محمد قاسم
ربما كان مفاجئا،خبر تناقلته وكالات الأنباء الفضائية،وخاصة فضائية ((الجزيرة)): محكمة أوروبية تقضي برفع حزب العمال الكردستاني من القائمة السوداء..!!
وكان الرد التركي سريعا : القرار يضعف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب..!!
في الحقيقة-بالنسبة إلى تقديراتي – كان مثل هذا المسلك أوروبيا –بل وأمريكيا أيضا –متوقعا،ولكن التوقيت لم يكن بالحسبان ..إضافة إلى عدم ممارسة كافية من حزب العمال لما يخدم ذلك..!
فالمعلوم للجميع-إذا تجاوزنا الاتجاهات الغالبة نفسيا في الفهم والحكم والتوقع…-أن الحزب –كما غيره- يمثل حقا قوميا –وبغض النظر عن الأسلوب الذي يتبعه في الوصول إلى هذا الحق-
ربما كان مفاجئا،خبر تناقلته وكالات الأنباء الفضائية،وخاصة فضائية ((الجزيرة)): محكمة أوروبية تقضي برفع حزب العمال الكردستاني من القائمة السوداء..!!
وكان الرد التركي سريعا : القرار يضعف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب..!!
في الحقيقة-بالنسبة إلى تقديراتي – كان مثل هذا المسلك أوروبيا –بل وأمريكيا أيضا –متوقعا،ولكن التوقيت لم يكن بالحسبان ..إضافة إلى عدم ممارسة كافية من حزب العمال لما يخدم ذلك..!
فالمعلوم للجميع-إذا تجاوزنا الاتجاهات الغالبة نفسيا في الفهم والحكم والتوقع…-أن الحزب –كما غيره- يمثل حقا قوميا –وبغض النظر عن الأسلوب الذي يتبعه في الوصول إلى هذا الحق-
الكرد في تركيا –بل في كردستان تركيا-شعب يعاني –من أفظع صور المعاناة المتصورة –منذ تسلم الطورانيين مقاليد الحكم..وخاصة كمال أتاتورك وحاشيته..
ويكفي أن نشير إلى شعار واحد رفعه هذا النظام لكي نعرف الأيديولوجية العمياء والحاقدة والأحادية التي تقود نظاما لبس أسوء رداء إداري سياسي بكافة ملحقاته..وهو :
“سعيد من يكون تركيا”
وتسمية الكرد ب:” أتراك الجبال”..!!
لا نريد أن نتابع –إحصائيا الشعارات والقوانين التي تخدم هذا الاتجاه..فهذا الشعار وهذه التسمية كافية للدلالة على اتجاه النظام في التعامل مع الكرد..-ومع الأرمن والطوائف الأخرى..!
وكما يقال: “اللبيب من الإشارة من الإشارة يفهم”..!!
طوال عقود كثيرة، وخاصة فترة السبعين عاما الماضية ،يذبح الكرد،ويباد، ويهملون من جهة خدمة الدولة لمناطقهم حضاريا، وتستهلك خيرات مناطقهم في سبيل تحضير المناطق التركية (نوع من اغتصاب الحقوق المادية والمعنوية).
ولا يكون هذا العمل إرهابيا –في نظر الحكومات التركية –وللأسف مثقفيهم أيضا- ما عدا أصوات ظهرت –مؤخرا- وبكفاءة إنسانية وشجاعة أدبية وسياسية،لعل البروفيسور (إسماعيل بيشكجي ) يمثل اتجاههم المتوقد حيوية وعقلانية وأخلاقية!
طوال عقود كثيرة وخاصة فترة السبعين عاما الماضية..حصر الكرد في مناطق معزولة عن بعضهم بعضا،نصف العائلة في كردستان تركيا،ونصفه الآخر في كردستان سوريا،وربما في حالات أخرى تتوزع الأجزاء الأربعة من كردستان عائلة واحدة بنسب مختلفة نتيجة القتل والتشريد والتهجير ومحاولة الإبادة..الخ.
وأما عن الثقافة الكردية فحدث ولا حرج..
