كنت قد قررت أن لا أرد على مهاترات حميد درويش و ترهاته , و لم أكن مهتما للدخول في صراع مع نزعة عشائرية لا تفهم سوى لغة الثأر و الانتقام عبر سياسات رخيصة, تستغل جملة من العوامل القائمة على الأرض , ساعدته قرابة خمسة عقود لضرب الكثير من المنجزات التي كان من الممكن أن تشكل أرضية لتأطير الحركة الوطنية الكردية و تعزيز دورها.
و من المعروف انه لم يكن هناك احد من الأحزاب الكردية السورية يرفع الأعلام و ليس هناك من يمارس التطرف في سياساته , إذا كان السيد حميد يدرك معنى التطرف.
لسنا هنا بصدد هذا الموضوع , و لكن الأهم هو أن هذه الندوات تأتي في الوقت الذي يزداد فيه الشعور لدى فصائل الحركة الكردية و جماهيرها بضرورة ترميم حالة التشرذم و التداعيات التي تعيشها حركة شعبنا و العمل على تجميعها تحت مظلة واحدة , مما يؤكد مرة أخرى بان المخططات التي تستهدف تطلعات الشعب الكردي لم تتوقف عبر أساليب و ممارسات مختلفة , و تحت حجج و ذرائع متنوعة , و من المؤسف أن السيد حميد يدعى بأنه و من خلال ندواته يكشف الحقائق للناس , و يبرر مواقفه و سياساته بل و يعترف بخطأين فادحين ارتكبهما خلال مسيرته الطويلة , أولهما : موافقته على ضم اليسار و البارتي إلى التحالف و الثاني قبوله بالعمل مع صالح كدو.
هنا لا ادري إذا كان حميد يريد أن يمرر حديثه عبر ادعاء مفبرك أم أن الشيخوخة قد انتزعت الذاكرة منه.
فالبارتي و اليساري هما من مؤسسي التحالف عام 1992 أما حميد فهو الدخيل على هذا الإطار بعد سنوات.
ثانيا : موافقته على انضمام صالح كدو , و اعتذاره من رفاقه …الخ : إنني هنا اطمئن حميد بأنه لم يرتكب خطا بخطوته الوحدوية مع صالح كدو , بل أن الأخير هو الذي ارتكب خطا فادحا بحق نفسه و رفاقه و اقر بذلك علنا,
و أرجو أن يوفر حميد هذا الاعتذار ليقدمه للشعب الكردي الذي ارتكب بحقه أخطاء لا تحصى , انصحه أن يعتذر لرفاقه الذين ساهم معهم في و ضع اللبنات الأولى لتأسيس أول تنظيم كردي في سورية قبل نصف قرن , عليه أن يعتذر من المناضلين : أوصمان صبري , نور الدين ظاظا , محمد علي خوجة , رشيد حمو , خليل محمد , شوكت حنّان , محمد عيسى , وغيرهم و سأكتفي بهذا القدر من الأسماء لان من واكبوا تلك المرحلة و دفع بهم إلى الظلمات يعدون بالمئات , عليه أن يعتذر من الحركة الكردية برمتها لأنه كان على الدوام أداة تشتيتها و ضرب مرتكزاتها , عليه أن يعتذر من رفاق حزبه لحرمانهم من حقهم الطبيعي في ممارسة مهامهم النضالية و ضربهم ببعضهم البعض و اختلاس الملايين من خلف ظهورهم , و عليه أن يعتذر من رموز الحركة الكردستانية الذين طالهم باتهاماته الزائفة والتي هي دائما بالنيابة عن الآخرين.
رغم كل ذلك , يدعوا هذا الشمولي المتخشب المواقع الكردية لعدم نشر مقالات لا تروقه و الإصغاء إلى صوته فقط , أليس هذا كندواته مدعاة للسخرية فعلا ؟