عبدالباقي حسيني
النظام السوري مصُر يوماً بعد يوم، على أن الذي يجري في سوريا هي “مؤامرة”، و أعمال تخريب من قبل عصابات مسلحة و سلفيين و مندسين.
وأن الكل متربص به، ويقترب من حدوده و خطوطه الحمراء.
لذا يرد هذا النظام بكل ما عنده من قوة و بطش ضد الداخل، و ذلك لكبح جماح الحراك السياسي، و الحد من التظاهرات السلمية في الشارع السوري.
ولا يكتفي النظام بهذا، بل يتجه نحو أزلامه في الخارج، ليحرك البيادق وأوراق اللعب التي يملكها بين يديه ضد دول الجوار.
منذ عدة أيام صرحت السيدة كاترين آشتون (ممثلة الأمن والشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي): “بأن الذي يحدث في سوريا ليس بمؤامرة، و إنما هي مطالب شعبية من أجل الديمقراطية”
وأن الكل متربص به، ويقترب من حدوده و خطوطه الحمراء.
لذا يرد هذا النظام بكل ما عنده من قوة و بطش ضد الداخل، و ذلك لكبح جماح الحراك السياسي، و الحد من التظاهرات السلمية في الشارع السوري.
ولا يكتفي النظام بهذا، بل يتجه نحو أزلامه في الخارج، ليحرك البيادق وأوراق اللعب التي يملكها بين يديه ضد دول الجوار.
منذ عدة أيام صرحت السيدة كاترين آشتون (ممثلة الأمن والشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي): “بأن الذي يحدث في سوريا ليس بمؤامرة، و إنما هي مطالب شعبية من أجل الديمقراطية”
لكن النظام السوري، لم يعر هذه التصريحات أي اهتمام، ولم يعر المجتمع الدولي أي إعتبار، فهو مازال يتصرف بعنجهية غير مألوفة، وينقل دباباته من بلدة إلى بلدة، وها هو اليوم الدور على بلدة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص، المتاخمة للحدود اللبنانية.
حيث يمارس فيها كل أنواع القتل والتشريد، هذا إذ لم يكن هناك أيضاً مجازر جماعية على غرار المقابر الجماعية المكتشفة اليوم في درعا و الضواحي المحيطة بدمشق.
البارحة، في ذكرى 63 لنكبة فلسطين، حاول النظام السوري خلط أوراق المنطقة بعضها ببعض، لا بل ترجم تصريحات ابن خال الرئيس “رامي مخلوف” على أرض الواقع.
مخلوف كان قد صرح سابقاً لجريدة ” نيويورك تايمز” : ” إذا لم يكن هناك إستقرار داخل سوريا، فمن المستحيل ان يكون هناك إستقرار في إسرائيل”.
الغاية من هذا العمل كان لفت نظر العالم وإسرائيل بشكل خاص، و إعطاءهم إشارة واضحة، أن الأمان في إسرائيل مرهون بإدامة نظام عائلة الأسد في سوريا.
وهنا يتسأل المرء، أين هي ” دول الممانعة والمقاومة” على أرض الواقع؟.
هنا، إكتشف المستور، و فضحت الإتفاقية السرية الموجودة بين النظام السوري و إسرائيل منذ حرب تشرين 1973 و حتى الآن.
المغدور بهم في هذه اللعبة هم الشباب الفلسطيني، الذي سقط البارحة منهم العشرات بيد الإسرائيليين، وفي أكثر من مكان، بعد أن حرك النظام السوري بيادقه في دمشق (المنظمات الفلسطينية الموالية له وعلى رأسهم حماس وزعيمهم خالد مشعل).
و في لبنان ( المنظمات الفلسطينية المؤيدة للنظام السوري و أنصار حزب الله).
و في غزة (جماعة حماس).
و في الضفة الغربية (أيضاً أنصار حماس).
تفاجأ السوريون البارحة بوجود الشباب الفلسطيني على حدود الجولان، علماً أن الجميع يعرف بأن ليس في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل أي فلسطيني يسكن في محافظة القنيطرة، فكيف وصل هؤلاء الشباب إلى تلك المنطقة؟، الرد هو، عند جهينة الدمشقية تلقى الجواب اليقين.
التوقيت والتحريك الذي تم البارحة، لهما أكثر من دلالة، وكما صرح كل من رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو و الرئيس الأمريكي أوباما، بأن الذي حدث على الحدود الإسرائيلية، كان من صنع النظام السوري، و ذلك لكي يغطي عن جرائمه في الداخل، ويتهرب من الإصلاحات و مطالب الشعب في سوريا.
بالإضافة إلى ما سبق، فهناك الحوار الذي ينادي به النظام، وهو بالتأكيد حوار مشروط و يريده على مزاجه، و ذلك باختيار الشخصيات التي ستحاوره، وتشترط أن يكون من الداخل، بمعنى أنهم يستبعدون كل سوري معارض يعيش خارج الوطن.
والأنكى من هذا أنهم حددوا مجموعة من المسؤولين وعلى رأسهم العسكري “لواء المخابرات محمد ناصيف” لإجراء الحوار المترقب.
الكورد قدموا مبادرة كمخرج للأزمة في سوريا، و بالرغم من أن المبادرة تحتوي على الكثير من النقاط الهامة على الصعيد الوطني، لكنها لم تلق آذاناً صاغية من النظام.
والكورد كما هو معلوم، القومية الثانية في سوريا، بمعنى”هم ثاني أكبر مكون في البلاد”.