فكل دولة –صنيعة استعمارية – سعت بما ملكت من الإمكانيات والقوة والذكاء…ومعاونة الغرب الاستعماري –والذي لا يزال نظاما استعماريا-لجهة الإدارة السياسية والعسكرية والاقتصادية، مهما حاول تشكيل ذاته،وتلوينها-
ولكن المشكلة أن الأسلوب الذي اتبعه الغرب –كاستعمار-لم تسلم منه أنظمة الشرق حتى نزكيها،او ندين الغرب وحده..!
فما اتبعه الأتراك،وما اتبعه الفرس،وما اتبعه العرب..بحق الكرد؛ لم يكن بأقل مما فعله الغرب..إن لجهة اغتصاب الأرض،أو لجهة اغتصاب واستثمار الموارد الاقتصادية في المناطق الكردية،أو لجهة إفساد التشكيل الاجتماعي،او الثقافي او الأخلاقي الكردي..!!
فكيف نلوم الغرب، ونلوح بأيادينا لهذه الأنظمة المشوهة في كل اتجاه؟!
ومن حسن الحظ أن هذه الفترة تشهد اتجاها كرديا نحو التفكير بما يجمعهم من العوامل والمصالح..وإن كانت الروح الحزبية الضيقة والأنانية التي طغت –وللأسف-في القيادات، والتربية-والثقافة الحزبيتين ،والتي طغت في القواعد بطريقة متناغمة مع رغبات القيادات الشخصية –وهي مصيبة شرقية عامة على كل حال-ولكن ذلك لا يبرر ما تحاول أن تردده قيادات الأحزاب، بأننا نعيش مع ثقافة سائدة تؤثر في اتجاهاتنا التربوية سياسيا..في الحقيقة ،إنه أسلوب مخادع، تغش هذه القيادات ومثقفيها، جماهيرها بهذه المقولات ..!
فما دامت تعرف سوء وتشوه هذه السلوكيات ..فما الذي يدعوها إلى تبنيها –وليس تسربها- إلى سلوكهم..!!
كنا نتوقع لحزب العدالة والتنمية التركي أن يكون مبادرا إلى معالجة القضية الكردية في تركيا على أسس عصرية –وبحسب ثقافة العولمة -للأسباب التالية:
1-إن حزب العدالة والتنمية حزب ذو جذور إسلامي (أممي) عقيدة وآفاقا إستراتيجية ..!
2-يجمع الإسلام بين الأتراك والكرد تاريخيا ،كما العرب والفرس…!
3-بحكم تكوين وتركيبة حزب العدالة والتنمية التركي،فإنه يتضاد مع الطبيعة العلمانية التركية-وهي علمانية تكاد تكون إلحادية ومعادية للإسلام،فضلا عن الروتين الذي قولب أسلوبها في التفكير والسلوك..!
4-الاستفادة من تجربة العهود الماضية –والفاشلة- في التعامل مع القضية الكردية واستعراض الخسائر التي لا تعد ولا تحصى –من كل جانب – في الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التركية بسبب سوء التعامل مع القضية الكردية.
5-غير ذلك..من نتائج ومفرزات الحالة..
ولكن شهوة الحكم والخوف من الموقف العسكري-ربما –وجه الحزب إلى تأجيل المعالجة،أو ربما تكوين الثقافة التركية القومية لا تتجاوز الإطار الذي وضعه الحكم الطوراني وان كان مسلما..! وها هو يدفع ثمن خطيئته فيقع فريسة للجيش وربما خسر موقعه في الحكم..بعد إدعاء المدعي العام التركي عليه،واتهامه بالانحراف عن العلمانية..!
ولا بد من التذكير بالموقف الكردي العام في إقليم كردستان وفي أجزاء كردستان كلها من التدخل التركي في كردستان العراق..وربما ساهم ذلك في حسابات جديدة لم تكن وضعت بالحسبان من الحكم التركي..وغيره أيضا..
كلمة لا بد منها لاختتام هذا المقال..
