bangekurd@yahoo.com
ان الهدف من الكتابة في موضوع الغرور وأثره على الحركة الوطنية الكردية ليس التجريح أو توجيهه إلى طرف معين وإنما موجه لكل من يجد في نفسه (إمبراطورية أنا) وما نريد أن نقوله أمنية الخلاص من آفاتنا كي نقود المجتمع إلى خانة المجتمعات الراقية كالمجتمعات المتحضرة ونصنع زخرفة الإصلاح الهادف لبناء المجتمع الحر والمتطور.
ونظراً للمتطلبات النضالية الآنية لخدمة شعبنا فإن مصلحة القضية الكردية تتطلب لملمة الشمل لا التشتت والتفرقة ولكن من المؤسف أن نرى الحركة الوطنية الكردية وهي لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق أية لملمة تحت خيمة موحدة في مسيرة النضال الوطني الكردي وكأنه خط أحمر مرسوم له لا يمكن تجاوزه حتى في المسائل المصيرية.
إن إيماننا بضرورة تحقيق التقارب في ما بين فصائل الحركة الوطنية الكردية يلح علينا أن نقول: إن السبب في عدم التقارب هو الأنانية والمصلحة الحزبية الضيقة ، لأن اختلاف مناهج الأحزاب الكردية إن وجد فهو أمر طبيعي ولكنهم لا يتفقون حتى في نقاط التقاطع المشتركة فيما بينهم متناسين مسيرة المجتمع وآماله المنكسرة بالحركة الوطنية الكردية.
في الحقيقة كل من يجد في نفسه من الشخصيات القيادية والقواعد الحزبية والمناصرين والمستقلين قهقه (أنا الذات) فهو في خانة المعرقلين لمسيرة الحركة الوطنية الكردية ، و هذا الواقع المتشرذم من الصراعات الإعلامية والملاسنات الحزبية وإلى متى ؟
سنظل ننفخ في بوق التقارب في هذه المسألة إلى أبعد الحدود ولن نيأس في هذا الاتجاه إلا أن ما نتطلع إليه في هذا المجال من جهة وواقع الحال في الحركة الوطنية الكردية في سوريا من جهة أخرى، لا ينبئنا إلا بالمزيد من المرارة ، وبأننا لا نزال بحاجة إلى مزيد من الفرص الهادرة، كل ما نتمناه من الآفاق المستقبلية أمنيات لإيجاد التقارب فيما بينهم أو إيجاد صيغة مشتركة لطريقة النضال فهذا لا يتعارض مع مفهوم التعددية السياسية.
سمى الغرب منطقة الشرق الأوسط بمنطقة الفرص الضائعة ، قد تكون هذه التسمية صحيحة عندما نطبقها على الحركة الكردية فننعتها بحركة إهدار الفرص المواتية، ولا استغراب في ذلك فهي تربت وتعايشت على تربية وطبائع هذا الشرق المثقل بالانكسارات.
إن الكرة في ملعب الحركة الوطنية الكردية لتقوم بالإصلاح والعمل الجاد لوحدة صفها لكي تقضي على الذين يمنون على الحركة بمنية ما لأنهم يتناسون بأنهم جزء من أخطاء الحركة والحال أنهم يتسترون بالوطنية الزائفة على حساب جسم الحركة الكردية ، و إلا لماذا لا يوجد دور فعال خارج أوساط الحركة الكردية …؟؟ سؤال برسم الإجابة.
يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل.
فيه يثاب و به يعاقب.
ويحتاج الإنسان إلى جانب عقله، ركائز تدعم مسيرته في الحياة.
وهذه الركائز تتجسد في الأخلاق الفاضلة التي هي خير دعامة في حياة الإنسان، بينما التشتت والتشرذم معول الخراب والهدم.
وأخيراً الغرور أحد المفاسد التي يبتلي بها الإنسان وهي أخطر ما يصيب الإنسان، ويقوده إلى المهالك، ويورطه في مواقف، قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة.
الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه.
وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساوئ الأخلاقية كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان.
والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل.
يعتبر المال والعلم من الوسائل الاساسية في حياة الإنسان، قد يوظفهما لخدمته وقد يُوظف لخدمتهما.
كم كان لهذا الشعور المرضي أثره السيّئ على السلوك في حياتنا السياسية خلال نصف قرن الماضية لما يجلبه علينا من تشتت وتفرقة، ولذا نناشد شعبنا بالتدخل والضغط على الحركة الوطنية الكردية في سوريا بصورة أكثر إلحاحاً وجدية عبر طرح مشاريع التقارب لتحقيق أهدافنا العادلة والشفافة ويجب أن نضع أنفسنا في خانة الدفاع والمسؤولية ومحاسبة كل من يعبث بمصير شعبنا واعذروني إن أخطأت بحق البعض.