انطلقت فضائية «كردستان تي في» قبل عقد من السنين على رغم الظروف العصيبة التي كان يمر بها الإقليم الكردي العراقي المحاصر آنذاك من جهاته الأربع ، لاسيما من جهة بغداد لتكون أول فضائية كردية تبث من أرض كردستان وتنقل آلام الشعب الكردي وآماله إلى العالم.
وعلى رغم أن القناة نجحت في تبوأ مكانة رائدة في المشهد التلفزيوني الفضائي الكردي إلا أن القسم العربي فيها، شأن بقية الأقسام العربية في الفضائيات الكردية الأخرى، ظل يراوح مكانه من دون أي تطور يذكر لا كماً ولا نوعاً.
ولقد عانت هذه القناة كثيراً من محاصرة دول الجوار في شكل كان يمنع عنها حتى أشرطة التسجيل أو الكاميرات الحديثة، وهي ما زالت تعاني من نقص الكادر المتخصص».
وعن مدى ارتفاع منسوب الحريات الإعلامية في إقليم كردستان العراق، وإذا كان ممكناً الحديث عن سلطة رابعة كردية يجيب:
«من السابق لأوانه الحديث الآن عن السلطة الرابعة في بلد ما زال تحت التكوين الديموقراطي والفيدرالي وأمام هجمة بربرية شرسة تتعرض لها كل مفاصل المجتمع وسلطاته.
وعلى رغم ذلك فإن الإقليم يتمتع بوضع إعلامي ربما ينافس فيه كثيراً من الدول المستقلة والمصنفة ديموقراطية، ويقيناً ثمة مساحة لا بأس بها من الحريات الإعلامية قياساً إلى واقع الحال والجوار، لكنني أرى أنها أقل من طموح المواطنين والإدارة معاً».
ورداً على سؤال عن أهم مظاهر الخلل في أداء الأقسام العربية في الفضائيات الكردية والحاجة إلى فضائية كردية ناطقة بالعربية، يقول كريم:
«لا توجد أساساً أقسام كهذه في الإعلام الكردي المرئي عموماً، وما نشاهده أو نسمعه أحياناً فهو لا يتجاوز نشرات إخبارية مقتضبة وبضعة برامج أسبوعية محدودة.
من هنا نحن أحوج ما نكون إلى قناة كردية ناطقة بالعربية، ولقد دعوت إلى ذلك منذ عام 2004 ولم أسمع سوى صدى صوتي».
وهل يعتبر إن نشرة يومية موجزة مع برنامج واحد في الأسبوع حصة كافية للقسم العربي في فضائية «كردستان تي في» لاجتذاب المشاهد العربي وإيصال الصوت الكردي اليه لاسيما في العراق يجيب:
«نعاني مشكلة في إيصال الخطاب الكردي إلى الرأي العام العربي، ولسان حالنا يقول للإخوة العرب هلموا لتعلم الكردية من اجل مشاهدة برامجنا، ولا أخفي عليك فحالنا مع البث باللغات التركية والفارسية والانكليزية لا تقل تواضعاً ووهناً عنها مع بثنا باللغة العربية».
وعن رأيه في التعاطي الإعلامي العربي مع القضية الكردية عموماً ومع تجربة كردستان العراق خصوصاً يقول:
وأستطيع القول أننا الشاشة الحاضرة في غالبية البيوت الكردية حتى تلك التي في المهجر والشتات» .
ويبقى السؤال: بين الشعر والرسم والكتابة والتلفزيون أين يجد كفاح محمود كريم نفسه أكثر؟ يجيب: «هي جميعاً قنوات للتعبير عما في الدواخل من أحاسيس وأفكار ووسائل لإيصالها إلى الآخرين، وقد نجح أخيراً التلفزيون والشعر في إزاحة الفرشاة جانباً ليتفرغ القلم والشاشة لعملية النقل المباشر لبرامج العقل والقلب».