ديـــار ســـليمان
يُقـال أن هنـاك قـومـآ إذا ضاقـت بهم الأحـوال فأنهـم يـعــودون الى دفاترهـم القديمـة لعــل وعسـى أن يجـدوا في زاويـة مـا في إحـدى الصفحـات المهملـة دينــآ مـا منســيآ أو مـدينـآ تم نسـيانه ولم يُطـالب بمبلـغ الدين في حينــه.
و لـست هنـا بصـدد العــودة الى الدفاتـر القديمـة أو حتى رسـم خارطـة طــريق للوصـول الى الكــنز الكـوردي المفقــود في السـراديب الدمشقية المظلمـة و الـذي تـم الاسـتيلاء عليه وســرقته و ليس (تجميــده) اثـر طــرد السـيد عبدالله أوجـلان و هو لا يحمـل سـوى حقـيبــة ملابســه (التي ربمـا كان قـد دخـل بهـا أيضآ) من دمشـق على أثر التهديدات التركيـة المعروفة باجتيـاح سـوريا قبل شـهر العسل الحالي
يُقـال أن هنـاك قـومـآ إذا ضاقـت بهم الأحـوال فأنهـم يـعــودون الى دفاترهـم القديمـة لعــل وعسـى أن يجـدوا في زاويـة مـا في إحـدى الصفحـات المهملـة دينــآ مـا منســيآ أو مـدينـآ تم نسـيانه ولم يُطـالب بمبلـغ الدين في حينــه.
و لـست هنـا بصـدد العــودة الى الدفاتـر القديمـة أو حتى رسـم خارطـة طــريق للوصـول الى الكــنز الكـوردي المفقــود في السـراديب الدمشقية المظلمـة و الـذي تـم الاسـتيلاء عليه وســرقته و ليس (تجميــده) اثـر طــرد السـيد عبدالله أوجـلان و هو لا يحمـل سـوى حقـيبــة ملابســه (التي ربمـا كان قـد دخـل بهـا أيضآ) من دمشـق على أثر التهديدات التركيـة المعروفة باجتيـاح سـوريا قبل شـهر العسل الحالي
إنهـا محاولــة ليس لمعـرفــة كيفيـة تـشـكل بل لكيفيـة ذوبـــان جبـل المـال الذي كان يمتلكـه حـزب العمـال الكردستاني التركي و يتربـع على قمتـه السيد اوجلان، والـذي إرتفـع جنبـآ الى جنب مع جبـل قاسـيون في دمشـق بعـد تفجيـر (بركـان الثـورة) الاصطناعـي على بعد مئـات الكيلومترات الذي قـذف حممــآ و ثــوارآ وأمـوالآ قبـل أن يخمــد مخلفــآ أقـــوالآ ناريـــةً و أهـــوالآ، و بالتالي تنقلـب الأحوال ليجـد من كان في القمـة نفسـه في غير مــكان يبحث عن ملجـأ يأويه دون أن يكلل بحثـه بالنجـاح و ليبحث كل من كان على صلة بحزبه عن وسيلة ينفي صلته تلك به، علمـآ أن جـوانب كـثيرة من قصـة امـبراطورية المـال تلك هي في التـداول غمـزآ و لمــزآ و لكن لا أحـد يعلـم على وجـه التحـديد القصـة كاملـة.
إذآ لم يكـن السيد اوجلان عند دخولـه و رفاقه المعدودين الأراضي السورية يمتلك أموالآ وبالتالـي لم يدخـل أي مبلـغ معـه حسبما يستشف من مذكراته الواردة في كتابه (سبعة أيام مع آبو)، بل بالعكس من ذلك إذ يصـرح بوضوح في هذا الكتيب أنه أُضطـر أثنــاء عمله كموظـف الى قبـول رشـىً ليغطــي (مستلزمـات النضـال) في سـبيل قضيتـه، و في الفـترة الأولى و أثنـاء إقامتهم في مدينـة القامشلي تحت اسم (الطلبـة) كان الجـوار يتعطـفون عليهم بمبالـغ صـغيرة وأشـياء عينية ولم يكـن أيآ يشـك في ان اقامتهم سـتكون لمـدة محـدودة و ان قامشلو محطـة عبـور مؤقتة لهم ريثمـا يجـدون الوسـيلة للمغـادرة ربما الى أحدى الدول الأوربيـة، لكن الأيام و الشهور و السنين تتالت ليُضـرب لهؤلاء جـذورّ في الأرض و ليتحـول الكـورد و حركتهم السياسية في سوريا الى رهينـة بيـدهم وذلك بوقوفهم الدائـم في الاتجـاه المعاكـس للجميــع.
