ليس رداً على علي شمدين

بهرام مامو
 
ليس رداً على علي شمدين يبدو أن السيد علي شمدين قد شعر بأن صورته بدأت تختفي شيئاً فشيئاً من على صفحات المواقع الإلكترونية, فرأى أنه من الواجب عليه كشخص يعتبر نفسه إعلامياً وكاتباً, ويرى نفسه مجبراً للرد وبأي شكل من الأشكال على حزب يكيتي الذي بات يطارده في حلمه ويقظته ويعكر عليه راحته التي أنعم بها هناك في كردستان العراق, حتى لو كان ذلك بالدفاع (مجاناً) عن شخص معروف بعنصريته تجاه الأكراد وبعلاقاته الأمنية .
لقد قرأت تلك المقالة المنشورة في جريدة يكيتي حول المطران متى, ولم أجد فيها شئياً لامعقولاً حتى يتهيج له علي شمدين ويصرف من طاقته ووقته (الثمين) للرد عليها, بل على العكس تماماً هناك بعض الامور الموضحة في المقال كنا نجهلها عن ذلك المطران الذي يكاد قلب علي شمدين (يتقطع) عليه لبرائته ونزاهته, متناسياً تماماً ماحدث يوم الندوة التي أقامها حزبه العتيد لسعيد لحدو, ألم يطالب سعيد لحدو وهو من قيادات المنظمة الاثورية, الكورد بتقديم إعتذار للأشوريين والأرمن بسبب أفعال لم يرتكبوها إلا إذا كان التقدمي يريد أن يلبس هذه التهمة أيضاً للشعب الكردي في سبيل إظهار أسم سكرتيره وجعله بطلاً قومياً ومصلحاً إجتماعياً؟!!, ألم يسعى سكرتير شمدين لدفع المثقفين الكورد للتوقيع على إعتذار بأسم مثقفي الشعب الكوردي للأرمن والأشوريين؟!! حتى إنني أتذكر أن الكاتب عبدالرزاق أوسي وأخرين وقفوا ضد هذا المشروع وبهذا فشلت خطط عبدالحميد درويش, ثم أن المقالة لم تكن مجرد كلام فارغ بدون أدلة وأنما تحتوي على أدلة وإثباتات وهنا نذكر حرفياً ماورد في جريدة يكيتي: “تضخيم (أي المطران متى) الحوادث الاجتماعية العادية اليومية والخلافات الاقتصادية بين المواطنين الكرد والسريان، وإعطاءها بعداً دينياً وعرقياً وتحميل الكرد ككل مسؤولية ذلك، واستخدام بعض الحاقدين سياسياً على الكرد لنشرها في وسائل الإعلام المتنوعة (إنترنت، فضائيات، صحافة،…الخ)، أمثال السيد عبد المسيح قرياقس الصدامي، والذي سجنه النظام لمدة 17 عاماً بسبب تعامله مع البعث العراقي، واعتماده كرجل مهم في مجلسه الاستشاري (المجلس الملّي)، وهو صاحب الخطبة العصماء التي دعا فيها العرب إلى حمل السلاح ضد الكرد في اجتماع قرية جرمز في 4/6/2005 بالتعاون مع محمد الفارس من عشيرة طي بإشراف رئيس فرع المخابرات العسكرية في المحافظة”.

فأين هي الإتهامات الباطلة التي تتحدث عنها يا أستاذ علي؟! ثم تقول الجريدة: ” توجيهه(أي المطران متى) للجالية السريانية في الخارج للوقوف إلى جانب السفارات السورية في تدعيم رأيها في كل حدث قد يحصل في الداخل، وتوجيه الجالية إلى إنشاء روابط للمهاجرين في الدول الغربية مرتبطة بالسفارات، واستخدام السفارات لهم كأدوات لجمع المعلومات عن الجالية الكردية”, وأخواننا أكراد أوروبا يعرفون هذا جيداً, فأين هو الوجه الحسن لنيافته يا سيد علي؟! لكن يبدو أنها ليست تلك المقالة التي تتحدث عن المطران متى هي التي هيجت علي شمدين, وإنما المقالة الأخرى المنشورة في نفس العدد والتي تبين وبكل وضوح كيف أن قرارات مجلس الأمن القومي البعثي وأفكار سكريتره العتيد (الذي يستحق بدون شك تسجيل أسمه في كتاب غينس للأرقام القياسية في عدد سنوات الحكم) ليسا سوا وجهان لعملة واحدة, لذلك لم يجد في ذلك سوى التحجج بمقالة المطران للرد على يكيتي الذي لم يفعل شيئاً سوى كشف الحقائق للشعب الكردي, وبدأ بتصويب سهامه المسمومة وسيل إتهاماته الجاهزة التي باتت مدرسة التقدمي التي كنا (للأسف الشديد) يوما من الأيام تلاميذ فيها, تدرسها للرفاق والكوادر والقاعدة الجماهيرية (العريضة).

ولكن للأسف الشديد أستاذ علي, خابت حججك, ولم تفلح هذه المرة بالتشويش على يكيتي ومسيرة يكيتي, لأن يكيتي أكبر من هكذا مهاترات, ولم تفلح ايضاً بإظهار صورتك في صفحات الأنترنيت لأن مواضيعك باتت مستهلكة فأنصحك ياسيدي الفاضل بالبحث عن أشياء أخرى كالتي كنت تجيدها عندما كنت هنا وأنت تعرف جيداً ماذا أقصد.

*ملاحظة الأسم مستعار للضرورة الأمنية المفروضة علينا هنا في سوريا وليس لأي شيء أخر.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…