ترى ما هو موقف حزب العمال الكردستاني من هذه الخطوة..؟
كيف سيفسر ذلك؟
هل سيلجأ –كعادة بعض رموزه القيادية –إلى أدلجة هذا التصرف واعتباره نتيجة ضغط الحزب الكردستاني..ويتباهى بذلك ويستثمره لخطوات هزيلة كاستقطاب بعض الشباب الكرد بطريقته المعتادة..؟ أم انه سيدرس الموقف بطريقة معمقة وبمشاركة قطاع واسع من مثقفيه وكوادره وجماهير الكرد –من غير الحزبيين أيضا –للحكم على الموقف،واعتماد خطاب سياسي متوازن ،لاستثمار ساحة دولية واسعة –منها الغرب عموما- في أنشطة سياسية وإعلامية، حيوية ومؤثرة… مراعيا المستجدات العالمية في كل ناحية، ومنها وجود 160 ألف جندي أمريكي في المنطقة، إلى جوار كل من تركيا وإيران وسوريا وغيرها..!
وكما قال الأمير حسين بن طلال-الأردني- بحسب إحدى الفضائيات -ربما ل.بي.سي اللبنانية-:
((إن وجود 160 ألف عسكري أمريكي في العراق يعني أن أمريكا أصبحت دولة مجاورة!)).
ويكفي أن نشير إلى شعار واحد رفعه هذا النظام لكي نعرف الأيديولوجية العمياء والحاقدة والأحادية التي تقود نظاما لبس أسوء رداء إداري سياسي بكافة ملحقاته..وهو :
“سعيد من يكون تركيا”
وتسمية الكرد ب:” أتراك الجبال”..!!
لا نريد أن نتابع –إحصائيا الشعارات والقوانين التي تخدم هذا الاتجاه..فهذا الشعار وهذه التسمية كافية للدلالة على اتجاه النظام في التعامل مع الكرد..-ومع الأرمن والطوائف الأخرى..!
وكما يقال: “اللبيب من الإشارة من الإشارة يفهم”..!!
طوال عقود كثيرة، وخاصة فترة السبعين عاما الماضية ،يذبح الكرد،ويباد، ويهملون من جهة خدمة الدولة لمناطقهم حضاريا، وتستهلك خيرات مناطقهم في سبيل تحضير المناطق التركية (نوع من اغتصاب الحقوق المادية والمعنوية).
ولا يكون هذا العمل إرهابيا –في نظر الحكومات التركية –وللأسف مثقفيهم أيضا- ما عدا أصوات ظهرت –مؤخرا- وبكفاءة إنسانية وشجاعة أدبية وسياسية،لعل البروفيسور (إسماعيل بيشكجي ) يمثل اتجاههم المتوقد حيوية وعقلانية وأخلاقية!
طوال عقود كثيرة وخاصة فترة السبعين عاما الماضية..حصر الكرد في مناطق معزولة عن بعضهم بعضا،نصف العائلة في كردستان تركيا،ونصفه الآخر في كردستان سوريا،وربما في حالات أخرى تتوزع الأجزاء الأربعة من كردستان عائلة واحدة بنسب مختلفة نتيجة القتل والتشريد والتهجير ومحاولة الإبادة..الخ.
وأما عن الثقافة الكردية فحدث ولا حرج..
فكل دولة –صنيعة استعمارية – سعت بما ملكت من الإمكانيات والقوة والذكاء…ومعاونة الغرب الاستعماري –والذي لا يزال نظاما استعماريا-لجهة الإدارة السياسية والعسكرية والاقتصادية، مهما حاول تشكيل ذاته،وتلوينها-
ولكن المشكلة أن الأسلوب الذي اتبعه الغرب –كاستعمار-لم تسلم منه أنظمة الشرق حتى نزكيها،او ندين الغرب وحده..!
فما اتبعه الأتراك،وما اتبعه الفرس،وما اتبعه العرب..بحق الكرد؛ لم يكن بأقل مما فعله الغرب..إن لجهة اغتصاب الأرض،أو لجهة اغتصاب واستثمار الموارد الاقتصادية في المناطق الكردية،أو لجهة إفساد التشكيل الاجتماعي،او الثقافي او الأخلاقي الكردي..!!
فكيف نلوم الغرب، ونلوح بأيادينا لهذه الأنظمة المشوهة في كل اتجاه؟!