لقـد كان لحزب العمال الكردستاني التركي حصـة ثابتـة في أمـوال الكـورد السـوريين سـواءّ أكان الشخص ميسـور الحـال أو فقــيرآ حتى لو تطلب الأمـر إحـراج النـاس و مضايقتهم، فالجميـع كان مطالـب بتقـديم المساعدات و التبرعات سـواءّ أكان متعاطفـآ معهم أم على طـرف نقيـض و كان اللــين يسـتخدم في التحصيــل الى جانب الاكـراه، و كانت المطالبات تتم في المناسـبات الحـزينة كالمـآتم و كذلك المفـرحة كالأعراس، كانت امـوال المناسبات الدينية من زكـاة وغـيرها التي يخرجها الناس طلبآ للمغفرة وللتكفيرعن ذنوبهم تقدم للحزب سـواء أثنـاء ارتـدائه للـرداء القومـي أو الماركسي والعكـس بالعكـس و كان الافتـاء جاهـزآ، و كان يتم حشـد النـاس في المواسـم الزراعيـة في اعمـال الزراعة و الحصـاد الصـغيرة و الكـبيرة كالعـدس و القطـن و غيرهما ليقـدم هؤلاء حصيلة عرقهم (للرفـاق) و هو اللقب الذي يطلق على منتسبي هذا الحـزب، و من هذه الينابيـع و الجـداول الصـغيرة بــدأ النهـر الكبيـر بالتشـكل لتكون المحصلة رأسمالآ يقيم مشاريع رابحة كصناعة فنانين يتم تبنيهم و منحهم الشهرة مقابل الأستفادة من ريع حفلاتهم بالإضافة الى نشاطات أُعتبرت (ميكيافيليآ) مشـروعة، لكن هذه لم تكـن القصـة كلها، فالصرف على معسكرات التدريب و الإعـلام وغيره كان يحتاج الى أكثر من ذلك، وهنا جاءت مساهمات الدول و المنظمات التي كان لها مع تركيـا حسابآ ما و تريد تصفيته لتضخ هي الأخرى و لكن دائمـآ ليس دون مقابل، و قد ذكـر السـيد اوجلان مثلآ في لقاءه الاخير مع محاميه 4.6.2008 حرفيآ: (سوريا تحاول استخدام الاكراد ضد تركيا، فمن أجل الحفاظ على تركيا محايدة على الاقل في القضية القائمة بين سوريا و اسرائيل تستخدم الأكراد، فلدى الأسد ورقة كردية دائمآ و لا يمكن ان نتغاضى عن ذلك، وهي حقيقة)، وهـذه الحقيقة التي أدركها السيد أوجـلان مؤخـرآ ـ مع العلم انها استخدمتهم و الذي كان كان ـ هي برسـم الذين هؤلاء الذين يرون ان هذا المناضـل قد سـبق عصـره و أوانه، كما أنها موجهة لأولئك الذين لا زالوا يحشرون انفسهم في النزاع الدائر بين سوريا و تركيا و قبل الجميع للسيد اوجلان نفسه، فرغم ادراكه او عدم ادراكه سابقآ لهذه الحقيقة اضافة للحقائق الاخرى المتعلقة بمشاكل الحدود و الميـاه بين البلدين فانه انخـرط في المشروع السوري و ارتضى ان يكون ورقة بيدها ربما لكونه لم يكـن لـديه شـخصيآ ما يخسـره!
وأضيف الى ذلك ملاحظة اخرى لفتت نظري في اللقاء المشار اليه و هو قول السيد اوجلان ان: (اضرابآ بسيطـآ عن الطعام ـ وهو أضعف الايمان لتحسين وضعه الشخصي في السجن ـ سيكون شيئآ كبيرآ) في الوقت الذي يطالب فيه الآخرين بجعل ذلك (أي تحسين وضعه) من اولوياتهم و بعمل المستحيل لتغيير ظروفه في السجن (و نحن لا نعارض ذلك)، كما يعتبر اقدام رفاقه على احراق انفسهم احتجاجآ على ظروف اعتقالهم مجرد ردود افعـال ينأى بنفسه عنها كونه (لديه مسؤولياته امام شعبه، فالموضوع هو مصير الشعب) و كأن تواجد الآخرين حيث استشهدوا لم يكن بدافع من شعورهم بالمسؤولية تجاه الشعب.
