوة إيجابية من ناحية الحكومة التركية بعد هذه المرحلة و إنهم ينتظرون وصول تقييم من طرف زعيمهم عن طريق محاميه بشأن مرحلة الهدنة هذه، و إنهم سيتحركون على ضوء هذه التوجيهات .
و كان قد أشار أوجلان من جهته في تصريحات سابقة له، انه سينسحب من الوسط ، ما لم تخطوا الحكومة خطوات إيجابية نحو إيجاد حلول ترضيهم بشأن القضية الكوردية لحين شهر آذار.
و يختم الكاتب جودت آشكن مقاله منوّها للخطر القادم، حيث يتّوقع أن يقوم حزب العمال الكوردستاني بحملة أخيرة قبل الإنتخابات النيابية و المزمع إجراؤها شهر حزيران القادم،لإستخدامه كورقة ضاغطة ضد أنقرة، تدفعها لإيجاد حلول ترضي الطرف الكوردي و تطمأنه.