ومن حسن الحظ أن هذه الفترة تشهد اتجاها كرديا نحو التفكير بما يجمعهم من العوامل والمصالح..وإن كانت الروح الحزبية الضيقة والأنانية التي طغت –وللأسف-في القيادات، والتربية-والثقافة الحزبيتين ،والتي طغت في القواعد بطريقة متناغمة مع رغبات القيادات الشخصية –وهي مصيبة شرقية عامة على كل حال-ولكن ذلك لا يبرر ما تحاول أن تردده قيادات الأحزاب، بأننا نعيش مع ثقافة سائدة تؤثر في اتجاهاتنا التربوية سياسيا..في الحقيقة ،إنه أسلوب مخادع، تغش هذه القيادات ومثقفيها، جماهيرها بهذه المقولات ..!
فما دامت تعرف سوء وتشوه هذه السلوكيات ..فما الذي يدعوها إلى تبنيها –وليس تسربها- إلى سلوكهم..!!
كنا نتوقع لحزب العدالة والتنمية التركي أن يكون مبادرا إلى معالجة القضية الكردية في تركيا على أسس عصرية –وبحسب ثقافة العولمة -للأسباب التالية:
1-إن حزب العدالة والتنمية حزب ذو جذور إسلامي (أممي) عقيدة وآفاقا إستراتيجية ..!
2-يجمع الإسلام بين الأتراك والكرد تاريخيا ،كما العرب والفرس…!
3-بحكم تكوين وتركيبة حزب العدالة والتنمية التركي،فإنه يتضاد مع الطبيعة العلمانية التركية-وهي علمانية تكاد تكون إلحادية ومعادية للإسلام،فضلا عن الروتين الذي قولب أسلوبها في التفكير والسلوك..!
4-الاستفادة من تجربة العهود الماضية –والفاشلة- في التعامل مع القضية الكردية واستعراض الخسائر التي لا تعد ولا تحصى –من كل جانب – في الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التركية بسبب سوء التعامل مع القضية الكردية.
5-غير ذلك..من نتائج ومفرزات الحالة..
ولكن شهوة الحكم والخوف من الموقف العسكري-ربما –وجه الحزب إلى تأجيل المعالجة،أو ربما تكوين الثقافة التركية القومية لا تتجاوز الإطار الذي وضعه الحكم الطوراني وان كان مسلما..! وها هو يدفع ثمن خطيئته فيقع فريسة للجيش وربما خسر موقعه في الحكم..بعد إدعاء المدعي العام التركي عليه،واتهامه بالانحراف عن العلمانية..!
ولا بد من التذكير بالموقف الكردي العام في إقليم كردستان وفي أجزاء كردستان كلها من التدخل التركي في كردستان العراق..وربما ساهم ذلك في حسابات جديدة لم تكن وضعت بالحسبان من الحكم التركي..وغيره أيضا..
كلمة لا بد منها لاختتام هذا المقال..
ترى ما هو موقف حزب العمال الكردستاني من هذه الخطوة..؟
كيف سيفسر ذلك؟
هل سيلجأ –كعادة بعض رموزه القيادية –إلى أدلجة هذا التصرف واعتباره نتيجة ضغط الحزب الكردستاني..ويتباهى بذلك ويستثمره لخطوات هزيلة كاستقطاب بعض الشباب الكرد بطريقته المعتادة..؟ أم انه سيدرس الموقف بطريقة معمقة وبمشاركة قطاع واسع من مثقفيه وكوادره وجماهير الكرد –من غير الحزبيين أيضا –للحكم على الموقف،واعتماد خطاب سياسي متوازن ،لاستثمار ساحة دولية واسعة –منها الغرب عموما- في أنشطة سياسية وإعلامية، حيوية ومؤثرة… مراعيا المستجدات العالمية في كل ناحية، ومنها وجود 160 ألف جندي أمريكي في المنطقة، إلى جوار كل من تركيا وإيران وسوريا وغيرها..!
وكما قال الأمير حسين بن طلال-الأردني- بحسب إحدى الفضائيات -ربما ل.بي.سي اللبنانية-:
((إن وجود 160 ألف عسكري أمريكي في العراق يعني أن أمريكا أصبحت دولة مجاورة!)).