فـور إخـراج السيد اوجلان من سوريا و ربما قبلها بقليـل بُـــدأ بتهيئـة الوريث لهذه التركة الثقيلة، و وجدت الأوساط السورية ضـالتها في (نصف كوردي) يدعى مروان الزركي لا يجيد هو الآخر اللغة الكوردية و ليس له أي مـاضٍ وطنــي وعلى صلة وثيقة بأحد رؤساء الاستخبارات السورية و يمتلك ثروة ضخمة جمعها بطرق غير مشروعة و هو مستعد للقيام بما هو مطلوب منه.
تم وضع نسخة من الأرشيف العائد لحزب العمال الكردستاني التركي تحت تصرف السيد الزركي ليستأنس به في مهمته الجديدة و ليتقـن جيدآ سيناريو دوره الجديد، و تم وضـع عشرات الملايين من الدولارات هي حصيلة عشرات السنين من دمـاء و دمـوع الذين كانوا يحرمون أنفسهم من ضروريات الحياة من أجل كلمات تدغدغ حلمهم بكوردستان.
وكالمعتـاد و كتهيئة لظهـور هذه الشخصية بـدأ أولآ معـول الهـدم بالعمل على التشويش على الحركة الوطنية في سوريا و تشويه سمعتها واتهامها بتهم متعددة مثل الارتبـاط بجهات خارجية بموجب مخططات مرسومة و ان الاحزاب الكودية السورية تبتعد عن الخصوصية السورية كما انها ترفع الشعارات الطنانة، وأنها أحزاب تعاني من الوقوع في الأخطاء.
بعد ذلك تم تأسيس الوعاء لاستيعاب كل تلك التركة بأسم (التجمع)، و بـدأ بضخ الأموال لشراء الانصار لعدم إعطاء المجال لاحد لمراجعة الذات و الوقوف على الاخطاء السابقة، كما تم تحضير الزركي كعريس سيزف الى البرلمان السوري على اكتاف جماهيره، لكن أي من ذلك لم يتم، فرغم كل شيء لم يتمكن التجمع سـوى من اصطياد بعض الاشخاص الهامشيين او من الدائرين في فلك النظام، و تبين ان الزركي نظرآ لتواجده في سوريا شخص معروف للناس و بعبارة أدق (كـارت محــروق)، مما حدا بالقائمين على المسألة الى ترك التجمـع جانبـآ و البحـث عن بـديـــل…
إذآ السيد أوجلان هو أكثر و ربما الوحيد الذي يعرف عن لموضوع تلك الثروة جيدآ ـ على الاقل حتى لحظة مغادرته ـ نظـرآ لكونه كان المركز الذي يدور في فلكـه كل شيء، و هو مدعو لذلك للأدلاء بشهادته حول تلك المسائل المالية و بخاصة كميـة تلك الأمـوال ومصـيرها، فمثلما أفاض و يفيض كل مـرة في الشرح عن الكمالية مثلآ حتى أصبح القراء يشعرون بالاشباع من الموضوع فان من حق الناس ان تعرف شيئآ عن مصـير تلك الأمـوال التي ضحـوا بها و هم الآن في ضيق شـديد، واستخدمت للاسف في غير الوجهة التي أرادوها فأسست للفسـاد و الأفسـاد ، فالى متى الصمت على هذه المسألة حتى بات الشك في الوجهة التي صرفت وتصرف فيها هذه الأمـوال يكاد يقتل أصحابها، إذ يبدو انها تحولت الى لعنـة للذين تبرعوا بها من حيث انها باتت تسـتخدم في تيئيس و تشويه و محاربـة الكـورد حيثما وجـدوا سواءّ عن طريق الوكلاء الذين بات التشهير سـلاحهم في الدفاع عن تلك الوليمة، أو مباشرة من الأصلاء بوضع مشاريع عنصرية جديدة في التنفيذ.
