شكر وتوضيح للأستاذ زيور العمر

نجم الدين والي

الأخ زيور العمر، تابعت مقالتك الأخيرة عن المرجعية الكردية والتي للاسف لم تلتزم الحيادية المعهودة منك في تناول وتحليل القضايا الكردية التي تهمنا جميعا وتنال القدر الأكبر من اهتمام الشارع الكردي في سوريا، ولربما فإنك سهوت عن بعض المعلومات التي كنت تحتاجها لتبني رأيا حياديا بالاستناد عليها، واعذرني إن وصفت مقالتك بأنها غير منصفة بحق بعض أطراف الحركة الكردية في سوريا، لاسيما حزبي الوحدة والتقدمي، اذ أنك وصلت الى نتيجة أنهما كانا أول من افتعل الخلاف (من وجهة نظرك التي احترمها) بشأن المرجعية، وذلك بعدم قبول نشر الرؤية السياسية التي توصل إليها الجبهة والتحالف والتنسيق وطرحها للنقاش في الشارع الكردي
وبهذا فإنك اعتبرت أن موقف الحزبين غير مبرر وأنهما تعمدا التأزيم عن سوء نية، وتوحي بأن الواجب كان يفرض على باقي الأطراف أن يستمرا دون الحزبين الذين هاجمتهما وبالأخص (التقدمي)، وللأسف فإن مقالتك هذه تأتي بالتزامن مع حملة حزب يكيتي على التقدمي والوحدة وتدخلاته في أزمة التحالف الأخيرة وإعتباره 14 مستقلا في التحالف بأنهم ذيول  وأتباع للحزبين المذكورين، ويدعو الى عزل التقدمي لوحده دون أحد.
 وهنا إن كنت تسمح لي سأقدم عدد من النقاط انطلاقا مما ذكرت في مقالك موضوع الرد، حيث أنك تقول في ختامه : “فهل من عمل على تمزيق و تشتيت الشعب الكردي قادر على توحيده ؟  سؤال برسم المنطق و العقل السليم .”
1- ما يفهم من الجملة السابقة أنك تدعو الى توحيد الشعب الكردي من خلال مرجعية، ولكنك تحمل التقدمي والوحدة مسؤولية عدم بناء تلك المرجعية في مواضع سابقة من مقالك! أنا أفهم أنك تقصد بالشعب الكردي، ممثلي : (أحزاب سياسية، جمعيات المجتمع المدني، الفعاليات الإجتماعية، الفعاليات المهنية والإقتصادية،…) وأعتقد أن معظم القراء يؤيدونني في هذا، وبمراجعة بسيطة لأزمة التحالف سنرى بأن الخلافات دبت فيه بسبب دعوة حزبي الوحدة والتقدمي الى توسيع صلاحيات مجلسه العام المكون من 26 عضوا ( 14 مستقل + 12 من ممثلي أحزاب التحالف الأربعة)، وهذا يعني أن المستقلين سيكون لهم الدور الأكبر في اتخاذ قرارات التحالف كونهم الأغلبية، وهذه النقطة تسجل للوحدة والتقدمي كونهما يطالبان بإعطاء المزيد من المهام للمستقلين ( ويوجد بينهم الطبيب والمهندس والمزارع والفنان والموظف والحقوقي ووو).

ملخص القول ونتيجته هي: التحالف قائم وموجود بكل عيوبه ونواقصه، ولكنه بالنهاية هو الإطار الوحيد الذي فيه حضور للمستقلين وعددهم أكبر من عدد الحزبيين، فهل المنطق يفرض على المستقلين من أمثالي وأمثال الأخ زيور أن نؤيد زيادة صلاحية المستقلين في التحالف ومشاركتهم الفاعلة في اتخاذ قراراته، أم يجب علينا أن نحارب الأحزاب التي تدعو الى ذلك (الوحدة والتقدمي) ونصف المستقلين بالذيول والأتباع؟
اذا دعوة الوحدة والتقدمي الى زيادة صلاحية المجلس تؤكد وجود النية الحسنة عندهما تجاه المرجعية والعمل على بنائها، ولكن مرجعية حقيقية يُمثَّل فيها كل الشعب الكردي، وليس الأطر الثلاث لوحدها مع اعتماد الرؤية السياسية المشتركة ورقة عمل للمؤتمر والإعتماد عليها لتشكيل المرجعية، وأنا هنا واحد من أبناء الشعب الكردي المستقلين وتجسيدا لدوري ووجودي في مجتمعي وإصرارا مني على ممارسة كامل حقي في تشكيل المرجعية، إني أؤيد موقف الوحدة والتقدمي بكل ما عندي من قوة، وسأساهم قدر استطاعتي في بناء مرجعية كل الشعب الكردي، لا مرجعية الجبهة والتحالف والتنسيق.
2- وصفت حزبي الوحدة والتقدمي بالإستئثار بحصة الأسد في التحالف الكردي وإعلان دمشق، ماذا تعني بحصة الأسد؟ لكل حزب 3 ممثلين في التحالف، فهل 3 الوحدة و3 التقدمي تفوق عددا 3 البارتي و3 اليساري،وبالنسبة لإعلان دمشق فإن عبدالحميد درويش انتخب نائبا لرئيسة المجلس من قبل المجلس نفسه أي أن التحالف لم يرشحه أو يزكيه لذلك، واختار التحالف نصرالدين ابراهيم سكرتير البارتي لتمثيله في إعلان دمشق؟ هذا تجن على الوحدة والتقدمي أخي زيور عندما تصفهم بالإستئثار ولا أدري سبب انجرارك إليه، وللعلم فإن المستقلين في التحالف شاركوا في اختيار نصرالدين ليكون ممثل التحالف في إعلان دمشق، أي أنهم قاموا بكامل دورهم في حسم الجدل حول هذا الموضوع،  وواجب المستقلين في المرجعية التي نتمنى كلنا أن ترى النور، هو ان يشاركوا بآرائهم ويقيموا آراء الآخرين لإتخاذ موقف يعبر عن رأينا نحن أبناء الشعب الكردي من غير الحزبيين.