إذاً، أن النظام لا يريد الحوار مع أحد، بل يناور لكسب الوقت، أو ربما سيحاور نفسه بنفسه، أي يعزم على اختيار أناس مربوطين بهم وبأجهزتهم الأمنية.
وهذا يحدث بالفعل من خلال الاجتماعات التي يجريها رئيس النظام مع وفود المحافظات، حيث يتم اختيار هذه الوفود من قبل الأجهزة الأمنية، ومن شرائح اجتماعية هامشية، وليس لها أي وزن على الأرض، بالمقابل تتجنب السياسيين والمهتمين بالشأن العام السوري.
ومن المعروف أنه إذا إستمر النظام بهذه الذهنية، وبهذه الفوقية، اتجاه شعبه، فلسوف يخسر كل شيء من حوله، ويستنفذ الفرص المتبقية له للبقاء في الحكم، و سيكون مصيره كمصير القذافي، يطلب إلى المحكمة الدولية ولأسباب كثيرة…….
حيث يمارس فيها كل أنواع القتل والتشريد، هذا إذ لم يكن هناك أيضاً مجازر جماعية على غرار المقابر الجماعية المكتشفة اليوم في درعا و الضواحي المحيطة بدمشق.
البارحة، في ذكرى 63 لنكبة فلسطين، حاول النظام السوري خلط أوراق المنطقة بعضها ببعض، لا بل ترجم تصريحات ابن خال الرئيس “رامي مخلوف” على أرض الواقع.
مخلوف كان قد صرح سابقاً لجريدة ” نيويورك تايمز” : ” إذا لم يكن هناك إستقرار داخل سوريا، فمن المستحيل ان يكون هناك إستقرار في إسرائيل”.
الغاية من هذا العمل كان لفت نظر العالم وإسرائيل بشكل خاص، و إعطاءهم إشارة واضحة، أن الأمان في إسرائيل مرهون بإدامة نظام عائلة الأسد في سوريا.
وهنا يتسأل المرء، أين هي ” دول الممانعة والمقاومة” على أرض الواقع؟.
هنا، إكتشف المستور، و فضحت الإتفاقية السرية الموجودة بين النظام السوري و إسرائيل منذ حرب تشرين 1973 و حتى الآن.
المغدور بهم في هذه اللعبة هم الشباب الفلسطيني، الذي سقط البارحة منهم العشرات بيد الإسرائيليين، وفي أكثر من مكان، بعد أن حرك النظام السوري بيادقه في دمشق (المنظمات الفلسطينية الموالية له وعلى رأسهم حماس وزعيمهم خالد مشعل).
و في لبنان ( المنظمات الفلسطينية المؤيدة للنظام السوري و أنصار حزب الله).
و في غزة (جماعة حماس).
و في الضفة الغربية (أيضاً أنصار حماس).
تفاجأ السوريون البارحة بوجود الشباب الفلسطيني على حدود الجولان، علماً أن الجميع يعرف بأن ليس في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل أي فلسطيني يسكن في محافظة القنيطرة، فكيف وصل هؤلاء الشباب إلى تلك المنطقة؟، الرد هو، عند جهينة الدمشقية تلقى الجواب اليقين.
التوقيت والتحريك الذي تم البارحة، لهما أكثر من دلالة، وكما صرح كل من رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو و الرئيس الأمريكي أوباما، بأن الذي حدث على الحدود الإسرائيلية، كان من صنع النظام السوري، و ذلك لكي يغطي عن جرائمه في الداخل، ويتهرب من الإصلاحات و مطالب الشعب في سوريا.
بالإضافة إلى ما سبق، فهناك الحوار الذي ينادي به النظام، وهو بالتأكيد حوار مشروط و يريده على مزاجه، و ذلك باختيار الشخصيات التي ستحاوره، وتشترط أن يكون من الداخل، بمعنى أنهم يستبعدون كل سوري معارض يعيش خارج الوطن.
والأنكى من هذا أنهم حددوا مجموعة من المسؤولين وعلى رأسهم العسكري “لواء المخابرات محمد ناصيف” لإجراء الحوار المترقب.
الكورد قدموا مبادرة كمخرج للأزمة في سوريا، و بالرغم من أن المبادرة تحتوي على الكثير من النقاط الهامة على الصعيد الوطني، لكنها لم تلق آذاناً صاغية من النظام.
والكورد كما هو معلوم، القومية الثانية في سوريا، بمعنى”هم ثاني أكبر مكون في البلاد”.
إذاً، أن النظام لا يريد الحوار مع أحد، بل يناور لكسب الوقت، أو ربما سيحاور نفسه بنفسه، أي يعزم على اختيار أناس مربوطين بهم وبأجهزتهم الأمنية.
وهذا يحدث بالفعل من خلال الاجتماعات التي يجريها رئيس النظام مع وفود المحافظات، حيث يتم اختيار هذه الوفود من قبل الأجهزة الأمنية، ومن شرائح اجتماعية هامشية، وليس لها أي وزن على الأرض، بالمقابل تتجنب السياسيين والمهتمين بالشأن العام السوري.
ومن المعروف أنه إذا إستمر النظام بهذه الذهنية، وبهذه الفوقية، اتجاه شعبه، فلسوف يخسر كل شيء من حوله، ويستنفذ الفرص المتبقية له للبقاء في الحكم، و سيكون مصيره كمصير القذافي، يطلب إلى المحكمة الدولية ولأسباب كثيرة…….
أوسلو 17.05.2011