إذآ لم يكـن السيد اوجلان عند دخولـه و رفاقه المعدودين الأراضي السورية يمتلك أموالآ وبالتالـي لم يدخـل أي مبلـغ معـه حسبما يستشف من مذكراته الواردة في كتابه (سبعة أيام مع آبو)، بل بالعكس من ذلك إذ يصـرح بوضوح في هذا الكتيب أنه أُضطـر أثنــاء عمله كموظـف الى قبـول رشـىً ليغطــي (مستلزمـات النضـال) في سـبيل قضيتـه، و في الفـترة الأولى و أثنـاء إقامتهم في مدينـة القامشلي تحت اسم (الطلبـة) كان الجـوار يتعطـفون عليهم بمبالـغ صـغيرة وأشـياء عينية ولم يكـن أيآ يشـك في ان اقامتهم سـتكون لمـدة محـدودة و ان قامشلو محطـة عبـور مؤقتة لهم ريثمـا يجـدون الوسـيلة للمغـادرة ربما الى أحدى الدول الأوربيـة، لكن الأيام و الشهور و السنين تتالت ليُضـرب لهؤلاء جـذورّ في الأرض و ليتحـول الكـورد و حركتهم السياسية في سوريا الى رهينـة بيـدهم وذلك بوقوفهم الدائـم في الاتجـاه المعاكـس للجميــع.
لقـد كان لحزب العمال الكردستاني التركي حصـة ثابتـة في أمـوال الكـورد السـوريين سـواءّ أكان الشخص ميسـور الحـال أو فقــيرآ حتى لو تطلب الأمـر إحـراج النـاس و مضايقتهم، فالجميـع كان مطالـب بتقـديم المساعدات و التبرعات سـواءّ أكان متعاطفـآ معهم أم على طـرف نقيـض و كان اللــين يسـتخدم في التحصيــل الى جانب الاكـراه، و كانت المطالبات تتم في المناسـبات الحـزينة كالمـآتم و كذلك المفـرحة كالأعراس، كانت امـوال المناسبات الدينية من زكـاة وغـيرها التي يخرجها الناس طلبآ للمغفرة وللتكفيرعن ذنوبهم تقدم للحزب سـواء أثنـاء ارتـدائه للـرداء القومـي أو الماركسي والعكـس بالعكـس و كان الافتـاء جاهـزآ، و كان يتم حشـد النـاس في المواسـم الزراعيـة في اعمـال الزراعة و الحصـاد الصـغيرة و الكـبيرة كالعـدس و القطـن و غيرهما ليقـدم هؤلاء حصيلة عرقهم (للرفـاق) و هو اللقب الذي يطلق على منتسبي هذا الحـزب، و من هذه الينابيـع و الجـداول الصـغيرة بــدأ النهـر الكبيـر بالتشـكل لتكون المحصلة رأسمالآ يقيم مشاريع رابحة كصناعة فنانين يتم تبنيهم و منحهم الشهرة مقابل الأستفادة من ريع حفلاتهم بالإضافة الى نشاطات أُعتبرت (ميكيافيليآ) مشـروعة، لكن هذه لم تكـن القصـة كلها، فالصرف على معسكرات التدريب و الإعـلام وغيره كان يحتاج الى أكثر من ذلك، وهنا جاءت مساهمات الدول و المنظمات التي كان لها مع تركيـا حسابآ ما و تريد تصفيته لتضخ هي الأخرى و لكن دائمـآ ليس دون مقابل، و قد ذكـر السـيد اوجلان مثلآ في لقاءه الاخير مع محاميه 4.6.2008 حرفيآ: (سوريا تحاول استخدام الاكراد ضد تركيا، فمن أجل الحفاظ على تركيا محايدة على الاقل في القضية القائمة بين سوريا و اسرائيل تستخدم الأكراد، فلدى الأسد ورقة كردية دائمآ و لا يمكن ان نتغاضى عن ذلك، وهي حقيقة)، وهـذه الحقيقة التي أدركها السيد أوجـلان مؤخـرآ ـ مع العلم انها استخدمتهم و الذي كان كان ـ هي برسـم الذين هؤلاء الذين يرون ان هذا المناضـل قد سـبق عصـره و أوانه، كما أنها موجهة لأولئك الذين لا زالوا يحشرون انفسهم في النزاع الدائر بين سوريا و تركيا و قبل الجميع للسيد اوجلان نفسه، فرغم ادراكه او عدم ادراكه سابقآ لهذه الحقيقة اضافة للحقائق الاخرى المتعلقة بمشاكل الحدود و الميـاه بين البلدين فانه انخـرط في المشروع السوري و ارتضى ان يكون ورقة بيدها ربما لكونه لم يكـن لـديه شـخصيآ ما يخسـره!