ولن نقبل منهم أن يكونوا على هيئة أعضاء مجلس الشعب السوري ينامون أثناء الجلسات وفي نهايتها يقولون ” نعم، نعم، نعم “، ولا أظنك تخالفني في هذا إن كنت مؤيدا لحق المستقلين من أبناء الشعب الكردي بالتواجد في مرجعية تستحق تمثيل كافة الشعب الكردي.
3-  اتهمت التقدمي بأنه سعى لبناء بديل للمرجعية، يمثل فيها فقط الوحدة والتقدمي (تحالف) والبارتي (جبهة) وآزادي (تنسيق)، وإن كان صحيحا فإنه موقف مرفوض وتصرف غيرمسؤول، ولكن لماذا نحن المتواجدون في سوريا لم نسمع بالخبر من مصدر موثوق واحد على الأقل؟ صحيح أنه دارت هكذا أحاديث ووجهت أسئلة كثيرة الى الأحزاب الخمسة المذكورة إلا أنها رفضت الموضوع جملة وتفصيلا بل وأصرت على عدم بناء مرجعيات “مزورة” لا يكون كل أبناء الشعب الكردي ممثلين فيها، ونحن إن شككنا في صحة ما تقوله الأحزاب الأربعة المذكورة وحسن نواياها تجاه المرجعية الحقيقية (رغم ان كلها برأيي محل ثقة)، فإن الأجدر بنا ان ننسى موضوع المرجعية الحقيقية لأنها لن ترى النور إن لم تعمل هذه الأحزاب الأربعة في سبيل بنائها، ولن يكون غياب واحد من الأحزاب الأربعة أقل تشويها للمرجعية من غياب المستقلين، والمرجعية لايمكن تصورها بدون تلك الأحزاب أو المستقلين.
وأضم صوتي إلى صوتك واقول بأن البارتي (جبهة) لن يسمح بهذه الخروقات لو فكر أحد في القيام بها وهو صمام الأمان في كل عمل ذي صلة بمصالح الشعب الكردي ، وأؤكد ثقتي بعدم وجود هذا التوجه لامن قبل التقدمي ولامن قبل أي من الأحزاب الأربعة التي ذكرتها، واستطيع القول بانك  توصلت إلى حكمك بالإتهام دون أن تعرف أو تعتمد على كامل جوانب الموضوع وحيثياته.
4- تقول أن: ” مرجعية سياسية كردية موحدة هي وسيلة و ليست هدف , الغاية منها توحيد الشعب الكردي , و تنظيم صفوفه , و قيادته لتحقيق مطالبه , و إنتزاع حقوقه.” وهذا هو جوهر الموضوع ولبه، فالأحزاب لا تتفق فيما بينها ولا تأتي برأي مشترك لأن كل منها يؤمن بصحة رأيه وصوابيته ومراعاته لمصالح الشعب الكردي، دون أن يكون للشعب نفسه حق الإدلاء برأي أو  قبول رأي من بين الآراء ، هذه هي الفكرة، أن يتواجد المستقلون في المرجعية ليقربوا بين الآراء ويختاروا الأفضل منها لتكون المرجعية بصدق قائدا ودليلا لنضال الشعب الكردي، لا أن تكون مجلسا سياسيا أو قيادة مشتركة للجبهة والتحالف والتنسيق فقط وكأنهم وحدهم من يمثل الشعب الكردي.
وختاما، أؤكد على ضرورة دعم موقف المستقلين أينما كانوا، وأدعو كل الكتاب والمهتمين بالشأن الكردي العام ان يكونوا سندا للمستقلين (الممثلين الحقيقيين لأبناء الشعب الكردي من غير الحزبيين) وضرورة تواجدهم في أي إطار كان، وعدم التنازل عن حقوق المستقلين في التواجد في المرجعية التي نبتغي كلنا بنائها وجعلها حقيقة لتكون مرجعية شرعية تقود نضال الشعب الكردي بكل فئاته، وأشكرك أخ زيور العمر على جرأتك وحسرتك في تناول المرجعية، رغم سوء التقدير (حسب رأيي) الذي شاب بعض فقرات مقالك.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…