وأضيف الى ذلك ملاحظة اخرى لفتت نظري في اللقاء المشار اليه و هو قول السيد اوجلان ان: (اضرابآ بسيطـآ عن الطعام ـ وهو أضعف الايمان لتحسين وضعه الشخصي في السجن ـ سيكون شيئآ كبيرآ) في الوقت الذي يطالب فيه الآخرين بجعل ذلك (أي تحسين وضعه) من اولوياتهم و بعمل المستحيل لتغيير ظروفه في السجن (و نحن لا نعارض ذلك)، كما يعتبر اقدام رفاقه على احراق انفسهم احتجاجآ على ظروف اعتقالهم مجرد ردود افعـال ينأى بنفسه عنها كونه (لديه مسؤولياته امام شعبه، فالموضوع هو مصير الشعب) و كأن تواجد الآخرين حيث استشهدوا لم يكن بدافع من شعورهم بالمسؤولية تجاه الشعب.
فـور إخـراج السيد اوجلان من سوريا و ربما قبلها بقليـل بُـــدأ بتهيئـة الوريث لهذه التركة الثقيلة، و وجدت الأوساط السورية ضـالتها في (نصف كوردي) يدعى مروان الزركي لا يجيد هو الآخر اللغة الكوردية و ليس له أي مـاضٍ وطنــي وعلى صلة وثيقة بأحد رؤساء الاستخبارات السورية و يمتلك ثروة ضخمة جمعها بطرق غير مشروعة و هو مستعد للقيام بما هو مطلوب منه.
تم وضع نسخة من الأرشيف العائد لحزب العمال الكردستاني التركي تحت تصرف السيد الزركي ليستأنس به في مهمته الجديدة و ليتقـن جيدآ سيناريو دوره الجديد، و تم وضـع عشرات الملايين من الدولارات هي حصيلة عشرات السنين من دمـاء و دمـوع الذين كانوا يحرمون أنفسهم من ضروريات الحياة من أجل كلمات تدغدغ حلمهم بكوردستان.
وكالمعتـاد و كتهيئة لظهـور هذه الشخصية بـدأ أولآ معـول الهـدم بالعمل على التشويش على الحركة الوطنية في سوريا و تشويه سمعتها واتهامها بتهم متعددة مثل الارتبـاط بجهات خارجية بموجب مخططات مرسومة و ان الاحزاب الكودية السورية تبتعد عن الخصوصية السورية كما انها ترفع الشعارات الطنانة، وأنها أحزاب تعاني من الوقوع في الأخطاء.
بعد ذلك تم تأسيس الوعاء لاستيعاب كل تلك التركة بأسم (التجمع)، و بـدأ بضخ الأموال لشراء الانصار لعدم إعطاء المجال لاحد لمراجعة الذات و الوقوف على الاخطاء السابقة، كما تم تحضير الزركي كعريس سيزف الى البرلمان السوري على اكتاف جماهيره، لكن أي من ذلك لم يتم، فرغم كل شيء لم يتمكن التجمع سـوى من اصطياد بعض الاشخاص الهامشيين او من الدائرين في فلك النظام، و تبين ان الزركي نظرآ لتواجده في سوريا شخص معروف للناس و بعبارة أدق (كـارت محــروق)، مما حدا بالقائمين على المسألة الى ترك التجمـع جانبـآ و البحـث عن بـديـــل…
إذآ السيد أوجلان هو أكثر و ربما الوحيد الذي يعرف عن لموضوع تلك الثروة جيدآ ـ على الاقل حتى لحظة مغادرته ـ نظـرآ لكونه كان المركز الذي يدور في فلكـه كل شيء، و هو مدعو لذلك للأدلاء بشهادته حول تلك المسائل المالية و بخاصة كميـة تلك الأمـوال ومصـيرها، فمثلما أفاض و يفيض كل مـرة في الشرح عن الكمالية مثلآ حتى أصبح القراء يشعرون بالاشباع من الموضوع فان من حق الناس ان تعرف شيئآ عن مصـير تلك الأمـوال التي ضحـوا بها و هم الآن في ضيق شـديد، واستخدمت للاسف في غير الوجهة التي أرادوها فأسست للفسـاد و الأفسـاد ، فالى متى الصمت على هذه المسألة حتى بات الشك في الوجهة التي صرفت وتصرف فيها هذه الأمـوال يكاد يقتل أصحابها، إذ يبدو انها تحولت الى لعنـة للذين تبرعوا بها من حيث انها باتت تسـتخدم في تيئيس و تشويه و محاربـة الكـورد حيثما وجـدوا سواءّ عن طريق الوكلاء الذين بات التشهير سـلاحهم في الدفاع عن تلك الوليمة، أو مباشرة من الأصلاء بوضع مشاريع عنصرية جديدة في التنفيذ.
17.06.2008